اسلاميات

صفات اهل الجنة وحياتهم

الجنّة ونعيمها

الجنة دار نعيم لا يعكّر صفو أهلها كدر، ولا يشوب الحياة فيها نقص أو حَزَن، فتربتها من الزعفران، وحصاها من الياقوت، وبلاطها من المسك، وبناؤها لبنة من الذهب ولبنة من الفضّة، وأنهارها من العسل واللبن والخمر، وخيامها لؤلؤ مجوّف، وأشجارها دائمة العطاء، وثمارها دانية مذلّلة، وفيها نهر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم واسمه الكوثر، ماؤه أشدّ بياضًا من اللّبن، وطعمه أحلى من العسل، أعلاها الفردوس وفوقها عرش الرحمن جلّ وعلا، وفيها مئة درجة بين كل درجة وأخرى ما بين السماء والأرض، ولها ثمانية أبواب أحدها مخصّص للصائمين يدخلون منه دون غيرهم، اسمه الريّان، عرضه مسيرة ثلاثة أيّام، وما في الجنّة لا يتطابق مع اسمه الدنيوي إلا بالاسم، فلا نهرها كأنهار الدنيا، ولا خمرها، ولا ماؤها ولا شجرها ولا طيرها، إذ لا يستطيع العقل البشري تخيّلها، وما أسماؤها إلا لتقريبها إلى الأذهان البشريّة فهنيئًا لمن فاز بالجنّة وكان رفيقًا للحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وقد ذكرت كلمة الجنة في القرآن الكريم ستًا وستين مرة، ومن الآيات التي ذكرت الجنة، قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)  وفي هذا المقال ذكر صفات أهل الجنة وحياتهم، والعشرة الذين بُشّروا بالجنة.

صفات اهل الجنة وحياتهم

صفات أهل الجنّة

إن صفات أهل الجنّة الجسديّة مختلفةً عمّا كانوا عليه بالدنيا، فقال صلى الله عليه وسلم إنَّ في الجنَّةِ غُرَفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها أعدَّها اللهُ لمن ألان الكلامَ وأطعَمَ الطَّعامَ وتابَع الصِّيامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نِيامٌ  فهم:

  • جُرُد مُرُد لا ينمو الشعر على أبدانهم.
  • أطوالهم متساوية على ستّين ذراعًا وهو طول أبي البشريّة آدم عليه السلام.
  • ثيابهم لا تبلى، فهي من الحرير والسندس والإستبرق، وتكون بألوان زاهية، ومنها الأخضر.
  • يُحلى الشهداء بتيجان من اللؤلؤ أدناها يضيء ما بين المغرب والمشرق، وبعض أهل الجنّة أيضًا من الصدّيقين وحفظة القرآن الكريم.
  • زينتهم أساور من الذهب والفضّة واللؤلؤ.
  • لا تعرق أجسادهم، بل ترشح مسكًا.
  • دائمو الشباب لا يشيخون. أمشاطهم من ذهب.
  • لا يتمخّطون ولا يخرج منهم بصاق فهم لا يتفلون، ولا يبولون ولا يتغوّطون.
  • مباخرهم من البخور.
  • مكحّلو الأعين.
  • يطوف عليهم وِلدان مخلّدون كاللؤلؤ المنثور لخدمتهم وقضاء حوائجهم.
  • نساؤها أبكار.
  • لا يحتاجون إلى النوم.
  • نفوسهم طاهرة وأرواحهم زكيّة لا خبث فيها.

ومن صفات نساء أهل الجنة:

  • الحور العين: يخلق الله تعالى الحور العين لرجال أهل الجنة، وقد ذُكرت صفاتهن في القرآن الكريم في سورة الواقعة والصافات والرحمن.
  • نساء الدنيا المؤمنات: يدخلن الجنة رحمةً من الله تعالى، وأعد الله تعالى لهم قصورًا في الجنة للعيش فيها، ويعشن في حياة النعيم الأبدي، ويمنحهن الله تعالى الشباب الدائم.

