الامارات

اضطرابات الأكل وأنواعها

اضطرابات الأكل وأنواعها

اضطرابات الأكل

تنتمي اضطرابات الأكل إلى فئة الأمراض النفسية، وهي تؤدي إلى اتباعك لعادات أو أنماط غذائية غير سوية أو صحية وربما وسواسية أو استحواذية، ومن بين أشهر اضطرابات الأكل: القهم العصبي Anorexia Nervosa، والنُهام العصبي Bulimia Nervosa، ونهم الطعام Binge-Eating، وغيرها من الاضطرابات، ولقد لاحظ الباحثون شيوع مشاكل اضطرابات الأكل عند الأفراد الذين ينتمون إلى العائلات أو الطبقات الغنية والنساء الشابات في العشرين من العمر، لكن تبقى الفرصة سانحة لرؤية هذه الاضطرابات عند جميع الناس، بما في ذلك الرجال والكبار بالسن، ولقد حاول الخبراء إرجاع سبب الإصابة بهذه الاضطرابات إلى بعض العوامل الحيوية والضغوطات الاجتماعية وبعض أنواع أنماط الشخصية التي تجعل أصحابها يركضون وراء الكمال والمثالية، وللأسف فإن علاج اضطرابات الأكل ليس أمرًا هينًا أو بسيطًا، كما يُمكن لهذه الاضطرابات أن تؤدي إلى مشاكل صحية سيئة وخطيرة تستوجب الذهاب إلى المشفى لعلاجها والتعامل معها أحيانًا.

أنواع اضطرابات الأكل

توجد أنواع كثيرة ومتنوعة من اضطرابات الأكل، ولكل منها طبيعته المميزة ومشاكلها الخاصة به، ومن بين أبرز هذه الأنواع:

  • القهم العصبي: يُعرف هذا النوع بكونه اضطراب الأكل الأكثر شهرة بين الناس، وهو عادةً يظهر أثناء مرحلة المراهقة والشباب، ويتسبب في جعلك تعتقد بأنك سمين حتى ولو كنت تُعاني أصلًا من الهزالة أو نقصان الوزن، وهذا يؤدي إلى جعلك تبتعد عن الأكل وتطمح إلى مراقبة وزنك باستمرار، وقد تعيش في رعب وخوف دائمين من زيادة وزنك مما يجعلك تمتنع عن تناول الطعام في الخارج وقد تُعاني من أعراض الوسواس القهري أيضًا، وللأسف يُمكن لهذه النوع أن يلقي بمضاعفات سيئة للغاية على جسمك، خاصة فيما يتعلق بصحة العظام والخصوبة، وفي المناسبة فإن للقهم العصبي نوعين فرعيين؛ النوع الأول يُدعى بالنوع التقييدي، الذي يجعلك ترغب بخسارة الوزن عبر الحميات الغذائية أو الصيام أو ممارسة الأنشطة البدنية الشديدة، أما النوع الثاني فيُدعى بنهم الطعام، الذي يجعلك ترغب بتناول الكثير من الطعام في فترة قصيرة ثم تلجأ إلى التقيؤ أو الملينات من أجل إخراج الطعام.
  • النُهام العصبي: يشتهر هذا النوع بين الناس أيضًا، وهو يظهر غالبًا أثناء مراحل المراهقة والشباب، لكنه وبعكس القهم العصبي، يجعلك تسعى إلى تناول كمية مفرطة من الأكل خلال فترة زمنية قصيرة، بل وقد تشعر وكأنك فقدت السيطرة على مستوى تناولك للطعام، خاصة الطعام الذي كنت تسعى لتجنبه من قبل، وقد تحاول إفراغ كميات الطعام والسعرات الحرارية التي حصلت عليها عبر قيامك بأشياء سيئة؛ كالتقيؤ، واستخدام ملينات الأمعاء، والحقن الشرجية، وربما التمارين البدنية المجهدة، وهذه الأمور في المحصلة قد لا تجعلك سمينًا أو هزيلًا، لكنها قد تجعلك تُعاني من خلل في مستويات المعادان والأملاح، بما في ذلك الصوديوم والكالسيوم.
  • اضطراب نهم الطعام: يبدأ هذا الاضطراب غالبًا أثناء مراحل المراهقة والشباب، لكن يُمكن أن يظهر في مراحل عمرية متأخرة أيضًا، وعادةً ما ستعاني من أعراض شبيهة بالنهام العصبي أو القهم العصبي عند إصابتك بهذا النوع من الاضطرابات، لكن لن تصل فيك الأمور إلى درجة الاستعانة بالملينات أو التقيؤ، وقد يؤدي هذا النوع إلى جعلك مصابًا بالسمنة أو بزيادة الوزن، وهذا بالطبع يزيد من فرص إصابتك بالسكري وأمراض القلب.
  • القطا Pica: تتملكك شهوة غريبة نحو تناول الأشياء التي لا تُعد طعامًا أصلًا عن إصابتك باضطراب القطا، الذي يُعرف أيضًا باسم فساد الشهوة أو البيكا، ومن بين هذه الأشياء –مثلًا-التراب، والثلج، والشعر، والملابس، والمنظفات، وغيرها من الأمور التي تزيد لديك خطر الإصابة بالتسمم، والعدوى، وسوء التغذية، لكن ولتشخيصك بالقطا بصورة صحيحة، فإنه يجب ألا تكون شهوتك نحو هذه الأمور نابعة أصلًا من عوامل ثقافية أو دينية.
  • الاضطراب الاجتراري Rumination Disorder: تمكن العلماء حديثًا من التعرف على هذا النوع الغريب من اضطرابات الأكل، وهو باختصار يجعلك تتقيأ الطعام الذي أكلته أو بلعته من أجل إعادة مضغه مرة أخرى، ثم إعادة بلعه مرة أخرى أو بصقه خارج الفم، وهذا يعني أن هذا الاضطراب هو شبيه بمشكلة ارتجاع أحماض المعدة، لكنه إرادي.
  • اضطراب تجنب أو تقييد تناول الطعام: أطلق العلماء على هذا الاضطراب في الماضي اسم “اضطراب التغذية في الطفولة والطفولة المبكرة” بسبب شيوعه عند الأطفال الصغار بعمر أقل من 7 سنوات، لكن العلماء اكتشفوا فيما بعد بأن لديه قابلية الاستمرار حتى مرحلة البلوغ، وعادةً ما يُعاني المصاب بهذا الاضطراب من الإعراض أو تجنب تناول الطعام بسبب فقدان الرغبة بذلك نتيجة لروائح أو ألوان أو حتى درجة حرارة الطعام.
  • أنواع إضافية: توجد أنواع أخرى من المشاكل التي تتعلق بطريقة تناولك للطعام لكنها ليست بالضرورة من ضمن اضطرابات الأكل، ومن بين هذه المشاكل –مثلًا-:
    • الأورثوريكسيا Orthorexia، التي تجعلك تتوقف عن تناول مجموعات غذائية محددة؛ كالسكريات، أو الكربوهيردات، أو الأطعمة الحيوانية، وتقودك نحو التفكير بكثرة حول مكونات الأطعمة.
    • النهام العصابي السكري Diabulimia، التي تدفعك إلى إهمال تناول أدوية السكري والخوف من الأنسولين بحجة أنه يؤدي إلى السمنة، فضلًا عن التوقف عن تناول بعض المجموعات الغذائية لخفض الأنسولين.

