الصحة النفسية

زيادة كهرباء المخ عند الاطفال

زيادة كهرباء المخ عند الاطفال

 

كهرباء المخ عند الأطفال

تعد كهرباء المخ، أو نوبات الصرع، أو الشحنات، أو النوبات التشنجيّة من أكثر الأمراض التي يمكن تصيب المخ عند الأطفال، وتحدث كهرباء الدماغ نتيجة حدوث خلل في بعض المواد الكيميائية في الدماغ، أو الموجات الكهربائية، وتتسبب أي عدوى، أو تسمم، أو إصابة في الدماغ في حدوث مثل هذا الأمر، وخاصة إذا أثر على نمو الدماغ، وتطوّره في مرحلة ما قبل الولادة وفقًا لإحصائية أجريت في الولايات المتحدة، إذ إن ما يُقارب الثلثين من الأطفال الذين يعانون من زيادة كهرباء في المخ تكون الأعراض ظهرت عليهم في سن المراهقة، وهناك مجموعة من الأعراض التي تظهر، إذ تختلف هذه الأعراض وفقًا لنوع النوبة، وسنتعرف في هذا المقال على علاج كهرباء المخ عند الأطفال.

أنواع الكهرباء الزائدة في المخ

تصنف أنواع الكهرباء الزائدة في المخ وفقًا لكيفية بدء النشاط الكهربائي غير الطبيعي في المخ، ومكان حدوثه، ويوجد عدة أنواع لهذه الحالة، وهي النوبات المعممة، والنوبات البؤرية، وستوضح هذه الأنواع بالتفصيل فيما يلي:

  • النوبات البؤرية: تتشابه الأعراض المرافقة للنوبات البؤرية مع الأعراض المرافقة للاضطرابات العصبية الأخرى، إذ يصاب الشخص بهذا النوع بسبب النشاط الكهربائي غير الطبيعي في منطقة واحدة من المخ، وهذه النوبات كالآتي:
    • النوبات البؤرية التي يُرافقها فقدان الوعي: يحدث في هذا النوع من النوبات ضعف، أو فقدان للوعي؛ إذ يبقى المصاب يحدق في السماء، بحيث لا يستطيع الاستجابة للبيئة المحيطة، بالإضافة إلى أنه يقوم بحركات متكرّرة كالبلع، أو المضغ، أو فرك اليدين، أو المشي في دوائر.
    • النوبات البؤرية التي لا يُرافقها فقدان الوعي: هذا النوع من النوبات لا يؤدي إلى فقدان الوعي، ولكن يؤدي إلى حدوث تغيرات في حاسة السمع، أو الشم، أو التذوق، أو الشعور بخدران، أو حدوث دوخة، بالإضافة إلى حدوث ارتعاش لاإرادي في الساقين، أو في الذراعين.
  • النوبات المُعممة: يحدث هذا النوع من النوبات نتيجة حدوث نشاط كهربائي غير طبيعي في جميع مناطق المخ، إذ إن له عدة أنواع، ومن هذه الأنواع ما يلي:
    • النوبات التغيبية: تعرف أيضًا بنوبات الصرع الصغيرة، إذ إنها تحدث عند الأطفال، ويجعل هذا النوع المصاب يحدق في السماء أو القيام بالحركات مثل: لعق الشفاه، أو الرمش بالعينين ويمكن أن تؤدي هذه النوبات إلى فقدان الوعي لفترة قصيرة.
    • النوبات التوترية: يحدث في هذا النوع تشنج في العضلات، وتحديدًا في عضلات الساقين، والظهر، والذراعين، وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي النوبات التوترية إلى وقوع المريض.
    • النوبات الارتخائية: يحدث في هذا النوع من النوبات فقدان القدرة على التحكم في العضلات، مما يؤدي إلى الوقوع.
    • النوبات الارتعاشية: يحدث في هذه النوبات حركات متكررة بشكلٍ لاإرادي، وتحدث غالبًا هذه الحركات في الوجه، أو في الرقبة، أو في الذراعين.
    • النوبات الرمعية العضلة: يحدث في هذه النوبات تشنجات، وارتعاشات مفاجئة وقصيرة في الذراعين، أو في الساقين.
    • النوبات التوترية الرمعية: تعرف أيضًا بنوبات الصرع الكبرى،إذ تؤدي هذه النوبات إلى التصلب، أو ارتعاش الجسم، أو حدوث فقدان مفاجئ للوعي ويمكن أن تؤدي النوبات التوترية الرمعية في بعض الأحيان إلى عض اللسان، أو فقدان القدرة على التحكم في المثانة.

