اسلاميات

مظاهر تعظيم الله

معنى تعظيم الله

تعظيم الله سبحانه وتعالى هو أن يقف الإنسان على الحدود التي وضعها الله تعالى ويخضع لعظمته، فيستسلم قلبه في النهاية إلى العظيم وهو الله سبحانه وتعالى، فيفعل ما أمره الله سبحانه وتعالى ويتجنب ما نهاه، فالجوارح التي تعظم الله سبحانه وتعالى لا تخالف أمره، فمن يعظم الله يخافه ويلجأ إليه في كافة أموره وحاجاته، وهذه الأمور جميعها تدل على صحة تعظيم الله سبحانه وتعالى، فهي من مُخرجات تعظيمه الطبيعية، إذ إن تعظيم الإنسان لله سبحانه وتعالى يقود نفس الإنسان إلى الخير بقوة، وبالتالي فهو يمثل واحدًا من أهم الدوافع التي تُؤدي إلى الثبات على الدين الإسلامي القويم.

مظاهر تعظيم الله

العظيم هو أحد أسماء الله سبحانه وتعالى الحسنى، وقد ذُكر في القرآن الكريم مفردًا، كما أنه ورد مقروناً تسع مرات، ومعنى العظيم هو ذو العظمة والجبروت والكبرياء، فالله سبحانه وتعالى لا يحد عظمته وقدرته أي شيء، ومن مظاهر تعظيم البشر لله سبحانه وتعالى أنهم يعظّمونه في نفوسهم وقلوبهم، فالتعظيم هنا يُمثل مصدر الأقوال والأفعال للناس في كافة العبادات، بالإضافة إلى تأملهم لما حولهم من معجزات ومخلوقات عظيمة، فيدركون بذلك أن عظمة الله سبحانه وتعالى أكبر من حدود عقولهم وتفكيرهم البشري مهما بلغ، فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلقهم وأوجدهم. فإذا شعرت القلوب بعظمة الله سبحانه وتعالى، فإنها في النهاية سوف تتطهر وتتزكى، وبذلك تترك ما نهاها الله سبحانه وتعالى عن فعله، وتفعل ما أمر أن يُفعل، مما يجعل من تعظيم الله سبحانه وتعالى مساراً وطريقًا ونهجاً قويًا حتى يصبح الإنسان سويًا مستقيمًا سائراً على الصراط المستقيم، ومن مظاهر تعظيم الناس لله سبحانه وتعالى تعظيم وتبجيل كلامه وكلام رُسله، وتعظيم شرائعه وتعاليمه، بالإضافة إلى محبته ومخافته، وحسن عبادته، وحسن الظن به ورجائه، وأن يستعد الإنسان في النهاية للقائه، ويستحضر الإنسان الله سبحانه وتعالى في قلبه، ويدعو بكل الطرق الممكنة، حتى يستقر تعظيم الله سبحانه وتعالى في القلوب.ومن مظاهر تعظيم الله عز وجل أيضًا، أن يستحضر الإنسان معاني الأسماء الحُسنى لله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى هو المتكبر والقوي، وهو أيضًا المهيمن الجبار، وهو القادر على كل شيء، والذي لا يعجزه أي شيء، فهو الذي يقول للشيء كن فيكون، واستحضار الإنسان لتعظيم الله من خلال العبادات والأفعال والتصرفات، إذ يجعل الإنسان يرتقي إلى منزلة المحسنين، فالإنسان يكون قلبه حاضرًا عند تأديته للعبادات، فيحتاج في كافة سكناته وحركاته وأقواله وأفعاله إلى أن يستحضر عظمة الله سبحانه وتعالى لما لذلك من تأثير كبير في تهذيب النفس البشرية واستقرارها وتثبيتها على الطريق القويم. ومن مظاهر تعظيم الإنسان لله سبحانه وتعالى، أن يُعظم النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وسنته، وأحاديثه النبوية الشريفة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فأمر الله سبحانه وتعالى بنُصرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وتأييده، بالإضافة إلى منع كل ما من شأنه أن يؤذيه صلى الله عليه وسلم، وإجلاله وإكرامه، فقد خصّ الله تعالى النبي محمد عليه الصلاة والسلام في المخاطبة، فجعل مخاطبته تليق به، ونهى عن مناداته عليه الصلاة والسلام باسمه، أي بقول محمد، أو أبو القاسم، أو أحمد، وإنما أمر أن يُنادى برسول الله ونبي الله، حتى أن الله سبحانه وتعالى لم يخاطب النبي محمد عليه الصلاة والسلام باسمه أبدًا في القرآن الكريم، وهذا الأمر خصه الله سبحانه وتعالى به عليه الصلاة والسلام. كما أن الله سبحانه وتعالى قد حرّم أن يتقدم أي إنسان للحديث بين يدي النبي محمد عليه الصلاة والسلام دون طلب الإذن منه، والله سبحانه وتعالى عظّم من ذكر النبي، فجعل ذكر الله تعالى مرتبط بذكر النبي، كما يجب تعظيم وإجلال صحابة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، باحترامهم وتقديرهم حق قدرهم، بالإضافة إلى القيام بحقوقهم على أكمل وجه من خلال توقيرهم رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم، فالكثير من الحكماء قد خرجوا من بلادهم وغادروها بعد أن شُتم فيها الصحابة رضوان الله عليهم، كما يجب تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى كافة.

أسباب ضعف تعظيم الله

توجد الكثير من الأسباب التي تقف وراء نقص تعظيم شعائر الله سبحانه وتعالى في الوقت الحالي، ومنها الجهل الكبير بدين الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى ما يُلاحظ وبصورة كبيرة لدى الناس من جهل للعلوم الدينية، ونقص المعرفة الكبير بها، إذ يوجد نقص كبير وبالغ في هذه الأصول الكبيرة، بل يوجد إهمال من قبل الناس للعبادات التي تُخاطب القلب أو ما يُسمى بالعبادات القلبية، فيكون الاهتمام بصورة كبيرة بالتصديق فقط، فلا يكفي التصديق مع الاستهزاء بالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، أو مع الاستخفاف بالله سبحانه وتعالى، وأخيرًا فإن من أهم أسباب نقص تعظيم الله سبحانه وتعالى، هو ما فعله علماء السوء، الذين بات حب الدنيا في قلوبهم أمر عظيم وجلل، مما جعلهم يتخذون الدين لعبًا وهزوًا ووسيلة للحصول على المناصب فحسب.[٣] شاهدة على تعظيم الله وهذه واحدة من الأمور الغريبة، فالمشركين والكفار كان في قلوبهم شيء من تعظيم الله سبحانه وتعالى، ومن المظاهر المتعارف عليها هي عندما سمع رجل يُدعى جبير بن مطعم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو يصلي المغرب في الطور، فقال إن قلبه كاد أن يطير، وتفاصيل الموقف بدأت عندما جاء جبير إلى المدينة وصادف الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب سورة الطور، ففتح لها سمعه وقلبه، فأخذ ينصت إلى القراءة بقلب عقول، حتى وصل إلى شعور قلبه بالطيران إلى الإسلام، وقال مقولته الشهيرة “كاد قلبي أن يطير”.

السابق
اسماء زوجات سيدنا يعقوب
التالي
خواص لا اله الا الله

اترك تعليقاً