الصحة النفسية

إبرة فيتامين ب12

إبرة فيتامين ب12

 

فيتامين ب12

النظام الغذائي المتوازن هو الذي يسد احتياجات الجسم من العناصر الغذائية التي تلزمه لأداء وظائفه والنمو الصحي، وعند اختلاله تظهر الأعراض التي تشير إلى وجود نقص في أحد العناصر الهامة لبناء الجسم الأمر الذي يستلزم إيجاد طريقة لتعويض النقص الحاصل وقد تكون هذه الطريقة عبر أخذ الحقن أو الأقراص التي تُدخِل المادة المرادة إلى الجسم خلال فترة زمنية يحددها الطبيب التي تكون كافية لإعادة هذا العنصر إلى مستوياته الطبيعية، كالحقن التي تؤخَذ عند نقص فيتامين ب12 أو ما يُسمى بحقن سيانوكوبالامين.

والسيانوكوبالامين هو الاسم العلمي الخاص بالمادة المصنعة التي تعوّض نقص فيتامين ب12 أو ما يُعرف أيضًا باسم الكومبلامين (Cobalamin)، ولفيتامين ب12 تأثير كبير على وظيفة الدماغ، وصحة النسيج العصبي، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، ونمو الجسم ككل، وهو قابل للذوبان في الماء كسائر أنواع فيتامين ب مما يعني أنّه ينتقل عبر الدم إلى كافة أجزاء الجسم، وعند نقص فيتامين ب12 ينخفض عدد خلايا الدم الحمراء مما ينتج عنه فقر الدم الحاد أو ما يُعرف باسم الأنيميا.

إبرة فيتامين ب12

إذا كان الشخص يُعاني من نقص شديد في فيتامين ب 12 فمن الضروري أخذ إبرة فيتامين ب 12 بانتظام، ممّا يؤدي إلى تحسّن حالته، وتُؤخد لعلاج فقر الدم الخبيث، إذ يجب إعطاء جرعة مقدارها 100 ميكروغرام يوميًا من السيانوكوبالامين لمدة 6 أيام أو 7 أيام، وذلك بالحقن العضلي أو الحقن العميق تحت الجلد، ثم كل يوم بعد يوم حتى انتهاء 7 جرعات، ثم كل 3-4 أيام لمدة 2-3 أسابيع ، ثم شهريًا، وقد تكون الجرعة أيضًا 1000 ميكروغرام يوميًا لمدة أسبوع بالحقن العضلية أو الحقن العميق ومن ثم أسبوعيًا لمدة شهر ، وبعدها حقنة شهريًا، وقد يتفاعل السيانوكوبالامين مع الأدوية التي قد تؤثر على إنتاج خلايا الدم ، كما يجب استخدام السيانوكوبالامين فقط بوصفة طبية من الطبيب. 

إن الجرعة اليومية الموصى بها (RDA) لفيتامين ب 12 للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 14 عامًا هو 2.4 ميكروغرام.ويُخَزّن فيتامين ب 12 في الكبد، وعند امتلاء المخازن من فيتامين ب فإنه يتّخلص من الفائض عن طريق البول، لذا يعدّ استخدام إبر فيتامين ب 12 دون وجود أي نقص أمرًا بلا معنى ويعد إسرافًا، وسبب ذلك هو أن الكمية التي تُخَزّن في الكبد تكفي لتزويد جسم الشخص البالغ بفيتامين لفترة طويلة دون أن تظهر أعراض النقص عليه.

أهمية فيتامين ب12

يلعب فيتامين ب12 العديد من الأدوار والمهام الرئيسية في جسم الإنسان، ويشمل ذلك دوره في كل مما يلي:

  • منع فقدان الخلايا العصبية أو تلفها مما يساعد في منع حالات ضمور الدماغ أو مشاكل الذاكرة والخرف.
  • المساعدة في تكوين خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين من وإلى جميع أعضاء الجسم.
  • الحفاظ على صحة الكبد.
  • المساعدة في تخسيس الوزن من خلال تعزيز عمليات الأيض لكن لا يوجد بعد دليل علمي قوي على أن فيتامين ب12 يساعد في إنقاص الوزن.
  • تحسين صحة كل من البشرة والشعر و الأظافر.
  • المساعدة في إنتاج الطاقة في الجسم.
  • يمنع العيوب الخلقية التي يمكن أن تحدث في الدماغ والحبل الشوكي.
  • تعزيز صحة العظام ومنع ترققها والوقاية من الإصابة بهشاشة العظام.
  • الوقاية من الضمور البقعي للعين، إذ يساعد فيتامين ب12 في تقليل الهوموسيستين الموجود في مجرى الدم والذي يسهم في حدوث المشاكل البصرية المرتبطة بالتقدم في العمر.
  • يساعد في تحسين المزاج والتقليل من الاكتئاب، وذلك لأنه يمتلك دورًا حيويًا في تصنيع السيروتونين واستقلابه وهي مادة كيميائية مسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية.
  • تحسين صحة القلب من خلال تقليل مستويات الحمض الأميني هوموسيستين في الدم، وهو نوع من الأحماض الأمينية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

ويوجد فيتامين ب 12 في العديد من مصادر الغذاء، خاصةً التي يعدّ مصدرها حيوانيًّا، إذ يرتبط بجزيئات البروتين في هذه الأطعمة، ويُفصل فيتامين ب 12 عن البروتين أثناء الهضم ويُمتص في مجرى الدم، وليحدث ذلك يجب أن يكون حمض المعدة كافيًا لإطلاق الفيتامين من البروتين، بالإضافة إلى العامل الداخلي الضروري لضمان امتصاصه، وقد يعاني الأشخاص غير القادرين على امتصاص فيتامين ب 12 كما يجب من فقر الدم الخبيث، وهو نوع من أنواع فقر الدم الناتج عن انعدام هذا العامل.

