الامارات

السائل المنوي عند الرجل

السائل المنوي عند الرجل

السائل المنوي

يتألف الجهاز التناسلي الذكري من الخصيتين، والعضو الذكري، والغدد الجنسية، كالحويصلات المنوية والبروستاتا، إضافة إلى القنوات المسؤولة عن نقل السائل المنوي والحيوانات المنوية، وتقوم وظيفة الجهاز التناسلي الذكري عمومًا على إنتاج، وتخزين، ونقل الحيوانات المنوية، وفي الحقيقة فإنّ إنتاج الحيوانات المنوية يبدأ عند وصول الذكر إلى سن البلوغ وبدء الخصيتين بالعمل، لإنتاج خلايا الحيوانات المنوية كل يوم ودون توقف، وما إن يتعرض الذكر لمثيرٍ جنسيٍ معين حتى تنتقل الحيوانات المنوية من الخصيتين وتختلط مع السائل المنوي تمهيدًا لحدوث القذف عند الوصول إلى النشوة الجنسية، وتُعدّ الحويصلات المنوية وغدة البروستاتا هما المسؤولتان بالدرجة الأولى عن إنتاج السائل المنوي.

إنتاج السائل المنوي عند الرجال

إنّ عمليّة تكوين السائل المنوي هي عمليّة تُجرى من قِبل هرمونات تحت المهاد والغدّة النّخاميّة؛ إذ تُفرز تحت المهاد الهرمون المسؤول عن إفرازات الغدد التّناسليّة، الذي يُحفّز بدوره الغدّة النّخاميّة لإفراز الهرمون المحفز للجريب FSH، والهرمون الملوتن LH في مجرى الدم، ليعملان فقط على الخصيتين لتشجيع تكوين الحيوانات المنوية داخل الأنابيب المنوية، ومن هُنا تحدث عملية إنتاج السائل المنوي في الخصية، وتحديدًا في أنابيب رفيعة رقيقة، وفيها يحدث انقسام للخلية.

وبعد سلسلة من العمليات الحيوية ينتج حيوان منوي كامل النضج يحمل نصف الشريط الوراثي للذكر، وتمر عملية إنتاج الحيوان المنوي بست مراحل، تستغرق كل مرحلة حوالي 16 يومًا لتكمل، وبعدها يمر بخمس دورات لينضج الحيوان المنوي كاملًا، وهذا يعني أن الحيوان المنوي الواحد والكامل يحتاج إلى 80 يومًا تقريبًا، وكما ذُكر سابقًا أنّ هذه العملية تحدث تحت سيطرة الهرمونات التي تفرز من الغدة النخامية وغدة تحت المهاد المعروفة بالهيبوثلاميس.

ويتكوّن السائل المنوي الذي يقذفه الرجل عند الوصول للنشوة الجنسية من الحيوانات المنوية التي تنتجها الخصيتان، ومن السائل المنوي المغذي لهذه الحيوانات المنوية، وعادةً ما تنتقل الحيوانات المنوية بعد تصنيعها في الخصيتين إلى ما يُعرَف ب “البربخ” من أجل تخزينها هناك، ثم تنتقل بعد ذلك إلى الإحليل البولي عبر ما يُعرَف ب الأسهر” أثناء القذف، وفي الحقيقة فإنّ الحيوانات المنوية التي تنتجها الخصيتين لا تشكّل أكثر من 1% من الحجم الكلي للسائل المنوي، أما بالنسبة للمكونات الأخرى للسائل المنوي، فهي تأتي من البروستاتا، والحويصلات المنوية، والغدد الجنسية الأخرى، كما يأتي:

