الصحة النفسية

ضعف جهاز المناعة: أسبابه وعلاجه

ضعف جهاز المناعة: أسبابه وعلاجه

جهاز المناعة

يعد جهاز المناعة ضروريًا لبقاء الكائنات، ودونه سيكون الجسد معرّض للهجوم من قبل البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات، وأكثر من ذلك، والنظام المناعي هو الذي يحافظ على صحة الفرد أثناء التعرض للعوامل المسببة للأمراض، وينتشر جهاز المناعة في جميع أنحاء الجسم ليشمل العديد من أنواع الخلايا والأعضاء والأنسجة، كما يمكنه أن يميز الأنسجة الطبيعية عن الأنسجة الغريبة، ويُتعرّف على الخلايا الميتة وتزال بواسطته، وعندما يصادف الجهاز المناعي العامل الممرض على سبيل المثال البكتيريا، أو الفيروس، أو الجسم الطفيلي، فإنه يستجيب بما يسمى الاستجابة المناعية.

ضعف جهاز المناعة

يشير مصطلح ضعف المناعة إلى انخفاض قدرة جهاز المناعة عند الإنسان وعدم قدرته على آداء وظيفته بكفاءة عالية، فكما هو معلوم يكون جهاز المناعة مسؤولًا عن حماية الجسم من شتى مسببات الأمراض التي قد تصيبه، فإذا تراجعت كفاءته أصبح الإنسان حينها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، ولمّا كانت سلامة جهاز المناعة أمرًا حيويًا للحفاظ على صحة الجسم، فمن الضروري أن يعرف الإنسان أسباب ضعفه وسبل تعزيز وظيفته وصحته، وهذا النوع من الاضطرابات يجعل من السهل على الجسم التقاط الفيروسات والالتهابات البكتيرية، وتكون اضطرابات نقص المناعة إما خلقية منذ الولادة أو مكتسبة خلال فترات لاحقة من الحياة، وتعد الاضطرابات المكتسبة أكثر شيوعًا من الاضطرابات الخَلقية، إذ يشمل جهاز المناعة الأعضاء التالية:

  • الطحال.
  • اللوزتين.
  • نخاع العظم.
  • العقد الليمفاوية، إذ تصنع وتطلق الخلايا الليمفاوية، وهي خلايا الدم البيضاء المصنفة كخلايا (ب) وخلايا (ت)، وتحارب هذه الخلايا الأجسام الغريبة والخلايا السرطانية، وتطلق الخلايا البائية الأجسام المضادة الخاصة بالمرض الذي يتعرف عليه الجسم، وتدمر الخلايا غير الطبيعية، ومن بين الأمثلة على المستضدات التي قد تحاربها: البكتيريا، والفيروسات، والخلايا السرطانية، والطفيليات، ليعطل اضطراب ضعف المناعة قدرة الجسم في الدفاع عن نفسه ضدّ هذه المستضدات.

أسباب ضعف جهاز المناعة

تتأثر الحالة الصحية لجهاز المناعة بعدة عوامل جسدية ونفسية؛ فالضغط النفسي والتوتر يؤثران سلبًا على وظيفة المناعة عند الإنسان؛ نظرًا لأنهما يترافقان عادة مع أعراض مؤذية مثل الصداع وآلام الصدر، مما يضطر جهاز المناعة إلى بذل جهد إضافي لحماية الجسم من كلّ تلك التهديدات الصحية.

كذلك يضطلع نمط الحياة الذي يتبعه المرء بدور كبير في الحفاظ على سلامة جهاز المناعة، فالأفراد الذين لا يمارسون التمارين الرياضية بانتظام يعانون من ضعف المناعة، وتشير الدراسات إلى أهمية النظام الغذائي الصحي لسلامة المناعة عند الإنسان، فاتباع نظام غذائي فقير مترافق بالامتناع عن ممارسة الرياضة يؤثر سلبًا على الصحة العامة للإنسان وخصوصًا جهاز المناعة، لذلك كان من الضروري أن يحتوي النظام الغذائي على مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة؛ نظرًا لأنها توفر العناصر الغذائية والفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تدعم وظيفة المناعة، على أن يكون ذلك مصحوبًا بتجنب تناول الأطعمة السريعة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة، وإضافة لذلك، هُناك مجموعة من الأسباب الأكثر شيوعًا لضعف جهاز المناعة، ومنها:

