الصحة النفسية

آثار التدخين السلبي

آثار التدخين السلبي

التدخين

إن التدخين قد يبدو عاديًا أو مألوفًا وهو منتشر وشائع في جميع دول العالم، ورغم هذا الانتشار الواسع إلا أن له آثارًا سلبية وكبيرة على معظم أعضاء جسم الإنسان، إذ تزداد أعداد حالات الوفاة الناجمة عن التدخين في كل سنة، ومن الحقائق العلمية المُثبَتة أن الأشخاص المدخنين يموتون في عمر أصغر من غير المدخنين، إذ يُنقِص التدخين من عمر النساء المدخنات بمقدار 11 سنة، ومن عمر الرجال 12 سنة، ويسبب التدخين الوفاة أكثر مما يتسبّب به إدمان الكحول، أو حوادث السيارات، أو استخدام أكثر من نوع من المخدّرات غير المشروعة، أو حتى القتل بالسلاح، أو الوفاة نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو ما يُعرَف بالإيدز، ولا تقتصر آثار التدخين السلبية على التسبب بالسرطان فحسب، وإنما من شأنه تدمير معظم أعراض جسم الإنسان مثل الأوعية الدموية، والقلب، والعظام، والعيون، والجلد، والفم، والأعضاء التناسلية، والرئتين، والجهاز التنفسي عند الشخص المُدخِّن.

لا يؤثر التدخين على عملية التنفس أو الجهاز التنفسي لدى الشخص فحسب، وإنما يؤثر على وظائف الجسم ككل، ولا يهم عدد السجائر المستهلكة سواء كانت قليلة أو كثيرة، ففي كل الحالات يتأثر الجسم سلبًا بذلك، مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات منها ما قد يظهر على المدى البعيد، ولا توجد أي مواد آمنة داخل السجائر، إذ تحتوي على ما يقارب 600 مكون بداخلها كلها من المواد الضّارّة بالجسم، ومنها ثاني أكسيد الكربون، والأسيتون، والنيكوتين، والقطران، وتأثير هذه المواد يصل لجميع أجزاء الجسم، ولا يقتصر على الرئتين فحسب، وينتج عن احتراق هذه المواد أكثر من سبعة آلاف مادة كيميائية أخرى ضارّة، وتظهر بعض الأعراض الجسدية السلبية الناجمة عن التدخين مباشرة، بينما يحتاج العديد منها لسنوات ليظهر.

آثار التدخين السلبي

يوجد العديد من الآثار السلبية التي لو استطاع المدخنون رؤيتها أثناء تطورها داخل أجسامهم لتوقفوا عن التدخين، وقد يعتقد العديد من الأشخاص أن خطر التدخين يقتصر على المدخنين فحسب دون أن يلحق ضررًا بمن حولهم من الأشخاص، أو المارة في الطرقات، ولكن يؤدي استنشاق من حوله للدخان الصادر من السجائر إلى حدوث مشاكل صحية لديهم تعرف بحالة التدخين السلبي، ولهذا التدخين السلبي أضرار مختلفة منها أمراض قلبية، ومشاكل في الجهاز التنفسي قد تؤدي لمشكلة سرطان الرئتين، ولا يعد الدخان الناتج عن التدخين الضرر الوحيد، وإنما أي مواد ضارة متبقية من السجائر عالقة في الملابس، أو في الشعر تضرّ صحة الشخص ومن حوله، وقد تبقى هذه المكونات الضارة على السّجاد والأثاث الموجود حول المدخن، وللمشاكل القلبية التي يُسهم في إحداثها التدخين السلبي دور في تدمير الأوعية الدموية، والتدخل في مجرى الدّم، وقد يؤدي أحيانًا لزيادة خطر حدوث جلطات قلبية، ومشاكل في وظائف عمل القلب.