أعراض زيادة كهرباء المخ عند الأطفال

غالبًا تتشابه أعراض زيادة الكهرباء في المخ عند الأطفال مع العديد من الاضطرابات الصحيّة الأخرى، لذا فإنه يتوجب أن يخضع الطفل لتشخيص الطبيب، وعادةً تعتمد أعراض زيادة الكهرباء في المخ عند الأطفال على نوع النوبة، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

  • حدوث تصلّب في الجسم.
  • التحديق.
  • التعرض لفقدان الوعي.
  • عدم القدرة على التحكم بالمثانة، أو الأمعاء.
  • حدوث مشاكل في التنفس، أو التعرض لتوقف التنفس.
  • حدوث حركات ارتعاشيّة في الذراعين أو الساقين.
  • ملاحظة ظهور الطفل بمظهر مرتبك، أو مشوّش.
  • عدم الاستجابة للكلام أو الإزعاج لمدة قصيرة.
  • السقوط فجأة من غير سبب واضح، وتحديدًا عند فقدان الوعي.
  • ملاحظة تحريك الرأس بشكل إيقاعيّ، إذ يحدث هذا عند فقدان الإدراك، أو الوعي.
  • نوبات من تحريك العين بشكل غريب وسريع.

أسباب زيادة الكهرباء في المخ

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بزيادة الكهرباء في المخ، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

  • الإصابة بمرض التهاب السحايا.
  • الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • الإصابة بأمراض السرطان.
  • الإصابة بأورام المخ.
  • الإصابة في الرأس.
  • حدوث اضطراب في توازن الأيونات في الجسم.
  • حدوث انخفاض مستوى السكر في الدم.
  • التعرض لبعض الأضواء الساطعة، أو الأصوات بشكلٍ متكرر.
  • اللجوء إلى استعمال بعض أنواع من الأدوية مثل: أدوية علاج مرض الربو، أو الأدوية المضادة للذهان.
  • الإقلاع عن شرب الكحول، وتعاطي المخدرات.
  • استعمال المخدرات مثل: الهيروين، أو الكوكايين.

تشخيص زيادة الكهرباء في المخ

تشخص حالة زيادة كهرباء في المخ من خلال طرح الطبيب عدة أسئلة على المصاب عن الأعراض التي ظهرت عليه، والتاريخ الطبي الخاص به، بالإضافة إلى أن الطبيب يوصي بإجراء العديد من الفحوصات لتحديد الأسباب، وبالتالي تحديد كيفية العلاج المناسب، ولعل من أهم الاختبارات التي يوصي بها الطبيب ما يلي:

  • فحص الأعصاب: يفحص الطبيب في هذا الاختبار السلوك، والقدرات العقلية، والحركية للمصاب، بهدف تحديد إذا كان هناك مشاكل في الجهاز العصبي، أو المخ أم لا.
  • اختبار تحليل الدم: يأخذ الطبيب في هذا الاختبار عينة من الدم ويحللها، للكشف عن ما إذا كانت هذه الحالة قد حدثت نتيجة الأمراض الوراثية، أو العدوى، أو ارتفاع مستويات السكر في الدم، أو حدوث اختلال الكهارل في الجسم.
  • اختبار البزل القطني: تؤخذ في هذا الاختبار عينة من سائل النخاع الشوكي، وتحليلها، للكشف عن ما إذا كان سبب الكهرباء الزائدة في الدماغ هي العدوى أم لا.
  • تخطيط كهرباء الدماغ: يضع الطبيب أقطابًا كهربائية على فروة الرأس، إذ تسجل هذه الأقطاب النشاط الكهربائي للدماغ، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاختبار يساهم في معرفة ما إذا كان سيتكرر حدوث هذه الحالة أم لا، بالإضافة إلى استبعاد الحالات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث أعراض تشبه أعراض الكهرباء الزائدة في الدماغ، وعلاج الكهرباء الزائدة في الدماغ.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يستعمل في هذا الاختبار الأشعة السينية لأخذ صور مقطعية للمخ، إذ يفيد هذا الفحص في معرفة ما إذا كان هناك أورام، أو تشوهات، أو نزيف، أو خراجات في المخ تؤدي إلى حدوث هذه الحالة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: تستعمل في هذا الاختبار موجات راديو، ومجال مغناطيسي لأخذ صور تفصيلية للمخ، إذ يفيد هذا الاختبار في تحديد ما إذا كان سبب حدوث هذه الحالة وجود تشوهات في المخ أم لا.
  • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني: يحقن في هذا الاختبار المصاب بجرعة منخفضة من المواد المشعة عن طريق الوريد، ومن ثم تصوير المخ، ويفيد هذا الاختبار في الكشف عن المناطق النشطة في المخ، وأيضًا تحديد مناطق التشوهات.
  • التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد: يحقن في هذا الاختبار المصاب بمادة مشعة من خلال الوريد، وذلك بهدف إنشاء خريطة تفصيلية ثلاثية الأبعاد لتدفق الدم في الدماغ، ومن الجدير بالذكر أن هذا الفحص يجرى داخل المستشفى.

