اسلاميات

أول مسجد بني في الأرض

المساجد

المساجد هي بيوت الله ويعبد فيها الله تعالى على الوجه الذي يُحب ويرضى قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}، والمساجد هي أطهر وأشرف بقاع الأرض، وينزّل الله رحمته وسكينته على المساجد وتحفّها الملائكة من كل الاتجاهات، والمسجد هو المكان الذي يجتمع فيه المسلمون ويتوحّد صفّهم وكلمتهم بغض النّظر عن مكانتهم الاجتماعيّة أو لونهم أو هويتهم، فيقفون كلّهم خلف الإمام وقفة رجل واحد، والمساجد هي مكان لإصلاح سلوك ونفوس البشر، فبمجرّد دخول المسجد يشعر المسلم بالرّهبة والخشوع والخضوع والسّكينة تملأ قلبه وجوارحه، والمسجد ليس للصلاة فقط، وإنما هو مكان للاجتماع وذكر الله وتسبيحه وقراءة القرآن الكريم.وقد ورد ذكر المساجد في الكثير من الآيات الكريمة، فقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}.

أول مسجد بُني في الأرض

المسجد الحرام في مكة المكرّمة هو أول مسجد وُضع على وجه الأرض للصّلاة فيه، والمسجد الحرام لا يُقصد فيه فقط المسجد الذي تقام الصّلاة فيه، وإنما جميع الحدود القريبة منه، ومن ضمنها الكعبة المشرّفة التي تضم بداخلها الحجر الأسود، والتي جعلها الله تعالى أرضًا محرّمة، وقد ورد ذكر المسجد الحرام في الكثير من الأحاديث والآيات الكريمة قال تعالى: {َومِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون}، والمسجد الحرام هو أحد المساجد الثلاثة التي ذكرها الرسول في حديثه والتي لا تُشدّ الرّحال إلا لها، وقد بنى آدم عليه السلام المسجد الحرام، ووضع حدوده إبراهيم عليه السّلام، ومن ثمّ جُدّدت حدوده في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الصّحابة، وفي هذا دلالة على المكانة الكبيرة التي يحظى بها المسجد الحرام في نفوس المسلمين منذ قديم الزمان.

خصائص المسجد الحرام

إن للمسجد الحرام خصائص وميزات عن باقي المساجد قاطبة، ومن أهم خصائصه:

  • المسجد الحرام هو قبلة المسلمين التي ارتضاها الله تعالى لهم.
  • مضاعفة الحسنات، فالصلاة في المسجد الحرام تساوي مئة ألف صلاة في غيره من المساجد، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [صلاةٌ في مَسْجِدِي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ إلا المسجِدَ الحرامَ، و صلاةٌ في المسْجِدِ الحرامِ أفضلُ من مِائةِ ألفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ].
  • جعل الله تعالى المسجد الحرام مكانًا آمنًا للناس، فحرّم الله تعالى الصّيد داخل المسجد الحرام، وحرّم القتال وسفك الدّماء، وحرّم قطع شجرة بداخله، والمسجد الحرام فيه أمان للناس على أرواحهم وأنفسهم وأموالهم.
  • المسجد الحرام أحب البقاع إلى الله تعالى وإلى رسوله الكريم، ففي الحديث الشريف عن الرسول قال: [واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ].
  • إجابة الدّعاء، فقد جعل الله تعالى للمسلم دعوة مستجابة عند أداء العمرة أو الحج أو الصلاة فيه، وجعل الله تعالى القلوب تميل وتنجذب له.
  • حرمة دخول المشرك له، فالمسجد الحرام هو أطهر بقاع الأرض لذلك يُحرّم على المشركين الدخول فيه.
  • لا يدخلها المسيح الدّجال، فقد حرّم الله تعالى أرض مكّة والمدينة على المسيح الدّجال، فهو يطوف كل البلاد إلا هذه الأرض الطاهرة لا يدخلها.
  • دفاع الله عنه، فقد تولّى الله تعالى مسألة حماية أرضه المقدّسة ومسجده الحرام من كل عابثٍ ومخرّب، كما حصل في عام الفيل عندما أراد الكفار هدم الكعبة، فخسفهم الله تعالى.

آداب الحضور للمساجد

توجد عدّة آداب على المسلم أن يلتزم بها عند الحضور للصّلاة، ومنها:

  • التّزيّن والتّطيّب، فمن المستحب عند الذّهاب إلى المساجد لبس أحسن الثياب وأجملها، والتطيّب، والابتعاد عن تناول أي أطعمة ذات روائح كريهة كالبصل والثوم.
  • المحافظة على نظافة المسجد وجماله، وإزالة أي قاذورات بداخله إن وجدت.
  • تقديم القدم اليُمنى على اليُسرى عند الدّخول للمسجد، وتقديم القدم اليُسرى على اليُمنى عند الخروج من المسجد.
  • الجلوس في المسجد، فللجلوس في المسجد لانتظار الصّلاة أجر كبير وثواب عظيم، والملائكة تُصلّي على المسلم ما دام جالسًا في المسجد ينتظر الصّلاة.
  • أداء ركعتين تحيّة المسجد من باب الاستحباب تعظيمًا لحرمة المسجد وقدسيته.
  • المشي بخشوع وسكينة، فمن الأفضل عند الحضور للمسجد المشي بخشوع وسكينة، لأن ذلك يجلب السّكينة والطمأنينة والخشوع أثناء الصّلاة.
  • التّبكير إلى المسجد، فيستحبّ للمسلم التّبكير في الذّهاب إلى الصّلاة، والذّهاب للمسجد مشيًا على الأقدام.

 

السابق
هل يجوز زواج المسلم من اهل الكتاب
التالي
كم عدد انبياء بني اسرائيل

اترك تعليقاً