وقد يزيد التدخين السلبي من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة، كما أن احتواء السجائر على البنزين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم كذلك، وينعكس خطر التدخين السلبي على الأطفال الذين يستنشقون دخان السجائر بعدة مشاكل صحية، ومنها زيادة إمكانية حدوث العدوى، وبالأخص لدى الأطفال الرضع الذين يبقون على مقربة من الأهالي المدخنين، وخاصةً خلال أول سنة من حياتهم بحدوث التهاب في الشعب الهوائية، أو الالتهاب الرئوي، ويزيد تعرّض الأجنة خلال فترة الحمل لدى الأمهات الحوامل المدخنات من احتمالية ولادة الأطفال بوزن أقل من الوزن الطبيعي، ويرتبط تعرّض الأطفال لدخان السجائر الناجم عن التدخين بزيادة خطر مرور الطفل بمشاكل في جهازه التنفسي مثل الربو، والصفير المُصاحِب لعملية التنفس.

ونتيجة لذلك لا يجب السّماح للأشخاص بالتدخين وهم على مقربة من الأطفال، وخاصةً في الأماكن المغلقة، أو داخل السيارات، والاستعاضة عن ذلك بتخصيص مساحة معينة للتدخين، أو في مكان مفتوح بعيدًا عن تجمع العديد من الأشخاص في منطقة معينة، بالإضافة لاختيار الأماكن التي تسمح لمن فيها بالتدخين من أجل ضمان صحة الشخص، وتجنبه التعرّض الثانوي لدخان السجائر، ووصول آثار التدخين السلبي له، ويجب أن تنطبق القاعدة على كل من السجائر العادية، والإلكترونية، فمع عدم وجود دليل كافٍ علمي إلا عن بعض الدراسات العلمية المحدودة التي أثبتت أن للنيكوتين المُستنشَق من السجائر الإلكترونية التأثير السلبي ذاته على كل من المارة، والمدخِّن نفسه.

التدخين والحمل

إن التدخين يتسبب بعدة مخاطر ومشاكل صحية للمرأة الحامل وقد تصل هذه الأضرار لطفلها أيضًا، إذ قد يتسبب التدخين بتدمير الأنسجة لدى الطفل قبل ولادته، وخاصةً في كل من الرئتين، والدماغ، وتقترح العديد من الدراسات العلمية التي أجريت في هذا الموضوع وجود علاقة بين التدخين وبين إجهاض الأم، كما يمنع أول أكسيد الكربون الموجود داخل السجائر أثناء تدخين الأم من وصول كمية الأكسجين اللازمة للطفل وهو في رحم أمه، بالإضافة إلى أن التدخين قد يعرض الأم لخطر الولادة المبكرة، كما قد يتعرض المواليد الجدد إلى العديد من الأضرار؛ كانخفاض أوزانهم، وسوء صحتهم، الأمر الذي قد يعرضهم للوفاة، وهو ما يُعرف بمتلازمة موت الرضع المفاجئ SIDS.

الإقلاع عن التدخين

يوجد العديد من الآثار الجانبية السلبية التي يسببها التدخين، وتنعكس سلبًا على صحة الشخص المُدخِّن، ويعدّ التدخين من أكثر الأسباب التي تؤدي للموت، ولكن من الممكن للشخص الإقلاع عن التدخين للتقليل من هذه الآثار السلبية، وزوال العديد منها في حالة عدم تسببها بمشاكل صحية خطيرة عن طريق منع حدوثها مُسبَقًا، ولا يُعدّ الإقلاع عن التدخين أمرًا سهلًا، فقد يتعرض الشخص للعديد من الأعراض الجانبية مثل زيادة الوزن، أو القلق، وهي أعراض جانبية قصيرة الأمد، وقد يحتاج الشخص للعديد من المحاولات قبل إقلاعه الفعلي عن التدخين، وبمجرد توقف الشخص عن التدخين فإن الدورة الدموية تبدأ في التحسن مع بدء ضغط الدم المرتفع بالانخفاض، والعودة لطبيعته، وبالتالي تقل احتمالية الإصابة بالسرطان مع كل سنة تمرّ على الشخص من بعد إقلاعه عن التدخين، وتعود عملية التنفس لدى الشخص للوضع الطبيعي دون أي مشاكل، أو ضيق في التنفس كما في السابق، وتعود للشخص حاسة التذوق والشّمّ كما هي.

 

السابق
كم عدد طبقات جلد الانسان
التالي
ماهو الفرق بين الجن والشيطان

اترك تعليقاً