الصحة النفسية

فوائد التطعيم

فوائد التطعيم

التطعيم

تنجح المطاعيم في تنشيط الجهاز المناعي دون التسبب في حصول الأمراض، وهذا يجعل المطاعيم إحدى الوسائل البسيطة والممتازة للوقاية من الأمراض المعدية، ومن المعروف أن قدرة المطاعيم على تنشيط الجهاز المناعي تنبثق من حقيقة احتوائها أصلًا على نسخة ضعيفة من الميكروبات المسببة للمرض، وما أن تدخل هذه النسخ الضعيفة إلى الجسم حتى يتعرف عليها الجهاز المناعي ويتذكرها فيما بعد عند دخول الميكروبات إلى داخل الجسم مرة أخرى، وبإمكان مفعول بعض المطاعيم أن يبقى للعمر كله، بينما يتلاشى مفعول مطاعيم أخرى بعد مضي بضع سنوات، لكن تبقى المطاعيم في النهاية وسيلة ممتازة لمنع انتشار الأمراض في المجتمعات ككل، وتوجد برامج لأخذ المطاعيم في الكثير من الدول حول العالم من أجل تطعيم الأطفال ضد أنواعٍ كثيرة من الأمراض المعدية؛ كالدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي، والحصبة، والتهاب الكبد الوبائي ب، وغيرها الكثير من الأمراض.

فوائد التطعيم

يتحدث الباحثون والجهات الصحية الرسمية المختلفة عن وجود فوائد كثيرة للتطعيم، منها الآتي:

  • الوقاية من الأمراض: يجهل الكثير من الناس حقيقة أن البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض الخطيرة ما زالت موجودة إلا هذه اللحظة وبإمكانها إصابة الأفراد الذين لم يحصلوا على المطاعيم، خاصة أولئك الذين يُسافرون ويتنقلون بين بلدان العالم المختلفة، ولقد باتت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة الأمريكية توصي بضرورة أخذ المطاعيم على مدى سنوات العمر لحماية النفس من الامراض المعدية جميعها؛ بما في ذلك الإنفلونزا والتهاب الكبد الوبائي ب.
  • الوقاية من مضاعفات الأمراض: يعتقد البعض بأن فائدة المطاعيم تقتصر فقط على الوقاية من الأمراض الرئيسية؛ كالحصبة أو السحايا، وهذا الاعتقاد قد لا يكون دقيقًا تمامًا؛ إذ إن للمطاعيم دورًا في الوقاية من المضاعفات السيئة لهذه الأمراض أيضًا؛ فمثلًا يُمكن للحصبة أن تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الدماغ، كما يُمكن لالتهاب الكبد الوبائي ب أن يؤدي إلى حصول تشمع في الكبد، ويُمكن لبعض الفيروسات أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطانات على المدى البعيد.
  • تخفيف الأعباء المالية والحياتية: يضطر المصابون بالإنفلونزا إلى التغيب عن أعمالهم بمعدل 5-6 أيام بسبب طبيعة المرض المزعجة، كما يُمكن لمريض التهاب الكبد الوبائي أ أن يتغيب لشهر كامل عن العمل أحيانًا، وهذا بالطبع يؤثر على إنتاجية هؤلاء الأفراد ويجعلهم غير قادرين على توفير حاجات عائلاتهم المالية بجانب التكاليف المالية الخاصة بعلاج الأمراض التي أصيبوا فيها.
  • حماية العائلة والمجتمع من الأمراض: على الرغم من أن بعض الأمراض المعدية قد لا تكون ذات درجة خطورة كبيرة بالنسبة للبالغين، إلا أنها قد تُشكل خطرًا على فئات عمرية أخرى، بما في ذلك الأطفال والكبار بالسن؛ فمثلًا يُعد البالغون هم المصدر الأساسي لانتقال السعال الديكي إلى الأطفال الرضع، ومن المعروف أن السعال الديكي هو مرضٌ قد يكون مميتًا بالنسبة لهؤلاء الأطفال.

وقد لا تكون المطاعيم قادرة على القضاء نهائيًا على الكثير من الأمراض، إلا أنها قد تمكنت من القضاء على مرض الجدري حول العالم، وهذا دفع بالمختصين إلى إيقاف إعطاء مطعوم الجدري حول العالم، وباتت منظمة الصحة العالمية تسعى حاليًا إلى القضاء نهائيًا على كافة أنواع مرض شلل الأطفال عبر استخدام المطاعيم بعد تمكنها من القضاء على أحد أنواع شلل الأطفال مؤخرًا.