  • الحويصلات المنوية: تقع الحويصلات المنوية فوق غدة البروستاتا المتمركزة عند قاعدة المثانة البولية، وتُعدّ مسؤولةً عن إنتاج ما بين 65-75% من السائل المنوي، وعادةً ما تُساهم هذه الحويصلات بإضافة سكر الفركتوز والبروستاغلاندينات إلى السائل المنوي، وتتلخّص وظيفة سكر الفركتوز بتغذية الحيوانات المنوية وإمدادها بالطاقة، بينما تعمل البروستاغلاندينات على تحفيز انقباض الخلايا العضلية الخاصة بالمهبل من أجل دفع الحيوانات المنوية باتجاه عنق الرحم.
  • غدة البروستاتا: يُقدّر حجم غدة البروستاتا بحجم حبة الجوز، وتقع عند قاعدة المثانة البولية وتحيط بالإحليل البولي، وتُعدّ مسؤولةً عن إنتاج ما بين 15-30% من السائل المنوي، كما تُنتج أنزيماتٍ خاصةً بتمييع السائل المنوي من الإحليل البولي بعد القذف بحوالي 15-30 دقيقة، وتتضمن أبرز المركبات والعناصر التي تضيفها غدة البروستاتا للسائل المنوي كلًّا من حمض الستريك، والفوسفاتيز الحمضي، والكالسيوم، والزنك، والمغنيسيوم.
  • الغدد الجنسية الأخرى: تُساهم ما يُعرف ب “غدد كوبر” بإنتاج حوالي 5% من السائل المنوي من خلال مساهمتها بتصنيع ما يُعرف ب “المذي”، الذي هو سائل يهدف إلى تهيئة الإحليل البولي قبل القذف ومعادلة درجة الحموضة فيه من أجل السماح للحيوانات المنوية بالحركة بسهولة أثناء خروجها من الجسم عند الوصول إلى النشوة الجنسية.

خصائص السائل المنوي عند الرجال

يمتاز السائل المنوي عند الرجال بخصائص فريدة من حيث الحجم، واللون، والرائحة، والمذاق؛ إذ يصل حجم السائل المنوي الكلي المقذوف عند الذكر البالغ إلى حوالي 2-5 ملليتر، لكنّ هذه الكمية تُعدّ قليلةً نوعًا ما عند مقارنتها بأنواعٍ أخرى من الحيوانات؛ فمن المعروف على سبيل المثال أنّ ذكور الأحصنة تقذف ما يصل إلى حوالي 125 ملليتر من المني، ومن ناحية أخرى يشير الخبراء إلى إمكانية نزول بعض الخلايا المنحلّة أو الميتة مع المني عند ذكور البشر، وتأتي هذه الخلايا من شبكة قنوات الجهاز التناسلي المسؤولة عن نقل المني.

أمّا بالنسبة إلى لون ورائحة السائل المنوي؛ فإنّه يتقرب من اللون الرمادي البرّاق ويتجلّط سريعًا بعد مرور ساعة واحدة من القذف، وغالبًا ما تُوصف رائحة السائل المنوي بقربها من رائحة الكلور، وهذا أمرٌ طبيعيّ عمومًا، ومن المثير للاهتمام أنّ مذاق السائل المنوي، مذاقٌ حلو بسبب وجود سكر الفركتوز فيه، لكنّ من الطبيعي أن يتغيّر طعم السائل المنوي من رجل إلى آخر، وقد يكون لنوعية الطعام التي يتناولها الرجل انعكاسًا على مذاق السائل المنوي لديه أحيانًا.

مكونات السائل المنوي

يتكون السائل المنوي من عدة مكونات، فيحتوي على الحيوانات المنوية والبروتينات والسوائل المنوية، التي تشكل 30% من المني، وهذه المكونات هي قاعدية فتساعد على معادلة الأحماض الموجودة في الأحليل والمهبل فيمنع النطف من أن تقتل، وبالإضافة إلى السوائل المنوية التي تشكل ثلث السائل المنوي؛ فإنّ الحويصلات المنوية تشكل ما نسبته 46 – 80% من المني، وتتكون من سائل قاعدي يحتوي على سكر الفركتوز، ويعطي هذا السكر الطاقة للنطف، وتكون الخصيتان وغدة كوبر مسؤولتين عن إفراز الأجزاء الباقية منه، ومن هنا فإنّ المني يتكون من جزأين؛ الخلايا الحية التي تُعرف بالحيوانات المنوية، والسائل البلازمي الذي يُسهم في بقاء الحيوانات المنوية ناضجة وحية، ويمكن التحقق من صحة الحيوانات المنوية من خلال مقارنتها مع النسب التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، وهي كالآتي:

