الصحة النفسية

البقع الزرقاء على الجلد: أسبابها وعلاجها

البقع الزرقاء على الجلد: أسبابها وعلاجها

 

ازرقاق الجلد

تظهر البقع الزرقاء فوق الجلد غالبًا بسبب انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، وقد يظهر هذا الأمر جليًا فوق مناطق محددة من الجسم؛ كالشفتين والأظافر، ويُمكن لازرقاق الجلد أن يظهر بوضوح عند الأطفال حديثي الولادة المصابين بالتشوهات القلبية التي تسمح للدم غير المحمل بالأكسجين الكافي بالمرور عبر الشرايين، كما يُمكن لازرقاق الجلد أن يظهر عند البالغين المصابين بأمراض الرئة أو القلب، وقد أطلق الخبراء والباحثون اسم” الازرقاق الكاذب” للدلالة على ازرقاق الجلد الذي لا ينجم عن انخفاض مستوى الأكسجين بالدم، وإنما ينجم عن أسباب أخرى قد يكون لها علاقة بتناول الأدوية أو السموم أو المعادن؛ كالرصاص والفضة.

ظهور بقع زرقاء على الجلد

صنف الباحثون ازرقاق الجلد إلى نوعين رئيسيين؛ هما الازرقاق الطرفي والازرقاق المركزي، والمقصود بالازرقاق المركزي هو الذي يُصيب الجلد الذي يُغطي الأجزاء المركزية من الجسم بما في ذلك اللسان والشفتين، بينما يشير مفهوم الازرقاق الطرفي إلى ازرقاق جلد اليدين أو القدمين، وعادةً ما تتشابه الأسباب المؤدية إلى ظهور كِلا النوعين، ويُمكن ذكر بعض الأسباب المؤدية إلى الإصابة بازرقاق الجلد على النحو لآتي:

