حرقة الجلد
يُعرف الجلد بأنّه عضو يغطّي جسم الإنسان كاملًا، كما أنّه الأكثر عرضةً للتغيرات الخارجية كما الدّاخلية، ووظيفته الأساسية هي حماية الجسم، إذ يُعدّ خطَّ الدفاع الأول ضد البكتيريا والجراثيم والمواد الكيميائية، كما أنه يتأثر بالعديد من الأمراض التي تحدث داخل الجسم؛ كحدوث خلل في عمل الغدد أو إصابة الجسم بحساسية تجاه نوع معيّن من الأطعمة، ويُصاب أيضًا بأمراض كسرطان الجلد أو التهاب الجلد والطفح الجلدي وغيره. وقد يشعر الرجل بحرقة وحرارة ووخز في جلده، وهو ما يسبِّب له ألمًا مستمرًّا قد يوقفه في بعض الحالات عن آداء مهامه اليوميّة، وتختلف حرقة الجلد عن حروق الجلد، إذ إنَّ حروق الجلد تنتج عن عامل خارجي كحرارة أو نار أو تعرّضه لمواد كيميائية حارقة، أما الحرقة تحت الجلد قد تكون عرضًا لمرض ما أو حالة طبية تصيب الجلد في أي مكان في الجسم، وسنبحث عن هذه الأسباب في هذا المقال.
أسباب حرقة الجلد
قد تتركز حرقة الجلد في مكان واحد في الجسم أو في عدة أمكنة، فيمكن أن تصيب القدمين فقط أو الكفين أو الرقبة وغيرهم من الأماكن، ويعود السبب إلى العديد من الحالات والأسباب الممكنة والتي تشمل ما يلي:
- متلازمة الألم المركزي: وهو اضطراب في المخ يحدث عندما تتلف الأعصاب في الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى التسبب بحالة مختلفة من الأحاسيس بما في ذلك الحرقة والألم.
- داء الفقار العنقي: يصيب العظام والغضاريف في الرقبة ويسبب ضغطًا على الأعصاب، مما يؤدي إلى الألم والإحساس بالحرقة.
- انفتاق القرص: وذلك نتيجة انزلاق قرص في العمود الفقري عن مكانه، فيتسبب ذلك بالضغط على الأعصاب والتسبب بألم حارق وخدر أو ضعف في العضلات.
- اعتلال العصب الأحادي: تتسبب بعض الحالات بحدوث تلف لعصب واحد، فيؤدي التلف إلى الإحساس بالوخز أو الاحتراق في الجزء المصاب من الجسم، وتوجد عدة أنواع من اعتلال العصب الأحادي بما في ذلك النفق الرسغي والشلل العصبي الزندي وعرق النسا.
- التمارين الرياضية: يمكن أن يصاب الرجل بحرقة في الجلد بعد ممارسة التّمارين الرياضيّة، وذلك بسبب إفراز الجسم لكميّات من حمض اللبنيك المسؤول عن حدوث حرقة للجلد.
- التصلب المتعدد (MS): وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي، وهو ما ينتج عن مهاجمة جهاز المناعة في الجسم لطبقة عازلة حول الخلايا العصبية، وعند تآكل هذه الطبقة يتعطل الاتصال بين الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي، فيؤدي ذلك إلى عدم تلقي بعض أجزاء الجسم تعليمات من الدماغ فيتسبب ذلك بمجموعة متنوعة من الأعراض بما في ذلك الألم الحارق والتشنجات.
- داء السكري: إذ يتسبّب داء السكري بحدوث التهاب في أعصاب الجسم وخصوصًا في الأطراف، وهذا الالتهاب تصاحبه حرارة في اليدين أو القدمين، وتظهر هذه الأعراض ليلًا مع ارتفاع السكري في الدم، إذ يشعر المصاب بأن حرارة جسمه مرتفعة ويبدأ بالتّخفيف من ملابسه لخفض حرارة الجسم.
- الاصابة بالبكتيريا أو الفطريات: الإصابة بنوع من البكتيريا أو الفطريّات التي تسبّب حرقةً وألمًا وحكةً في الجلد وخصوصًا جلد الأطراف، ويمكن أن تنتج هذه الفطريات من ارتداء الملابس المصنوعة من النايلون، أو نتيجة لحساسية الجلد تجاه المواد التي تصنع منها الملابس، أو ارتداء الأحذية الضيقة، وتكثر هذه المشكلة عند من يعانون من كثرة التّعرق.
- التهاب في الألياف العصبيّة: وتحدث هذه الحرقة بسبب حدوث نقص في فيتامين ب12 أو ب6، أو الإصابة بمرض الكلى، أو التهاب في الأوعية الدموية، أو احتباس للسوائل في الجسم، أو ارتفاع في عدد كريات الدَّم الحمراء، أو انخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية، ويمكن علاج هذه الحالات بمراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة حتى يستطيع تحديد الأسباب المرضية التي تقف وراء هذا الشعور.