  • العدد: 40 مليون حيوان منوي أو أكثر.
  • التركيز: 20 مليون حيوان منوي/ مل أو أكثر بقليل.
  • نسبة الحركة: في الحركة الأمامية 50% أو أكثر، وفي الحركة السريعة 25%.
  • ملاحظة: تُحسب هذه القياسات خلال ساعة واحدة من القذف.

كما يتكون السائل المنوي من:

  • فيتامين ج وهو ما يساعد على الحفاظ على صحة الحيوانات المنوية.
  • مجموعة من الإنزيمات والبروتينات.
  • مجموعة متنوعة من المعادن والعناصر، أهمها؛ المغنيسيوم، والفسفور، والبوتاسيوم، والزنك، والكالسيوم، والصوديوم، والنيتروجين.
  • فيتامين ب12.
  • الكوليسترول.
  • حمض الستريك.
  • حمض اليوريك.
  • حمض اللاكتيك.

تحسين جودة السائل المنوي

ترتبط كمية السائل المنوي ونوعيته بعدة عوامل، منها:

  • مستويات هرمون التستوستيرون: تُعدّ مستويات هرمون الذكورة أيّ هرمون التستوستيرون، المسؤولة عن الخصوبة والجنس.
  • عدد الحيوانات المنوية: تؤثر كمية الحيوانات المنوية التي ينتجها الجسم طبيعيًا على كمية السائل المنوي أثناء القذف.
  • حركة الحيوانات المنوية: تُقاس حركة الحيوانات المنوية الصحية من خلال مدى سرعتها في السباحة داخل السائل المنوي، وهو ما يمكن أن يؤثر أيضًا على حجم السائل المنوي.
  • ضعف الانتصاب: وهي حالة تُعرف بعدم القدرة على الوصول إلى الانتصاب والحفاظ عليه، وتُؤثر هذه الحالة على كمية السائل المنوي التي ينتجها الفرد.
  • الرغبة الجنسية: تؤثر الرغبة الجنسية في ممارسة الجنس على حجم السائل المنوي.

ويمكن زيادة كمية السائل المنوي بعدة طرق، منها:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 20 – 30 دقيقة يوميًا، ممّا يُساعد في زيادة تدفق الدم إلى القضيب.
  • الحصول على قدر كافٍ من النوم من 6 – 8 ساعات يوميًا؛ إذ إنّ عدم الحصول على الوقت الكافي من النوم، يُقلل من جودة الحيوانات المنوية.
  • الحصول على نظام غذائي متوازن للتمكن من الحصول على العناصر الغذائية اللازمة والمهمة في إنتاج الهرمونات المؤثرة على السائل المنوي.
  • التخلص من الاجهاد من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء مثل؛ اليوغا.
  • التخلص من الوزن الزائد.
  • تناول كميات كافية من الماء، وكميات جيدة من السوائل الأخرى مع استثناء الكحوليات، التي تُسهم في جفاف الجسم.
  • تجنب درجات الحرارة المرتفعة القريبة من الخصيتين، ويجب المحافظة على درجة حرارة تعادل 37 درجة مئوية.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة.
  • تجنب عقد الرجلين.
  • تناول مكملات حمض الأسبارتيك (D-AA)، لتعزيز هرمون تستوستيرون.
  • تناول الحلبة التي تُعدّ مصدرًا مهمًا لزيادة هرمون تستوستيرون.
  • استخدام الأشواغاندا التي تزيد من حجم السائل المنوي وحركة الحيوانات المنوية وعددها.
  • استخدام جذر الماكا في تقليل حالات ضعف الانتصاب وزيادة عدد الحيوانات المنوية وحركتها.
  • استخدام مكملات الزنك التي تُساعد في توازن مستويات هرمون تستوستيرون وتحسين نوعية الحيوانات المنوية.

