الصلاة من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم معناها ، ومعنى الصلاة على النبي؟ أمر يرغب بمعرفته العديد، حيث ورد عدة معانٍ مختلفة للصّلاة على النبي، فقد ورد أنّ معناها: الملازمة أو التّبرّك أو العبادة والتعظيم والثناء على الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- ولهذه المعاني الجليلة فضل عظيم لمن لازم الصلاة على النبي، ولا سيّما في يوم الجمعة وبعد أداء الصلوات، وفي هذا المقال سيتمّ تفصيل ذلك.
الصلاة من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم معناها
تبيّن سابقًا أن الصلاة من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم معناها : التعظيم والثناء على الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- وأما بالنسبة لصلاة العبد على الرسول -عليه السلام- تكون في صيغ عديدة وجاءت على النحو الآتي:
- الصيغة الأولى: قول الرّسول -عليه السلام-: “قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، والسَّلَامُ”.
- الصيغة الثانية: قوله -عليه السّلام-: “قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.
- الصيغة الثالثة: قوله -عليه السّلام-: “اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.
حكم الصلاة على النبي
لا بُدّ من التعرّف على حكم الصلاة على النبي، حيث أجمع الفقهاء أنّ الصّلاة على النبي مشروعة في القرآن الكريم والسّنّة النبوية، ولكن اختلف الفقهاء في وجوب الصلاة على النبي في أوقات معينة واستحبابها في أوقات أخرى، وفيما يـأتي بيان ذلك.
- المالكية والحنفية: إنّ الصلاة على النبي في التشهد الاخير سنة وليس بواجب، وأما الصلاة على النبي في التشهد الأول ليس مشروعًا، فمن تعمّد الصلاة على النبي تفسد صلاته عند المالكية، وعليه سجود السهو إذا أتى بها ناسيًا عند الحنفية.
- الشافعية والحنابلة: الصلاة على النبي واجبة في التشهد الأخير، وفي صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، كما أنّها واجبة في العيدين عند أداء الخطبة، كما أنها واجبة في صلاة الجمعة.
أوقات تستحب فيها الصلاة على النبي
لقد حدَّد أهل العلم بعض الأوقات التي تُستحب فيها الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي أوقات مباركة ينبغي على المسلم أن يكثر من العمل الصالح في هذه الأوقات، ومن أشهر الأوقات التي تُستحب فيها الصلاة على النبي هو وقت التشهد الأول والأخير، كما تُستحب الصلاة على النبي عند الآذان والإقامة ويوم الجمعة وليلة الجمعة، ويُستحب أن يصلي المرء على النبي في الصباح والمساء وفي المجالس التي يجتمع فيها القوم وعند تفرُّقهم أيضًا، وعندما يُذكر اسم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتُستحب الصلاة على النبي عند الدعاء وفي كلِّ وقت من النهار، فالصلاة على النبي سبب من أسباب كسب الشفاعة يوم القيامة، والله أعلم.
مشروعية الصلاة على النبي
بعد الحديث عن فضل الصلاة على النبي، لا بدَّ من القول إنَّ الصلاة على النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الأفعال المستحبة عند أهل العلم، جاء عن ابن عطيَّة أنَّه قال: “الصلاة على النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في كل حال واجبة وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه”، وقد ذكر بعض اهل العلم أنَّ الصلاة على النبي واجبة مرَّ’ واحدة في العمر، قال القرطبي: “لا خلاف في وجوبها في العمر مرة، وأَنها واجبة في كل حين وجوب السنن المؤكدة”، بينما رأى علماء الشافعية والمالكية أنَّ الصلاة على النبي واجبة في التشهد الأخير في الصلاة، وأوجبها الطحاوي عند سماع ذكر رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- فقط، والله تعالى أعلم.
فضل الصلاة على النبي
كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي تحدَّثتْ عن فضل الصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي في مجملها أحاديث صحيحة بيَّن فيها رسول الله -عليه الصلاة والسَّلام- فضل الصَّلاة عليه وأجرَ من داوم على الصلاة عليه، وفيما يأتي أبرز الأحاديث الشريفة التي تُظهر فضل الصَّلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم:
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله -عليه الصلاة والسّلام- قال: “من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ”.
- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: “لا تجعلوا بيوتَكُم قبورًا، ولا تجعلوا قَبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ”.
- وعن الحسين بن علي -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: “إنَّ البخيلَ مَن ذُكِرْتُ عندَه فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ”.
كيفية الصلاة على النبي في قضاء الحوائج
لا بُدّ من الحديث عن المواطن والكيفية بعد ان تمّ بيان فضل الصلاة على النبي في قضاء الحوائج، حيث تنحصر الكيفية في المواطن التي يصلي فيها العبد على النبي، وفيما ياتي تفصيل ذلك:
- في الجلوس الأخير عند التشهد أثناء الصلاة.
- في صلاة الجنازة وخاصة بعد التكبيرة الثانية.
- في خطابات مختلفة؛ مثل خطبة العيد وخطبة الجمعة وغيرها.
- بعد الانتهاء من الدعاء إلى الله.
- عند دخول المسجد والخروج منه.
- في الطواف بين الصفا والمروة.
- قبل الانفصال في الاجتماعات.
- سماع اسم الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
- في بداية اليوم وفي نهايته.
- عندما تقف على قبر الرسول – صلى الله عليه وسلم -.
- في نهاية حفظ القرآن الكريم.
قد بينا في هذا المقال الصلاة من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم معناها ، كما بينا أنّ لصلاة العبد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فضل عظيم يعود أثره على حياته، كما بينا صيغ الصلاة على الرسول، بالإضافة إلى حكمه ومشروعيته.
