الامارات

علاج الاعتداء الجنسي على الأطفال

علاج الاعتداء الجنسي على الأطفال

الاعتداء الجنسي على الأطفال

يعرف الاعتداء الجنسي بأنه نشاط جنسي غير مرغوب باستخدام القوة والتهديد، وفي أغلب الأحيان يكون الجناة والضحايا على معرفة ببعضهم البعض، ويعاني ضحية الاعتداء الجنسي من الصدمة والخوف كأعراض مباشرة لهذا الأمر، وتظهر أعراض أخرى طويلة الأمد عليه مثل؛ القلق، والخوف المزمن، واضطراب ما بعد الصدمة، ويعالج معظم الضحايا بالتدخل النفسي مثل؛ العلاج النفسي الجماعي، ولا تظهر العلاجات المقدمة للجناة أي وعود بنجاحها.

ويعرف الاعتداء الجنسي على الأطفال بأنه أي فعل يتضمن استخدام او إقناع أو إكراه الطفل على الاشتراك في سلوك جنسي، وتعد مشكلة الاعتداء الجنسي على الأطفال مشكلة منتشرة خاصة في الدول الغربية؛ كالولايات المتحدة الامريكية، وتشير إحصائيات هذه الدول إلى أن كل أنثى من أصل أربع إناث ستعاني من هذا الاعتداء قبل سن الثامنة عشر، وكذلك الأمر عند الذكور، ولكن بنسبة واحد من كل ستة ذكور، وما زال علاج الاعتداء الجنسي على الأطفال ينقصه الكثير من المعرفة والأبحاث، إذ يعاني كل فرد من أعراض مختلفة عن الآخر.

علاج الاعتداء الجنسي على الأطفال

يوجد نهجان لعلاج الاعتداء الجنسي عبر التاريخ، الأول؛ نهج مناصرة الضحية أو الرعاية بالطفل، والثاني؛ نهج نظم الأسرة، وقد حدد الباحثون في العقدين الماضيين عن أن مزج النهجين معًا يعطي نتائج أفضل، ويعالج هذا البرنامج الشامل أفراد العائلة جميعهم، بشمول العدالة الاجتماعية والقانونية، ويهدف هذا العلاج إلى التخلص من جميع نقاط الضعف الموجودة في العائلة والمسببة للاعتداء الجنسي، ويتضمن علاج الطفل جلسات علاج نفسي فردية، والتي تحتوي على بعض الألعاب إذا كان الطفل صغيرًا في السن، أما إذا كان الطفل كبيرًا في العمر، فيعالج نفسيًا من خلال اتباع تقنيات العلاج القولية، والعلاج السلوكي المعرفي المتركز على الصدمة، والعلاج المرتكز على الحلول، أو العلاج السلوكي الجدلي.

كما يجب اتباع العلاج الجماعي لزيادة العلاقات والمهارات الاجتماعية عند الطفل بالإضافة إلى التخلص من عزلته، أما عن الجلسات العائلية، فتهدف إلى زيادة تقبلهم للأمر، ووضع الحدود اللازمة لمنع تفاقم الضرر الناتج بالإضافة إلى منع تكرار ما حدث، كما قد يحتاج بعض الأزواج للتعرض إلى علاج منفصل عند تأثر علاقتهما بمثل هذا الأمر، ويهدف العلاج العائلي الشامل إلى وقف جميع أشكال الاعتداء داخل العائلة، ويحدد هذا الهدف الوقت اللازم للعلاج، كما يجب أن يكون مخضعًا لجميع الأفراد، ويجب توعية أفراد العائلة لمنع تكرار مثل هذا الأمر في المستقبل، وأخيرًا يجب العمل على زيادة إحساس الطفل بالأمان من جديد، وقد أظهرت الأبحاث أن الخضوع لهذا العلاج سريعًا والالتزام به يقلل من التأثير طويل الأمد على الضحايا.

التأثيرات السلبية للاعتداء الجنسي على الأطفال

يرتبط الاعتداء الجنسي على الأطفال بكل من الإحباط عالي المستوى، والشعور بالذنب والعار، ولوم النفس، واضطرابات تناول الطعام، والمخاوف الجسمانية، والقلق، وأنماط الفصام، والقمع، والحرمان، والمشاكل الجنسية، ومشاكل العلاقات، وقد وجد أن الإحباط أو الاكتئاب هو أكثر التأثيرات شيوعًا، إذ لا يستطيع معظم الأطفال الإفصاح عن الأمر للآخرين، مما يزيد من الأفكار السلبية لسنوات عديدة، كما يُصاب الضحايا بالإحساس بعدم القيمة في مجتمعاتهم، وقد يؤدي هذا الأمر إلى الإصابة باضطرابات النوم والأكل، كما قد يؤدي إلى الانتحار في بعض الأحيان، ويحمل بعض الأطفال أنفسهم المسؤولية على ما حدث، مما يزيد من شعورهم بالذنب والندم، ولوم أنفسهم، ويلاحظ هذا الأمر كثيرًا إذا كان المعتدي أحد البالغين الذين يثق بهم الطفل، كما تظهر بعض الاضطرابات الجسمانية على الضحية، مثل؛ فقدان الشهية، والسمنة، كما قد تعاني بعض الفتيات من ألم في الحوض بلا مسبب، ولا يكون هذا الألم نتيجة التعرض للتحرش، بل يظهر بعد سنوات من الحادثة.

