اسلاميات

صفات امهات المؤمنين

أمهات المؤمنين

أمهات المؤمنين هن زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد خصهن الله بهذا اللقب دون نساء العالمين وذلك لبيان مكانتهن وفضلهن على الأمة الإسلامية، وكان لأمهات المؤمنين دور كبير في الدعوة الإسلامية؛ فقد كانت الدعوة هي الهدف الأسمى لهن، فما من حديث سمعته إحداهن إلا وبلّغته كما سمعته، وامتازت أمهات المؤمنين بسعة العلم والفقه في الدين؛ فقد تعلم الفقهاء منهن الكثير من الأحكام النافعة، وقد ذكر في كثير من كتب السير عن مواقف أمهات المؤمنين التي كن يبذلنها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخير مثال هو دور السيدة خديجة رضي الله عنها في بداية الدعوة؛ فقد كان لها دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية بعد الله ورسوله؛ وذلك أنها كانت أول من آمن برسول الله، كما نصرته بمالها ونفسها رضي الله عنها وأرضاها.

وكان هذا حال نساء النبي صلى الله عليه وسلم في نشر الدعوة فهذه السيدة عائشة بنت الصديق كانت تحفظ عن رسول الله الأحاديث وتنشرها بين الناس فكان يتعلم منها العلماء والفقهاء، وقد أخذ الناس منها كثيرًا فنقلوا عنها من الأحكام والآداب الكثير حتى قيل أن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها رضي الله عنها، كما كانت تدعو النساء وتعظهن، ولقد أثنى العلماء من الصحابة والتابعين على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وأما زينب بنت جحش رضي الله عنها فقد كانت في منزلة العالمات العاملات الواعظات الناصحات فقد كانت تعمل بسنة النبي وكانت تحفظ سمعها وبصرها عما يغضب الله، وهذه ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها قد نقلت للأمة أحاديث رسول الله المتعلقة بالأحكام الفقهية، وقد كانت من الواعظات الناصحات للأمة فرضي الله عنها وعن باقي أمهات المؤمنين.

صفات أمهات المؤمنين

أمهات المؤمنين هن بلا شك من خير خلق الله فقد فزن بشرف الانتساب لحبيب الله محمد عليه السلام، وقد نلن شرف الرواية عنه ورضا الله وجنته فكن بحق أمهات للمؤمنين، وكان لكل زوجة من أزواج النبي خصائصها الإيمانية؛ فكانت سيدتنا خديجة هي أول من آمن برسالة سيدنا محمد وقد بشرها الله ببيت في الجنة وقال رسول الله عنها رزقت حبها، أما عائشة فكانت أعلم زوجات النبي فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: [فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ]، وكان المصحف الذي اجتمع عليه المسلمون في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه في بيت حفصة بنت عمر رضي الله عنها،

وكانت تسمى زينب الهلالية بأم المساكين، كما عرفت صفية بنت أخطب بالإنفاق والبذل في سبيل الله، أما سيدتنا أم سلمة فقد هاجرت مع النبي في مغازيه ونالت صحبة النبي وكذلك كان حال السيدة أم حبيبة. وكانت السيدة زينب بنت جحش تفخر بأن الله زوجها رسول الله بآية في الكتاب العزيز، ولقد اختص الله عز وجل أمهات المؤمنين بخصائص لم تجتمع لغيرهن ومن الأمثلة عليها، الزهد، إذ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}، والقنوت، إذ قال تعالى: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}، والطهر، إذ قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، والتبليغ، قال تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرا}، وحرمة الزواج بعد النبي، إذ قال تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}،وعدم جواز استبدالهن، إذ قال تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا }، واحتجابهن، إذ قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ}.

أسماءُ أمهات المؤمنين

خص الله عز وجل نبيه بكثير من الخصائص التي لم تكن لغيره إعلاء لشأنه ومرتبته وإظهارًا لقدره ومكانته ومن هذه الخصائص كثرة أزواجه وهن أمهات المؤمنين، وقد أطلق على زوجات النبي أمهات المؤمنين تكريمًا لشأنهن وإعلاء لقدرهن، وهو شرف من الله لهن قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}، وقد بلغ عدد أمهات المؤمنين اللاتي دخل بهن الرسول صلى الله عليه وسلم 11 زوجة كما ذكر ابن حجر في فتح الباري وابن القيم في زاد المعاد وهن:

