الصحة النفسية

أعراض زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم

أعراض زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم

 

ارتفاع نسبة الهيموجلوبين

يُعرف الهيموجلوبين بأنه بروتين معقد التركيب غني بالحديد وموجود في خلايا الدم الحمراء، وتكمن أهميته بحمل الأكسجين الذي يدخل الرئتين ونقله إلى أنسجة وخلايا الجسم المختلفة، إذ يرتبط كل بروتين هيموجلوبين بأربع جزيئات من الأكسجين، كما ينقل ثاني أكسيد الكربون من خلايا الجسم إلى الرئتين للتخلص منه من خلال عملية الزفير، بالإضافة إلى مساعدة الهيموجلوبين لخلايا الدم الحمراء على أخذ شكلها الذي يُشبه القرص، مما يمنحها القدرة على التحرك بسهولة وانسيابية عند المرور عبر الأوعية الدموية المختلفة، ويُشير ارتفاع تعداد الهيموجلوبين إلى ارتفاع البروتين الذي يحتوي على الحديد في خلايا الدم الحمراء عن المستوى الطبيعي، ويُمكن تعريفه بأنه ارتفاع نسبة الهيموجلوبين لأعلى من 17.5 غرام من الهيموجلوبين لكل ديسيلتر من الدم بالنسبة للرجال، وبنسبة 15.5 غرام لكل ديسيلتر لدى النساء، أما بالنسبة للأطفال فإن ارتفاع تعداد الهيموجلوبين يختلف وفقًا لعمر وجنس الطفل.

أسباب ارتفاع الهيموجلوبين في الدم

تختلف قيمة الهيموجلوبين الطبيعية باختلاف العمر والجنس، كما أنها تختلف باختلاف الوقت من اليوم، وإن كان الجسم في حالة جفاف أم رطوبة عالية، وأبرز أسباب ارتفاع الهيموجلوبين في الدم ما يلي:

  • قلة الأكسجين الواصل إلى الخلايا وارتفاع حاجة الجسم إلى الأكسجين: وغالبًا ما تحدث عندما يكون الشخص مدخنًا أو كان يعيش على ارتفاعاتٍ عالية؛ فهذا يؤدي إلى انخفاض كمية الأكسجين في الجسم، مما يحفز الجسم على تصنيع المزيد من الهيموجلوبين للحصول على أكبر قدرٍ من الأكسجين.
  • ضعف عضلة القلب أو أمراض الرئة: فضعف عضلة القلب أو ضعف الرئتين سيُسبب انخفاضًا في كمية الأكسجين الواصلة إلى الجسم، مما يؤدي إلى زيادة تحفيز نخاع العظم المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء لإنتاج كمياتٍ عالية منها.
  • تناول بعض الأدوية والهرمونات: فتناول بعض الأدوية مثل المُكمّلات المستخدمة لتعزيز الآداء الرياضي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم.
  • بعض الأمراض المزمنة: فيمكن أن تؤدي الإصابة بالأمراض المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن وفشل القلب وسرطان الكلى والكبد ومرض كثرة الحمر الحقيقية إلى ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم.
  • الإصابة بالأورام السرطانية: فيمكن أن يسبب سرطان الكلى والكبد ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم.
  • التدخين.
  • إنتاج نخاع العظم لعدد أكبر من المعتاد من خلايا الدم الحمراء.
  • تناول بعض أنواع الأدوية أو الهرمونات التي تحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء، مثل؛ هرمون الإريثروبويتين، مع التنويه إلى أنه من غير المحتمل ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم عند تناول هرمون الإريثروبويتين كعلاج من مرض الكلى المزمن.
  • الإصابة بالداء القلبي الخلقي لدى البالغين.
  • زيادة أعراض الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن.
  • المعاناة من الجفاف.
  • انتفاخ الرئة.
  • فشل القلب.
  • كثرة الحمر الحقيقية.

أعراض ارتفاع الهيموجلوبين في الدم

توجد العديد من الأعراض والعلامات التي يمكن أن تُصاحب ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم، منها ما يأتي:

  • ظهور الجلد بلون أحمر أو لون مائل للبنفسجي.
  • المعاناة من الحكة في الجسم.
  • الشعور بألم في الرأس.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • المعاناة من الدوخة والدوار.
  • سهولة ظهور الكدمات على الجلد أو التعرض للنزيف.
  • التعرق الزائد عن الطبيعي.
  • حدوث انتفاخات مؤلمة في المفاصل.
  • فقدان الوزن بصورة غير مبررة.
  • الإصابة باليرقان وهو اصفرار لون الجلد أو الجزء الأبيض من العينين.