علاج زيادة الكهرباء في المخ

هناك عدة طرق لعلاج زيادة الكهرباء في المخ، وتعتمد اختيار طريقة العلاج على شدة النوبة، ودرجة تكرارها، وعمر المريض، وحالته الصحية، واستجابته للعلاج المُستعمل من قبل، وتاريخه المرضيّ، وتجدر الإشارة إلى أنه من الضروري التأكد من نوع النَّوبات التي قد يُعاني منها الشخص؛ ويختلف العلاج باختلاف نوع النَّوبة، وأغلب حالات زيادة كهرباء المخ يتم السيطرة عليها بالأدوية، ولعل من أبرز طرق علاج ما يلي:

  • الأدوية المضادة للصرع: تفيد هذه الأدوية في التقليل من عدد النَّوبات التي يمكن أن يتعرض لها المصاب، ويمكن في بعض الحالات أن تشفيها تمامًا، وتجدر الإشارة إلى إن هناك أنواعًا قديمة للأدوية المضادة للصرع مثل: دواء كاربامازيبين، وفينوباربيتال، وديازيبام، وفينيتوين، وبريميدون، وإيثوسوكسيميد، وأيضًا توجد أنواع للأدوية الجديدة مثل: دواء تياجابين، وفيلباميت، ولاموترجين، وبريغابالين، وغيرها.
  • العلاج بتحفيز العصب المبهم: يركب في هذا العلاج جهاز صغير على الصدر يؤدي إلى إرسال إشارات كهربائية لتحفيز هذا العصب، ويفيد هذا العلاج في منع حصول النَّوبات.
  • العلاج الجراحي: يلجأ للعلاج الجراحي في بعض الحالات للتخلص، أو تعديل البؤرة المضطربة التي تسبب نوبات الصرع.
  • اتباع النظام الغذائي الكيتوني: تعرف الحمية الغذائية الكيتونية بأنها نظام غذائي غني بالدهون، ومنخفض الكربوهيدرات، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من الأشخاص المصابين بمرض الصرع يستجيبون لهذا النمط من الغذاء بشكلٍ جيّد.

حالات تستوجب تلقي الرعاية الطبية

في الحقيقة تؤدي الكهرباء الزائدة في الدماغ إلى حدوث نوبات، وهذه النوبات تحدث بصورة مفاجئة لا يمكن التحكّم بها، وغالبًا لا تكون خطيرةً، إذ إنها تختفي من تلقاء نفسها، ولكن هناك بعض الحالات التي تتوجب التوجه المباشر للرعاية الطبية، وتتضمن هذه الحالات ما يلي:

  • استمرار النوبة لمدة أكثر من 5 دقائق.
  • إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري.
  • إيجاد صعوبة في التنفس بعد زوال النوبة.
  • المعاناة من استمرار فقدان الوعي بعد زوال النوبة.
  • في حال حدوث نوبة مباشرةً ثانية بعد النوبة الأولى.
  • المعاناة من ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
  • التعرض لحدوث الإنهاك الحراري.
  • في حال التعرّض للإصابة أثناء النوبة.
  • في حال حدوث النوبة لأول مرة.

مَعْلومَة

يوجد بعض المحفزات التي تؤدي إلى حدوث نوبة من التشنجات العصبيّة، إذ يلاحظ بعض الأشخاص الذين يعانون من الصرع عددًا من المحفزات الخاصة التي تؤدي إلى حدوث نوبة الصرع لديهم؛ إذ يفيد ذلك في الابتعاد عن هذه المحفزات، وبالتالي التقليل من نسبة حدوث النوبات العصبيّة، وفي ما يلي بعض من المحفزات الشائعة:

  • قلة النوم.
  • المعاناة من ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • التعرض للتوتر العصبيّ.
  • شرب الكحول، أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
  • استعمال بعض أنواع من الأدوية.
  • الإكثار من تناول الطعام، أو تخطي وجبات الطعام، أو تناول أنواع محدّدة من الطعام.
السابق
الساعه ١٤ يعني كم
التالي
التخلص من لعيان النفس

اترك تعليقاً