الصحة النفسية

تحليل البول

تحليل البول

تحليل البول

يُعد تحليل البول من بين أكثر الفحوصات الطبية شيوعًا داخل المنشآت الصحية والمستشفيات، وعادةً ما يسعى أخصائيو المختبر إلى الحصول على عينة صغيرة من بول المريض داخل علبة صغيرة خاصة بحفظ البول، وقد تتراوح كمية البول المطلوبة بين 30-60 ملليتر فقط، ومن الجدير بالذكر، أن تحليل البول هو إجراء بسيط وغير مكلف مقارنة بأنواع أخرى من التحاليل المخبرية، بل إن بعض الأطباء يُطلقون على تحليل البول اسم “خزعة كلى الرجل الفقير” للدلالة على حجم المعلومات الكثيرة التي يُمكن الحصول عليها من تحليل البول على الرغم من تكلفته الزهيدة، وغالبًا ما يهدف تحليل البول إلى تقييم حالة البول الفيزيائية أولًا، خاصة فيما يتعلق بلون ورائحة ودرجة صفاء البول، ثم يسعى أخصائي المختبر إلى تقييم الحالة الكيميائية والجزئية له باستخدام المجهر.

وتجدر الإشارة إلى وجود أنواع كثيرة من فحوصات البول الخاصة؛ كفحص غلوكوز البول، وبروتين البول، وحموضة البول، وبيلروبين البول، وغيرها الكثير من الفحوصات التي يطلب الطبيب إجراءها لغايات محددة،وفي الحقيقة فإن هنالك أكثر من 100 نوع من الفحوصات التي يُمكن إجراؤها على عينة البول داخل بعض المختبرات.

دواعي إجراء تحليل البول

ينصح الأطباء مرضاهم بضرورة إجراء تحليل البول لأسبابٍ كثيرة ومتنوعة، ومن أبرزها الآتي:

  • تفقد الحالة الصحية العامة: يُعد تحليل البول أحد التحاليل الطبية الروتينية التي يلجأ إليها الأطباء لتفقد الحالة الصحية العامة عند المرضى، خاصة قبل إخضاعهم للعمليات الجراحية أو عند إدخالهم للمستشفيات للمرة الأولى، أو لتفقد حالة الحمل عند النساء.
  • تشخيص الأمراض البدنية: يُسارع بعض الأطباء إلى نصح المرضى بضرورة إجراء تحليل للبول لتقصي أسباب الأعراض التي يشعرون بها؛ كآلام البطن، أو آلام الظهر، أو نزول الدم مع البول، أو كثرة التبول، أو أي من الأعراض البولية الأخرى؛ فتحليل البول يُمكن أن يُساعد الطبيب على تشخيص سبب الإصابة بهذه الأعراض.
  • مراقبة تطور الحالة المرضية: يضطر الأطباء إلى حث المرضى المصابين بأمراض الكلى وأمراض الجهاز البولي الأخرى إلى إجراء تحاليل البول بوتيرة منتظمة لمراقبة تقدم او تطور هذه الأمراض لديهم، فضلًا عن تحري مفعول العلاجات التي وصفت لعلاج هذه الأمراض.
  • دواعٍ أخرى لتحليل البول: يُصبح من الضروري إخضاع الأفراد أحيانًا لإجراء تحليل للبول من أجل الكشف عن وجود العقاقير في أجسامهم أو المواد الأيضية الأخرى.

فحوصات تحليل البول

يحاول أخصائيو المختبرات إجراء فحوصات متنوعة لتحليل البول والكشف عن خصائصه، وتتضمن هذه الفحوصات ما يلي:

  • الفحوصات الشكلية: يتميز شكل البول الطبيعي بأنه فاتح اللون وليس غامق كثيرًا، وفي حال كان لون البول غامقًا فإن ذلك قد يكون دليلًا على إصابة الفرد بالجفاف، كما قد يشير اللون الغامق إلى إصابة الفرد بالالتهابات، أما في حال كان لون البول أحمرًا أو بنيًا، فإن ذلك قد يشير إلى وجود خلايا الدم الحمراء، وتُعد الرائحة العكرة أو السيئة للبول أحد الأمور التي يجب عدم إغفالها عند فحص البول أيضًا.
  • الفحوصات المجهرية: يجلب أخصائيو المختبرات بعض القطرات من البول لوضعها تحت المجهر لتفحصها عن كثب وتحري وجود البكتيريا، أو الفطريات، أو البلورات، أو خلايا الدم الحمراء، أو خلايا الدم البيضاء، أو أي من الأجسام الغريبة الأخرى التي قد تكون دليلًا على الإصابة بالالتهابات أو مشاكل الدم أو حصى الكلى.
  • فحوصات غمائس البول: يعتمد مبدأ هذه الفحوصات على وضع غمائس أو أشرطة صغيرة داخل عينة البول من أجل فحص خصائص البول الكيميائية؛ لأن هذه الغمائس تأتي اصلًا مجهزة بمركبات كيميائية لها القدرة على التفاعل مع مركبات البول المطلوبة؛ كالنترات، والبروتينات، والغلوكوز، والكيتونات، فضلًا عن تحديد حموضة البول وتركيزه أيضًا.