أسباب نقص فيتامين ب12

يعود نقص فيتامين ب12 إلى عدة أسباب وعوامل مؤثرة تشمل ما يلي:

  • سوء امتصاص فيتامين ب12 الناتج عن اختلال في البروتين الذي يساعد في امتصاص الفيتامين، وقد ينتج هذا الخلل نتيجة العمليات الجراحية في الجهاز الهضمي والتي تقلل قدرة الجسم على هضم الطعام.
  • الإصابة بأحد الأمراض التي تصيب المعدة أو جزء من الجهاز الهضمي مثل مرض كرون والتهاب القولون ومتلازمة التسرب في الأمعاء، مما يؤثر على امتصاص فيتامين ب12 داخل الأمعاء فيؤدي ذلك إلى النقص الذي يمكن تعويضه عن طريق تناول المكملات الغذائية.
  • عدم الحصول على المصادر الغنية بالفيتامين، إذ يحصل الجسم على فيتامين ب12 من المنتجات الحيوانية بشكل رئيسي، لذا فإن الاشخاص النباتيين الذين يعتمدون على الأطعمة النباتية والفواكه يكونون أكثر عرضة لنقص فيتامين ب12، ويمكن الحصول على الفيتامين في هذه الحالة من خلال تناول المكملات الغذائية أو تناول الأطعمة المدعمة بفيتامين ب12 مثل حبوب الإفطار.
  • انخفاض مستويات أحماض المعدة مع التقدم في العمر وهي الأحماض المساهمة بشكل رئيسي في امتصاص فيتامين ب12، وقد ينتج ذلك عن تناول بعض الأدوية المؤثرة على مستوياتها أو قلة الشهية لدى كبار السن.
  • استخدام أدوية علاج حموضة المعدة التي تؤثر على امتصاص فيتامين ب12.
  • الإفراط في تناول الكحول الذي يسبب التهاب المعدة أو تهيج بطانة المعدة مما يؤدي إلى انخفاض أحماض المعدة وبالتالي انخفاض امتصاص فيتامين ب12، ومن ناحية أخرى يسبب شرب الكحول ضعف وظائف الكبد مما يتسبب بعدم قدرته على تخزين فيتامين ب12 واستنزافه.

أعراض نقص فيتامين ب12

قد تتشابه أعراض نقص فيتامين ب12 مع أعراض أخرى مثل نقص الفولات، وغالبًا ما يسبب نقص فيتامين ب12 انخفاضًا في مستويات الفولات، ويتطور نقص فيتامين ب12 تدريجيًا وتزداد حدته بمرور الوقت مما يجعل ظهور الأعراض شديدًا بعد فترة زمنية طويلة على الإصابة، كما أنَّ التشابه بين أعراضه والأعراض المصاحبة لأمراض أخرى قد يسبب خلطًا بينه وبين غيره من الأمراض مما يؤخر تشخيصه والكشف عنه إلّا أنَّ إجراء فحص الدم هو الوسيلة الأفضل للتأكد من الإصابة بنقص فيتامين ب12 بجانب طرق أخرى كفحص الأيض الهدمي للبروتين أو ما يُعرَف بتقويض البروتين، وفحص مستويات حمض الميثيل مالونيك في الدم، وهو ما يحدده الطبيب الذي يلجأ له المصاب بأحد الأعراض التالية:

  • شعور بالتنميل والوخز في الأطراف إذ يلعب فيتامين ب12 دورًا مهمًا في إنتاج المايلين وهو مركب مهم لوظيفة الجهاز العصبي.
  • الاكتئاب والحزن أو التغييرات المستمرة في المزاج نتيجة ارتفاع مستويات الهوموسيستين التي يمكن أن تسبب تلفًا في المخ وتتداخل مع الإشارات من وإلى الدماغ مما يؤدي إلى تقلبات المزاج.
  • عدم التوازن أثناء المشي واحتمالية السقوط نتيجة التلف الذي يصيب الأعصاب بسبب عدم علاج نقص فيتامين ب12.
  • قصور الغدة الدرقية، إذ إن 40% تقريبًا من الأشخاص الذين يعانون من نقص هرمونات الغدة الدرقية يواجهون نقص فيتامين ب12 أيضًا.
  • خفقان القلب وهو أحد أعراض فقر الدم الناتج عن نقص فيتامين ب12.
  • الشعور بالتعب والإعياء نتيجة عدم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء.
  • تساقط الشعر أو الإصابة بالثعلبة البقعية.
  • فقدان الشهية.
  • نقصان الوزن.
  • اضطرابات النوم.
  • مرض الزهايمر.
  • تقرحات في الفم واللسان.
  • ضعف الذاكرة.
  • التبول اللاإرادي نظرًا إلى تأثير فيتامين ب12 على الأعصاب.
  • هشاشة العظام.
  • ضعف في العضلات.
  • صداع الرأس.
  • تغيّرات في الرؤية.

