الصحة النفسية

اسباب العطش ليلا

اسباب العطش ليلا

 

العطش

يعرف شعور الإنسان بالعطش بأنه استجابة لنداء الجسم وطلبِه للماء نتيجة استنزافه ونفاده منه، فيرسل الدماغ إشارات الإحساس بالعطش، وقد يعاني بعض الناس من جفاف الحلق أثناء النوم مما يسبّب استيقاظه من النوم من أجل شرب الماء، ويعود سبب الشعور بالعطش ليلًا وليس نهارًا إلى قلة إفراز اللعاب طبيعيًا من الغدد اللعابية لعدم وجود المحفز القوي لإفرازه، فضلًا عن نقص السوائل من الجسم، وعلى العموم قد يرجع شعور الإنسان بالعطش ليلًا إلى أمور أخرى مثل الإصابة بالسكري أو القلق وغيرها من الأسباب، وفي هذا المقال سنبين أسباب العطش ليلًا وطرق الوقاية من العطش. 

أسباب العطش ليلًا

ربما يكون الشعور بالعطش ليلًا من الأمور الطبيعية إن حدثت على فترات متباعدة، أو عندما يُعرف السبب مثل معاناة الشخص من الإسهال وما يتبعه من جفاف الجسم، أو تناول طعام مالح يسبّب طلب الجسم الشديد للماء، ولكن إن ازداد شعور الشخص بالعطش أثناء النوم وتكرر حدوثه دون مبرر واضح، فيجب التنبّه إلى هذا الأمر وعدم إهماله، فقد يكون مؤشرًا على أحد المشاكل الصحية التالية:

  • داء السكري من النوع الأول: يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم فوق الحدّ الطبيعي إلى تراكم الجلوكوز فيه، فلا يستطيع الجسم التعامل معه فيطرحه خارج الجسم عبر التبول، لذلك يعاني مرضى السكري من الحاجة المتكررة إلى التبول، وهذا الأمر بدوره يقود إلى طرح كميات كبيرة من الماء والسوائل، فيترتب على ذلك شعور الشخص بالعطش الشديد لا سيما أثناء النوم ليلًا، لذلك ينبغي على الشخص أن يراقب نفسه جيدًا ثم يتجه لاستشارة الطبيب إذا كان يشك بإصابته بمرض السكري. 
  • القلق: يؤدي القلق إلى مجموعة من الأعراض مثل قلة النوم والتعرق والتبول المتكرر، وهذا الأمر يسبب نقص السوائل والماء في الجسم، فيشعر الشخص بالعطش جرّاء ذلك، ويسبب القلق أيضًا جفاف الفم عند الإنسان نظرًا لأنه يسحب الماء من الفم ويرسله إلى مناطق أخرى من الجسم ويزيد إفراز الأحماض في المعدة، مما يؤدي إلى جفاف الفم وشعور الشخص بالعطش. 
  • فرط التعرق: عندما تشتد حرارة الجو تزيد إفرازات الغدد العرقية لتبريد درجة حرارة الجسم، وعند عدم شرب الشخص كميات كافية من الماء لتعويض السوائل المفقودة، يصاب الجسم بالتجفاف الذي يبرز جليًا في الشعور بالعطش الشديد أثناء النوم ليلاً. 
  • خلل في الغدد اللعابية: تفرز الغدد اللعابية اللعاب لترطيب الحلق والمساعدة في مضغ الطعام، لذلك يؤدي أي مرض يصيب تلك الغدد إلى جفاف الفم والشعور بالألم والمعاناة من الحمى، وهذا ما يسفر أحيانًا شعور الشخص بالعطش ليلًا. 
  • المشروبات الكحولية: يؤدي استهلاك المشروبات الكحولية إلى إفراز هرمون FGF21 في الكبد، وقد بينت دراسة علمية أن هذا الهرمون ينتقل عبر الدم إلى جزء معين في الدماغ وتحديدًا منطقة الوطاء (تحت المهاد)، إذ يحفز شعور الشخص بالعطش. 
  • التدخين: يؤثر التبغ سلبًا على الغدد اللعابية وكمية اللعاب التي تفرزها، وهذا الأمر يؤدي أحيانًا إلى جفاف الفم وشعور الشخص بالعطش أثناء الليل.
  • التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية: ربما يرجع العطش المفرط وجفاف الفم ليلًا إلى التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية؛ مثل الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب ومضادات الهيستامين ومدرات البول؛ فهذه الأدوية قد تؤثر على وظيفة الغدد اللعابية وتُقلل من إنتاجها للعاب. 
  • الإكثار من تناول الحلويات: يشعر الإنسان أحيانًا بالعطش ليلًا نتيجة تناول الحلويات بكميات كبيرة، فحالما تصل جزيئات السكر إلى الدم ينتقل الماء الموجود في الخلايا إلى الدم لإعادة توازن مستويات السكر فيه، وهذا الأمر يدفع الخلايا التي فقدت الماء المخزن فيها لإرسال إشارات إلى الدماغ بشأن حاجتها لكميات إضافية منه، مما يؤدي إلى شعور الإنسان بالعطش والرغبة الملحة في الشرب. 

