الصحة النفسية

اسباب النهجان عند صعود السلم

اسباب النهجان عند صعود السلم

 

النهجان عند صعود السلم

أطلق الخبراء على الشعور بالنهجان الناجم عن صعود السلم أو الدرج اسم ضيق النفس والذي ينتج عن الجهد أو ضيق النفس الناجم عن الأنشطة البدنية، وعادةً ما يشكو المصاب بهذا النوع من ضيق النفس والشعور بصعوبة التنفس أو التنفس بسرعة أو بوتيرة متسارعة، وقد يضطر المريض إلى استعمال فمه لأخذ المزيد من الهواء للتنفس بدلًا عن الاعتماد على أنفه فقط، وقد يكون ضيق النفس الناجم عن الجهد أمرًا طبيعيًا أثناء ممارسة الأنشطة البدنية، لكنه يُصبح مشكلة ومدعاة للقلق عند ظهوره أثناء ممارسة بأبسط الأنشطة البدنية، وعادةً ما يشير هذا النوع من ضيق النفس إلى حاجة الرئتين للمزيد من الأكسجين أو عدم قدرتهما على إخراج غاز ثاني أكسيد الكربون، وعلى العموم قد يشكو البعض من ضيق النفس أثناء ممارستهم للأنشطة البدنية القاسية أو المجهدة التي لم يتعودوا على ممارستها من قبل، كما قد يشكو البعض من ضيق النفس لأسبابٍ نفسية ليس للرئتين علاقة بها؛ كالتعرض لنوبات الهلع أو الذعر مثلًا، وقد يعد الكثيرون اللهاث وضيق التنّفس عند آداء جهد بدني كصعود الدّرج مثلًا من الأعراض غير المهمة والعرضيّة أو الطبيعيّة، ولكن هذا ليس صحيحاََ دائماََ، فقد يعد اللهاث المؤشر الأهمّ والأبرز لمعظم مشاكل عضلة القلب والأوعية الدموية.

أسباب النهجان عند صعود السلم

يُعد النهجان الناجم عن صعود السلم أو ممارسة مجهود بدني علامة أو مؤشر على الإصابة بأحد الأمراض وليس مرضًا بحدّ ذاته، ويوجد بالطبع عددٌ كبيرٌ من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الشعور بالنهجان أو ضيق النفس أثناء ممارسة مجهود بدني، لكن غالبًا ما تنشأ هذه الأسباب عند الإصابة بمشاكل الجهاز التنفسي أو مشاكل القلب، لكن هذا لا يمنع وجود أسبابٍ أخرى مؤدية لهذه المشكلة أيضًا، وعليه فإن بالإمكان تصنيف أسباب الشعور بالنهجان أثناء صعود السلم أو الدرج إلى ثلاث فئات رئيسية، وهي:

