التعليم

هل تعرف راي الاسلام في وصف الانسان بالحيوان

قام الفلاسفة في قديم الزمان بوضع وصف للانسان حيث قام الفلاسفة بتشبيه الانسان بالحيوان. ومن اشهر الفلاسفة الذين وضعوا هذا التشبيه للانسان كان ارسطو. ولم يكن ارسطو حين قام بوصف الانسان بالحيوان يقصد المعني السئ او السلبي من الوصف بل كان يقصد ارسطو المعني الأخر وهو التعريف العام للانسان والذي يدل على ان الانسان يعتبر وجود حيوي اجتماعي. وقد اشار ارسطو ان الانسان يتشابه مع الحيوان وتظهر المقارنة بينهم وجود نوع من التقارب.

وصف الانسان بالحيوان

• وتظهر المقارنة بين الانسان والحيوان وجود تقارب بينهما خاصة عند انغماس الانسان في امور السياسة كما اشار الفيلسوف افلاطون. وقد اشار افلاطون ان السلوك الخاص بالانسان يتغير بصفة كبيرة عند تعلق الأمر بالسياسة حيث يتصف الانسان حينها بالتوتر كما تظهر عليه القسوة والانفعال. كما ان السلوك الانساني في المواقف السياسية يطغي عليه الانانية في التعامل كما يظهر بشدة حب النفس في تصرفات الشخص السياسي اضافة الى عدم المبالاة بالاخرين التى تظهر في تصرفات الانسان السياسي.

• اما عن تشبيه الانسان بالحيوان في الغرب فقد اعتاد الغرب على تبني بعض الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب. ويعتبر الغرب هذه الحيوانات أن لها دور جيد في التربية حيث يقومون بتربية هذه الحيوانات مع اطفالهم كما ان لها دور رئيسي في رعاية كبار السن ومساعدتهم.

• اما عن تشبيه الغرب للانسان ببعض الحيوانات فان له دلالات عديدة منها تشبيه الانسان بالصقر في تحليقه فوق السماء والجبال بأن يكون هذا الانسان يتصف بيعد التظر. اما في حالة تشبيه الانسان بالحمار ان هذا الانسان يتصف بالغباء او يتصف بقوة التحمل. وتختلف هذه الصفات باختلاف الافكار والمعتقدات في الشرق والغرب. كما قام النازيين من قبل بتشبيه الانسان بالحيوان حين قاموا بتشبيه الاعداء بالحشرات والجرذان.

تفسير التصرف الانساني

• قام الفلاسفة القدماء بتفسير التصرف الانساني انه تصرف معقد ومركب يتكون من عدة عوامل هى العاطفة والعقل والجسم. وقد اشار الفلاسفة أن الانسان والحيوان يشتركان في عاملين من الثلاثة عوامل وهما العاطفة والجسم. وعلى الرغم من ذلك فان الانسان في بعض الحالات يقوم بتخطي حدوده عند الغضب ويتصرف تصرفات غير سليمة وبذلك فان الحيوان يعرف حدوده ولكن الانسان لا يعرف هذه الحدود بل ويتخطاها في حالات شدة الغضب.

• وقد قام الفيلسوف توماس هوبز بتوضيح الارتباط الوثيق بين الحرية والامان وقد اشار ان التقدم من الوضع العادي والطبيعي الى الوضع المتقدم يعتبر تغلب على قانون الغاب الذي كلن يحكم الأرض ولكن هذا لا يمنع حدوث الحروب. واشار توماس هوبز ان على الحكام ان يقوموا بقييد بعض حريات المحكومين حتي يتم السيطرة عليه وضمان تحقق الأمان لباقي الاشخاص حيث انه قد وصف سلوك الانسان بانه مثل الذئب المتوحش الذي يجب السيطرة عليه.

• هذا وقد اشار الفلاسفة انه ينبغي ان يتحقق التوازن بين الأمان والحرية والسلام حتي يتحقق التقدم الحضاري. فان تم تفضيل مبدا الامان عن مبدا الحرية فان هذه من مقومات الحكم العسكري اما في حالة تفضيل مبدا الحرية عن مبدا الامان فان هذا من مقومات الديمقراطية. وفي حالة عدم وجود مقومات الديمقراطية عند الشعوب والتي تقضي بسيطرة العقل والمنطق على العاطفة والارادة فلا يمكن تحقيقها. وتلجا الشعوب في هذه الحالة الى الحكم العسكرى لحين نضج مفهوم الديمقراطية لديها لتجنب تعرض الانسان للضرر بسبب تفضيل الحرية على الامان.

• وقد اشار الفلاسفة الى المقولة الالمانية بانه من يعرف البشر يحب الحيوانات بانها مقولة صحيحة الى حد ما. وقد اضاف بعض الفلاسفة ان يرجع سبب ذلك الى ان الحيوانات بطبعها لا تعرف الشر وان الحقيقة الثابتة في سلوك الحيوان ان اساسه التعايش السلمي وقد اشار الفلاسفة ان الاستثناء في الحيوان هو ان يكون متوحش ومفترس. اما عن الانسان في وقت الحوار فقد شبه الفلاسفة الانسان في حالة عدم القدرة على الحوار بالحيوان.

راي الاسلام في وصف الانسان بالحيوان

• كرم الله سبحانه وتعالى الانسان وخلقه في احسن صورة وميزه بنعمة العقل والتفكر. وبعد انتشار افكار الفلاسفة القدماء بان الانسان مثل الحيوان فقد جاء ذلك متعارضا مع تكريم الله سبحانه وتعالى للانسان وتزايدت التساؤلات حول راي الاسلام في وصف الانسان بالحيوان الذي نشره الفلاسفة القدماء. وبعد ان تم البحث تم التوصل الى ان التفسير الذي فسره العلماء كان خاطئا ولم يكن كما توصلوا اليه في التشبيه بالحيوان.

• اما عن الحقيقة في تفسير الاية الكريمة من سورة العنكبوت فقد شبه الله سبحانه وتعالى الانسان بالكائن الحي لان الحيوان في اللغة العربية تعني الحياة الكاملة التي تملؤها الحيوية وهو ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى [وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون[. (سورة العنكبوت: 64). كما جاء ذلك متعارضا مع تكريم القران الكريم للانسان في قول الله تعالى في سورة الاسراء ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً[. (سورة الإسراء:70).

السابق
ما هي جوازم الفعل المضارع
التالي
روبرت كوخ مكتشف الجمرة الخبيثة

اترك تعليقاً