  • متلازمة رينو: تؤدي هذه المتلازمة إلى ازرقاق أظافر اليدين والقدمين في الأجواء الباردة أو ابيضاضها وشعور المصاب بالألم الشديد فيها؛ ويرجع سبب حدوث ذلك إلى تضيق الأوعية الدموية التي تمنع وصول الدم إلى الأطراف.
  • انخفاض درجة حرارة الجسم: من المعروف أن انخفاض درجة حرارة اجسم إلى مستويات شديدة للغاية يؤدي إلى ظهور الجلد بلون أزرق، وهذا الأمر بالطبع هو أحد الأمور التي تقتضي تدخلًا طبيًا عاجلًا لعلاجها.
  • مشاكل الأوردة أو الشرايين: يفقد الجسم مقدرته على إيصال الدم المحمل بالأكسجين إلى الأطراف عند حدوث مشاكل في الأوردة أو الشرايين، وقد تتضمن مثلًا حصول انسداداتٍ في الأوردة أو الشرايين، أو الإصابة بما يُعرف بالقصور الوريدي، أو أمراض الأوعية الدموية الطرفية الأخرى.
  • الفشل القلبي: يُصبح القلب عاجزًا عن ضخّ الدم بكفاءة إلى سائر أنحاء وأعضاء الجسم عند الإصابة بالفشل القلبي.
  • مشاكل الجهاز اللمفاوي: يُصاب الجهاز اللمفاوي احيانًا بالضعف أو الأمراض التي تؤدي إلى تراكم السائل اللمفاوي داخل الأنسجة وظهور الجلد بلون أزرق.
  • انخفاض ضغط الدم: يحدث انخفاض ضغط الدم عند انخفاض القوة التي تدفع بالدم إلى الوصول إلى اليدين والقدمين وأعضاء الجسم الأخرى.
  • تخثر الوريد العميق: ينشأ هذا المرض عن تشكل الخثرات الدموية داخل أوردة الساق أو الأطراف السفلية من الجسم.
  • صدمة نقص حجم الدم: يحاول الجسم جلب المزيد من الدم نحو الأعضاء الداخلية عند الإصابة بالصدمة الناجمة عن نقص حجم الدم بالجسم، مما يؤدي إلى ازرقاق الجلد.
  • المشاكل الرئوية: توجد الكثير من المشاكل الرئوية التي تؤدي إلى ازرقاق الجلد، منها؛ الاختناق، وارتفاع ضغط الدم الرئوي، والجلطة الرئوية، والتهاب الرئة، والانسداد الرئوي المزمن، بالإضافة إلى الربو.
  • الكدمات: يرجع سبب ظهور الكدمات زرقاء اللون إلى تمزق الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد نتيجة للتعرض لضربة مباشرة أو حوادث السقوط، لكن غالبًا ما تُشفى الكدمات خلال 2-4 أسابيع ودون الحاجة إلى أخذ أيّ علاجات طبية، بينما قد تحتاج الكدمات الخطيرة الناجمة عن الكسور أو الالتواءات إلى علاجات طبية عاجلة، وعلى أيّ حال تتضمن بعض الأسباب الأخرى المؤدية إلى ظهور الكدمات على الجلد ما يأتي:
    • ممارسة الأنشطة البدنية المجهدة والشديدة التي تتسبب في حدوث تمزق في الأوعية الدموية المجهرية.
    • الإصابة بأحد اضطرابات النزيف، وقد يُصاحب هذا الأمر ظهور أعراض أخرى؛ كنزيف الأنف ونزيف اللثة.
    • ترقق الجلد بسبب التقدم بالعمر.
    • تناول أحد الأدوية المميعة للدم.
  • الفرفريات والحبرات: قد يتشابه شكل الفرفريات مع شكل الكدمات الجلدية، لكنها لا تنجم عن التعرض لإصابات مباشرة كما هو حال الكدمات، أما بالنسبة للحبرات، فإنها لا تشبه الكدمات، وعادةً ما تظهر على شكل بقع حمراء أو ارجوانية اللون، وقد تنشأ الفرفريات والحبرات عن الإصابة بمشاكل تخثر الدم، أو تناول بعض الأدوية، أو حتى أن أمراض الكبد وسرطانات الدم، أو نقص بعض العناصر الغذائية؛ كفيتامين ج، وفيتامين ب 12، وفيتامين ك، وحمض الفوليك.
  • أسباب أخرى: يُمكن لازرقاق الجلد أن يكون ناجمًا عن الصعود إلى المرتفعات العالية، أو الغرق، أو الإصابة بالتهاب لسان المزمار، أو الخانوق، أو النوبات الصرعية التي تستمر لفترة طويلة، أو بسبب تناول جرعة عالية من بعض أنواع الأدوية المهدئة.

أسباب ازرقاق الجلد عند الرضع

يُصاب الأطفال بحالة طبيعية من ازرقاق الجلد تُدعى بالازرقاق العابر أو المؤقت الذي لا يدوم لأكثر من بضع دقائق بعد الولادة مباشرة، لكن يُمكن أن يعاني بعض الأطفال الرضع من ازرقاق مركزي في أجسامهم نتيجة لإصابتهم بتشوهات القلب الخلقية، خاصة عند الأطفال المصابون بأمراض جينية؛ كمتلازمة داون مثلًا، كما يُمكن لبعض البقع الزرقاء أن تظهر على جلد الأطفال الرضع في حال أُصيبت الأم أصلًا بالحصبة الألمانية أثناء الحمل، ومن الجدير بالذكر أن فرص إصابة الأطفال بالتشوهات القلبية تزداد أكثر عند الأمهات اللواتي أُصبن بالسكري أثناء الحمل والنساء اللواتي كُن يداومن على استهلاك الأدوية الموصوفة أو التي لا تحتاج لوصفة طبية أو العقاقير غير القانونية أثناء فترة الحمل.