  • الأمراض التنفسية: تشتمل أبرز الأسباب الرئوية أو التنفسية المؤدية إلى الشعور بالنهجان أو ضيق النفس أثناء صعود السلم على الآتي:
    • الربو، وهو مرض ناتج عن تأثر الرئتين بعوامل محرّضة، مثل: انتشار غبار الطلع والمهيّجات الكيماوية المثيرة للحساسيّة والدخان والتبغ، فيبدأ المرض على شكل عوارض مزعجة ويكون اللهاث أكثرها وضوحًا، إلى جانب ضيق التنفس والسعال.
    • التهاب الرئة، والتي تكون ناجمة عن عدوى فيروسيَّة أو جرثوميَّة أو طفيليَّة أو فطريَّة أو كيماويَّة، ومع الوقت مع انتشار الإصابة يمكن أن يصل الالتهاب إلى جزء أو أجزاء متعددّة من الرئتين أو الرئة بكاملها، وتعد المكوّرات الرئوية المسبب الجرثومي الأكبر لالتهابات الرئتين، كما تعد الفيروسات المسبّب الأساسي لحالات الإصابة بالتهابات الرئة عند الأطفال بعمر أقل من خمس سنوات.
    • تفاقم حدة الإصابة بما يُعرف بالانسداد الرئوي المزمن، وهي حالة يُعاني فيها المصاب من قصور عام في الوظائف الرئويّة، ومع تقدّم الوقت وانتشار الدّاء يصبح اللهاث مستمرًّا حتى في أوقات الراحة وعدم بذل أيّ مجهود، إلى أن يصبح الداء مستعصيًا ولا يمكن أن يشفى بأي طريقة.
    • الانصمام الرئوي، وهو مرض خطير جدًا؛ لأنَّ احتماليّة الوفاة ونسبة المضاعفات تكون عاليةً فيها إذا لم يتلقَ المصاب العلاج المناسب، وفي حالات الاشتباه بالجلطات الرئوية فمن المهم جدًّا عدم الاستهتار بالموضوع والبدء فورًا بالعلاج المناسب بعد الكشف ومراجعة الطّبيب وإجراء الفحوصات والصّور اللازمة.
    • مرض السل، أو مرض الخانوق، أو مرض الساركويد.
    • أورام الرئة الخبيثة.
    • الاسترواح الصدري، الذي ينشأ عن وجود الهواء أو الغازات داخل جوف الجنبة الرئوية، والذي يقع بين طبقة الجنبة الجدارية وطبقة الجنبة الحشوية التي تحيط بالرئة.
    • الإصابة بالرشف أو الاختناق.
    • تليف الرئة.
  • أمراض القلب والشرايين: تؤثر الكثير من مشاكل أمراض القلب والشرايين على الوظائف التنفسية، ويُمكنها التسبب في الشعور بالنهجان أثناء صعود السلم أيضًا، ومن بين الأمثلة على ذلك كلّ من:
    • الفشل القلبي الاحتقاني.
    • الوذمة الرئوية.
    • المتلازمة التاجية الحادة.
    • وجود تشوهات في صمامات القلب.
    • ارتفاع الضغط الرئوي.
    • عدم انتظام نبضات القلب.
    • الاندحاس القلبي الذي يحدث بسبب تراكم السوائل والدم في الفراغ الواقع بين عضلة القلب والغشاء الخارجي الذي يحيط بالقلب.
    • اعتلال عضلة القلب، الذي ينشأ عن تصلب أو انتفاخ العضلة القلبية.
    • انخفاض ضغط الدم.
    • تضخم عضلة القلب.
  • أمراض وعوامل أخرى: بوسع الكثير من الأمراض والعوامل التي تصيب أعضاء أخرى من الجسم أن تؤدي إلى الشعور بالنهجان أو ضيق النفس، مثل:
    • فقر الدم.
    • الفشل الكلوي الحاد.
    • تسمم أو التهاب الدم.
    • تشمع الكبد.
    • التهاب لسان المزمار.
    • الحماض الأيضي، الذي ينشأ عن تراكم الأحماض في الجسم بسبب الإصابة أصلًا بأحد أمراض الكلى أو الفشل الكلوي.
    • الإعوار أو الاستجابات التحسسية الخطيرة.
    • التسمم الدرقي.
    • التعرض لضربة مباشرة على الصدر أو انكسار أحد الأضلاع.
    • السمنة .
    • التسمم بأول أكسيد الكربون أو التسمم بالأسبرين.
    • الوهن العضلي الوبيل، والذي يؤدي إلى إضعاف العضلات.
    • سوء اللياقة البدنية.
    • أمراض الكبد، وأمراض الكلى.
    • الأورام.

أسباب النهجان عند الكبار بالسن

تحدث الكثير من التغيرات الفيسيولوجية والحيوية على القلب أثناء التقدم بالعمر، إذ تُصبح الشرايين أكثر تصلبًا، وهذا يدفع القلب إلى ضخ المزيد من الدم لتعويض هذه المشاكل، مما يؤدي إلى حدوث تضخم أو زيادة في سماكة جدار القلب مع التقدم بالسن نتيجة للمقاومة المستمرة التي يتعرض لها القلب، كما تحدث تغيرات في الضغط داخل حجرات القلب، وهذا يجعل القلب عاجزًا عن العمل كما يجب أثناء ممارسة المجهودات البدنية، مما يتسبب في شعور الكبار بالسن بالنهجان أو ضيق النفس أثناء مماريتهم للأنشطة البدنية البسيطة، وعادةً ما تزداد حدة هذا المشكلة عند الكبار بالسن الذين خضعوا أصلًا لعمليات القلب التي تهدف إلى تركيب منظم لدقات القلب في صدورهم؛ إذ تحتوي هذه الأجهزة على بطاريات كهربائية قد تنخفض قدراتها الوظيفية مع مرور السنوات، وعلى العموم يُعد كبار السن عرضة للإصابة بالفشل القلبي وتصلب الشرايين وغيرها من الأمراض التي تتسبب بضيق النفس أيضًا، خاصة عند المدخنين منهم.