المُعدّل الطبيعي للهيموجلوبين في الدم

تُشير مستويات الهيموجلوبين في الدم إلى العديد من الحالات والاضطرابات الصحية، إذ إن ارتفاعها أو انخفاضها قد يدل على المعاناة من مشكلة صحية تسببت في ذلك، مع الإشارة إلى أن ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم تعد حالة نادرة الحدوث نسبيًا مقارنةً مع انخفاض نسبة الهيموجلوبين الذي يُعد أمرًا شائعًا، كما أنه يُصيب الأفراد من جميع الفئات والأعمار، وتعتمد مستويات الهيموجلوبين في الدم في الوضع الطبيعي على العمر، والجنس، والصحة العامة، وفيما يأتي ذكر لمعدلات الهيموجلوبين في الدم بالاعتماد على منظمة الصحة العالمية:

  • نسبة الهيموجلوبين الطبيعية لدى الذكور البالغين تتراوح من 13.8-17.2 غرام لكل ديسيلتر.
  • نسبة الهيموجلوبين الطبيعية لدى الإناث البالغات تتراوح من 12.1-15.1 غرام لكل ديسيلتر.
  • نسبة الهيموجلوبين الطبيعية لدى النساء خلال الحمل تساوي 11 غرام لكل ديسيلتر أو أكثر.
  • نسبة الهيموجلوبين الطبيعية لدى الأطفال تُصنف كما يأتي:
    • حديث الولادة إلى عمر شهر تتراوح من 13.3-19.9 غرام لكل ديسيلتر.
    • عمر شهر إلى شهرين تتراوح من 10.7-17.1 غرام لكل ديسيلتر.
    • عمر شهرين إلى ثلاثة أشهر تتراوح من 9.0-14.1 غرام لكل ديسيلتر.
    • عمر ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر تتراوح من 9.5-14.1 غرام لكل ديسيلتر.
    • عمر ستة أشهر إلى سنة واحدة تتراوح من 11.3-14.1 غرام لكل ديسيلتر.

أعراض كثرة الحُمر

في حال ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم نتيجة للإصابة بكثرة الحُمر ارتفاعًا بسيطًا قد لا يظهر على المصاب أيّ أعراض، وغالبًا ما يُكتشف في حال إجراء فحصٍ مخبريّ لقوة الدم، وعمومًا تظهر الأعراض على المصاب تدريجيًا، وأبرز هذه الأعراض هي:

  • تبدأ الأعراض بالشّعور بالصداع والدوخة والإرهاق العام والتعب في الجسم.
  • الشعور بالحكة في الجسم وخصوصًا بعد الاستحمام.
  • ظهور الكدمات على الجسم ووجود مشاكل في التخثر والنزيف.
  • الشعور بألم في المفاصل.
  • الشعور بالألم في البطن.
  • إذا كان السبب هو مشاكل في الرئتين فسيعاني المصاب من ضيقٍ في التنفس والسعال المزمن وعدم تحمل ممارسة التمارين التي تتطلب بذل جهد عضلي، والتعب العام في الجسم وتوقف التنفس أثناء النوم.
  • إذا كان السبب هو سرطان الكلى أو الكبد فسيعاني المصاب من فقدان الوزن الشديد المفاجئ والشعور بآلام في البطن واليرقان.
  • التعرق الشديد واحمرار الجلد.
  • إذا أهمل الشخص نفسه ولم يتعالج سيؤدي ذلك إلى مشاكل خطيرةٍ مثل؛ ارتفاع احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية وأمراض القلب عامة وأمراض الكبد والكلى والطحال والنقرس.