علاج ازرقاق الجلد

يتوقف وصف العلاج الأنسب لازرقاق الجلد على ماهية السبب الذي أدى إلى الإصابة بهذه المشكلة في الأساس؛ ففي حال كان سبب ازرقاق الجلد راجعًا إلى الإصابة بمتلازمة رينو، فإن الطبيب سينصح المريض بضرورة ارتداء الملابس الدافئة والابتعاد عن البيئات الباردة، بينما لو كان سبب ازرقاق الجلد راجعًا إلى قلة مستوى الأكسجين في الدم نتيجة مشكلات في التنفس أو الرئة، فإن الطبيب سيكون مضطرًا حينئذ إلى وصف علاجات الأكسجين، أما إذا كان سبب ازرقاق الجلد نابعًا من مشاكل القلب أو الأوعية الدموية، فإن الطبيب سيحاول بالطبع وصف الأدوية الأنسب للمريض أو إخضاعه لعملية جراحية أو أي من العلاجات الأخرى الخاصة بالتعامل مع أمراض القلب، وعلى أي حال، توجد الكثير من الأمور الاحترازية التي يُمكن اتباعها بهدف الحد من فرص حدوث ازرقاق في الجلد، منها ما يأتي:

  • الحفاظ على صحة القلب، والأوعية الدموية، والرئتين عبر الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن أمكنة تواجد المدخنين، والحرص على ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
  • التوقف عن أخذ الأدوية التي تؤدي إلى ظهور الكدمات والحرص على مراقبة علامات الالتهابات الجلدية التي قد تحدث فوق الكدمات.
  • مراجعة الطبيب بانتظام وعدم تجاهل حالة الجلد عند ملاحظة أيّ تغيرات جديدة.
  • الالتزام بالخطة العلاجية التي وضعها الطبيب لعلاج المشاكل المؤدية إلى ازرقاق الجلد.
  • ارتداء الملابس الدافئة أثناء أشهر الشتاء.
  • الحرص على أخذ المطاعيم الضرورية للوقاية من الالتهابات الرئوية والأمراض الخطيرة.

تغير لون البقع الزرقاء

يُمكن للفرد تقدير عمر البقع الزرقاء أو الكدمات الظاهرة على الجلد من خلال لونها؛ فمن المعروف أن لون الكدمات الزرقاء يتباين مع مرور الوقت ولا تبقى زرقاء كما ذكر سلفًا، ويعود سبب ذلك إلى تكسر جزئيات الهيموغلوبين المسؤول عن إعطاء الدم لونه الأحمر المميز، وعلى أيّ حال تمر البقع الزرقاء بتغيرات في لونها على النحو التالي :

  • تظهر البقع في البداية بلون أحمر بسبب وجود الدم الغني بالأكسجين في المنطقة المصابة من الجسم.
  • يبدأ الدم بخسارة الأكسجين بعد مرور 1-2 يوم من الإصابة بالكدمة، لتظهر عندها المناطق المصابة بلون أزرق أو أرجواني.
  • يتغير لون البقع الزرقاء إلى اللون الأصفر أو الأخضر بعد مرور 5-10 أيام.
  • يميل لون البقع بعد مرور 10-14 يومًا إلى اللون الأصفر البني تمهيدًا لشفائها التام.

الوقاية من ظهور البقع على الجسم

إّنّ جميع الأشخاص معرضون لتشكل بقع وكدمات زرقاء على أجسامهم خلال فترة ما من حياتهم، وفي حال قد لاحظتَ بأنّك تتعرّض للعديد من الكدمات، يُمكنكَ تقليل احتمالية حدوث الكدمات الناجمة عن الاصطدام بالأشياء عن طريق توخّي الحيطة والحذر أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو قيادة السيارة، بالإضافة إلى اللعب، ومن الممكن استخدام أدوات مضادة للصدمات وارتدئها لتجنب تعريض الركبتين أو الأكواع للصدمات أثناء اللعب، وبالتالي تشكل الكدمات في المنطقة.

السابق
أعراض نقص المناعة
التالي
أسباب زيادة صبغة الميلانين في الجسم

اترك تعليقاً