الامارات

هل تعاني من متلازمة الرداء الأبيض إليك العلاج

هل تعاني من متلازمة الرداء الأبيض إليك العلاج

متلازمة الرداء الأبيض

تعرف متلازمة الرداء الأبيض أو ارتفاع ضغط الدم الرداء الأبيض أو تأثير الرداء الأبيض أو White Coat Syndrome بارتفاع ضغط دمك عند تواجدك في البيئات الطبية؛ كعيادة الطبيب أو المشفى، وهي حالة غير شائعة يصاب بها شخص واحدة من كل ثمانية أشخاص،ويلاحظ بأن الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة الذين يخضعون لفحص ضغط الدم الدوري يعانون من ارتفاع ضغط الدم قليلًا عند عيادة الطبيب مقارنة مع الفحوصات الدورية المنزلية التي يمكنهم القيام بها، وقد سميت هذه المتلازمة بهذا الاسم بسبب ارتداء الأطباء الذين يفحصون ضغط الدم رداءً أبيض، وقد اعتقد في البداية أن سبب هذه المشكلة هو القلق المتعلق بزيارة الطبيب، ولكن فيما بعد أثبت بأن الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة يعانون أيضًا من ارتفاع ضغط دمهم عند التعرض لمواقف حياتية أخرى تشمل القلق والغضب، وترتفع نسب الإصابة بحالة ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل عند المعاناة من هذه المتلازمة،وكذلك الأمر فيما يتعلق بالإصابة بأمراض القلب المختلفة، وقد تمثل هذه المتلازمة خطرًا عند تشخيصها كارتفاع ضغط الدم الاعتيادي، والبدء بالتعامل معها على هذا الأساس من خلال تناول الأدوية الخافضة للضغط، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الضغط كثيرًا والإصابة بأعراض حالة انخفاض ضغط الدم.

علاج متلازمة الرداء الأبيض

يعد بناء بالثقة بينك وبين طبيبك أهم طريقة لتساعدك في مكافحة متلازمة الرداء الأبيض، وذلك من خلال فتح قنوات التواصل بينكما، وإتاحة الحرية بالسؤال عما تريد وإجابة الطبيب بكل وضوح، إذ يقلل هذا الأمر بالإضافة إلى بناء العلاقة الطيبة مع الطبيب من قلقك، ويشمل هذا الأمر أيضًا جميع تصرفات الطبيب القولية والفعلية، فعلى سبيل المثال يمكن للطبيب تخفيف قلق المصاب من خلال التواصل السليم بالعين مع المصاب، والتربيت قليلًا على كتفه واخباره بأن كل شيء على ما يرام، واستخدام تعابير الوجه المريحة، كما يمكنك أن تمارس بعض الأمور التي تخفف من ضغط الدم والتي تساعدك على التحكم بضغط دمك وذلك بعد استشارة طبيبك مثل؛ خسارة الوزن الزائد، وممارسة التمارين الرياضية، وتقليل تناول الأملاح، والإقلاع عن التدخين، وقد يمتنع الطبيب عن صرف الأدوية المخفضة لضغط الدم لك إلا في حال فشل الطرق السابقة في علاج المشكلة، وللمؤسسات الطبية دور في علاج المصابين بهذه المتلازمة من خلال ما يلي:

  • يمكن لعمال المشفى أن يأخذوك في جولة توعوية في المشفى لتقليل القلق لديك من المتلازمة وتعريفك على ما يحتويه.
  • تقديمك للأطباء والممرضين للتعارف فيما بينكم قبل تقديم العلاج.
  • يمكن لأحد الأشخاص من أطقم المشفى أن يأخذك إلى مكان أكثر هدوءًا إذا كانت قراءة الضغط مرتفعة والفحص من جديد، وثم العودة إلى جلسة العلاج المطلوبة.
  • إعادة جدولة الموعد أو إجراء العملية الجراحية لوقت لاحق.

