من المعروف أنّ النظام المالي الإسلامي هو نظام مواكب للمستجدات المالية، ويقوم بضبطها بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وأهداف النظام المالي في الإسلام، ورسالة الإسلام، ومن الأمور التي نظمها النظام المالي في الإسلام مع النظم المالية الحديثة الموازنة العامة، فلنتعرف على كيفية تنظيم الموازنة العامة للدولة الإسلامية في ظل النظم المالية الحديثة.
مفهوم الموازنة العامة في الدولة الإسلامية:
تُعرف الموازنة العامة بأنها الخطة السنوية للعام القادم، التي تدرس إيرادات الدولة وإمكاناتها، لتغطية النفقات العامة، ضمن الخطة التنموية الاقتصادية والاجتماعية ، ومراعاة السياسات العامة للدولة. وتعتبر خطة الموازنة العامة إحدى أدوات التخطيط في النظام المالي في الإسلام، فهي البرنامج المالي الذي يتم العمل على أساسه؛ لأنّه يعبّر عن المركز المالي الحقيقي للدولة.
كما يجب أن تقوم الميزانية العامة في الدولة على تحديد الفترة الزمنية، والتي تكون سنة في العادة، وشموليتها لجميع الموارد والنفقات العامة، وأن تكون الموازنة في خطة واحدة وشائعة بشكل عام دون تخصيص.
مواصفات الموازنة العامة في الدولة الإسلامية:
- الوِحدة: يجب أن تتصف الموازنة العامة بالوحدة، أي أن يكون للدولة خطة موازنة واحدة، وتحتوي على جميع إيرادات الدولة ونفقاتها، مع أنّ هذا الموضوع أصبح الآن يضيّق على الاتجاهات الحديثة للدولة، ومزاولتها للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية من جانب، ووظائف الدولة التقليدية ومواردها ونفقاتها من جانب آخر.
- الوضوح: كما يجب أن تتصف خطة الموازنة العامة للدولة بالوضوح، حتى يمكن تحليلها ودراستها من قبل ممثلي الشعب، والقائمين على التنفيذ وامتخصصين في هذا المجال.
- الدقة: ومن المواصفات التي يجب توافرها في خطة الموازنة العامة للدولة الدقة؛ لأنّ افتقاد خطة الموازنة للدقة والواقعية، يعيق صحة النتائج المرتبطة بتحديد العجز أو الفائض، وعدم إظهارها بصورتها الحقيقية.
- التوازن والمرونة: مرونة الموازنة العامة وتوازنها من الأمور الضرورية التي يجب مراعاتها خلال وضع الخطّة، ونعني بذلك ضرورة التوازن بين إمكانيات الدولة ومواردها، والنفقات والأنشطة اللازمة، ومراعاة احتمالات لأحداث متوقعة خلال العام، مع التحضير لاتخاذ الإجراءات اللازمة، دون الوقوع في أخطار عجز الموازنة أو حدوث الفوضى في الترتيبات المالية في الدولة.
مراحل الموازنة العامة في الدولة الإسلامية:
للوصول إلى خطة موازنة عامة متكاملة للدولة، ومدروسة بالأسلوب الصحيح، يجب القيام بذلك ضمن مراحل متعدّدة ومرتبة، ويجب التتابع في تلك المراحل، وهي كالتالي:
- مرحلة الإعداد: فنبدأ بمرحلة الإعداد والتي عادةً تشمل تحضير الخطط والتعليمات، التي يجب اعتمادها لإعداد خطة الموازنة.
- مرحلة الاعتماد: ثمّ مرحلة الاعتماد وفيها بداية الدراسة والمناقشة في حجم الإيرادرا ت والنفقات، للوصول إلى مشروع موازنة مالية عامة معتمدة للدولة.
- مرحلة التنفيذ: ومرحلة التنفيذ هي العمل بما تمّ اعتماده من خطط وإعدادات للموازنة، ويجب الالتزام بقوانين الموازنة التي أصدرت دون تجاوز لأي منها.
- مرحلة المراجعة الختامية: وأخيراً مرحلة المراجعة الختامية للحسابات، لتقديم البيان الفعلي لموازنة الدولة، من خلال عرض الإيرادات والنفقات فيها، وبالتالي النتائج النهائية لعرض الموازن في تلك السنة.