  • خديجة بنت خويلد : أولى زوجات النبي، تزوجها في مكة وهو بعمر 25 عامًا، وخديجة هي أول من آمن من هذه الأمة برسالة سيدنا محمد وقد ناصرت رسول الله وكانت له وزير صدق وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين.
  • عائشة بنت أبي بكر : تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين ومات عنها وهي بنت 18 سنة، كانت عائشة أحب أزواج النبي إليه، توفيت بالمدينة ودفنت بالبقيع.
  • حفصة بنت عمر : كانت حفصة زوجة خنيس بن حذافة وبعد موته تزوجها النبي، كان النبي يريد أن يطلقها إلا أن الله أمره بأن يعيدها.
  • أم حبيبة : وهي رملة بنت صخر بن حرب تزوجها النبي وهي بأرض الحبشة وهي التي أكرمت فراش النبي من أن يجلس عليه والدها قبل إسلامه وقالت إنك مشرك ومنعته من الجلوس عليه.
  • أم سلمة : هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة كانت من النساء العاقلات الناضجات، أخذت أم سلمة حظًا وافرًا من أنوار النبوة وعلومها حتى أصبحت ممن يشار إليهم بالفقه والعلم وكانت آخر أمهات المؤمنين موتًا.
  • زينب بنت جحش : وهي ابنة عمة النبي أميمة بنت عبد المطلب وكانت قبل النبي مع زيد بن حارثة، زوجها الله تعالى للنبي من فوق سبع سماوات وكانت تفتخر بذلك، وتوفيت في المدينة المنورة سنة 20 ودفنت في البقيع.
  • زينب بنت خزيمة : هي زينب بن خزيمة الهلالية تزوجها النبي سنة 3 للهجرة وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها للمساكين، عاشت مع النبي ثمانية أشهر ثم توفيت ودفنت في البقيع.
  • جويرية بنت الحارث : تزوجها النبي في سنة 6 من الهجرة وتوفيت سنة 56، وبسببها أعتق المسلمون مئة من أهل بيتها من الرقيق وقالوا أصهار رسول الله وكان ذلك من بركتها على قومها.
  • صفية بنت حيي : تزوجها النبي سنة 7 بعد غزوة خيبر، وتوفيت سنة 36 وقيل سنة 50، أعتقها النبي بعد أن سبيت في غزوة خيبر وجعل عتقها صداقها.
  • ميمونة بنت الحارث : تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم مواساة لفقد زوجها واعترافًا بفضلها وتحبيبًا لقومها في الإسلام بإشارة من العباس رضي الله عنه وهي آخر من تزوج النبي من أمهات المؤمنين، وكانت مثالًا للصلاح والتقوى. سودة بنت زمعة.

قد يُهِمُّكَ

إن تعدد الزوجات قديمًا كان معروفًا في الأمم والرسالات السابقة كما كان معروفًا في رسالة الإسلام؛ فقد ورد عن الكثير من أنبياء الله أنهم تزوجوا الكثير من النساء مثل سيدنا داوود وسيدنا سليمان، كما كان العرب يجمعون بين أربعين زوجة في وقت واحد، وفي ما يخص تعدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يكن للتمتع وإشباع الشهوة، وقد أذن للنبي التعدد في سن الثالثة والخمسين، كما أن النبي كان يتزوج الأرامل والمطلقات وأمهات الأولاد، وقد عرض عليه خيرة بنات قريش إلا أنه رفض، بل كانت زيجات النبي لسبب أسمى ويمكن إدراجه تحت أسباب اجتماعية وسياسية وتشريعية على النحو التالي:

  • أسباب اجتماعية : زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها كان اجتماعيًا، وكان النبي في سن الخامسة والعشرين وبقي معها وحدها حتى توفيت، ثم تزوج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة وكانت بناته الأربعة بحاجة الى أم بديلة ترعاهن وتبصرهن، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب بعد وفاة زوجها إكرامًا لأبيها، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بعد أن استشهد زوجها، ثم تزوج هند بنت أمية بعد أن توفي زوجها ولها أولاد.
  • أسباب تشريعية : تزوج صلى الله عليه وسلم من عائشة بعد أن رآها في المنام ورؤيا الأنبياء وحي من الله، ثم تزوج زينب بنت جحش وهي زوجة زيد بن حارثة والذي كان يدعى زيد بن محمد بالتبني فنزل قول الله تعالى: {وَما جَعَلَ أدْعِياءَكُمْ أبْناءكُمْ}، قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ}، وبعد خلافها مع زوجها طلقت منه وأمر النبي بأن يتزوجها لإقامة دليل على بطلان التبني.
  • أسباب سياسية : كان لبعض زيجات النبي أثر سياسي فيه ائتلاف القلوب والحد من العداوة وإطلاق الأسرى، فقد تزوج النبي جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة التي وقعت في الأسر، وأم حبيبة رملة بنت أبي سفيان وكان لزواج النبي بها أثر في كسر حدة أبي سفيان في العداء للإسلام وذلك قبل إسلامه رضي الله عنه، وصفية بنت حيي وكانت من سبي خيبر أعتقها النبي وتزوجها، وميمونة بنت الحارث تزوجها في السنة السابعة للهجرة.
السابق
الدفاع عن النفس في الاسلام
التالي
طريقة الرقية في الماء

اترك تعليقاً