حياة أهل الجنّة

قال تعالى: ( وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ )  في الجنّة نعيمٌ دائم فلا تعب ولا نصب ولا هرم، أقل منعّم فيها يكون بعشرة أضعاف نعيم الدنيا منذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة بكل ما فيها من رفاهية، وعندما يشتهي أحد ساكنيها فاكهة أو نوعًا معيّنًا من الطعام يأتيه على طبق جاهز للأكل هنيئًا مريئًا، وتتحقّق أمانيهم بمجرّد التفكير بها، حتى لو كان ذريّة، إذ يكون حمله ووضعه في ساعة واحدة كما يشتهي، أمّا إذا اشتهى أحدهم أن يزرع فيستأذن ربه فيأذن له، وما يكاد يُلقي البذرة حتى تضرب بجذورها في الأرض وتنمو وتنضج ويأكل من ثمارها في اللحظة نفسها، كما أنّهم يُلهَمون التسبيح والتهليل كما يُلهمون النَّفَس، أمّا فرشهم مرفوعة بطائنها من استبرق يتّكئون عليها متقابلين، وأفضل ما في الجنّة رضا الله سبحانه وتعالى عليهم فلا عقاب ولا وعيد ولا غضب، ويُرزقون متعة النظر إلى وجهه الكريم، وهي النعمة التي لا نعمة أكبر منها وهي من أحسن ما في الجنّة.

المبشّرون بالجنّة

أصحاب الجنّة لا يعلمهم إلاّ الله عز وجل، فيدخلها من شهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله، ولا أحد يضمن دخوله الجنّة بأعماله بل برحمة الله عزّ وجلّ، فالالتزام بالواجبات والفرائض التي فرضها الله لا تأتي شيئًا أمام نعم الله علينا وأبسطها النظر، ولكن يوجد من الصحابة من بشّرهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالجنّة وعددهم عشرة، وأطلق عليهم “العشرة المبشّرون بالجنة”، وهم:

  • أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه: وهو عبد الله بن عثمان الصديق الأكبر، كنيته أبو بكر.
  • الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: أبو حفص.
  • ذي النورين عثمان بن عفّان رضي الله عنه: أبو عبد الله.
  • أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
  • الزّبير بن العوّام رضي الله عنه: أبو عبد الله.
  • طلحة بن عُبيد الله التيمي رضي الله عنه: أبو محمد.
  • عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: أبو محمد.
  • أبو الأعور رضي الله عنه: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
  • سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه: أبو إسحاق.
  • أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجرّاح رضي الله عنه.

أسماء أبواب الجنة ومعانيها

يوجد للجنة ثمانية أبواب، ولكل باب دلالة تختلف عن الآخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَن قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وأنَّ عِيسَى عبدُ اللهِ، وابنُ أمَتِهِ، وكَلِمَتُهُ ألْقاها إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ منه، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وأنَّ النَّارَ حَقٌّ، أدْخَلَهُ اللَّهُ مِن أيِّ أبْوابِ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةِ شاءَ. وفي روايةٍ: أدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ علَى ما كانَ مِن عَمَلٍ، ولَمْ يَذْكُرْ مِن أيِّ أبْوابِ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةِ شاءَ ) ومن هذه الأبواب:

  • باب الصدقة: وهو لأهل الصدقة وأهل الزكاة.
  • باب الصلاة: أعد هذا الباب للذين يكثرون من الصلاة ويدخلون الجنة منه.
  • باب الريان: لا يدخل من هذا الباب يوم القيامة إلا الصائمين.
  • باب الجهاد: وهو الباب الذي يدخل منه المجاهدون في سبيل الله.
  • باب الأيمن: وهو باب الشفاعة.
  • باب التوبة: أُعد هذا الباب للتائبين، ويقال بأنه باب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مفتوح لا يغلق منذ خلقه الله تعالى، وعندما تطلع الشمس من مغربها يغلق هذا الباب.
السابق
علاج ضعف العصب السمعي بالقرآن
التالي
صفات عرش الرحمن

اترك تعليقاً