الضغط على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال
قد يلاحظ الوالدان تحريك الأطفال لأفواههم باستمرار أثناء النوم، وقد تصدر عن هذا التحريك أصوات صرير ناجمة عن تطاحن الأسنان في الفك العلوي وإطباقها على الأسنان في الفك السفلي أو احتكاكها ببعضها البعض بقوة، وتشير هذه العلامات إلى معاناة الطفل من حالة الضغط على الأسنان أو ما يعرف باسم صريف أو صرير الأسنان.
قد تؤثر هذه الحالة على الأطفال في مراحل مختلفة من حياتهم؛ فقد يبدؤون بالضغط على أسنانهم في مراحل مبكرة جدًا في عمر ستة أشهر أو في مراحل تالية عند بدء أسنانهم بالظهور، وقد تتكرر هذه الحالة في عمر خمس سنوات عند بدء تبديل أسنانهم اللبنية وظهور الأسنان الدائمة، ويتمكن معظم الأطفال من التخلص من عادة الضغط على الأسنان أثناء النوم، مما لا يستدعي حصولهم على أي علاجات، في حين تتطلب بعض الحالات الحادة الحاجة إلى الحصول على علاجات للوقاية من مضاعفات الضغط على الأسنان.
أسباب الضغط على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال
قد تنشأ حالة الضغط على الأسنان أثناء النوم لدى الأطفال نتيجة أسباب غير واضحة تمامًا في بعض الحالات، وقد يتعرّض الأطفال لذلك في بعض الحالات بسبب عدم اصطفاف أسنانهم العلوية والسفلية على نحو منتظم ومتطابق كما ينبغي عند الإطباق، وقد تتشكل بعض حالات الضغط على الأسنان نتيجة تعرض الطفل للضغط النفسي والتوتر العصبي أو الغضب، أو بعض الحالات المرضية الأخرى خاصةً العصبية منها، مثل الشلل الدماغي، أو كعَرَض جانبي ناتج عن تناول أنواع معيّنة من الأدوية، مثل: الأميفتامينات، ومضادات الذُّهان
أعراض الضغط على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال
يعاني الأطفال في حالة الضغط على الأسنان أثناء النوم من عدد من الأعراض والعلامات، منها ما يأتي:
- احتكاك الأسنان وتطاحنها أو إطباقها على بعضها البعض، وقد يصدُر عن هذا التطاحن صوت عالٍ بدرجة كافية لإيقاظ الأهل أو الأشقاء الذين ينامون في نفس الغرفة.
- ظهور الأسنان بشكل مفلطح، أو تعرضها للكسور أو الشقوق أو الارتخاء.
- اهتراء مينا الأسنان، بالإضافة إلى ظهور طبقات الأسنان العميقة.
- الإحساس بألم أو حساسية زائدة في الأسنان.
- الشعور بتعب وشد في عضلات الفك، أو انغلاق الفك وعدم انفتاحه، أو انغلاقه على نحو كامل.
- الإحساس بألم في الفك أو الرقبة أو الوجه.
- الشعور بألم يبدو كأنّه من الأذن، إلا أنّ مصدره ليس الأذن.
- الشعور بصداع غير واضح يبدأ في منطقة الصدغين.
- تلف وتضرر ملحوظ في المنطقة الداخلية من الخد نتيجة مضغها والضغط عليها.
- اضطراب وصعوبة في النوم للطفل أو الوالدين.
علاج الضغط على الأسنان أثناء النوم عند الأطفال
تُعالَج حالات الضغط على الأسنان المسبب للألم الحاد أو المرتبط بعدم الاصطفاف والتطابق المناسب للأسنان لدى الأطفال الأكبر سنًا باستخدام جهاز رقيق ومرن مصنوع من البلاستيك يغطّي اللثة العليا والأسنان للتقليل من إصابة الأسنان بالتلف والوقاية منها، إلا أن أسنان الأطفال الصغار تتغير باستمرار، مما يحول دون ملائمة الواقي الليلي لأسنانهم، وينبغي للأهل عدم إيقاظ الطفل عند سماع أصوات صرير أسنانه ليلًا؛ لاحتمالية تسبب ذلك بتفاقم الأعراض، ومن هذا المنطلق تتمثل الطريقة المثلى لعلاج الضغط على الأسنان لدى الأطفال بعدم معالجة الحالة وتركها لتختفي تلقائيًا، كما يمكن السيطرة على الحالات الناجمة عن التوتر والقلق من خلال محاولة توفير روتين مع الطفل الصغير، مثل تخصيص وقت لقراءة بعض القصص أو الروايات قبل النوم لإشعار الأطفال بالهدوء والراحة قبل النوم.
يَجدُر التّنويه إلى أهمية العناية الفائقة بأسنان الأطفال مبكرًا؛ لأنّ ذلك ينعكس على الصّحة العامة لهم، ويُنصح بزيارة طبيب الأسنان دوريًا بمجرد ظهور السّن الأول للطفل، مع ضرورة الانتباه لنّوعية الطّعام التي يتناولها وأن لا يكون التّركيز فقط على الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات أو ذات الطّبيعة الحامضيّة، مثل بعض أنواع العصائر والصّودا، ولا بد من التّاكد من الطّبيب حول الفلورايد وجرعاته المناسبة، سواء كان على شكل معجون أسنان أم محلول للفم؛ وذلك لدوره الكبير في الوقاية من تسوس الأسنان، ويجب الحرص على تنظيف أسنان الطّفل بما لا يقل عن مرتين يوميًا، ومن الجدير بالذكر أنّ معجون الأسنان يُوضَع بمقدار صغير جدًا يُقارب حبّة العدس.
