من أصعب المواقف التي يتعرض لها الإنسان حوادث الحرق، لما لها من آثار جسدية ونفسية مدمرة، حيث يمرّ المرء بآلام جسدية كبيرة تمتد لمدة زمنية طويلة، وتترك آثار نفسية تعيد ذكرى غير سعيدة للمصاب وتشوهات تُظهر حزن الأهل وشفقة الأقارب والأشخاص الذين يتعاملون مع المصاب، عدا عن ذلك هو ما يشعر به المصاب من لوم تجاه نفسه أو الآخرين، انتشر عبر وسائل الإعلام مؤخرًا أخبار تقنية حديثة تحدّ من هذه التشوهات وتعيد بريق أمل للمصاب، فما هي حقيقة هذا العلاج.
أدى التقدم الطبي الكبير الى اكتشاف تقنية حديثة لعلاج ندوب الحروق بالليزر، بواسطة القشط الجزئي، حيث تم علاج ثلاثة فتيات تعرضن لحروق قبل عشرين عامًا، أدّى هذا الأمر إلى تساؤلات كثيرة من مصابي الحروق وذويهم عن مدى نجاعة هذا العلاج، وعن مدى التحسن المتوقع؟
الشفاء الطبيعي لندوب الحروق: يعتمد الشفاء من ندوب الحروق على عمقها في الجلد، الندوب السطحية تشفى من خلال نمو الجلد والبشره مرة أخرى، والآثار تكون تعافي البشرة بشكل كامل أو ترك بعض الندوب البسيطة، وإعادة تلوّن البشرة بلونها الطّبيعي وطبقة الجلد الجديدة. في حالة الحروق العميقة تُدمّر الخلايا في الجلد، وتبطئ إعادة نموّ البشرة أو تعيقها، يصبح هذا النّوع من الحروق ندوبًا تطول زمنيًّا لكنها تلتئم في النّهاية تاركةً ندوبًا في الجلد المحترق وانكماشًا، هذه الندوب شديدة وتؤدي إلى تقلصات تحد من حركة المفاصل، وتغيّر لون البشرة إلى الأحمر وبروزها عن سطح الجلد وتشوه الهيكل الطبيعي للبشرة، خاصةً الفم والجفون وهي طويلة الأمد وعادة تُذكِّر بتجربة الحرق المريرة.
كيف يعمل علاج القشط الجزئي بالليزر؟
الليزر هي كلمة مشتقة من الوصف العلمي التالي: تضخيم الضوء بواسطة انبعاث من مستحث للشّعاع. وبمعنى آخر، طاقة ضوئية من تردد أحاديّ يُركّز في شعاع، بحيث يستخدم لعمل استجابة علاجية محددة عن طريق تحويل هذا الضوء الى حرارة، وفي حالة الحروق تعمل آلية العلاج بالقشط الليزري الجزئي على إصابة الندوب بحروق جديدة دقيقة تقاس بالميكرو، يُعتقد أن هذه العملية في عمق الندوب تعمل على تحفيز إعادة تشكيل الإصابة العميقة، والتي في بعض الأحيان أصابت الخلايا بسكون من الشفاء لسنوات، عند الجمع بين علاج الإصابة العميقة بالقشط الليزري الجزئي مصحوبًا بعلاج السطح بالآلية نفسها لإعادة تشكيل السطح يحدث تحسن كبير عبر تحفيز آليات الشفاء الطّبيعي. يُأمل استخدام نمط شبكي نموذجي في عمليات ترقيع، بالإضافة إلى استخدام علاج القشط الليزري الجزئي لتسوية منحنيات تجاعيد السطح بإحداث تحسن كبير لعلاج ندوب الحروق بشكلٍ عام.
هل ينجح هذا العلاج بإحداث تحسن كبير؟ من الناحية النظرية ومن التقارير الأولية لهذا العلاج نعم، في هذه المرحلة وبناءً على التقارير الأولية يبدو أن هذا العلاج يعد أملًا علاجيًّا جيدًا جدًّا لكنّه بحاجةٍ إلى المزيد من الدراسة العلمية والبحث لتوقّعات النتائج النهائية بعد العلاج بشكل روتيني، وأبحاث تأثير العلاج على الندوب القديمة والحديثة.
ما هي مضاعفات العلاج؟ الآثار الجانبية للعلاج بالقشط الليزري الجزئي هي الاحمرار والانتفاخ. يستمر الاحمرار لمدة أسبوعين إلى شهر، والشعور بجفاف الجلد ويختفي بتقشر البشرة بعد 2-4 أيام بعد إتمام الإجراء العلاجي.
إن العلاج بالقشط الليزري الجزئي يعد واعدًا لعلاج ندوب الحروق حالما أجريت الدّراسات والبحوث الوافية، ويزرع الأمل لدى الكثير من المصابين بحروق ويعيد البسمة لأحبائهم فقدوها منذ زمن..