مضاعفات نقص فيتامين ب12

تعد الفائدة الأكثر وضوحًا من تلقي إبر فيتامين ب 12 هي علاج نقص هذا الفيتامين وتجنّب الأعراض المرتبطة بنقصه، فالحفاظ على مستويات فيتامين ب 12 في المعدل الطبيعي يساهم في التقليل من خطر حدوث بعض المضاعفات الخطيرة المرتبطة بنقص فيتامين ب 12 كما يأتي:

  • مرض القلب.
  • الاضطرابات المعرفيّة العصبيّة.
  • الاعتلال العصبي.
  • فقدان البصر.
  • العقم (على الرغم من أن هذا يُحَلّ عادة مع علاج ب 12).
  • عيوب في الأنبوب العصبي عند أطفال النساء المصابات بنقص فيتامين ب 12.

مصادر فيتامين ب12 الطبيعية

يمكن الحصول على فيتامين ب12 من خلال المصادر الحيوانية أو المكملات الغذائية، إذ لا ينتج نقص هذا الفيتامين عن سوء التغذية فقط وإنما يمكن أن ينتج أيضًا بسبب انخفاض قدرة الجسم على امتصاص هذا الفيتامين مما يستدعي تناول المكملات الغذائية لتعويض النقص، وفيما يلي أهم المصادر الغذائية الغنية بفيتامين ب12:

  • لحوم الأعضاء الداخلية: ويشمل ذلك كبد وكلى البقر والعجل؛ إذ يحتوي كبد العجل على 1500% تقريبًا من الحصة اليومية الموصى بها من فيتامين ب12 لكل 100 غرام.
  • الرخويات: ويشمل ذلك المحار الذي يحتوي على تركيزات عالية من فيتامين ب12، ويوفر ما مقداره 3300% من الحصة اليومية الموصى بها للفيتامين لكل 20 حبة محار صغيرة.
  • الأسماك: ويشمل ذلك سمك السردين الغني بالعناصر المغذية ويوفر ضعف الكمية الموصى بها من فيتامين ب12 لكل 150 غرامًا بالإضافة إلى أحماض أوميغا 3، وسمك التونا الذي يوفر تقريبا 160% من حصة فيتامين ب12 اليومية الموصى بها، وسمك السلمون الذي يوفر 80% من حصة الفيتامين اليومية الموصى بها لكل 178 غرامًا وتركيزات عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية.
  • الحبوب المدعمة: وتعد من أفضل الخيارات للأشخاص النباتيين، والتي توفر العديد من العناصر الغذائية المهمة بما في ذلك فيتامين ب12، ومن المهم اختيار الاصناف المكونة من الحبوب الكاملة وقليلة السكر والغنية بالألياف.
  • منتجات الألبان: ويشمل ذلك الحليب واللبن والجبن وهي مصادر غنية بالبروتين والمعادن والفيتامينات بما في ذلك فيتامين ب12، وقد أثبتت الدراسات أن الجسم يمتص فيتامين ب12 من منتجات الألبان أفضل من امتصاصه من قبل اللحوم والأسماء والبيض.
  • البيض: يعد البيض من المصادر الغنية بالبروتين والفيتامينات وخاصة فيتامين ب2 وب12، إذ تحتوي بيضتان كبيرتان على ما نسبته 28% من الحصة اليومية الموصى بها لفيتامين ب12.
  • الدجاج: 1/3 كوب (75 غرامًا) يوفّر 3 ٪ من الكمية الغذائية المرجعية اليومية.

قد يُهِمُّك

يجب عزيزي الرجل اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية قبل العلاج بالحقن وعند مراجعة الطبيب وقبل الشروع في العلاج يجب التنبه إلى ضرورة إبلاغ الطبيب بالآتي:

  • إن كنت تعاني من حساسية اتجاه مادة السيانوكوبالامين، بخاخ الأنف، أو بعض العقاقير كالهيدروكسوبالامين، والفيتامينات، أو أي حبوب أخرى.
  • إن كنت تتناول أي علاجات سابقة كالفيتامينات أو المكملات الغذائية، كما يجب التأكد من إعلام الطبيب إن كنت تتناول مضادات حيوية كالكلورامفينيكول، أو ميثوتريكسات، أو حمض الفوليك، أو غيرها من الأدوية ليعدل الطبيب الجرعات أو لينبهك إلى إمكانية حدوث بعض الأعراض الجانبية وكيفية التعامل معها.
  • إن كنت تعاني من أمراض في الكلى.
السابق
مصادر فيتامين k
التالي
اسباب حرقة الجلد

اترك تعليقاً