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • إزالة الطحال.
  • الشيخوخة أيضًا تضعف جهاز المناعة.
  • قلة تناول البروتينات في النظام الغذائي.
  • السرطان والعلاجات الكيميائية.
  • كثرة تناول أنواع محددة من الأدوية؛ كأدوية الكورتيكوستيرويدات التي تثبط جهاز المناعة.
  • زيادة الوزن بصورة مُفرطةٍ أو السمنة.
  • عدم أخذ قسطٍ كافٍ من الرّاحة، والنّوم القليل، إذ إنّ اضطراباتِ النّوم تؤدي إلى زيادة خطر التعرض للعدوى كالفيروسات.

أعراض ضعف جهاز المناعة

توجد بعض الأعراض التي تنبئ عن ضعف المناعة عند الإنسان، ففي هذه الحالة يشعر الشخص بالتعب المستمر والإرهاق حتى بعد الاستيقاظ صباحًا أو ممارسة نشاط بسيط، كذلك يكون الشخص معرضًا للإصابة بالالتهابات المتكررة نظرًا لعدم قدرة جهاز المناعة على آداء وظيفته بكفاءة عالية، وذات الأمر يسري على الإصابة بنزلات البرد، فمعدل الإصابة بها يكون مرتفعًا عند الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة، وبذلك يحتاجون إلى وقت أطول للشفاء والتعافي مقارنة بغيرهم، وتحدث 80 حالة مرضية على الأقل بسبب ضعف جهاز المناعة، وجميعها يسبب الالتهاب، ومن أعراض ذلك:

  • برودة الأطراف، عند التهاب الأوعية الدموية يكون من الصعب وصول الدم إلى أصابع اليدين وأصابع القدمين والأذنين والأنف للتدفئة، وقد يتحول لون البشرة في هذه المناطق إلى اللون الأبيض ثم الأزرق عند التعرض للبرد، وبمجرد عودة تدفق الدم يعود لون الجلد طبيعيًا، ويطلق الأطباء على هذه الظاهرة اسم ظاهرة رينود، إذ يمكن أن تتسبب مشاكل الجهاز المناعي في ذلك، ولكن يمكن لأمور أخرى أن تشبب ذلك بما في ذلك التدخين وبعض العقاقير التي تستلزم وصفة طبية.
  • يمكن أن يكون الإسهال الذي يدوم أكثر من 2-4 أسابيع علامة تحذير على أن الجهاز المناعي يضر ببطانة الأمعاء الدقيقة أو الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الإمساك الذي يعد أحد مصادر القلق.
  • الإعياء، وقد يعني الشعور بالإجهاد الشديد كما يحدث عند الإصابة بالإنفلونزا.
  • ارتفاع حرارة الجسم قليلًا أكثر من المعتاد.
  • الصداع الذي يمكن أن يسببه التهاب الأوعية الدموية.
  • الطفح الجلدي، إذ تعد البشرة هي أول حاجز في الجسم ضدّ الجراثيم، وهي أول ما يتضرر فيه عند ضعف جهاز المناعة.
  • آلام المفاصل.
  • تكرر حدوث الالتهابات التي قد يكون سببها الإكثار من تناول المضادات الحيوية، ومن العلامات الأخرى: التهابات الجيوب الأنفية المزمنة، والإصابة بالتهابات الأذن أكثر من أربع مرات في السنة (لأي شخص فوق سن 4 سنوات)، أو الإصابة بالالتهابات الرئوية أكثر من مرة.
  • الحساسية ضدّ أشعة الشمس.
  • الوخز أو الخدران في القدمين أو اليدين.
  • صعوبة في البلع.
  • اضطراب في الوزن من فقدان أو اكتساب غير مبرر.
  • ظهور بقع بيضاء على الجلد.
  • اضطرابات الدم مثل انخفاض عدد الصفائح الدموية أو فقر الدم.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي مثل التقلصات وفقدان الشهية والغثيان.

