اسلاميات

حقيقة ظهور ياجوج وماجوج

يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج هم قوم من نسل بني آدم وهم حقيقة ثابتة وموجودة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويخرجون في آخر الزمان عندما يأمرهم الله سبحانه وتعالى بذلك، ويأجوج ومأجوج موجودون في جهة الشرق لأن الأتراك كانوا منهم فتركوا وراء السد وبقي قوم يأجوج ومأجوج وراء السد ولم يخرجوا، وبحسب علماء الدين والفقهاء فإنهم سيخرجون من الصين الشعبية والمناطق التي حولها لأنهم تركوا داخل السد عندما بناه ذو القرنين، وعندما يأذن الله تعالى بخروجهم فإنهم سيخرجون بأعداد هائلة وينتشرون في الأرض بسرعة كبيرة ويعيثون فيها فسادًا، ثم يشاء الله سبحانه وتعالى أن يموتوا عن طريق دابة يرسلها الله تعالى لهم لتقضي عليهم ولا يبقى منهم أحد فيرتاح أهل الأرض من شرهم ويعم الخير البلاد.

حقيقة ظهور يأجوج ومأجوج

إن يأجوج ومأجوج حقيقة قرآنية ذُكرت في غير موضع في القرآن الكريم وذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة فهم ليسوا من نسج الخيال أو مجرد فلسفة يفهمها كل شخص حسب منظوره الخاص فقال الله تعالى عن هؤلاء القوم: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا. قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا[٢]} ، وكل مسلم يقرأ هذه الآيات يتأكد وبكل وضوح من حقيقة قوم يأجوج ومأجوج وأنهم حُبسوا وراء السد منعًا لفسادهم في الأرض ورحمة بالناس. وفَتح يأجوج ومأجوج للسد الذي بناه ذو القرنين هو اقتراب لوعد الله الحق واقتراب لموعد الساعة وبعث الله للناس للثواب والعقاب فظهور قوم يأجوج ومأجوج هم شرط من أشراط الساعة كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: [كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ منه، فَاطَّلَعَ إلَيْنَا، فَقالَ: ما تَذْكُرُونَ؟ قُلْنَا: السَّاعَةَ، قالَ: إنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بالمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بالمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ في جَزِيرَةِ العَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِن قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ]. ويخرج يأجوج ومأجوج بعد نزول سيدنا عيسى عليه السلام إلى الأرض وقتله للمسيح الدجال ولكنهم لن يمكثوا في الأرض إلا مدة يسيرة بعد خروجهم، ثم يدعوا عليهم عيسى عليه السلام بالموت والهلاك فيهلكهم الله جميعًا كموتة شخص واحد أو نفس واحدة، فقوم يأجوج ومأجوج هم أمة عظيمة وليس كما يُخيل للبعض بأنهم شخصان يُدعون يأجوج ومأجوج، وسبب تأخر خروجهم للناس هو الحاجز أو السد الذي بناه ذو القرنين فوقهم وهذا السد لا ينفتح إلا عند اقتراب الساعة كما ذكر الله تعالى في كتابه العزيز، وأما بعض الأشخاص الذين أنكروا وجود السد ويأجوج ومأجوج لعدم رؤية السد أو رؤيتهم؛ فذلك لأن الله تعالى قد صرف نظر الناس عن المكان الذي يوجدون فيه لحكمة ربانية بحيث لا يمكن لأحد أن يرى السد والواجب على المسلم الإيمان المطلق بكل ما أخبرنا الله ورسوله الكريم به عن قوم يأجوج ومأجوج فلا شك ولا تكذيب لوجودهما ونزولهما آخر الزمان.

