اسلاميات

الدفاع عن النفس في الاسلام

الدفاع عن النفس

لا بد أن أول ما تفكر به عند تعرضك لخطر ما هو السبيل نحو دفاعك عن نفسك، وكيفية درء هذا الخطر عنك، إذ يُعرف الدفاع عن النفس بأنه استخدام القوة المُناسبة لحماية النفس أو العرض أو المال أو الأهل من الأذى الناتج من قِبَل المُعتدي إذا كان لدى المُعتدى عليه سبب كافٍ للاعتقاد بأنه في خطر، فالدفاع عن النفس هو ردّ فعل تلقائي على الخطر الناتج عن المعتدي، ويجب أن تكون القوة المُستخدمة كافية لدرء الأذى ورد الخطر، فإذا كان الكلام من ممكن أن يحلّ المسأله فلكَ به، وإن كان الأمر أكثر تعقيدًا ويتطلب منك قوة أكبر فعليكَ بذلك، وقد تصل مراحل الدفاع عن النفس إلى القتل ولكن ليست في الأمور التي لا تتوجب ذلك؛ كعمليات السطو أو السرقة والتخريب، أمّا إذا كان المُعتدي مُسلّح وشعرت بالخطر على نفسك فيحق لكَ الدفاع عنها بأي شكل كان.

الدفاع عن النفس في الإسلام

إنَّ دفاعك عن نفسك مشروع في الإسلام، إذ يجوز للمسلم أن يُدافع عن نفسه وأهله وماله وعرضه ضدّ من أراد الاعتداء عليه بالضرب أو بغيره، وكما ورد في صحيح مسلم وغيره [جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أخْذَ مالِي؟ قالَ: فلا تُعْطِهِ مالَكَ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قاتَلَنِي؟ قالَ: قاتِلْهُ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلَنِي؟ قالَ: فأنْتَ شَهِيدٌ، قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قالَ: هو في النَّارِ]، إذ إنَّ عدم الدفاع عن النفس يتنافى مع عزة نفس المسلم وكرامته، ويترتب عليه إذلاله ومهانته، وهذا ما يتنافى مع صفات المسلم الذي يتصف بالعزة والكرامة، ولا يرضى المهانة أو الضعف أيًا كان نوعها، لذلك فإن الدفاع عن نفسك في ظل أيّ خطر قد تتعرض له هو حقّ شرعي لَكَ.

أنواع الدفاع عن النفس في الإسلام

أقرّ لك الإسلام حقّ الدفاع عن نفسك في العديد من الحالات، ومن أبرزها ما يلي:

  • الدفاع عن النفس ضدّ الظلم: إنَّ ظلم الناس ليس سواء، إذ له عدة أقسام، الأول: الذي لا يوجب القتل كالغيبة والنميمة والقذف ونحوها، فهذا لا يجوز قتل فاعله قطعًا، لكن يجب عليكَ أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وتذكيره بيوم الحساب وبالجنة والنار، أمّا القسم الثاني: فهو الظلم الذي يوجب القتل؛ كالقتل العمد بغير حقّ، وهذا يُقتل فاعله بحكم الحاكم إذا توافرت شروط القصاص وانتفت موانعه، ولا يجوز قتله إلّا بحكم الحاكم، أمّا القسم الثالث: فهو الظلم الناتج عن الاعتداء على المال أو النفس أو الأهل أو العرض، فهذا يُدفع بالأخفّ ثم يتدرج بالدفع حتى لو انتهى به الأمر إلى القتل، قال ابن المقرئ في روض الطالب: “يجوز دفع كل صائل من آدمي وبهيمة عن كل معصوم من نفس وطرف وبضع ومقدماته، ومال وإن قلّ، وله دفع مسلم عن ذمي، ووالد عن ولده، وسيد عن عبده، ومالك عن إتلاف ملكه، ويجب الدفع للصائل بالأخف إن أمكن، كالزجر ثم الاستغاثة، ثم الضرب باليد ثم بالسوط، ثم بالعصا، ثم بقطع عضو، ثم بالقتل ومتى أمكنه الهرب أو التخلص لزمه”، فالقتل يكون في حال لم تُجدِ شتى أنواع الدفاع عن النفس ولم تدرأ الخطر.
  • الدفاع عن النفس ضدّ الصائل: فالصّائل هو الذي يعتدي على غيره ويريد نفسه أو ماله ظلمًا، وسنذكر لكَ الآن شروط دفع الصائل:
  • أن يكون هنالك اعتداء من قبل الصائل على رأي الجمهور، وقال الحنفية أن يكون الاعتداء جريمة يُعاقب عليها.
  • أن يكون الاعتداء واقعًا بالفعل، لا مؤجلًا ولا مُهددًا به.
  • ألّا يمكن دفع الاعتداء بطرق أخرى.
  • أن يُدفع الاعتداء بالقدر اللازم من القوة مُبتدئًا بالأيسر فالأيسر.

قد يُهِمُّكَ

سنقدم لكَ بعض النصائح التي يُمكن أن تُساعدك في الدفاع عن نفسك إذا تعرضت لخطر ما:

  • إذا تعرّضت لهجوم مُعيّن عليكَ أن تُقاوِم؛ فمهما كان مستوى قوتك فإذا تعرضت لأيّ اعتداء عليك أن تتصرف وتردّه دون أن تفكر بمستوى قوتك أو ضعفك.
  • حوّل ما تعتقد أنه يعمل ضدّك إلى شيء يُساعدك؛ فإذا كنتَ ترتدي حذاءً ثقيلًا، قد تظن أنه سيُعيقك في الهروب، لكنّك لو رفعت قدمك وضربت الشخص المُعتدي بهذا الحذاء الثقيل، ستلاحظ أنّه ساعدك ولم يكن عائقًا كما ظننت.
  • إذا كان لديك شيء ما سيُساعدك في عملية الدفاع فتأكد من أنك تعرف كيفية استخدامه؛ فعلى سبيل المثال إذا كان لديك صبار، أو رذاذ الفلفل عليكَ ألّا تسخدمه إذا كنت في شكّ أنك ستستخدمه بصورة خاطئة؛ لأن هذا الأمر يمكن أن ينعكس عليك سلبًا ويُضعِفك.
السابق
أين يقع البحر المسجور
التالي
صفات امهات المؤمنين

اترك تعليقاً