أسباب متلازمة الرداء الأبيض

يختلف معدل ضغط دمك طوال اليوم، وذلك كاستجابة لما تتعرض له خلال يومك من مواقف وأحداث، أما متلازمة الرداء الأبيض فتحدث عند قلقك من فحص الطبيب أو الممرض لضغط دمك، ويعاني الكثير من الأشخاص من التوتر عند التواجد في البيئات الطبية ولكن دون ملاحظة ذلك، وتؤثر متلازمة الرداء الأبيض على بعض الأشخاص أكثر من غيرهم، وقد يرتفع ضغط دمك بسبب هذه المتلازمة قرابة 30 ميليمتر زئبق، وهو ما يصعب إمكانية فحص ضغط دمك الطبيعي،وقد تظهر مشاكل الخوف من الأطباء مثل متلازمة الرداء الأبيض عند تعرضك عادة لحدث طبي أثناء صغرك؛ مثل رفضك التعرض لحقن اللقاح أو التطعيم مما أجبر الطبيب على تطعيمك بالقوة، وهو ما يؤثر على تجربتك الطبية عند تقدمك في السن، وفعليًا لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يحبذون الذهاب إلى الطبيب أو لا يشعرون بالقليل من القلق عند زيارة الطبيب، ولكن قد يعاني البعض من خوف وقلق حاد يؤثر على العلاج الحيوي والمهم للحفاظ على حياتهم، وقد تظهر عدة مشاكل أخرى إلى جانب الخوف من الرداء الأبيض مثل إغماء الشخص قبل تعرضه للحقن أو الإبر، والذي يندرج تحت أنواع التخوف المرضي، وهو ما قد يؤدي إلى ردود فعل شديدة من الشخص المتخوف، إذ قد يعاني مثل هؤلاء من نوبات الذعر، والدوار، وحتى الإغماء في بعض الأحيان، وقد لوحظ بأن 80% من الأشخاص المصابين بهذه الحالة لهم أقارب يعانون من نفس المشكلة، ولذلك يعتقد بأن للجينات تأثير على ظهور هذه الحالة، كما يصل عدد المصابين بهذه الحالة إلى ما يقارب 10% من سكان العالم، وبما أن معظم المعلومات الطبية التشخيصية تأتي من فحص الدم الذي يحتاج لغرز إبرة في الجلد، ولذلك قد يعد بعض الأطباء بأن مشكلة الخوف من الإبر من المشاكل الطبية العامة والهامة.

تشخيص متلازمة الرداء الأبيض

يعد تشخيص متلازمة الرداء الأبيض أمرًا صعبًا جدًا، إذ من الصعب الحصول على قراءة صحيحة لضغط الدم أثناء المعاناة من هذه المتلازمة، ويطلب الطبيب من الشخص المصاب بارتفاع ضغط الدم العودة مرة أخرى بعد عدة أسابيع لتأكيد الإصابة بارتفاع الضغط، وهو ما يؤدي إلى التشخيص الخاطئ لحالة ارتفاع الضغط الاعتيادي، إذ يكون الشخص فقط مصابًا بارتفاع الضغط عند التواجد بالقرب من الرداء الأبيض، وتوجد طريقتان للتخلص من هذه المشكلة والمقارنة فيما بين قراءة الطبيب والقراءة الصحيحة:

  • قياس ضغط دمك في المنزل: يمكنك قياس ضغط دمك في المنزل ومقارنتها مع الطبيب في القراءات التي أخذت في العيادة، وهو ما يساعد على تشخيصك بمتلازمة الرداء الأبيض.
  • قياس ضغط دمك على مدار 24 ساعة: تظهر لك هذه الطريقة طريقة تغير ضغط دمك خلال ما تعانيه في يومك، وتستخدم هذه الطريقة بواسطة جهاز رقمي صغير يمكنك ارتداؤه في النهار والليل، ويخزن هذا الجهاز القراءات لوحده لكي تعرض بعدها على الطبيب ولتأكيد الإصابة بضغط الدم أو متلازمة ارتفاع ضغط الرداء الأبيض.

كما تصل نسبة الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الرداء الأبيض عند تشخيصهم بارتفاع ضغط الدم إلى ما بين 15-30%، ولا يعني دائمًا ارتفاع ضغط الدم بأنك تعاني من متلازمة الرداء الأبيض، والعكس صحيح إذ لا يعني دائمًا أن تشخيصك بمتلازمة الرداء الأبيض أنك مصاب بارتفاع ضغط الدم الاعتيادي، وتعرف حالة عدم ارتفاع ضغط الدم عند التواجد في عيادة الطبيب وارتفاعه في مواقف أخرى باسم “حالة ارتفاع ضغط الدم المخفي”.

