أحكام شرعية

حكم التسمية عند الوضوء

حكم التسمية عند الوضوء

حكم التسمية عند الوضوء ، من الأحكام التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن المقصود بالوضوء في اللغة: على أنّه النّظافة والحسن والجمال، وأمّا بالشّرع: هو غسل ومسح أعضاء مخصوصة في أوقات مخصوصة مع ملازمة النّيّة بشرط التّرتيب.

حكم التسمية عند الوضوء

فالتسمية عند الوضوء سنة عند الجمهور ، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها مع الذكر، فينبغي للمؤمن أن لا يدعها، فإن نسي أو جهل فلا شيء عليه، ووضوؤه صحيح، أما إن تعمد تركها وهو يعلم الحكم الشرعي فينبغي له أن يعيد الوضوء احتياطًا وخروجًا من الخلاف؛ لأنه جاء عنه -عليه السلام- أنه قال: لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، وهذا الحديث جاء من طرق، وقد حكم جماعة من العلماء أنه غير ثابت وأنه ضعيف، وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: إنه حسن بسبب كثرة الطرق، فيكون من باب الحسن لغيره، فينبغي للمؤمن أن يجتهد في التسمية عند أول الوضوء وهكذا المؤمنة، فإن نسيا ذلك أو جهلا ذلك فلا حرج.

ما هي فرائض الوضوء

هنالك فروض متفق عليها، ويقابلها فروض مختلف فيها، وفيما يأتي بيان ذلك:

فروض الوضوء المتفق عليها

تتلخص فرائض الوضوء فيما نزل من القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، فغسل الوجه وكذلك غسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس وغسل الرجلين إلى الكعبين، هي فروض الوضوء المتفق عليها.

فروض الوضوء المختلف فيها

إنّ ذكر فروض الوضوء المتفق عليها يقتضي كذلك ذكر الفروض التي اختلف فيها أهل العلم، وهذه الفروض المختلف فيها قد عدّها بعض العلماء من السنن وبعضهم عدّها فرضًا، وهي:

  • النيّة: وقد استندوا على ذلك بحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلم، حينما قال: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ“.
  • التسمية: وقد استندوا على ذلك أيضًا بالحديث الضعيف للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حينما قال: “لا صلاةَ لِمَن لا وضوءَ له، ولا وضوءَ لِمَن لم يذكُرِ اسم الله عليه، ولا صلاةَ لِمن لا يصلِّي على النبي، ولا صلاةَ لمن لا يحِبُّ الأنصار”.
  • المضمضة والاستنشاق: وذهبوا إلى ذلك استنادًا لما رواه لقيط بن صبرة: “قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أخبِرْني عن الوُضوءِ، قال: أسبِغِ الوُضوءَ، وخلِّلْ بين الأصابِعِ، وبالِغْ في الاستنشاقِ، إلَّا أنْ تكونَ صائمًا“.
  • الترتيب بين الأعضاء: وهو ما ذهب إليه الإمام الشافعي والإمام أحمد مستدليّن بالحديث الصحيح الذي رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه: “قالَ: رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“.

سنن الوضوء في الإسلام

كم عدد فروض الوضوء سؤالٌ تمّت إجابته فيما سلف من المقال، ولكنّه يفتح لنا أبوابًا واسعةً عن الوضوء لا بدّ من ذكرها والخوض فيها، ومن هذه الأمور هي سنن الوضوء التي ذكرت في الشريعة الإسلامية، وسنن الوضوء هي ما كان من الأشياء التي تسن للمرء فعلها عند الوضوء ويؤجر عليها ويثاب على فعلها، وهذه السنن هي:

  • التسمية وذكر اسم الله على الوضوء.
  • كما يعدّ السواك من الأمور المستحبّة للمتوضئ.
  • وكذلك غسل الكفيّن لثلاث مرّات.
  • كما تعدّ المبالغة في كلٍّ من المضمضة والاستنشاق للمرء غير الصائم.
  • ومن سنن الوضوء أيضًا تخليل اللحى الكثيفة بالمياه.
  • وكذلك تخليل ما بين الأصابع بالمياه.
  • كما يعدّ البدء في الأعضاء اليمينيّة ثمّ اليساريّة من سنن الوضوء.
  • غسل الأعضاء لثلاث مرّات.
  • أن يشغل المرء لسانه بالذكر بعد الانتهاء من الوضوء، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ”.

فضائل الوضوء في الإسلام

وفيما يأتي سيتم بيان فضائل الوضوء في الإسلام:

  • الوضوء هو شطرٌ من الإيمان، وهو ما رواه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إسباغُ الوُضوءِ شَطرُ الإيمانِ”.
  • كما أنّ الوضوء يعدّ مكفرًا للذنوب والمعاصي.
  • وكذلك تكون المداومة على الوضوء والمحافظة عليه من علامات أهل الإيمان يوم القيامة.
  • وكما أنّ الوضوء يعدّ سببًا رئيسًا  لدخول المؤمن إلى الجنّة والتحليّ بحليّها.

إلى هنا نكون قد بينا: حكم التسمية عند الوضوء ، بالإضافة إلى فرائض الوضوء وسننه، ومن الجدير بالذّكر أنّ الوضوء شرط رئيس لصحة الصلاة، لذلك لا بدّ للمصلي أن يتوضأ على أكمل وجه.

السابق
المراد بالوسيله وماهي اعلى منزلة في الجنة
التالي
في اي عام تم انشاء قصر السيف العامر؟

اترك تعليقاً