الصحة النفسية

أين يوجد الكورتيزون الطبيعي

أين يوجد الكورتيزون الطبيعي

الكورتيزون

يُستخدم دواء الكورتيزون لعلاج الكثير من الأمراض الالتهابية، وكثيرًا ما يُطلق البعض على أدوية الكورتيزون اسم “الكورتيكوستيرويدات”، التي تنتمي في الأصل إلى فئة من الأدوية تُدعى بالقشرانيات السكرية، وعادةً ما يصف الأطباء دواء الكورتيزون لمنع ظهور الاستجابات التحسسية ولعلاج أمراض كثيرة أخرى، مثل التهاب المفاصل، والتهاب القولون التقرحي، ومرض الذئبة، وبعض مشاكل العينين، وبعض مشاكل الجلد، بل إن بعض الأطباء قد يصفون هذا الدواء لعلاج بعض أنواع السرطانات أيضًا، ومن المعروف أن بإمكان المرضى أخذ الكورتيزون إما عبر الفم أو عبر الحقن، لكن يبقى الكورتيزون من بين الأدوية التي تشتهر بقدرتها على إضعاف الجهاز المناعي وجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، كما يُمكن للكورتيزون أن ينزل مع حليب الأم ويصل إلى الطفل الرضيع في حال كانت الأم تأخذ دواء الكورتيزون عبر الفم أو الحقن.

مصدر الكورتيزون الطبيعي

يُعد مركب الكورتيزون أحد أنواع الستيرويدات، التي تضم أيضًا كلًا من الكوليسترول والهرمونات الجنسية، ويرتبط مركب الكورتيزون ارتباطًا وثيقًا بمركب طبيعي يُدعى بـ “الكورتيزول”، الذي يحصل عليه الجسم عبر تصنيعه داخل الغدد الكظرية من أجل تنظيم الاستجابات الخاصة بالتوتر، ومن المعروف أن الشكل الطبيعي للكورتيزول يدخل مباشرة إلى مجرى الدم ليتسبب بحصول استجابات حيوية قصيرة المدى نسبيًا، أما بالنسبة إلى الشكل المصنع من الكورتيزول، أي الكورتيزون، فإن الطبيب يلجأ إلى حقنه فقط داخل المنطقة التي تعرضت للالتهاب، لكنه يبقى أكثر فعالية من الشكل الطبيعي من الكورتيزون، كما أنه يدوم لفترة زمنية أطول قد تصل إلى عدة أيام أحيانًا وليس إلى عدة دقائق فقط كما هو الحال عند الشكل الطبيعي من الكورتيزون، وعلى أي حال يُعد الكورتيزون من بين أقوى الأدوية المضادة للالتهابات، لكنه يبقى غير قادرٍ على تخفيف حدة الآلام.

ولقد استطاع عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي “إدوارد كيندال” الحصول على الكورتيزون وأنواع الستيرويد الطبيعية الأخرى من إفرازات قشرة الغدة الكظرية في الفترة الواقعة بين عامي 1935-1948، لكن كميات المواد الطبيعية التي حصل عليها لم تكن كافية لبناء الكثير من الأمل عليها، لذلك اضطر العلماء فيما بعد إلى إنتاج أشكال صناعية من الكورتيزون اعتمادًا على “حمض الدي أكسيكوليك”، ثم توالت الإنجازات الطبية ونجح العلماء في إعطاء الكورتيزون الصناعي لمرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، ثم نزل سعر غرام الدواء الواحد من الكورتيزون من 200 دولار في عام 1949 إلى 50 سنت فقط في عام 1965.

أساليب طبيعية لتخفيض مستوى الكورتيزون

يؤدي ارتفاع الشكل الطبيعي من الكورتيزون في الجسم، أي الكورتيزول، إلى حصول مضاعفاتٍ سيئة على الصحة العامة للجسم، وفي الحقيقة يُمكن لمستويات هذا المركب أن تبقى مرتفعة حتى بعد زوال مصدر التوتر الذي أدى إلى ارتفاعها في الأصل، لكن يبقى هنالك بعض الأساليب الطبيعية التي يُمكن اتباعها لتخفيف مستوى هذا المركب، منها الآتي:

  • خفض مستوى التوتر: يجب خفض مستوى التوتر من أجل المساعدة أكثر على خفض مستوى الكورتيزول في الجسم، وهذا يُمكن الوصول إليه ببساطة عبر تجنب المواقف الحياتية المثيرة للتوتر أو عبر تعلم أساليب للتأقلم مع هذه المواقف، وقد يكون هنالك مجال أحيانًا للاستعانة بتناول بعض أنواع الأدوية من أجل الوصول إلى هذه الغاية أيضًا.
  • تناول الأطعمة المناسبة: هنالك أنواع كثيرة من الأطعمة الصحية التي يُمكنها خفض مستوى الكورتيزول في الجسم، منها الشوكولاتة السوداء، والموز، والكمثرى، والشاي الأخضر، بالإضافة إلى ما يُعرف بالبروبيوتيك، الموجود في اللبن الرائب أو الزبادي.
  • النوم الكافي: يزداد مستوى الكورتيزول في الدم عند إهمال الحصول على حاجة الجسم من النوم، مما يعني ضرورة الحفاظ على أخذ ما يكفي حاجة الجسم من النوم والحد من الأمور التي تعكر دورة النوم الطبيعية.
  • الضحك والمتعة: توصلت إحدى الدراسات إلى حصول انخفاض بمستوى الكورتيزول عند الضحك أو عند مجرد الشعور بالسعادة.
  • أساليب أخرى: هنالك أساليب أخرى يُمكنها خفض مستوى الكورتيزول طبيعيًا، منها:
    • ممارسة الأنشطة البدنية.
    • تجنب تناول القهوة والمشروبات الغنية بالكافايين في الليل.
    • الحرص على ممارسة الهوايات والأنشطة المفضلة لدى الفرد.
    • ممارسة أساليب الراحة والتأمل.
السابق
اختيار نوع الجنين بالحقن المجهري
التالي
أصل النقود وبدء ضربها

اترك تعليقاً