الامارات

ما أسباب الارتعاش

ما أسباب الارتعاش

الارتعاش

يُعرّف ارتعاش العضلات بحدوث شدٍّ وانقباض للألياف الّتي تُشكّل العضلات بصورة لا إرادية، وعادةً ما يكون مُزعجًا ويُسبّب شعورًا بعدم الرّاحة، ويحدث ارتعاش العضلات لأسباب كثيرة؛ كفرط الإجهاد، أو الإفراط في تناول الكافيين، أو سوء التّغذية، أو ممارسة التّمارين الرّياضيّة، أو كأحد الآثار الجانبيّة لبعض الأدوية، فيُصاب الكثير من الأشخاص بارتعاش في عضلات الجفن أو إبهام اليد أو بطّة السّاقين، وهذا النّوع من الارتعاشات يذهب لوحده بعد عدّة أيّام ولا يدعو للقلق، ولكن يُمكن أن تتواجد أسباب أخرى للارتعاش؛ كمشاكل في الأعصاب أو غيرها من الحالات الطبيّة.

أسباب الارتعاش

توجد العديد من الأسباب لحدوث الارتعاش، يُذكر منها ما يأتي:

  • الإفراط في بذل الجهد: فعندما يُمارس الشّخص التّدريبات الرّياضيّة بقوّة أو لفترة طويلة، فقد تتعرّض عضلات الشّخص للارتعاش، وعادةً ما تكون عضلات الذّراعين والسّاقين الأكثر عُرضة لحدوث الارتعاش النّاتج عن بذل الجهد الزّائد، فالعضلات الّتي تتحرك وتعمل بكثرة تكون أكثر عُرضة للارتعاش؛ كعضلات بطّة الفخذ، والعضلة ذات الرّأسين العضدية، وتُشير الأبحاث إلى أنّ التّعب العضلي والارتعاش قد ينتج لسببين؛ أوّلهما أنّ التّمارين تُسبّب تعب العضلات، وتعب العضلات يُحفز تشنّج وشدّ العضلات وبالتّالي الارتعاش، أمّا السّبب الثّاني فخلال التّمارين يحدُث خللًا في الإلكترولايت أو الكهارل بسبب التّعرّق، وللكهارل دورًا مهمًّا في انقباض العضلات، وعند فقدانها يحدث ارتعاش العضلات.
  • عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النّوم: تلعب المواد الكيميائيّة الدّماغية أو النّاقلات العصبيّة دورًا في نقل المعلومات من الدّماغ إلى الأعصاب التي تتحكم بانقباض العضلات، فقلّة النّوم قد تُؤثّر على كيفيّة عمل مستقبلات النّواقل العصبيّة، وهذا يعني أن الناقلات العصبيّة ستتراكم في الدّماغ، مما ينتج عنها ارتعاش في العضلات وخصوصًا في منطقة الجفن.
  • تناول الكافيين: فشُرب الكثير من القهوة أو الشّاي أو مشروبات الطّاقة الّتي تحتوي على الكافيين قد تُسبب ارتعاش العضلات، فالكافيين مادّة منشّطة تُحفّز ارتعاش العضلات في أي مكان في الجسم.
  • نقص الكالسيوم: يحتاج الجسم إلى الكالسيوم لدعم وظائف العضلات، فعند وجود نقص في مستويات الكالسيوم في الجسم يُسبّب ذلك ارتعاش العضلات.
  • نقص المغنيسيوم: يلعب المغنيسيوم دورًا مهمًّا للحفاظ على صحّة الأعصاب والعضلات، كما يُساعد على نقل الكالسيوم عبر أغشية الخلايا لدعم وظائف الأعصاب والعضلات، لذا فإنّ نقص المغنيسيوم يُسبّب ارتعاش العضلات في أي مكان في الجسم بما في ذلك عضلات الوجه.
  • نقص فيتامين د: تحتاج الأعصاب إلى فيتامين د لنقل الرّسائل من وإلى الدّماغ إلى عضلات الجسم، فعند حدوث نقص في مستويات فيتامين د يُسبّب ذلك الارتعاش.
  • الجّفاف: فتُشكّل نسبة الماء ما يُقارب 75% من كتلة العضلات، إذ يُساعد الماء أيضًا في نقل العناصر الغذائيّة والمعادن إلى العضلات لدعم وظيفتها، فإذا لم يشرب الشّخص ما يكفي من الماء فقد يُصاب بالجفاف الذي يسبب ارتعاش العضلات.
  • التّوتّر والقلق: فعندما يُعاني الشّخص من القلق والتّوتّر ينتج عنه أيضًا توتّر وشدّ العضلات، مما ينتج عنه الارتعاش، وتحدُث في أي منطقة من مناطق الجسم.
  • تناول بعض الأدوية: يُمكن لبعض الأدوية أن تُسبب الارتعاش اللاإرادي لعضلات الجسم، وذلك كأثر جانبيّ للدواء، أو بسبب تفاعله مع الأدوية الأخرى.
  • الضّمور العضلي: وهي مجموعة من الأمراض الموروثة الّتي تُسبّب تلفًا وضُعفًا في العضلات مع مرور الوقت، فيُمكن أن تسبب الارتعاش العضلي في الوجه والرّقبة أو الوركين والكتفين.
  • التّصلّب الجّانبي الضّموري “ALS”: وهي حالة مرضيّة ينتج عنها موت الخلايا العصبيّة وبالتّالي حدوث الارتعاش، ويحدث في أي جزء من أجزاء الجسم وعادةً في الذّراعين والسّاقين أوّلًا.
  • ضمور العضلات الشّوكي: ينتج عن هذه الحالة المرضيّة ضررًا في الخلايا العصبيّة الحركيّة في الحبل الشّوكي، ممّا يؤثّر على التّحكّم في حركة العضلات، ومن الممكن أن تسبب ارتعاشًا في عضلات اللّسان.