ويشعر الطفل بالخوف عند التعرض لمثل هذه الحادثة، ويستمر هذا الخوف طويلًا، ويؤدي في النهاية إلى الإصابة المستمرة بالقلق والتوتر النفسي، وقد أظهرت إحدى الدراسات بأن حدة التعرض لصدمة الاعتداء الجنسي توازي حدة الصدمات المتعلقة بخوض الحروب، وعلى المدى البعيد أيضًا؛ قد يعاني الطفل بعد بلوغه من الارتباك والكوابيس، وأعراض فقدان الذاكرة بما يتعلق بمرحلة الطفولة، وليس ذلك فحسب، بل يمكن لهذه الحادثة أن تؤثر على العلاقة الزوجية؛ وذلك بسبب ضعف الثقة، والخوف من العلاقة الجنسية، وتظهر أيضًا بعض المشاكل الجنسية نتيجة هذا الأمر، مثل؛ قلة الاهتمام بالجنس، وصعوبة التعرض للإثارة الجنسية، وضعف الانتصاب والقذف، كما قد تعاني النساء من ألم في المهبل، وصعوبة الوصول إلى الذروة الجنسية.

الوقاية من الاعتداء الجنسي على الأطفال

يؤثر الاعتداء الجنسي على الأطفال كثيرًا على نمو الطفل من الناحية العقلية والاجتماعية، لذلك يجب على المجتمعات اتخاذ المسؤولية للتخلص من هذه الظاهرة، وذلك من خلال إطلاق ودعم السياسات والخدمات لتحسين نمو وصحة وأمان الطفل، ويجب كذلك تحديد العوامل التي تمنع مثل الظاهرة وتعزيزها، ومن أبرز الإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع الاعتداء الجنسي على الأطفال ما يأتي:

  • رفع الوعي حول عدم قبول مثل هذه الظاهرة، إذ إن مسؤولية منعها تقع على عاتق الجميع.
  • توعية الأشخاص خاصةً أصحاب القرار حول الاعتداء الجنسي على الأطفال.
  • تقوية ودعم البرامج الوقائية لمثل هذه الظواهر.
  • الكشف عن وتحسين أي نهج يقي من الاعتداء الجنسي على الأطفال.
  • توفير المساعدة النفسية لكل المتضررين من ظاهرة الاعتداء الجنسي.

أما عن الآباء، فيجب عليهم حماية أطفالهم من مثل هذه الظاهرة من خلال اتباع النصائح التالية:

  • المتابعة المستمرة لحياة الطفل: وذلك لتسهيل الكشف عن أي علامات لتعرض الطفل لاعتداء، كما أن هذا الأمر يزيد من راحة الطفل في إخبار الآباء عند التعرض لحادثة من هذا النوع. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتباعها في متابعة الآباء لأطفالهم:
    • الاهتمام بحياة الطفل يوميًا، بسؤاله عن نشاطاته اليومية.
    • التعرف على الأشخاص الموجودين في حياة الطفل؛ كالأصدقاء، والمعلمين وغيرهم.
    • التعرف على علامات التعرض للاعتداء الجنسي.
  • تشجيع الطفل على التحدث: إذ تزداد شجاعة الطفل على التحدث عند إيجاده لمن يسمعه، وفيما يلي بعض خطوات تشجيع الطفل على التحدث:
    • تعليم الطفل الحدود في التعامل مع الآخرين.
    • تعليم الطفل كيفية التحدث عن جسده.
    • إخبار الطفل بأنه لن يتعرض للأذى عند إخباره لأبويه عن تعرضه لمثل تلك الاعتداءات.

المؤشرات السلوكية والجسمانية على تعرض الطفل للاعتداء الجنسي

تتنوع المؤشرات السلوكية والجسمانية على تعرض الطفل للاعتداء الجنسي، وفيما يلي بعضًا من هذه المؤشرات:

  • المؤشرات الجسمانية: والتي تتضمن ما يأتي:
    • التعرض لإصابة في الأعضاء التناسلية.
    • التهاب الفرج المتكرر.
    • خروج إفرازات من القضيب والمهبل.
    • التبول اللاإرادي في سن متقدمة.
    • نزيف أو ألم في الشرج.
    • التهاب المسالك البولية.
    • الإصابة بالأمراض الجنسية.
    • الحمل.
    • وجود المني.
  • المؤشرات السلوكية: والتي تتضمن ما يأتي:
    • الانحدار السلوكي خاصة في المدرسة.
    • التعرض لصدمة تؤدي للتهيج والسلوك غير المنطقي.
    • اضطرابات النوم.
    • اضطرابات تناول الطعام.
    • مشاكل مدرسية.
    • مشاكل اجتماعية.
    • الإحباط وقلة الثقة بالنفس.
    • سلوك جنسي غير صحيح.

ولا يعني ظهور مثل هذه المؤشرات دائمًا على أن الطفل قد تعرض للاعتداء الجنسي، ولذلك يفضل توخي الحذر عند الأخذ بهذه المؤشرات.

أنواع الاعتداء الجنسي

يعد الاعتداء الجنسي مفهومًا عامًا لعدة جرائم بشعة، ومنها ما يلي:

  • الاغتصاب: وهي ممارسة الجنس مع شخص لا يريد أو لا يستطيع المقاومة والدفاع عن نفسه.
  • التحرش بالأطفال: وهو الاتصال الجنسي مع الأطفال الصغار، ولكن يكون معظم هؤلاء الأطفال لا يعرفون ماذا يحدث ولا يستطيعون المقاومة.
  • نكاح الأقارب: وهو الاتصال الجنسي بين أفراد العائلة الواحدة الذين لا يحرم عليهم الزواج ببعضهم البعض.
  • الاتصال الجنسي دون تراضٍ: وهو أي فعل يدل على نية الاغتصاب.
  • الاعتداء الجنسي دون اتصال جسماني: وهو أن يمارس البعض الجنس أمام طفل ما رغمًا عنه، أو إرغامه على مشاهدة الأفلام الإباحية.
السابق
ما هي أسباب ممارسة العادة
التالي
حالات شفيت من التوحد

اترك تعليقاً