أدعية

هل يجوز الصيام في شهر شعبان؟

هل يجوز الصيام في شهر شعبان؟، يستحب صيام شهر شعبان كما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصومه، وكان حريصًا على ذلك، وقال بعض العلماء، مثل النسائي وأبو داود، إنه صام  الشهر كاملاً، وغيرهم مثل: قال حافظ وابن باز أنه صام كل شيء إلا القليل منه.

هل يجوز الصيام في شهر شعبان؟

وضح الكثير من العلماء الأدلة للإجابة على هل يجوز الصيام في شهر شعبان، وبيان أقوالهم في ذلك آتياً:

1- الحنفية

  • أباحوا صيام شهر شعبان؛ باعتباره أفضل صيام التطوع بعد الفريضة، واستحباب صيام شهر شعبان في سائر أيامه، فقد جاء في السنة النبوية مما ورد عن الصحابي انس – رضي اللّه عنه – مبيناً فضل صيام هذا الشهر الجليل.
  • عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (سئل النبي – صلى الله عليه وسلم – أي الصوم أفضل بعد رمضان قال: شعبان لتعظيم رمضان، قال فأي الصدقة أفضل؟، قال: صدقة في رمضان).
  • كما ورد في رواية أخرى، عن الصحابي الكريم أسامه بن زيد – رضي الله عنه – قال يا رسول الله:
  • لم لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان؟، قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي و أنا صائم ).

2- المالكية

قال المالكية في هل يجوز الصيام في شهر شعبان أنه يستحب صيام شهر شعبان قدوة وإقتداءً بالنبي – عليه افضل الصلاة والتسليم، حيث كان يصوم أكثر أيامه.

كما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قولها: ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا قط كاملاً إلا رمضان، ولا أفطر شهراً كاملاً قط، وما كان يصوم شهراً أكثر مما كان يصوم في شعبان).

3 – الشافعية

أخذوا صيام شهر شعبان من السنة النبوية الشريفة، والتي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، والدليل عليه صيام الرسول صلى الله عليه وسلم أغلب الشهر.

4- الحنابلة

  • في الإجابة عن هل يجوز الصيام في شهر شعبان رجح الحنابلة أن صيام التطوع في شهر شعبان أفضل من صيام التطوع في الأشهر الأخرى مثل شهر الله المحرم.
  • وذهبوا بصحة رأيهم بأن شعبان يسبق شهر رمضا مباشرة، أي أنه قريب منه، كما أن منزلته من منزلة السنة الراتبة من الفرائض في الصلاة.
  • مما يؤكد فضل الصيام في شهر شعبان اختلافا عن مجموعة الشهور الهجرية الأخرى، باعتبار قربه من شهر رمضان المبارك.
  • وعلى الرغم من ذلك إلا أن الحنابلة رجحوا عدم صيام شهر شعبان كاملاً واستحبوا ذلك قدوة واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • حيث لم يذكر أنه صلى الله عليه وسلم صام الشهر كاملاً ، ولم يصم أي شهر من شهور السنه كاملاً إلا شهر رمضان، وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
  • ( ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا قط كاملا إلا رمضان، ولا أفطر شهراً كاملاً قط، وما كان يصوم شهراً كاملاً أكثر مما كان يصوم في شعبان).

فوائد صيام التطوع في شعبان

  • صيام التطوع من أجل وأفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل بعد الفريضة، وفي حديث صحيح عن أبي سعيد-رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
  • (من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً).
  • وكما أن صيام التطوع غايته إدامة صلة العبد بربه، وزيادة قبوله ومحبته عند الله عزّ وجل، وكلما كانت النية خالصة لوجه الله عز وجل، كلما تُرفع همة في الطاعات والقربات، ويدفعه إلى زيادة الخيرات والأمر بالمعروف.
  • وينهيه عن الوقوع في المعاصي والذنوب والمنكرات، ويطيب الروح والحياة، ويقيم المرء ودينه، ويبعده عن شهوات الدنيا.

حكم صيام النصف الثاني من شعبان

أما إذا تطرفنا بالحديث في حكم في نصف شعبان، حسب الأئمة الأربعة وجمهور العلماء أباحوا صيام النصف الثاني من الشهر، وكانت هذه المسألة مهمة جدا حسب مجموعة من الأدلة الواردة في ذلك، وفيما يأتي بيان أقوالهم وآرائهم:

1-الحنفية

  • استباح الحنفية صيام شعبان في منتصفه، وأخذوا ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه، إذ قالت: ( كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان) دليلاً على إباحته.
  • وقد ورد عن النبي كراهية الصيام في النصف الثاني من شعبان، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا صوم بعد النصف من شعبان حتى يجيء شهر رمضان ).
  • وقد أخذوه الحنفية على أنه خطاب ورسالة من نبينا الكريم للمسلمين من النبي صلى الله عليه وسلم إشفاقاً عليهم من أن يتملكهم الضعف والوهن قبل بدأهم في صيام شهر رمضان، فكان هذا الصيام محظوراً في حقهم، ومباحا مسموحا ً في حق نبيهم.
  • ثم وردت أدلة تبيح صيام شهر شعبان في نصفه الثاني، وأنه داخل حدود صيام التطوع المسنون.
  • ومن ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام نبي الله داود عليه السلام،
  • ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه ، ويصوم يوماً، ويفطر يوماً).
  • ويبين الحديث أن أفضل أيام الصيام صيام يوم وإفطار يوم في سائر أيام شهور السنه بما فيها شهر شعبان.

2-المالكية

فأجازوا الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، واسندوا رأيهم إلى ما ورد في السنة النبوية الشريفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحرص على صيام شهر شعبان بتمامه.

3-الحنابلة

أجازوا صيام النصف الثاني من شهر شعبان.

4-الشافعية

نجد أنهم أخبرونا بكراهية صيام النصف الثاني من شهر شعبان، للنهي الذي ورد عن ذلك، إلا في حالة توجب عذر الشرعي الصيام، مثل: كفارة الصيام، أو النذر، أو قضاء.

فحينئذ لا يكره حقه، ولا يكره في حق من وصله بما قبله، مثل: صيام يوم الانتصاف، أما إذا صام قبل يوم الانتصاف، وبعدها أفطر يكون الصيام في هذه الحالة مكروها بدون عذر.

حكم صيام ليلة النصف من شعبان

  • لا يجوز إفراد صيام ليلة نصف شهر شعبان هذه الليلة ليس لها ميزة على الآخرين؛ فهي ليلة كسائر الليالي، وكل ما ورد في فضلها ضعيف.
  • كالحديث الذي رواه ابن ماجه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنّه قال:
  • (إذا كانت ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ فقوموا ليلَها، وصوموا نَهارَها، فإنَّ اللَّهَ يَنزِلُ فيها لغُروبِ الشَّمسِ إلى سماءِ الدُّنيا، فيقولُ: ألا من مُستغفِرٍ لي فأغفرَ لَه، ألا مُسترزِقٌ فأرزقَهُ ألا مُبتلًى فأعافيَهُ ألا كذا ألا كذا حتَّى يطلُعَ الفجرُ).
  • أن تخصيص ذلك اليوم للصيام ليس من السنة، إلا أن صيام أيام البيض جائز ولا حرج فيه، فهو من العبادات المشروعة، ولم يحدده القانون تارة دون الأخرى، فإذا حدده الإنسان في وقت أو يوم معين، مثل ليلة الخامس عشر.
  • من شعبان ، فهذا مخالف لما شرعه الله تعالى.
السابق
دعاء تحصين النفس من كل شر من العين ومن السحر
التالي
دعاء لمن تحب قصير

اترك تعليقاً