أنواع الارتعاش

ثمة أنواع عديدة من رجفان الجسم (ارتعاش الجسم) عند الإنسان، وتشمل ما يأتي:

  • الارتعاش الأساسي: يعرف الارتعاش الأساسي بأنه أكثر أنواع اضطرابات الحركة شيوعًا بين النّاس، وتكون شدته خفيفة عادة، وتتفاقم أعراضه ببطء عند الشخص؛ إذ إنه يصيب جانبًا واحدًا من الجسم في بادئ الأمر ثم يصيب كلا الجانبين في غضون بضع سنوات، ولا يعتقد أن الارتعاش الأساسي مرتبط بأي حالات صحية عند الشخص، بيد أن بعض الدراسات الحديثة أشارت إلى وجود صلة بينه وبين الضمور البسيط في المخيخ، وهو الجزء المسؤول في الدماغ عن الحركة، وعمومًا، يرتبط الارتعاش الأساسي بصعوبة المشي، وضعف السمع، ويعرف أنه من الحالات التي تسري بين أفراد الأسرة الواحدة.
  • ارتعاش مرض باركنسون: يكون الارتعاش في حالات كهذه مستمرًا، ويكون غالبًا العلامة الأولى الدالة على الإصابة بمرض باركنسون، وينجم ارتعاش مرض باركنسون عن تلف أجزاء الدماغ المسؤولة عن الحركة، ويصاب الإنسان به عادةً بعد عمر الستين، وتبدأ أعراضه بالظهور على أحد الأطراف أو على جانب واحد من الجسم، ثم تؤثر بعدها على الجانب الآخر.
  • ارتعاش خلل التوتر العضلي: يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من حركات ارتعاشية غير منتظمة، بيد أنّ الراحة مفيدة في تخفيف أعراضها، ويشيع هذا الارتعاش عند الأفراد المصابين بخلل التوتر العضلي المسبب لانقباضاتٍ لا إرادية في العضلات، وتسبب هذه الانقباضات اللاإرادية حركات متكررة أو التواءات أو وضعيات غير طبيعية، مثل التواء الرقبة، وقد تصيب أي شخص بصرف النظر عن عمره.
  • الارتعاش المخيخي: يعرف المخيخ بأنه جزء الدماغ المسؤول عن التحكم بالحركة والتوازن، ويحدث الارتعاش المخيخي في أثناء الحركات المقصودة التي يمارسها الشخص، ويكون ناجمًا عن الحالات التي تلحق أضرارًا بالمخيخ، مثل الأورام أو السكتة الدماغية أو التصلب المتعدد أو إدمان الكحول.
  • الارتعاش نفسيّ المنشأ: يتسم الارتعاش نفسيّ المنشأ ببداية مفاجئة، وتغير في اتجاه الارتعاش وجزء الجسم المصاب به، وانخفاض كبير في معدل النشاط عندما يكون الشخص مشتتًا، ويعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الارتعاش من اضطراب التحويل؛ وهو اضطراب نفسي يسبب بعض الأعراض الجسدية أو النفسية.
  • الارتعاش الانتصابي: يصيب الارتعاش الانتصابي منطقة الساقين عند الإنسان، ويكون عبارة عن حركات ارتعاشية متواترة وسريعة تصيب الشخص بعد الوقوف مباشرة، ويوصف الارتعاش في حالات كهذه بعدم الثبات (الاهتزاز)، الذي يتوقف عند الجلوس أو المشي.
  • الارتعاش فيسيولوجي المنشأ: يحدث الارتعاش في حالات كهذه نتيجة رد فعل الجسم على تناول بعض الأدوية، أو المعاناة من انسحاب الكحول، أو الإصابة ببعض الحالات الطبية مثل انخفاض سكر الدم أو اختلال توازن الكهارل في الجسم أو فرط نشاط الغدة الدرقية، ويختفي الارتعاش غالبًا عند علاج السبب الكامن وراءه.