علاج النهجان عند صعود السلم

يصعب القول بوجود علاج واحد أو محدد للتعامل مع حالات الإصابة بالنهجان عند صعود السلم أو ممارسة مجهود بدني؛ فتوجد الكثير من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بهذه المشكلة، ويجدر بالطبيب تحرّي هذه الأسباب والكشف عنها بدقة لوصف العلاجات الأنسب لها، لكن عادةً ما تختفي مشكلة ضيق النفس الناجمة عن آداء المجهود البدني عند التوقف عن آداء هذا المجهود وأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، بينما قد يضطر المريض إلى الذهاب للطوارئ للحصول على الأكسجين في حال كانت حالته خطيرة، أو قد يسعى المريض إلى استخدام بخاخ موسع للقصبات الهوائية في حال كان مصابًا أصلًا بالربو أو بالانسداد الرئوي، أما في حال كانت المشكلة نابعة عن الإصابة بالتهابات الرئة البكتيرية، فإن العلاج سيتضمن وصف المضادات الحيوية، وقد يصف الطبيب كذلك أنواعًا أخرى من مضادات الالتهابات، ومسكنات الآلام، وربما بعض الأدوية المضادة للقلق والتوتر في حال كان ذلك ضروريًا، وعلى أيّة حال أصبح بوسع الأطباء إحالة المرضى الذين يُعانون من النهجان المزمن إلى مراكز وبرامج تأهيلية تهدف إلى تقوية الوظائف الرئوية والتنفسية لديهم.

الوقاية من النهجان عند صعود السلم

يجب البحث عن العوامل والأسباب التي يُمكن أن تكون مسؤولة عن الإصابة باللهاث لتجنبها والابتعاد عنها؛ كحبوب الطلع، والعفن، والغبار، والغازات السامة، كما ينبغي الابتعاد عن تسلق المرتفعات العالية التي تتعدى حاجز 1220 مترًا؛ لأن نسب تشبع الهواء بالأكسجين تكون منخفضة في هذه المناطق، وكثيرًا ما يشكو المصابون بالربو من اللهاث حالما يتناولون بعض الأدوية كالأسبرين وحاصرات بيتا، كما يشكو بعض الأفراد من إحساسهم بضيق النفس عند انخراطهم في ممارسة الأنشطة البدنية الشديدة أو حتى أثناء ممارسة الأنشطة الجنسية، وعادةً ما ينصح الأطباء والخبراء بضرورة تجنب الشعور بالقلق أو الرعب المبالغ فيه عند الإحساس بصعوبة التنفس حتى لا تزداد الأمور سوءًا أكثر مما ينبغي، ولكن يجب التفكير في نفس الوقت باحتمالية أن يكون الشخص مصابًا بانسداد في المسالك التنفسية داخل الأنف، أو الفم، أو الحلق، وهذا بالطبع يقتضي إحضار المريض إلى طوارئ المشفى على وجه السرعة، وعلى أيّة حال توجد الكثير من النصائح التي يُمكن اتباعها لتفادي الشعور باللهاث، منها:

  • الإقلاع عن التدخين؛ إذ يُمكن أن يكون هذا الأمر كافٍ لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والرئتين والسرطانات، حتى ولو كان الفرد قد تعود على التدخين منذ سنوات طويلة.
  • تجنب التعرض للمواد والأدخنة السامة والملوثة التي تنتشر في البيئة المحيطة.
  • الحرص على إنقاص الوزن بهدف الوصول إلى الوزن المثالي أو تجنب كسب المزيد من الوزن على الأقل؛ إذ إن هذا الأمر هو ضروري جدًا لتخفيف الحمل والضغط الواقع على القلب والرئتين بسبب السمنة، كما يؤدي إنقاص الوزن إلى جعل الجهد المبذول أثناء صعود السلم أكثر سهولة.
  • عدم إهمال الأمراض الرئوية أو البدنية الأخرى التي يُمكن أن تكون مسؤولة عن الإصابة باللهاث، والمسارعة في أخذ العلاجات القادرة على شفاء هذه الأمراض.
  • تجنب ممارسة الأنشطة البدنية في المرتفعات العالية التي تتجاوز حاجز 1525 مترًا.
  • تفقد عمل جهاز الأكسجين في حال كان الشخص يعتمد أصلًا على هذه الأجهزة للحصول على حاجة جسمه من الأكسجين.
السابق
علاج التهاب وتر الكتف
التالي
أشياء تساعد على عدم النوم

اترك تعليقاً