متلازمة الرداء الأبيض وصحة القلب

تظهر دراسة كبرى بأن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الرداء الأبيض يواجهون خطرًا أكبر بالإصابة بأمراض القلب أكثر من الأشخاص الذين يتمتعون بضغط دم طبيعي والمتمثل بـ 120/80 ميليمتر زئبق، فعلى الرغم من أن الجميع يعانون من تغيرات في ضغط الدم خلال اليوم، إلا أن الأشخاص المصابين بمتلازمة الرداء الأبيض أكثر عرضةً لهذه التغيرات، وقد شملت الدراسة أكثر من 27 دراسة مصغرة شملت أكثر من 64 ألف شخصًا من كلّ من؛ الولايات المتحدة، وأوروبا، وآسيا، وقد لوحظ بأن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الرداء الأبيض غير المعالج أكثر عرضةً لكلّ من؛ السكتة الدماغية، والذبحة الصدرية، ومشاكل القلب الأخرى بنسبة 36% أكثر من الأشخاص الذين يتمتعون بضغط دم طبيعي في عيادة الطبيب أو في المنزل، ويستثنى من هذه النتائج الأشخاص الذين يداومون على أدوية الضغط ويعانون من تأثير الرداء الأبيض بالرغم من ذلك، إذ لا ترتفع نسب الإصابة بأمراض القلب عند هؤلاء الأشخاص، ويعد قياس ضغط الدم على فترات مختلفة أحد أكثر الطرق التنبئية صحةً للإصابة بإمراض القلب ، وهي طريقة أفضل بكثير من فحص الدم فقط عند عيادة الطبيب، وفي دراسة كبرى أخرى شملت 63 ألف شخص ما بين عام 2004-2014 أجريت في إسبانيا، أظهرت أن الأشخاص المصابين بمتلازمة الرداء الأبيض أكثر عرضةً للوفاة بسبب ارتفاع ضغط الدم بنسبة 79% أكثر من الأشخاص الذين يتمتعون بضغط دم طبيعي، ومن هنا يمكن القول بأنك بحاجة لعلاج متلازمة الرداء الأبيض أو التعلم كيفية التعايش معها، وذلك لحمايتك من هذه المشاكل ومن تعرضك للإصابة بارتفاع ضغط الدم الاعتيادي.

متلازمة الرداء الأبيض وداء السكري

على الرغم من أنه لا توجد علاقة مباشرة بين متلازمة الرداء الأبيض وداء السكري سواء من النوع الأول أو الثاني، لكن لوحظ بأن الأشخاص الذين يتعالجون من داء السكري أقل عرضة للإصابة بمتلازمة الرداء الأبيض من الأشخاص غير المصابين بالسكري، وذلك بغض النظر عن معاناة المصابين بالسكري من السمنة أو التقدم في السن، وذلك لا يعني بأن الإصابة بداء السكري لا ترفع من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المخفي أو الاعتيادي، وتتضارب الدراسات حول التنبؤ بالإصابة بمتلازمة الرداء الأبيض عند المصابين بداء السكري، وتدل معظم الدراسات على أنها حالة حميدة ولا تستدعي القلق، ولا يعتقد بأن علاج متلازمة الرداء الأبيض أمرًا مفيدًا لمرضى السكري؛ وذلك لأن بعض الأدوية تقلل من الضغط كثيرًا مما يؤثر على حالة السكري خاصةً من النوع الثاني، كما أن لهذه الأدوية تأثيرًا سلبيًا على الشرايين، وعند الحاجة لعلاج هذه المشكلة عند مرضى السكري عن طريق الأدوية، يجب الانتباه دائمًا لمستويات السكري في الدم.

الوقاية من متلازمة الرداء الأبيض

يؤدي قلقك لوحده من ارتفاع ضغط دمك عند الطبيب إلى ارتفاع ضغطه بالفعل والتأثير على القراءة المأخوذة، لذا يمكنك وقاية نفسك من متلازمة الرداء الأبيض للحصول على قراءة صحيحة لضغط الدم، ولذلك يفضل اتباع ما يلي من خطوات للتقليل من إمكانية التعرض لأعراض متلازمة الرداء الأبيض:

