الصحة النفسية

أسباب عدم ظهور شعر الذقن

أسباب عدم ظهور شعر الذقن

شعر الذقن

اكتسب شعر الذقن -أو اللحية- مكانة مميزة للدلالة على الذكورة والرجولة خلال العصور التاريخية السابقة، كما أكدت الكثير من المعتقدات الدينية على ضرورة إطالة شعر الذقن، بما في ذلك المعتقدات الإسلامية، واليهودية، والسيخية، وغيرها، ويمكن الاستدلال على أهمية اللحية في العالم القديم عبر رؤية الكثير من الصور والتماثيل التي ترجع إلى الحضارات الأولى والتي رسمت شرفاء وسادة هذه الحضارات وهم ذوي اللحية الطويلة، خاصة في الحضارة اليونانية والفرعونية، لكن وعلى عكس ذلك انزاحت حضارات أخرى نحو تفضيل تقصير اللحية، وظهر هذا أيضًا في التماثيل الدالة على سادة وملوك هذه الحضارات، وخير مثال على ذلك الحضارة الرومانية، وعلى أي حال بات البعض يتساءلون حديثًا عن سبب عدم نمو شعر الذقن لدى رجال معينين، بينما يمتع رجال آخرون بلحية كثيفة دون الحاجة لاستعمال أي مواد أو زيوت إضافية، وهذا هو موضوع السطور القادمة.

أسباب عدم نمو شعر الذقن

تتباين طريقة نمو شعر الذقن عند الرجال بطريقة تتشابه مع التباين الحاصل في نمو شعر فروة الرأس لديهم؛ فبعض الرجال لديهم لحية طويلة وكثيفة، بينما قد ينعدم هذا الأمر نهائيًا عند رجال آخرين، ويُمكن ذكر الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى عدم نمو شعر الذقن عند الرجال على النحو الآتي:

  • جينات الأم والأب: تُعد الجينات عاملًا مهمًا لتحديد مدى كثافة ونمو شعر الذقن عند الرجل، وعادةً ما يبدأ شعر الذقن بالنمو عند وصول الذكر إلى مرحلة البلوغ وبدء إفراز الجسم لهرمون التستوستيرون، لكن استجابة شعر الذقن لهرمون التستوستيرون يتوقف أساسًا على الجينات التي جاءت إما من ناحية الأب أو من ناحية الأم، ومن الجدير بالذكر أن الجينات هي المسؤولة أيضًا عن موعد وصول شعر اللحية أو الذقن إلى طوله الأقصى أو النهائي؛ فشعر الذقن يستمر بالازدياد من ناحية الكثافة بين سن 18-30 عامًا فلا يتوقف نموه عند سن 18 سنة كما يعتقد البعض، وهذه يعني أن على الرجال التحلي بالصبر قليلًا فيما يخص نمو لحاهم خلال العشرينات من العمر.
  • الانحدار من أعراق معينة: يؤكد الخبراء على اكتساب بعض الأفراد لميزة طول أو كثافة اللحية بسبب انحدارهم أصلًا من أعراق معينة؛ فمن المعروف -مثلًا- أن الأفراد المنحدرين من بعض الدول التي تحيط بالبحر الأبيض المتوسط هم أكثر حظًا في الحصول على لحية أكثر كثافة أو نموًا مقارنة بغيرهم من الأعراق.
  • الإصابة بالثعلبة البقعية: تؤدي الإصابة بهذا المرض إلى سقوط شعر الذقن أو فروة الرأس وظهور ما يُشبه بالبقع الفارغة من الشعر، ويرجع سبب الإصابة بهذا المرض إلى مهاجمة الجهاز المناعي لبصيلات الشعر عن طريق الخطأ، وعلى الرغم من جهل الأطباء والخبراء حول أسباب حدوث هذا الأمر، إلا أن الكثيرين يلقون باللوم على التوتر في حدوث ذلك، وعلى العموم يجب التذكير هنا بإمكانية أن تتطور الثعلبة البقعية إلى ما يُعرف بالثعلبة الشاملة التي تؤدي إلى سقوط شعر الجسم جميعه، بما في ذلك شعر الحواجب، وشعر العانة، وشعر تحط الإبط أيضًا.
  • أسباب أخرى: يُمكن لنمو شعر اللحية أن يتأثر بعوامل أخرى؛ كنقص مستوى هرمون التستوستيرون مثلًا، كما يُمكن أن يشكو بعض الرجال من تغير لون شعر اللحية بسبب ظهور الوحمة فوق جلد الذقن.

