اسلاميات

الرسم العثماني في القرآن الكريم

من المعروف أنَّ القرآن الكريم، تمَّ كتابته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول الكريم، كلما نزل عليه آية أو سورة من كتاب الله تعالى، دعا كتبت الوحي فيأمرهم أن يكتبوا ما نزل من القرآن، دون خلل أو نقص، ولم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرَّفيق الأعلى إلا بعد كتابة القرآن مكتوب ومحفوظ، وما أجمل قوله تعالى ﴿ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِینَ﴾ [البقرة ٢]

ثمَّ بعد ذلك تمَّت كتابته في عهد سيدنا الصديق رضي الله عنه، ثمَّ في عهد عثمان رضي الله عنه، وتمَّ إرساله إلى الأمصار، مصحف وقاريء على الرَّسم العثماني .

قواعد الرَّسم العثماني :

النوع الأول الحذف :

وهو عدَّة أنواع في كتاب الله الكريم ومنها حذف الإشارة، وهو أن يكون موافق لبعض القراءات كقوله تعالى ﴿وَإِذۡ وَ ٰ⁠عَدۡنَا مُوسَىٰۤ أَرۡبَعِینَ لَیۡلَةࣰ ثُمَّ ٱتَّخَذۡتُمُ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَنتُمۡ ظَـٰلِمُونَ﴾ [البقرة ٥١] فقد قُرئت بحذف الألف التي جاءت بعد الواو من كلمة (وَ ٰ⁠عَدۡنَا ) كما جاءت قراءة بإثباتها، فتمَّ حذف الألف إشارة إلى قراءة الحذف، وتمَّ إثباتها موافقة للرسم تقديراَ للرَّسم، وهي من المواعدة.
فالله سبحانه وتعالى وعد موسى عليه السلام الوحي، وسيدنا موسى وعد الله تعالى المجيء، ومنها ما يسمَّى حذف الاقتصار، مثاله قوله تعالى (وَلَوۡ تَوَاعَدتُّمۡ لَٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِی ٱلۡمِیعَـٰدِ وَلَـٰكِن لِّیَقۡضِیَ ٱللَّهُ أَمۡرࣰا كَانَ مَفۡعُولࣰا) تمَّ كتابتها ورسمها بحذف الألف التي جاءت بعد العين في قوله تعالى (الميعاد) في سورة الأنفال فقط.

النوع الثاني الزيادة:

مثال زيادة الألف عند قوله تعالى ﴿وَٱلسَّمَاۤءَ بَنَیۡنَـٰهَا بِأَیۡی۟دࣲ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات ٤٧] فتمَّ زيادة الياء في قوله تعالى (بأييد).

النوع الثالث البدل :

وهو أنْ يتم جعل حرف مكان حرف مثال إبدال ياء من ألف قوله تعالى (مَجۡرٜىٰهَا وَمُرۡسَىٰهَاۤۚ [هود ٤١] أو إبدال واو مثل كلمة (مشكاه) فكتبت (كَمِشۡكَوٰةࣲ) أو إبدال صاد من سين ﴿ٱهۡدِنَا ﴾ [الفاتحة ٦] أو إبدال التاء من الهاء كقوله تعالى (أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ ) [البقرة ٢١٨]

النوع الرابع الفصل والوصل :

وهو قطع الكلمة عمَّا بعدها، مثال قوله تعالى (أَم مَّن یَكُونُ عَلَیۡهِمۡ وَكِیلࣰا﴾ [النساء ١٠٩]

النوع الخامس رسم الهمزة:

فإمَّا أن تكون ساكنة فتكون في الوسط أو الطَّرف، وإمَّا إن كانت مفتوحة رسمت الف مثل قوله تعالى في سورة الواقعة (أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَاۤ) وإن كانت ما قبلها ضمَّة ترسم واو مثل قوله تعالى ( ٱللُّؤۡلُؤُ ﴾ [الرحمن ٢٢] وأمَّا المتحركة فإذا كانت في ابتداءالكلام رسمت ألف مثل قوله تعالى ( أَبۡصَرَ ﴾ [الأنعام ١٠٤]

السابق
جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
التالي
البدء بجمع القرآن في عهد سيدنا عثمان

اترك تعليقاً