الوقاية من العطش

ثمة بعض النصائح والأمور البسيطة التي يمكن اتباعها للوقاية من العطش ليلًا ونهارًا تتمثل فيما يلي:

  • الإكثار من شرب الماء أثناء النهار بحيث لا يقل عن 8 أكواب يوميًّا. 
  • شرب كوب من الماء قبل ساعة من موعد النوم لتعويض نقص السوائل الذي يمكن أن يحدث خلال الليل. 
  • مضغ العلكة الخالية من السكّر قبل النوم بفترة لتحسين إفراز اللعاب. 
  • الحدّ من شرب المشروبات الكحولية. 
  • تجنب النشاطات البدنية الكثيفة التي تجهد الشخص وتزيد خطر معاناته من التجفاف. 
  • الإكثار من تناول الفواكه الغنية بالماء مثل التوت والبطيخ والفروالة والأناناس والمشمش. 

أهمية الماء للإنسان

تحتاج جميع الأعضاء والخلايا في جسم الإنسان إلى الماء حتى تؤدي وظائفها جيدًا، وفيما يلي سنبين أهم الوظائف التي يؤديها الماء في الجسم: 

  • تشحيم المفاصل: تتكون الغضاريف الموجودة في المفاصل والعمود الفقري من الماء بنسبة كبيرة تقدر بنحو 80%، لذلك تعد الإصابة بالتجفاف لمدة طويلة ضارةً جدًا بالمفاصل؛ لأنها تقلل قدرتها على امتصاص الصدمات، مما يؤدي لاحقًا إلى المعاناة من آلام المفاصل.
  • تكوين اللعاب والمخاط: يدخل الماء في تكوين اللعاب والمخاط في الجسم، وهذا الأمر مهم جدًا لدورهما في هضم الطعام والمحافظة على رطوبة الفم والعينين والأنف، كذلك يفيد شرب الماء واستهلاكه عوضًا عن المشروبات المحلاة في المحافظة على نظافة الفم والتقليل من أعراض تسوس الأسنان.
  • تنظيم درجة حرارة الجسم: تنتقل المياه المخزنة في الطبقات الوسطى من الجلد إلى سطحه لتخرج على شكل عرق عند ارتفاع درجة حرارة الجسم ثم تتبخر مما يؤدي إلى انخفاض درجة حرارته، وقد أشار العلماء إلى أن انخفاض كمية الماء في الجسم ينعكس سلبًا على قدرة الشخص في تحمل الإجهاد الحراري، ويعود ذلك إلى زيادة تخزين الحرارة في الجسم، لذلك يفيد شرب الماء في تخفيف أعراض الإجهاد البدني المترافق مع الإجهاد الحراري عند الأفراد، لا سيما أولئك الذين يمارسون التمارين الرياضية.
  • نقل الأكسجين: يتكون الدم من الماء بنسبة تزيد عن 90%، وهذا أمر مهم جدًا نظرًا لأن الدم هو المسؤول عن حمل الأكسجين ونقله إلى أجزاء مختلفة من جسم الإنسان.
  • المحافظة على صحة الجلد: يؤدي نقص الماء في الجسم والإصابة بالتجفاف إلى زيادة خطر إصابة الجلد بالتجاعيد المبكرة والأمراض المختلفة.
  • حماية الدماغ والنخاع الشوكي: يُشكل الماء بطانة واقية لكل من الدماغ والنخاع الشوكي عند الإنسان، لذلك يُحتمل أن يؤثر التجفاف على بنية الدماغ ووظيفته؛ إذ يمكن للتجفاف طويل الأمد أن يسبب اضطرابات في وظائف التفكير لدى الشخص.
السابق
طرق الوقاية من كورونا
التالي
عدد فصائل الدم

اترك تعليقاً