أسباب الإصابة باضطرابات الأكل

ينفي الخبراء معرفتهم بالأسباب الدقيقة وراء إصابتك باضطرابات الأكل، لكن الكثيرين منهم يعزونها إلى أسبابٍ جينية، أو أسبابٍ بيولوجية لها علاقة بكيمياء الدماغ، أو أسبابٍ نفسية وعاطفية لها علاقة بحب الكمال وضعف الثقة بالنفس، ولقد أكد الباحثون بالفعل على شيوع اضطرابات الأكل بين المراهقات والنساء الشابات وليس بين المراهقين الشباب، لكن هذا لا ينفي نهائيًا ظهور هذه الاضطرابات لدى الرجال والذكور، وعلى أية حال توصل الباحثون كذلك إلى وجود بعض العوامل التي تزيد من فرص إصابتك بهذه الاضطرابات، منها:

  • وجود أقارب لك في العائلة قد أصيبوا من قبل باضطرابات الأكل.
  • إصابتك أصلًا بأحد الأمراض أو المشاكل النفسية؛ كالاكتئاب والوسواس القهري.
  • اتباعك لإحدى الحميات الغذائية أو شعورك بالجوع الشديد.
  • تعرضك للمواقف المثيرة للتوتر.

علاج اضطرابات الأكل

يوكد الخبراء على ضرورة البدء بتلقي العلاج في المراحل المبكرة من الإصابة باضطرابات الأكل؛ وذلك بسبب ارتفاع فرص تفاقم المشاكل الطبية لدى المصابين بهذه الاضطرابات والأفكار الانتحارية أيضًا، وقد تتضمن الأساليب العلاجية أدوية، واستشاراتٍ تغذوية، وعلاجاتٍ أو مراقبة طبية، فضلًا عن العلاجات النفسية، وبالإمكان شرح بعض العلاجات الدوائية والنفسية للتعامل مع حالات الإصابة باضطرابات الأكل على النحو الآتي:

  • العلاجات النفسية: قد ترتكز هذه العلاجات على العائلة من أجل تفعيل دور الوالدين في تغذية طفلهم المصاب بهذه الاضطرابات، كما قد ينصح الخبير النفسي بإخضاع المصاب إلى جلسات العلاج السلوكي المعرفي لتغيير معتقداته السلبية.
  • العلاجات الدوائية: أشارت بعض الأدلة العلمية إلى إمكانية علاج اضطرابات الأكل عبر وصف الأدوية المضادة للاكتئاب، أو المضادة للذهان، أو مهدئات المزاج.

مَعْلومَة

ليس من المناسب التقليل أبدًا من شأن اضطرابات الأكل؛ لأن لهذه الاضطرابات مضاعفات ومشاكل سيئة للغاية على حياة المصاب، مثل:

  • مشاكل في النمو البدني.
  • مشاكل في العلاقات الاجتماعية.
  • الإدمان على العقاقير المخدرة.
  • مشاكل في العمل والمدرسة.
  • الاكتئاب والقلق.
  • الموت.
السابق
لماذا لا يحب الإنسان أن يتم إخباره بما يجب القيام به
التالي
أسباب ألم الخصية

اترك تعليقاً