- الحزام الناري: يعرف بمرض الهربس العصبي، وهو التهاب فيروسي حاد يصيب أعصاب وسطح الجلد الذي يغذيه العصب، ويظهر على شكل حويصلات ضمن مسار عصبي حسي معيّن، ويكون شكل الجلد المصاب شديد الاحمرار، ويشعر المصاب بحرقة ووخز شديدين، ويسبِّب هذه المرض فيروس الحماق النّطاقي، وتتمثل أعراضه بما يأتي:
- ألم حاد وخدر ووخز وحكة في منطقة معينة من الجلد.
- يمكن أن يظهر الطفح بعد يوم أو خمسة أيام من الشعور بالألم.
- يمكن أن يؤثر على العينين والأذنين والفم.
- يظهر في الكثير من الأحيان على شكل جدري ماء.
- الحساسية: في حال الشّعور بالحرقة في جلد الرّأس فقط فإنَّ ذلك ينتج عن وجود حساسية أو حالة تُسمّى بقشرة الرأس.
- الإكزيما: هي مرض عصبي يرتبط بالحالة النّفسية للإنسان، ويظهر على الجلد على شكل بقع متفرّقة، وعند حكّ هذه الأكزيما فإنها تتحول إلى طفح جلدي مؤلم، ويسبب هذا الطفح حرقةً ووخزًا للشّخص، وقد تستمرّ هذه الحالات لسنوات وقد تكون عرضيةً، وفي أي حال من الأحوال فإنّ مراجعة الطّبيب تعد أمرًا في غاية الأهمية.
علاج حرقة الجلد
يعتمد علاج الإحساس بالحرقة على السبب الكامن وراءه، فبعد تشخيص الحالة من قبل الطبيب الأخصائي بمعرفة بعض الأجوبة فيما يخص مكان الشعور بالحرقة وشدتها، بالإضافة إلى إجراءات أخرى مثل اختبارات الدم والبول للتحقق من عدم وجود أي نقص في العناصر الغذائية والصور السينية والمقطعية لفحص العظام والعضلات في العمود الفقري أو اختبار سرعة العصب لتتحقق من تلف الأعصاب أو أخذ خزعة من الجلد المصاب، وبعد إجراء التشخيص يستطيع الطبيب معرفة السبب وراء الشعور بحرقة الجلد ومن ثم تقديم العلاج المناسب والذي يمكن أن يشمل ما يلي:
- الأدوية التي يمكن أن تشمل المضادات الحيوية أو مسكنات الألم.
- العمليات الجراحية.
- العلاج الطبيعي أو الفيزيائي.
- التغييرات الغذائية.
- إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة.
وبالحقيقة إنّ من الآمن الانتظار لبضعة أيام قبل التوجه للطبيب فقد يختفي الشعور بالحرقة من تلقاء نفسه، ولكن من المهم التوجه للطبيب في غضون 24 ساعة في حال ظهور طفح جلدي سريع الانتشار على الجلد، أو في حال ظهور الأعراض التالية:
- الحمى.
- الإحساس بحرارة شديدة أثناء التبول.
- الإحساس بحرارة بعد التعرض لإصابة جسدية.
- ظهور أعراض مثل الإسهال الدموي أو القيء.
- تكرار الشعور بالحرقة في الجلد.
- ارتباط الشعور بمرض مزمن مثل فشل الكبد أو السكري.
- ازدياد الحالة سوءًا عند استخدام الأدوية.
حالات مرضية أخرى قد تصيب الجلد
قد يتعرض الجلد للعديد من الحالات المرضية والتي تتضمن كل مما يلي:
- الطفح الجلدي الذي يسبب تهيج البشرة.
- الصدفية، وهي أحد أمراض المناعة الذاتية المسببة لقشور سميكة على الجلد.
- قشرة الرأس، وهي حالة قد تنتج عن العديد من الأسباب منها الأكزيما والتهاب الجلد الدهني أو الصدفية.
- حب الشباب، وهي حالة الجلد الأكثر شيوعًا والتي تؤثر على أكثر من 85٪ من الأشخاص.
- خراجات الجلد.
- الوردية، وهي حالة جلدية مزمنة تسبب احمرار الوجه.
- الثآليل، وهي حالة ناتجة عن نمو الجلد بصورة مفرطة.
- سرطان الجلد وأكثرها خطورة تلك الناتجة عن أضرار أشعة الشمس وغيرها من الأسباب.
- التقرن الدهني، وهو نوع حميد يكون أشبه بثؤلول عالق.
- التقرن الشعاعي الناتج عن التعرض للشمس.
- سرطان الخلايا الحرشفية الذي يعد أحد أشكال سرطان الجلد.
- الإصابة بفيروس الهربس المسبب لتقرحات دورية أو تهيج الجلد حول الشفاه أو الأعضاء التناسلية.
- خلايا النحل، وهي بقع مرتفعة حمراء تسبب الحكة وتنتج عن الحساسية.
- جدري الماء.
- الجرب.
- السعفة.
