الصحة النفسية

أسباب عدم القدرة على التثاؤب

أسباب عدم القدرة على التثاؤب

نتعرَّض جميعًا للتثاؤب بشكل يومي وفي فترات مختلفة من النهار، وتقوم أجسامنا بهذا السلوك بشكل لا إرادي، وقد يسبّب لنا الإحراج في بعض الأحيان، وخصوصًا عند إصابتنا به في جلساتنا العامة أو أثناء القيام بأعمالنا المختلفة. ويربط الكثير منا هذا التصرف والسلوك بحاجة أجسامنا إلى النوم، ولكن هل له تفسيرات أخرى؟ وهل يقوم به جسمنا ليخبرنا بشيء ما؟ وما هي الأسباب التي تمنعنا عن القيام بهذا التصرف في بعض الأحيان وإلى ماذا يشير؟ هذه الأسئلة وأكثر ستكون العناوين الرئيسية لمقالنا هذا، والذي قمنا بتخصيصه للحديث عن مفهوم التثاؤب.

خلق الله عزوجل أجسامنا بطبيعة هائلة، وجعلها قادرةً على إخبارنا ببعض متطلباتها واحتياجاتها من خلال بعض الإشارات التي ترسلها لنا، ويعتبر التّثاؤب إشارةً من إشارات الجسم، ويمكن تعريفه بأنه فعل لاإرادي يقوم به الجسم من خلال ملء الرئتين بكميات كبيرة من الهواء تصل إلى الحد الأقصى، ثم يرسل الدماغ إشارات لفم الإنسان ليفتحه بطريقة كبيرة، حيث يصبح حجم فتحة البلعوم أكبر بأربع أضعاف من حجمها في الوضع العادي.

وقد ارتبط هذا التصرف كما سبق وذكرنا بالحاجة للنوم والإصابة بالنعاس، والحقيقية بأنه يرتبط أيضًا بمجموعة مهمة من الأسباب التي يرغب الجسم بإيصالها للشّخص، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  1. يشير لانخفاض مستوى الأكسجين في الجسم وارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون.
  2. حلَّل العالِم أبو قراط هذا السلوك لحاجة الجسم لطرد الهواء الملوث من الرئتين وإعادة تدفق كميات الدم للدماغ بطريقة سليمة.
  3. إعطاء الجسم جرعةً إضافيةً من النشاط حتى يمارس الأنشطة المختلفة، فبعض العلماء فسَّر هذه الظاهرة على أنها صراع بين حاجة الجسم للنوم وبين رفض النفس للانصياع لهذه الحاجة.

وتقوم أجسامنا بهذه العملية عند التعرض لمجموعة من الظروف والأحوال، فعند النعاس واقتراب ساعة النوم نُصاب بهذه الحالة بشكل كبير استعدادًا منا للنوم، وعند الاستيقاظ من النوم نصاب أيضًا بهذه الظاهرة فتعطينا جرعةً من النشاط لبداية يومنا، وقد نصاب بها أحيانًا نتيجة تعرضنا للقلق، كما نصاب بها بشكل كبير عند إحساسنا بالملل والضجر.

وقد يشكو بعض الأشخاص من عدم قدرتهم على القيام بهذا السلوك، والذي رجح الأطباء الأسباب المؤدية لذلك بأسباب نفسية، فقد ارتبط تفكير الشخص المصاب بحادث ما حصل له أثناء التثاؤب، ممّا جعل جسمه يولد رد فعل عكسيّ تجاه هذا السلوك، فيقوم الجسم بالعمل على تثبيط عملية التثاؤب أثناء القيام بها، مما يؤدي إلى عدم اكتمالها فيشعر الشخص المصاب بعدم القدرة على القيام بهذه العملية، والعلاج الوحيد لهذا النوع من الوسواس هي الاسترخاء، ومحاولة إبعاد الأفكار السيئة عند التعرض للتثاؤب ومحاولة إكماله، وينصح الأطباء في هذه الحالة شغل التفكير بشيء آخر، كالعد للعشرة مثلًا، أو تذكر آية قرآنية، أو موقف جميل حصل مع الشخص فيما سبق..

السابق
علاج فطريات الفم عند الرضع
التالي
طريقة ازالة حبة الخال

اترك تعليقاً