معتقدات خاطئة عن التطعيم

توجد بعض المعتقدات الخاطئة عن دور وطبيعة المطاعيم وعلاقتها ببعض الأمراض والمشاكل الصحية، منها الآتي:

  • المطاعيم فعالة دائمًا: تشتهر المطاعيم بكونها فعالة جدًا وقادرة على منع الإصابة بالأمراض، لكنها لا تعمل دائمًا بنفس الكفاءة عند بعض الأطفال، وتصل نسبة فاعلية المطاعيم الأساسية للأطفال إلى حوالي 90-100% وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة الأمريكية، وما زال الخبراء في حيرة من أمرهم حول أسباب عدم فاعلية المطاعيم عند جميع الأطفال، لكن يبقى إعطاء المطاعيم أحد الأمور التي تخفف من أعراض الأمراض حتى ولو لم تتمكن تمامًا من الوقاية من الأمراض.
  • لا يوجد داعٍ لتطعيم الأطفال ضد الأمراض النادرة: على الرغم من أن معظم الأمراض التي يُمكن أخذ المطاعيم من أجل الوقاية منها قد أصبحت نادرة الظهور بين الناس، إلا أن هذا لا يعني التوقف عن تطعيم الأطفال ضد هذه الأمراض؛ لأن التطعيم هو السبب الذي أدى إلى جعل هذه الأمراض نادرة في الأساس.
  • المطاعيم خطرة بسبب مادة الثيمْيروسال : دأب الخبراء على استخدام مادة الثيمْيروسال لحفظ المطاعيم منذ ثلاثينات القرن الماضي، ولأن مادة الثيمْيروسال هي مادة مصنوعة من الزئبق، فإن الكثيرين أبدوا قلقهم من استعمال المطاعيم بسبب ذلك، لكن الجهات الرسمية قد أكدت مرارًا وتكرارًا على كون كمية الثيومرسال الموجودة في المطاعيم غير ضارة كثيرًا وليس هناك داعٍ للقلق بشأنها، كما أن بعض الجهات الصحية قد اتفقت مع منتجي المطاعيم على إزالة أو تخفيف كمية الثيومرسال الموجودة في المطاعيم منذ عام 1999.
  • المطاعيم تؤدي للإصابة بالتوحد: نشأ الاعتقاد بوجود علاقة بين المطاعيم وبين الإصابة بالتوحد بسبب حقيقة ظهور أعراض التوحد في نفس الوقت الذي يجري فيها إعطاء مطعوم الحصبة والنكاف والحميراء (MMR) عند الأطفال، ولقد سعت الجهات الرسمية إلى نفي العلاقة بين التطعيم والتوحد منذ عام 2004، كما أكد الباحثون على أن المطعوم لا يحتوي أصلًا على مادة الثيومرسال من قبل.

ومن الضروري الإشارة هنا إلى حقيقة أن انتاج أو تطوير المطاعيم الجديدة ليس بالأمر السهل أو الهين كما يتصور الناس؛ إذ عادةً ما يحتاج الخبراء إلى حوالي 10-15 سنة تقريبًا من أجل تطوير مطعوم جديد، كما أن عملية تطوير المطعوم الجديد تمتاز بالدقة والرقابة الشديدة، وتوجد بالطبع خطوات بحثية وعلمية صارمة فضلًا عن وجود الكثير من التجارب السريرية التي على المطعوم الجديد اجتيازها لإعطاء الضوء الأخضر لمصنعي ومنتجي الأدوية لإنتاج المطعوم بكميات كبيرة، ومن الجدير بالذكر أن بعض أنواع المطاعيم تحتاج إلى تحديث مستمر كل سنة لتواكب أنواع الفيروسات الجديدة، ويُعد فيروس الإنفلونزا احد أشهر الأمثلة على ذلك.

الأعراض الجانبية للمطاعيم

تمتلك جميع المطاعيم قدرة على التسبب في ظهور بعض الأعراض الجانبية البسيطة لدى الأطفال؛ كارتفاع بسيط في درجة الحرارة والألم في مكان الحقن، كما يُمكن لبعض أنواع المطاعيم أن تتسبب في الشعور بالصداع، والإعياء، وفقدان الشهية أيضًا، لكن يبقى من النادر أن تؤدي المطاعيم إلى ظهور أعراض عصبية شديدة؛ كالصرع أو الأعراض التحسسية الشديدة، كما أن احتمالية الموت أو الوفاة بسبب المطاعيم هي احتمالية منخفضة للغاية، وهذا يعني باختصار أن فائدة أخذ المطاعيم هي أكبر بكثير من الأعراض الجانبية المحتملة للمطاعيم.

السابق
أضرار مضادات الهستامين
التالي
الفرق بين الغيبة والنميمة والبهتان

اترك تعليقاً