تحسين جودة الحيوانات المنوية

لاحظ الباحثون وجود انخفاض في جودة الحيوانات المنوية، ومعدلات الخصوبة في معظم الدول الغربية خلال العقود القليلة المنصرمة، خاصة في شمال القارة الأمريكية، وأستراليا، وأوروبا، وللأسف فإن العلماء ما زالوا غير مدركين للأسباب الحقيقة وراء حصول ذلك بالرغم من كثرة الدراسات التي أجريت فيما يخص هذا الأمر، لكن توجد الكثير من النصائح والأمور التي يُمكنها المساهمة في تحسين جودة وعدد الحيوانات المنوية الخاصة بك، منها ما يأتي:

  • تجنب تناول بعض أنواع الأدوية: يتحدث الخبراء عن وجود أنواعٍ معينة من الأدوية التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة بالحيوانات المنوية، وقد يكون من الأنسب التوقف عن أخذ هذه الأدوية حتى عودة عدد الحيوانات المنوية إلى وضعها الطبيعي، ومن بين أنواع هذه الأدوية؛ أدوية الكورتيكوستيرويد، وبعض المضادات الحيوية، ومضادات الذهان، والأدوية المضادة للالتهابات، ومكملات الستيرويدات الرياضية، ودواء الميثادون.
  • المكملات الغذائية والعشبية: تمتلك مكملات فيتامين د والكالسيوم مقدرة على تحسين صحة الحيوانات المنوية، لكن العلماء ما زالوا غير متيقنين حول آلية حدوث هذا الأمر، ويُمكن الاستعانة كذلك بمكملات عشبة الحلبة للوصول إلى نفس الغاية؛ فقد اعتاد الناس على استعمال الحلبة لزيادة عدد الحيوانات المنوية منذ ومن طويل، ولقد توصلت دراسة أجريت عام 2017 إلى إمكانية استعمال أحد أنواع مكملات الحلبة بهدف تحسين جودة وعدد الحيوانات المنوية.
  • تناول الدهون الصحية: يرى الباحثون أن للدهون الصحية دورًا مهمًا في تصنيع الحيوانات المنوية داخل الجسم، ومن بين الزيوت المفيدة للحيوانات المنوية؛ زيوت الأوميغا 3، وزيوت الأوميغا 6، وفي الوقت نفسه يجب التنبيه إلى ضرورة الابتعاد عن الدهون السيئة والمصنعة، التي تؤثر سلبًا على صحة الحيوانات المنوية، ومن الجدير بالذكر، أنّ العلماء باتوا يحذرون من تناول منتجات الصويا أيضًا، بسبب احتوائها على مواد كيميائية ذات تراكيب شبيهة بهرمون الإستروجين الأنثوي، الذي يُؤثر على مستويات هرمون الذكورة عند الرجل.
  • اتباع العادات الحياتية الصحية: قادت نتائج الكثير من الدراسات إلى اعتبار الرياضة وفقدان الوزن من بين الأمور التي تحسن من جودة الحيوانات المنوية وعددها، كما نصحت دراسات أخرى باتباع أنماط حياتية صحية عديدة للوصول إلى الغاية نفسها، مثل:
    • الحرص على أخذ قسطٍ كافٍ من النوم في الليل.
    • الإقلاع عن التدخين.
    • تجنب الإكثار من شرب المشروبات الكحولية والابتعاد تمامًا عن تناول الأدوية أو العقاقير المخدرة غير القانونية؛ كالمارخوانا والكوكايين.
    • عدم التواجد في البيئات الملوثة التي تحتوي على نسب عالية من المواد السامة.
السابق
وجع الراس
التالي
ما هو طب الاسرة

اترك تعليقاً