الصحة النفسية

أسباب عدم النطق عند الأطفال

أسباب عدم النطق عند الأطفال

 

عدم النطق عند الأطفال

يتأخر بعض الأطفال في النمو أو اكتساب بعض المهارات البدنية، أو الحركية، أو العاطفية، أو الفكرية، أو اللغوية عند وصولهم إلى أعمارٍ محددة، ويُعد عدم أو تأخر النطق عند الأطفال من بين أبرز مشاكل النمو شيوعًا عند الأطفال، وعلى الرغم من أن اضطرابات النطق عند الأطفال تبدو متشابهة بنظر الكثير من أولياء الأمور، إلا أن لها الكثير من الأنواع والأسباب المختلفة عن بعضها البعض، وعادةً ما يشكو الأطفال المصابون باضطرابات النطق من التأتأة أو من فقدانهم المقدرة على التلفظ الصحيح بالكلمات، وهذا يجعل البعض منهم غير قادرين على التعبير عن أنفسهم أو فهم الآخرين، وبالطبع توجد عوامل وأسباب كثيرة وراء إصابة الأطفال بمشاكل النطق، منها –مثلًا- وجود مشاكل تشريحية في اللسان أو سقف الفم عند الطفل، أو معاناة الطفل أصلًا من فقدان السمع، أو معاناته من صعوبات التعلم، أو بسبب إصابته بمشاكل أو اضطرابات النمو الأخرى؛ كالتوحد وغيرها من الاضطرابات والأسباب التي سيرد ذكرها في الأسطر التالية.

أسباب عدم النطق عند الأطفال

توجد الكثير من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى عدم أو تأخر النطق عند الأطفال، وقد يكون سبب إصابة بعض الأطفال بعدم النطق ناجمًا عن مجموعة من العوامل وليس عن سبب واحد فقط، وتشير بيانات الخبراء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ارتفاع فرص الإصابة بمشاكل النطق واللغة عند الأطفال الذكور والأطفال الذين ولدوا قبل أوانهم والأطفال الذين ينتمون إلى عائلة لديها تاريخ مسبق مع مشاكل اللغة والنطق، فضلًا عن الأطفال الذين يولدون لأبوين غير حاصلين على تعليم جيد من قبل، وعلى العموم تشتمل أهم وأبرز الأسباب المؤدية إلى تأخر أو عدم النطق عند الأطفال على ما يلي:

  • الإصابة بالاعتلالات السمعية: تظهر المعاناة من مشاكل النطق والكلام عند الأطفال المصابين أصلًا بمشاكل في السمع؛ لأن عجزهم عن سماع الآخرين سيجعلهم غير قادرين على فهمهم وسيجعل من الصعب عليهم التواصل معهم، وتُعد التهابات الأذن المزمنة من بين أبرز أنواع الاعتلالات السمعية التي تتسبب في تأخر الطفل عن النطق، لكن في حال وجود أذن واحدة على ما يرام، فإن وظائف النطق والكلام ستتطور طبيعيًا دون حدوث أي مشاكل.
  • التوحد: قد لا يُعاني جميع الأطفال المصابين بالتوحد من مشاكل في اللغة، لكن عادةً ما يؤثر وجود هذا الاضطراب لديهم على مقدرتهم على التواصل مع الآخرين.
  • الإعاقة الذهنية: تتسبب الكثير من أنواع الإعاقة الذهنية في حدوث تأخر في اكتساب الأطفال للمهارات اللغوية، ويُعد اضطراب عسر القراءة من بين أنواع الإعاقة الذهنية التي تؤدي إلى تأخر الأطفال في اكتساب المهارات اللغوية في بعض الأحيان.
  • المشاكل العصبية: تؤثر بعض المشاكل العصبية على العضلات التي يحتاجها الطفل للكلام، ومن بين الأمثلة على ذلك كل من إصابات الدماغ المباشرة، والحثل أو الضمور العضلي، والشلل الدماغي.
  • المشاكل النفسية: يجهل الكثيرون أن للمشاكل النفسية آثارًا سيئة للغاية على وصول الطفل إلى مراحل النطق الطبيعية؛ فمثلًا يؤدي الإهمال المبالغ فيه أو الشديد نحو الطفل إلى حدوث مشاكل في نمو قدرته على النطق.
  • مشاكل الفم: يُصاب بعض الأطفال بعدم مقدرتهم على النطق بسبب معاناتهم أصلًا من أحد الاعتلالات التي تصيب اللسان أو سقف الفم، وهذا يجعل من الصعب عليهم السيطرة على خروج الأصوات من الشفاه، أو اللسان، أو الفك، وقد تظهر هذه المشاكل بالتزامن مع إصابة الطفل بمشاكل في الرضاعة أو تناول الطعام أيضًا.
  • أسباب أخرى: يتأخر الطفل عن النطق أحيانًا بسبب وجود توأم آخر له أو بسبب إصابته بما يُعرف بالخَرَس الانتقائي الذي يشير إلى عدم رغبة الطفل بالكلام بمحض إرادته.

