اسلاميات

الفرق بين الغيبة والنميمة والبهتان

الفرق بين الغيبة والنميمة والبهتان

الغيبة لغةً؛ هي الغيبة، وبمفهومها تعني الوقوع في ذكر الناس واغتيابهم بذكرهم بما يكرهون من العيوب، ويسمى غيبة؛ لأنّ فيه ذكرًا للعيوب بظهر الغيب. واصطلاحًا عرّفها المناوي: بأنها ذكر العيب بظهر الغيب بلفظٍ، أو إشارةٍ، أو محاكاة، وعرّفها ابن التّين بأنّها: ذكر المرء بما يكره بظهر الغيب. النميمة؛ هي نقل كلام شخص لغيره من الناس ممّن تكلّم عنهم بالأذى، وفي هذا مفسدة كبيرة بين الناس؛ فهي تلقي البغضاء في قلوبهم، أمّا من يخبر شخصًا آخر بأن فلانًا يريد قتلك أو سلب مالك منك في وقت كذا ومكان كذا؛ فهذا يستثنى من النميمة ويدخل في النصيحة الواجبة. البُهتان؛ هو أن يقول المرءُ في الشخص ما ليس فيه من مساوئ، وعرَّفها الجوهري بقوله أنْ يتكلَّم خلف إنسانٍ مستور بما يَغُمُّه لو سمعه، فإن كان صدقًا سُمِّيَ غِيبَةً، وإن كان كذبًا سمِّي بُهتانًا

أسباب الغيبة وآثارها وعلاجها

للغيبة أسباب متعدّدة تبدأ منذُ الصغر؛ إذ ينشأ الطفل على تربيّة سيّئة، ولا يكون هناك من يردعه ويعلّمه، ومن أسبابها أيضًا الابتعاد عن اتباع السنة النبوية الشريفة، التي جاء بها أشرف الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن أسبابها أيضًا: اللهو، والتسليّة، وتمضيّة وقت الفراغ، وإرضاءً للأصحاب، ومن أهم أسبابها كذلك: الحقد والحسدُ فهما سببان رئيسان يدفعان بالإنسان إلى اغتياب غيره. ولهذه العادة السيّئة آثار سيّئة تعود على الفرد والمجتمع وهي: القضاء على العلاقات، وإفساد المجالس، وإحباط أعمال المسلم وخسارته حسناته، فتهوي بصاحبها في النار، وهي صفة وضيعة ذميمة. وبعد معرفة أسبابها وآثارها الخطيرة ينبغي على المسلم ما يلي: القناعة والرضى بما أعطاه الله، والاقتداء بسنّة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، والمواظبة على قراءة القرآن الكريم، والانشغال بذكر الله عز وجل، وإصلاح العيوب الذاتيّة بدلًا من الانشغال بعيوب الآخرين، واختيار الصحبة الصالحة ممن يعاونونه على الخيرات ويحذّرونه من أفعال الشر، وأخيرًا الإكثار من الأعمال الصالحة، وتقويّة الإيمان بالانشغال بالعلم النافع.

النميمة

تعدُّ من الظواهر التي تنتشر تدريجيًا بين الناس؛ كالمرض الذي لا فائدة له، ويعدُّ النمام إنسانًا ذا وجهين يتلوّن بحسب الموقف الذي أمامه، وللنمام صفاتٌ أُخرى يُعرفُ بها، وهي:

  • الإكثار من الحلف؛ بسبب عدم مصداقّيته، وليجلب ثقة الناس ويخفي كذبه.
  • قليل الاحترام؛ فلا يحترم الناس من حوله ولا يحترم نفسه؛ وبالتالي فهو مهين، وهذه المهانة تلتصق به حتّى لو كان ذا جاه ومال.
  • مشاء بنميم؛ أي يمشي بين الناس بالنميمة فيفسد قلوبهم، ويقطع صلاتهم، ويغيّرُ مودتهم.
  • عتل وزنيم؛ العتل هو الشخص القاسي الفظ صاحب الشخصيّة المكروهة، وزنيم؛ أي أنّه شرير يحبُّ الأذيّة ولا يسلم من شروره أحد.
  • مانع للخير، إذ يمنع الخير عن نفسه وغيره، ويتجاوز الحق والعدل.
  • همّاز؛ أي يعيب الناس بالقول والفعل أو بالإشارة، سواءٌ أكان ذلك في حضورهم أم غيبتهم.

حكمُ البُهتان ومعانيه في القرآن الكريم

ذكر ابن الهيتمي -يرحمه الله- أنّ البُهتان أشدُّ من الغيبة، ومن كبائر الذنوب، وقد أخرج الإمام أحمد حديثًا ذكر فيه خمسة أمور لا كفّارة لهن وذكر منها بَهْتُ المؤمن، ووردت في القرآن معانٍ أُخرى للبُهتان؛ وهي: الزنى، والحرام، والكذبُ الفاحش.

السابق
فوائد التطعيم
التالي
كيفية الصلاة على النبي

اترك تعليقاً