  • مارس تقنيات الراحة المتعددة: توجد هنالك بعض تقنيات الراحة التي يمكنك أن تتبعها للتخفيف من حدة هذه المتلازمة مثل؛ ممارسة تمارين التنفس، وتقنية عدّ الأشياء باستخدام الحواس، وتشمل الأخيرة محاولتك على سبيل المثال عدّ ثلاثة أشياء يمكنك رؤيتها في غرفة الطبيب، وعدّ شيئين يمكنك سماعهما، وعدّ شيء واحد يمكنك لمسه، وهذه الطريقة تساعد على التركيز فيما يحيط بك وتقلل من تركيزك على الأشياء التي تقلقك عند الطبيب.
  • تحرك عند حاجتك لذلك: تعرف عيادة الطبيب أو المشفى بوجود أطباء وممرضين وعمال استقبال، إذ يؤدي كل منهم روتينًا معينًا يؤثر على نفسيتك إن كنت مصابًا بمتلازمة الرداء الأبيض، وفي هذه الحالة عليك الطلب من طبيبك الانتقال إلى مكان أكثر هدوءًا وفارغًا.
  • تأنى عند الحاجة: إن كنت ما تزال تعاني من القلق عند وصول دورك للدخول إلى الطبيب، فلا تقلق وخذ كامل وقتك لكي تستعيد راحتك من خلال التنفس بعمق، مما يزيد من دقة فحوصات ضغط الدم.

قَد يُهِمُّكَ

لا يقتصر الخوف من الأطباء على متلازمة الرداء الأبيض فقط، إذ توجد العديد من المخاوف الأخرى المتعلقة بالأطباء والبيئة الطبية بصورة عامة، لذا لا بد من اتخاذك لمجموعة من الإجراءات للتخلص من هذه المشكلة، وفيما يلي بعض النصائح التي يقدمها الخبراء والتي يمكنك اتباعها للتخفيف من خوفك من الأطباء أو الإجراءات الطبية:

  • تعرّف على ما يقلقك: لا يعرف معظم الأشخاص ما يقلقهم بالفعل، وهو ما يزيد من حدة هذه المشكلة، ولذلك يفضل لك التعرف على ما يقلقك لكي تستطيع التعامل معه.
  • تخلص من قلقك وتعامل معه بعقلانية: فمثلًا يتجنب معظم الرجال الخضوع للفحص الشرجي الهام لتشخيص سرطان البروستاتا وسرطان القولون والمستقيم؛ بسبب قلقهم من التأثير السلبي على وظيفتهم الجنسية، والخوف من الألم الذي يعد بسيطًا عند مقارنته بإنقاذ حياتك، ولذلك يفضل أن تتعامل من القلق بعقلانية، وألا تجعله يسيطر عليك.
  • اطلب المهدئات والأدوية المخدرة: وهو أمر مهم جدًا للأشخاص الذين يخافون التعرض للحقن أو الإبر.
  • اطلب جلسة مع الطبيب حول الألم المتوقع ومدة المعاناة منه قبل الخضوع لأي إجراء: يلاحظ بأن الأشخاص الذين يكونون على علم مسبق بما سوف يحدث أكثر راحة واستقبالًا من الأشخاص غير الخاضعين لموجز طبي عما سوف يحدث، فمثلًا يمكنك كطبيب أن تهيئ الشخص المصاب لاستقبال الحقن من خلال التوضيح له بأن الحقنة كوخز البعوض لا أكثر، وعليك كمريض طلب جلسة عن الألم أو الإجراء الطبي الذي سوف تخضع له.
  • جد طبيبًا آخر: لا حرج في اختيار طبيب آخر إن كنت تخاف طبيبك من الحالي، وللحصول على ردّ فعل مريح بعض الشيء.
  • جرّب العلاج السلوكي المعرفي: يساهم هذا العلاج في التخلص من مشكلة الخوف أو القلق الذي ينتج لديك من الأطباء خلال جلستين أو ثلاث فقط، وهو علاج يستهدف تغيير تركيز العقل على ما لا يخفيك.
  • اذهب مع شخص آخر لزيارة الطبيب: يفضل لك بعد التعرف على ما يخيفك عند الطبيب جلب أحد الأشخاص المقربين أو الأصدقاء معك، وهو ما يقلل من مثل هذا الخوف أو القلق؛ لأنك تعلم بأنهم مهتمين بصحتك كثيرًا.
السابق
ظاهرة التنمر الالكتروني وأساليبه
التالي
ماذا يعني الاعتماد العاطفي وهل تعاني منه

اترك تعليقاً