مراحل النطق عند الأطفال

يمر الطفل عادةً بمراحل مختلفة أثناء اكتسابه للمهارات اللغوية أثناء سنوات عمره الأولى، وفي حال اجتاز الطفل أحد هذه المراحل لكن دون أن يتمكن من اكتساب المهارات اللغوية الخاصة بهذه المرحلة، فإن ذلك قد يعني أنه مصاب بأحد مشاكل النطق، ويُصبح من الضروري استشارة أخصائي الأطفال للوقوف على أسباب هذا التأخر، ويمكن إعطاء نبذة عن هذه المراحل على النحو الآتي:

  • 12-18 شهر: يُصبح الطفل قادرًا على النطق ببعض الكلمات عند وصوله إلى هذه المرحلة العمرية؛ ك”ماما” أو “بابا”، وقد يُحاول تقليد كلام الكبار، والتفوه ببعض الكلمات لطلب الأشياء عن بعد، واستخدام الإيماءات أيضًا.
  • 18-24 شهر: يزداد عدد الكلمات التي ينطق بها الطفل ويُصبح بإمكانه صف كلمتين معًا لكن دون الاهتمام بالقواعد اللغوية، كما يكون باستطاعته تسمية الأشياء والحيوانات وأحيانًا تقليد أصواتها.
  • 2-3 سنوات: يكتسب الطفل المزيد من القدرات اللغوية بصورة ملحوظة أثناء هذه الفترة، ويصل عدد الكلمات التي بوسعه النطق بها إلى حوالي 200 كلمة، كما يُصبح بوسعه تركيب جملة من كلمتين أو ثلاث كلمات لكن دون الاهتمام بالقواعد اللغوية، فضلًا عن تمييز أسماء الألوان، والأشكال، وغناء الألحان والتعبير عن مشاعره باستخدام الكلمات.

مساعدة الأطفال على النطق

توجد الكثير من الأساليب البسيطة التي يُمكن لأولياء الأمور اللجوء إليها لمساعدة طفلهم على الكلام والنطق منذ أيامه الأولى، ويمكن شرح بعض هذه الأساليب وفقًا للمرحلة العمرية على النحو الآتي:

  • الأطفال بعمر 0-6 أشهر:
    • الإمساك بالطفل عن قرب والنظر إليه مباشرة والكلام معه.
    • الحديث مع الطفل أثناء إطعامه أو استحمامه.
    • الغناء للطفل وتكرار التفوه بالأصوات التي تخرج من فم الطفل.
    • الكلام بأسلوب شبيه بأسلوب الغناء.
  • الأطفال بعمر 6-12 شهرًا
    • تسمية الأشياء والإشارة إليها أثناء النظر إليها بصحبة الطفل.
    • البدء بتصفح الكتب بصحبة الطفل والتفوه بالأشياء الموجودة فيها.
    • وضع اللهاية بفم الطفل فقط عند اقتراب موعد النوم؛ لأن من الصعب أن ينظق الطفل واللهاية في فمه.
    • اللعب مع الطفل بعض الألعاب التي تقوي درجة انتباهه وتجعله يتعلم الإصغاء والاستماع للأصوات والآخرين.
  • الأطفال بعمر 12-18 شهرًا:
    • إعادة التفوه بالكلمات التي تفوه بها الطفل مرة أخرى لتعليمه الطريقة الصحيحة لنطقها.
    • تشجيع الطفل على معرفة المزيد من الكلمات عبر إعطائه خيارات إضافية؛ كالقول له” هل تريد تفاحة أو موزة”؟.
    • تزويد الطفل بالألعاب أو الكتب التي لها أصوات.
    • التعود على غناء أغاني الأطفال مع الطفل.
  • الأطفال بعمر 18-24 شهرًا
    • تكرار التفوه بالكلمات أمام الطفل.
    • استخدام التعليمات أو الارشادات البسيطة التي يسهل على الطفل فهمها.
    • توجيه الأسئلة للطفل لدفعه إلى الإشارة عن الأشياء من حوله.
    • الحدّ من الوقت الذي يقضيه الطفل أمام التلفاز، ودفعه بدلًا عن ذلك إلى اللعب والاستماع إلى القصص.
  • الأطفال بعمر 2-3 سنوات:
    • مساعدة الطفل على بناء الجمل الصحيحة.
    • التعود على مناداة الطفل باسمه دائمًا قبل بدء التحدث معه.
    • إغلاق التلفاز أو الراديو أثناء الكلام مع الطفل.
    • الكلام مع الطفل أثناء تنظيف المنزل أو الطبخ.
السابق
ما اسباب احمرار العين
التالي
اعراض ضيق الصمام

اترك تعليقاً