إجراء تحليل البول

إذ يُصبح من الضروري على الراغبين بإجراء تحليل البول شرب بعض الماء قبل إجراء هذا الفحص، لكن لا ينبغي شرب الكثير من الماء؛ لأن ذلك قد يؤثر على نتائج الفحص، لذا قد يكون من الكافي تناول كوب أو كوبين من الماء أو السوائل أو الحليب أو حتى العصير، وليس هنالك داعٍ للصوم أو اتباع حمية غذائية في يوم إجراء تحليل البول، لكن يبقى من الأنسب إخبار الطبيب وأخصائي المختبر عن نوعية الأدوية أو المكملات الغذائية التي دأب الفرد على تناولها؛ فلبعض الأدوية قدرة على التأثير على نتائج تحليل البول، ومن بين هذه الأدوية والمكملات؛ دواء المترونيدازول، ومكملات فيتامين ج، وفيتامين ب2، وبعض أنواع ملينات الأمعاء أيضًا.

ويُمكن للأطباء تزويد المرضى بكوب خاص لجمع البول أثناء تواجدهم داخل المستشفى أو في مكتب الطبيب، وسيتوجب على المريض الحصول على عينة من البول دون ملامسة الكوب للعضو الذكري؛ للحفاظ على نظافة العينة، وقد يكون من الأنسب تنظيف فتحة البول أولًا، ثم التبول في المرحاض، ثم التوقف فجأة والتبول داخل الكوب، ثم غسل اليدين بعد ذلك، لكن قد يضطر الطبيب أحيانًا إلى أخذ عينة من البول من داخل المثانة مباشرة عبر الاستعانة بالقثطار البولي، الذي يوصل بالمثانة عبر الإحليل البولي، وهذا بالطبع قد يكون مصدرًا للإزعاج بالنسبة للمريض.

نتائج تحليل البول الطبيعية

يمكن ذكر بعض أهم النتائج الطبيعية أو العادية لتحليل البول على النحو الآتي:

  • اللون: أصفر، لكن قد يتراوح بين اللون الفاتح أو الشاحب واللون الغامق.
  • درجة الصفاء: صافي، لكن قد يكون معتمًا أحيانًا.
  • درجة الحموضة: 4.5-8.
  • الغلوكوز: أقل أو يساوي 130 ملغم / ديسيلتر.
  • الكيتونات: لا يوجد.
  • النترات: لا يوجد.
  • البيلروبين: لا يوجد.
  • خلايا الدم: أقل أو يساوي 3 خلايا فقط.
  • البروتينات: أقل أو تساوي 150 ملغم / ديسيلتر.
  • البكتيريا والفطريات: لا يوجد.
  • البلورات: يوجد أحيانًا.

زراعة عينة البول

يسعى أخصائيو المختبرات إلى زراعة عينة البول داخل المختبر لتحري وجود الجراثيم داخلها، وتشتمل خطوات زراعة عينة البول على أخذ عينة من البول من المريض ووضعها في وعاءٍ مخبريٍ خاص، ثم جلب صفائح صغيرة تحتوي على بيئات مناسبة لنمو الجراثيم لوضعها داخل الوعاء الذي يحتوي على عينة البول، ومن ثم إغلاق الوعاء جيدًا ووضعها داخل حاضنة لمدة يوم أو يومين، وفي حال كانت العينة تحتوي على فطريات أو بكتيريا، فإنه من المحتمل أن تظهر مستعمرات من هذه الجراثيم مع مرور الوقت، وعمومًا، غالبًا ما ينصح الأطباء بإجراء زراعة لعينة البول من أجل تشخيص التهابات المسالك البولية وتحديد البكتيريا المسؤولة عن الإصابة بهذه الالتهابات من أجل وصف المضادات الحيوية القادرة على محاربتها أو التخلص منها.

السابق
أضرار المياه البيضاء على العين
التالي
أضرار شرب الماء بعد الأكل مباشرة

اترك تعليقاً