يأجوج ومأجوج في الأحاديث النبوية الشريفة

كان ذكر قوم يأجوج ومأجوج في الأحاديث الشريفة أكثر وضوحًا وبيانًا، فقد كشفت لنا الأحاديث النبوية عن الكثير من صفاتهم والغموض الذي يكتنفهم، فقوم يأجوج ومأجوج لديهم قائد يحتكمون له ونظام يسيرون عليه، وهم سيخرجون في الوقت الذي يملأ فيه الفساد والظلم الأرض، وأن السد الذي بناه عليهم ذو القرنين لا زال قائمًا وأنه يمنعهم من الخروج وتحقيق مطامعهم في الأرض، وهم حريصون جدًا على هدمه والخروج منه؛ فهم في كل صباح يحفرون حفرة ويحاولون الخروج منها حتى إذا اقتربوا من هدمه أخروا الهدم لليوم التالي؛ فيأتون في اليوم التالي وقد أعاده الله تعالى أقوى من ذي قبل؛ فإذا أراد الله خروجهم فإن قائدهم سيقول لهم اذهبوا غدًا واحفروا حتى تخرجوا إن شاء الله. وبعد إذن الله لهم سيخرجون ثم يشربون جميع مياه الأنهار ويمرون على بحيرة طبرية فيشرب أولهم منها وعندما يصل آخرهم يقول قد كان ماء هنا من قبل، فيتحصّن الناس خوفًا منهم فيزداد غرورهم وطغيانهم فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع وعليها آثار دماء فتنة من الله لهم، ويقولون قهرنا أهل الأرض وقهرنا أهل السماء، عندها يُرسل الله عليهم دودًا يدخل في رقابهم ويقتلهم فيصبحون طعامًا لدواب الأرض. وقد بينت الأحاديث بأن الزمان الذي يخرج فيه يأجوج ومأجوج يمتلك الناس فيه أسباب القوة حتى يتغلبوا بها على جميع أهل الأرض إما لكونهم متقدمين عسكريًا وماديًا وإما لأن الناس ستحارب كما كانت سابقًا على الخيول والدروع بسبب انتهاء الحضارة التي عليها الناس الآن، وقد ذكرت الأحاديث مدى كفر وعناد قوم يأجوج ومأجوج وأنهم أكثر أهل النار ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: [يقولُ اللَّهُ: يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ والخَيْرُ في يَدَيْكَ، قالَ: يقولُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قالَ: وما بَعْثُ النَّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فَذاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وتَرَى النَّاسَ سَكْرَى وما هُمْ بسَكْرَى ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) فاشْتَدَّ ذلكَ عليهم فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّنا ذلكَ الرَّجُلُ؟ قالَ: أبْشِرُوا، فإنَّ مِن يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا ومِنكُم رَجُلٌ]. وأهم صفاتهم أنهم عراض الوجوه، صغار العيون، شقر الشعور، وجوهم مدورة كالتروس، وأنهم سريعو العدو والحركة وكثيرو العدد والقوة العضلية والدليل وحشية اجتياحهم للأرض وذلك كله راجع للطبيعة الجبلية التي كان يسكنها هؤلاء القوم، والدليل على كثرة أعدادهم الهائلة التي لا يعلمها إلا الله أن المسلمين سيستخدمون أترستهم ونشابهم وقسيهم لمدة سبع سنين كما ورد قي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [سيوقِدُ المسلمونَ منْ قِسِيِّ يأجوجَ ومأجوجَ ونُشَّابِهمْ وأَتْرِسَتِهمْ سبعَ سنين].

أصل تسمية يأجوج ومأجوج

اختلف العلماء في أصل اسم يأجوج ومأجوج، فبعضهم قال بأنهم إسمان أعجميان ممنوعان من الصرف وهما غير مشتقين من اللغة العربية لأن الإسم الأعجمي لا يُشتق من العربية، ومنهم من قال بأنهم إسمان عربيان ولكن الإختلاف في اشتقاقهما، فقيل أنهما مأخوذان من أجيج النار أو الأُجاج وهو الماء شديد الملوحة، وقيل من الأُج وهو سرعة الحركة، وقيل من الأجّة وهو الإضطراب والإختلاط، فصفات يأجوج ومأجوج وما اتسموا به من سرعة العدو والحركة والإضطراب الذي يكونوا فيه عند خروجهم من السد يؤكد لنا بأن الإسمين مشتقين، وخلاصة رأي العلماء في تسمية يأجوج ومأجوج أنهما اسمان أعجميان مشتقان من أجيج النار أي التهابها وشدتها ومن الماء الأجاج وهو الماء شديد الملوحة، فالنار المتأججة والمياه الحارة الحارقة المتموجة تناسب ما ذكر في شدّة تقلبهم وشدة تأججهم واضطرابهم وسرعة حركتهم وكثرة تخريبهم وفسادهم في الأرض.

السابق
الفرق بين السور المكية والمدنية
التالي
أضرار مضادات الهستامين

اترك تعليقاً