اسلاميات

خطب عن يوم القيامة

يوم القيامة

يوم القيامة هو اليوم الموعود الذي ذكره الله في كتابه الحكيم، إذ يُبعث فيه الناس من قبورهم، ويُعرضون على الله ليُحاسبهم على ما عملوا في الحياة الدّنيا مهما كبُرت أو صغُرت، كما يُقضى فيه بين الناس، لتعود الحقوق لأصحابها، ويأخذ المظلوم حقّه من الظالم، لينال المؤمنون الذين قدموا الأعمال الصالحة رضا الله تعالى ورحمته، ويُحاسب العصاة على الذنوب والآثام التي ارتكبوها، لتشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.

خطب عن يوم القيامة

فيما يلي أمثلة عن خُطَب يوم القيامة:

  • الخطبة الأولى

بِسمِ اللهِ الرَّحمـنِ الرَّحِيم الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ الأمين؛ الحَمْدَ للهِ دائمًا نحمَدُهُ ونشكرُهُ ونستعينهُ ونستهديهُ ونستغفرهُ ونتوبُ إليه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفُسِنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يَهدِ اللهُ فلا مُضّلَ له، ومَن يُضللْ فلن تجدَ لهُ وليا مُرشدًا، أشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا سيدنا وحبيبنا عبده ورسوله، بلَّغَ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطاهرين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. أما بعدُ عبادَ اللهِ؛ اتقوا ربكم، واخشوا يومًا لا يجزي فيه والد عن ولده، ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا، إنَّ وعدَ اللهِ حقٌ فلا تغرنكمْ الحياةُ الدنيا ولا يغرنكمْ باللهِ الغرورْ، قال تعالى في كتابه الحكيم: {وَٱتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [البقرة:281]، فاعلم أخي المسلم أنْ مَن لمْ يؤمن بالمآبِ بعدَ الموتِ، والجزاءِ والحسابِ، وما يليه من الثوابِ والعقابِ، فهو لا يؤمن بالله رب كل شيء، إذ جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليُعلِّم الناس أمور الدين؛ فسأله أمامَ جمعٍ من الصحابة عن الإيمان فقال: الإِيمانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ .

وحذرنا الله من مطلع هذا اليوم العظيم، وأخبرنا عن أهوال تشيب لها الرؤوس، فهو يوم البعث، يوم تُقرعُ فيه القارعة، وتَصِّخ فيه أسماعُ الناسِ حتى تكادُ تصِّمُ، وتذهل فيه كل مرضعة عمّا أرضعت، وتضع كل ذات حملٍ حملها، وترى الناس فيه سُكارى وما هم بسكارى، وتشقق فيه السماوات، وتشتعل فيه البحار، فإذا نُفخ في الصور؛ يُفني الله الأحياء، لتذهب الشهوات، وتمضي المُلهيات، وتبقى التَبِعات، ويُطوى كتاب العبد على ما فيه من أعمال، لا تنفع بعدها توبة تائب، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُحشر الناس يوم القيامة على أرضٍ بيضاءَ عَفْرَاءَ كقُرْصَة النَّقِي [يعني كالخبزة المصنوعة من الدقيق النقي] ليس فيها عَلَمٌ لأحد)، [خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ليَغشى الناس من الكرب ما يغشاهم، ويصيبهم الرعب والفزع، وتشيب رؤوس الولدان، وتشخص الأبصار، وتبلغ القلوب الحناجر.

أخواني، أحبائي في الله إن موقف القيامة يِعدل خمسين ألف سنةٍ؛ لقوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4]، لكن ثقلها على المؤمن التقي أقل من مقدار صلاة مكتوبة، فاتق الله واصطبر على أداء الصلاة والواجبات، وابتعد كل البعد عن الشهوات والمحرمات، واغتنم أيامك التي مهما طالت في الدنيا فهي قصار، واحرص على أن تكون من الكُمَّلِ؛ الذين اتخذوا من صوالح الأعمال طريقًا لعبورهم من أهوال هذا اليوم، فاتقوا الله عباد الله، واتقوا يومًا ترجعون فيه إليه ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد …

  • الخطبة الثانية

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، و{أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

عباد الله؛ أخبرنا الله تعالى عن يوم القيامة، هذا اليوم العظيم لنتقِ شره، ونستعد لأهواله، ونعمل من أجله، يُبعث فيه العبد على ما مات عليه، فالمعتمر على عمرته، والمحرم على إحرامه، والمجاهد على جهاده، والظالم على ظلمه، حفاةً، عراةً، لاينظر أحدٌ إلى الآخر من شدة الهول، فقال تعالى: {ولا يَسأَلُ حَمِيْمٌ حَمِيْمًا}، أي لا يسأل قريبٌ عن قريبه لانشغاله بنفسه، فهو اليوم الذي يَفِّر المرء فيه من أقرب الناس إليه؛ أخيه وأمه، وأبيه، ثم تُكسى الخلائق، بدءًا من إبراهيم الخليل، فالصالحون بالثياب الكريمة، والطالحون بسرابيلٍ من قطران من النحاس المذاب، دروعهم من الجرب، وتتبدل الأرض بغيرها، فهو اليَوْمَ الذي تُبَدَّلُ فيه الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ، فيقبضها الله، ويطوي السماء بيمينه، ليسأل عن ملوك الأرض، ولا أحد يقدر على إجابته سبحانه جل وعلا، وفي رواية أخرى يسأل: أين الجبارين؟ أين المتكبرين؟، ويدُّك الجبال لتتحول إلى رملٍ ناعمٍ، وتصبح كالعهن المنفوش، وتسير عن أماكنها، ويختلط الماء العذب بالمالح، ثم تشتعل نارًا، وتضطرب السماء؛ فتنفطر وتتشقق، يتغير لونها ليصبح أحمر، وتارةً أصفر، وأخضر، وتتكور الشمس، ويُخسف القمر.

فيا أيها العباد، كفى غفلةً، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا يوم العَرْض الأكبر، واذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون، اللهم ألطُف بنا يا رب العالمين، وارحمنا برحمتك إنك أنت العفو الغفور الرحيم، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الفزع، جد علينا بجودك يا جواد، اللهمَّ قِنَا عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك، اللهمَّ قِنَا عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك، اللهمَّ قِنَا عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك. هذا وأستغفر الله لي ولكم…

علامات يوم القيامة

قبل قيام الساعة؛ تظهر عدد من العلامات التي تُنبىء بها، ومنها الصُغرى والكبرى، وفي ما يلي بعضها:

  • الصغرى: وهي التي ظهرت أو لا زالت تظهر تحذيرًا وتذكيرًا للناس، مثل:
  • بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • انشقاق القمر.
  • تطاول الحفاة العراة رعاة الشاه في البنيان.
  • الكبرى: وهي التي تعقبها قيام الساعة، مثل:
  • ظهور الأعور الدجال.
  • شروق الشمس من جهة الغرب.
  • ظهور يأجوج ومأجوج.

 

السابق
مرض السل
التالي
اهمية الحاسوب

اترك تعليقاً