تشخيص الإصابة بكثرة الحُمر

يبدأ الطبيب التّشخيص بأخذ التاريخ المرضي للمصاب والأعراض التي يعاني منها ومنذ متى ظهرت، ويطرح الطبيب مجموعة من الأسئلة التي تساعد في تشخيص المريض، أبرزها هل هو مدخن أم لا وهل يعيش في المناطق الجبلية وهل سبقَ وأُصيب بأي أمراضٍ مزمنة مثل أمراض القلب والكلى والكبد والسرطان، ولتأكيد التشخيص ولمعرفة السبب الكامن وراء الإصابة تُجرى مجموعة من الفحوصات التشخيصية أبرزها:

  • الفحص السريري للمصاب: إذ تُقيّم الحالة الصحية العامة للشخص من خلال إجراء فحوصات للعلامات الحيوية في الجسم، فيبدأ التشخيص بفحص الجسم لملاحظة أيّ ازرقاق في الشفتين أو الجلد والذي يدل على نقص الأكسجين في الجسم، وقياس ضغط الدم ومدى تشبُّع الجسم بالأكسجين وفحوصات القلب والرئة والطحال.
  • فحص الهرمون المحفِّز لإنتاج خلايا الدم الحمراء: فمن خلال هذا الفحص مع فحص نسبة الأكسجين في الدم يمكن معرفة سبب ارتفاع نسبة الهيموجلوبين هل هو بسبب نقص كمية الأكسجين في الجسم أم لسببٍ آخر.
  • فحص الدم الشامل: وهو فحص مخبري يجرى على عينة دم وريدية، يمكن من خلاله معرفة عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، بالإضافة إلى قوة الدم.
  • خزعة من نخاع العظم: في بعض الحالات تؤخذ خزعة من نخاع العظم وهو منشأ خلايا الدم الحمراء، ودراستها في المختبر لتشخيص أيّ حالة مرضية فيه.
  • الاختبارات الجينية: ومن خلالها يُكشف عن الإصابة بالأمراض الوراثية والطفرات الجينية التي قد تسبب ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم؛ مثل الطفرة في الجين JAK2.

علاج ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم

يتمثل علاج ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم بعلاج المسبب أو الحالة المرضية التي أدت إلى حدوث الارتفاع، إذ في هذه الحالة تتخذ الإجراءات المناسبة وتعطى الأدوية التي تُساعد على تقليل مستويات الهيموجلوبين لإبقائها ضمن المستوى الطبيعي، وقد يخضع المريض لإجراء يُعرف “ببضع الوريد” أو “فغر الوريد” في بعض الحالات، وهو إجراء يتمثل بإدخال إبرة في وريد الشخص المصاب وإخراج الدم عبر أنبوب إلى داخل كيس أو إناء معين، وتكرر العملية إلى أن يُصبح مستوى الهيموجلوبين ضمن المستوى الطبيعي له، ويختلف علاج ارتفاع الهيموجلوبين في الدم من حالة إلى أخرى باختلاف السبب الكامن وراء الإصابة، وهل ارتفاع نسبة الهيموجلوبين هو ثانوي أم أولي، ومن طرق العلاج:

  • التّبرع العلاجي: إذ يُسحب الدم من الوريد المصاب دوريًا، بحيث يُحافظ على نسبة الهيموجلوبين في الدم ضمن الحدّ الطبيعي، ويحدد الطبيب كمية الدم الواجب سحبها بناءً على قوة دم الشخص المصاب.
  • الأدوية المثبطة لإنتاج خلايا الدم الحمراء: في بعض الحالات قد لا يكون سحب الدم كافٍ للسيطرة على ارتفاع الهيموجلوبين، لذلك يلجأ الطبيب إلى العلاج بالأدوية التي تثبط إنتاج خلايا الدم الحمراء من نخاع العظم.
  • العلاج بالأدوية الأخرى: غالبًا ما يُوصف دواء الأسبرين ومضاد الهيستامين للتقليل من الأعراض المرافقة لارتفاع الهيموجلوبين في الدم، بحيث يساعد الأسبرين في منع تجلط الدم داخل الجسم، أمَّا مضاد الهيستامين فيساعد في التقليل من الحكة في الجسم.
  • العلاج بالأكسجين: إذا كان السبب ثانويًا بسبب مشكلة في الرئة أو القلب نتج عنها انخفاض في كمية الأكسجين في الجسم، فيُعالج بالأكسجين بالإضافة إلى علاج الرئة أو قلب المصاب مباشرة.
السابق
طرق علاج السرطان
التالي
افضل شراب لزكام الاطفال

اترك تعليقاً