وسائل لتحفيز نمو شعر الذقن

توجد الكثير من الوسائل والطرق التي يُمكن الاستعانة بها لتحفيز نمو شعر الذقن، لكن يجب التأكيد هنا على استحالة التلاعب بالجينات الموروثة التي تُعد المسؤولة أصلًا عن تحديد الطول النهائي لنمو شعر الذقن، وعلى أي حال تتضمن بعض الوسائل المفيدة لتحفيز شعر الذقن على النمو ما يلي:

  • التمارين الرياضية: تُساهم التمارين الرياضية في تحسين الدورة الدموية وتحفيز بصيلات الشعر على النمو، كما يُمكن لتمارين حمل الأثقال أن تزيد من إفراز الجسم لهرمون التستوستيرون أيضًا.
  • الأطعمة الصحية: يؤكد الخبراء على ضرورة تناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على الزنك، والحديد، وفيتامينات ب، وفيتامين أ، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، وفيتامين د، فضلًا عن الأطعمة الغنية بالبروتينات.
  • النوم الكافي: يبدأ الجسم بإفراز هرمون التستوستيرون بكميات كبيرة أثناء النوم، وهذا يعني أن قلة النوم ستؤدي لا محالة إلى إحداث مشاكل في إفراز هذا الهرمون، وبالتالي انخفاض نمو شعر اللحية.
  • التنظيف والترطيب: يجهل الكثير من الرجال حجم الآثار الإيجابية لتنظيف وترطيب شعر الذقن؛ فهذه الأمور هي أمور أساسية لإزالة خلايا الجلد الميتة وقشرة اللحية، وتوجد الكثير من الزيوت المتوفرة لهذا الغرض.
  • التحلي بالصبر : لا بد من العناية باللحية الخفيفة جيدًا لدفعها إلى النمو أكثر، وتوجد بعض الأساليب البسيطة التي قد تُساعد على ذلك:
    • الصبر على مشكلة الحكة الجلدية التي تواجه بعض الرجال عند تركهم للحية دون حلاقة؛ فهذه الحكة سوف تذهب لوحدها بعد مضي بضعة أسابيع.
    • الصبر وإعطاء المجال للحية لتنمو كاملًا خلال شهرين على الأقل دون محاولة تشذيبها أو تحديدها حتى ولو كان الرجل ينوي قصها أو تقصير طولها على المدى البعيد.
    • استخدام ماكينات الحلاقة المناسبة، وقد يكون من الأنسب استعمال المقص والمشط وليس الماكينات الكهربائية العادية.
    • مصارحة النفس حول استحالة نمو شعر الذقن في حال بقي الشعر على ما هو عليه لأكثر من 3 أشهر دون أن ينمو أو يزداد طوله؛ فهذا الأمر يرجع إلى الجينات ويصعب التأثير عليه.

قد يٌهِمُّك

أشارت إحدى الدراسات إلى حقيقة أن امتلاكك للحية كثيفة يزيد كثيرًا من جاذبيتك بعيون الجنس الآخر، كما أن أغلب النساء يعتقدن بأن الرجل الملتحي هو المناسب لعلاقات الزواج أو العلاقات طويلة الأمد؛ وذلك بسبب ارتباط شعر الذقن أو اللحية بالرجولة والصفات الذكورية، لذا ليس من المستغرب أن يكون أكثر المشاهير والشخصيات العالمية الوسيمة هم من الرجال الملتحون؛ كابراهام لنكولن، وبراد بيت، وشكسبير، وغيرهم، لكن وعلى الرغم من ذلك كله، فإن أحد الدراسات التي أجراها علماء نفس من كندا ونيوزيلاندا قد توصلت إلى عكس ذلك، وقالت بأن النساء يُفضلن الرجال غير الملتحين، وهذا الأمر قد أدى إلى أصداء وانتقادات كثيرة لهذه الدراسة، خاصة أن النساء اللواتي شاركن في الدراسة قد وصفن الرجال الملتحين ليس فقط بأنهم أقل وسامة من غير الملتحين، وإنما بأنهم يبدون غاضبين أو جديين أيضًا، وهذا في المحصلة يشير إلى عكس ما قاله العالم المعروف شارلز داروين، الذي قال بأن اللحية أو شعر الذقن هي صفة ذكورية للفت انتباه الإناث، وقد كان شارلز داروين هو نفسه ملتحٍ أيضًا.

السابق
علاج رعاف الأنف
التالي
إبر فيتامين ب المركب

اترك تعليقاً