أعراض الارتعاش

يعاني الشخص المصاب بالارتعاش من مجموعة واسعة من الأعراض الشائعة التي تتضمن ما يأتي:

  • الارتعاش المتواتر في اليدين أو الرأس أو الذراعين أو الساقين أو الجذع.
  • الصوت المرتجف.
  • صعوبة ممارسة بعض الأعمال اليدوية، مثل الكتابة والرسم والعمل على جهاز الكومبيوتر.
  • مواجهة صعوبة في الإمساك بالأشياء، مثل الملعقة.
  • المعاناة من حركات ارتعاشية في أثناء حالات التوتر أو الانفعال الشديد.

علاج الارتعاش

علاج الارتعاش ليس ضروريًّا لمعظم الحالات، إذ يختفي هذا الارتعاش لوحده خلال بضعة أيام، ومع ذلك فقد تحتاج بعض الحالات إلى العلاج إذا كان سببها أمراضًا خطيرة، فبناءً على التّشخيص المُحدّد قد يصف الطّبيب بعض الأدوية للتخفيف من الأعراض، ويُذكر من هذه الأدوية ما يأتي:

  • الكورتيكوستيرويد: كالبيتاميثازون والبريدنيزون.
  • مرخيّات العضلات: كالكاريسوبرودول والسيكلوبينزابرين.
  • حاصرات العضلات والأعصاب: كدواء incobotulinumtoxin A وrimabotulinumtoxin B.

الوقاية من الارتعاش

لا يمكن الوقاية من ارتعاش العضلات دائمًا، ولكن توجد بعض الأمور والتّدابير الّتي يمكن ممارستها للتقليل من خطر الإصابة بالارتعاش، ويُذكر منها ما يأتي:

  • تناول طعام صحي متوازن: يُمكن اتّباع بعض النّصائح للحصول على نظام صحيّ متوازن، ويُذكر منها ما يأتي:
    • تناول الخضراوات والفواكه الطّازجة.
    • تناول الحبوب الكاملة والّتي توفّر الكربوهيدرات للجسم للحصول على الطّاقة.
    • تناول كميّات معتدلة من البروتينات، ومحاولة الحصول على البروتينات من الدّجاج والتّوفو.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النّوم: فيحتاج معظم الأشخاص إلى 6-8 ساعاتٍ من النّوم كلّ يوم للبقاء بصحّة جيّدة، فالنّوم يُساعد الجسم على الشّفاء والتّعافي، ويمنح الأعصاب وقتًا للراحة.
  • السّيطرة على التّوتّر: يُمكن إجراء بعض التّدابير للتّخفيف من التّوتّر؛ كممارسة تقنيّات الاسترخاء كالتّأمل أو ممارسة اليوغا، وتعد ممارسة التّمارين الرّياضيّة 3 مرّات على الأقل أسبوعيًّا طريقة رائعة للحدّ من التّوتّر الشّديد، كما أنّ التّحدّث إلى معالج نفسي يُمكن أن يساعد أيضًا في التّخفيف من القلق والتّوتّر.
  • تبديل الأدويّة المسببّة للارتعاش: فاستشارة الطّبيب ضروريّة إذا كان الشّخص يتناول أدويّة منشّطة كالأمفيتامين وحدث معه ارتعاش للعضلات، فقد يكون الطّبيب قادرًا على وصف دواء آخر لا يسبب هذه الآثار الجانبيّة.
  • الحدّ من تناول الكافيين: فتجنّب تناول الأطعمة أو المشروبات الّتي تحتوي على الكافيين يُقلّل من احتماليّة حدوث ارتعاش العضلات.
  • الإقلاع عن التّدخين: فالنّيكوتين عبارة عن منشّطٍ خفيفٍ يؤثّر على الجّهاز العصبيّ المركزيّ، فالإقلاع عن التدخين يُساعد على التّقليل من الارتعاش ومن الإصابة بمشاكل صحيّة أخرى خطيرة.
السابق
علاج مرض السكري بالأعشاب
التالي
فوائد البطيخ الأحمر لمرضى السكري

اترك تعليقاً