علاج ضعف المناعة

ثمة طرق عديدة لدعم جهاز المناعة عند الإنسان وتعزيز وظيفته، وتكون بمعظمها قائمة على معالجة الأسباب التي أدت إلى ضعفه، ولعل الخطوة الأولى التي ينبغي للشخص تنفيذها هي الحرص على اتباع نظام غذائي غنيّ وصحي، وهذا يعني ضرورة تناول الخضروات والفواكه في المقام الأول، وخصوصًا تلك التي تحتوي على فيتامينات أ وج، فضلًا عن استهلاك بعض المكملات الغذائية إذا كان الطعام لا يوفر الاحتياجات الكافية للجسم، ويأتي في مقدمة تلك المكملات مكملات الزنك وفيتامين ج وفيتامينات ب المختلفة وحمض الفوليك وغيرها.

بالإضافة إلى ما سبق، يجب على الشخص أيضًا استغلال الفوائد العظيمة التي توجد في بعض النباتات والأعشاب والمنتجات الحيوانية، فمعظمها يحتوي على العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة التي تعزز وظيفة المناعة وتدعمه في القضاء على مسببات الأمراض الداخلية مثل الجذور الحرة، مما يحافظ على كفاءة جهاز المناعة وصحة الإنسان، ويقيه من الأضرار الناجمة عنها، وتتضمن قائمة الأعشاب والمنتجات الموصى باستخدامها كلًا من مستخلص أوراق الزيتون، والجينسنغ، والثوم، وبلسم الليمون وزيت كبد القرش، وعلى العموم ثمة بعض النصائح المفيدة لوقاية الإنسان من ضعف المناعة، وهذا يشمل ما يلي: 

  • نيل قسطٍ وافرٍ من الراحة يوميًا والنوم عدد ساعات كافية خلال الليل، بحيث لا تقل أبدًا عن 8-10 ساعات ليلًا.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء التي تخلص الإنسان من حالة التوتر والقلق، والابتعاد كذلك عن جميع الأمور المسببة للتوتر والاكتئاب.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحرص دائمًا على آدائها يوميًا لفترة نصف ساعة على الأقل، فهذا الأمر كفيل بتحسين الدورة الدموية، والتخلص من السموم المتراكمة في الجسم، مما يعزز وظيفة المناعة.
  • شرب كميات كبيرة من الماء يوميًا، ولا سيما صباحًا بعد الاستيقاظ مباشرة، فهذا الأمر ضروري لتنظيف الجسم من السموم والمحافظة على رطوبته.
  • غسل الفواكه والخضروات جيدا قبل أكلها، وطبخ اللحوم جيدًا وعدم تناولها نيئة.

الوقاية من ضعف جهاز المناعة

لأن غالبية أسباب ضعف جهاز المناعة تحدث بسبب عيوبٍ وراثية، لا توجد طريقة لمنعها، وفي حال وجود ضعف في جهاز المناعة، يمكن اتخاذ خطواتٍ للوقاية من العدوى:

  • الاعتناء بالنظافة الشخصية؛ مثل غسل اليدين بعد استخدام المرحاض، وقبل وبعد تناول الطعام بالماء والصابون.
  • الاعتناء بنظافة الأسنان من خلال تفريشها مرتين في اليوم على الأقل.
  • تناول نظام غذائي صحي ومتوازن يساعد في منع العدوى.
  • الحفاظ على اللياقة البدنية أمر هام للصحة العامة.
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • السيطرة على التوتر من خلال ممارسة التدليك، والتأمل، واليوغا، والارتجاع البيولوجي أو الهوايات المفضلة.
  • الابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد أو غيرها من الإصابات وتجنب أماكن الازدحامات.
  • أخذ اللقاحات الدورية في موسمها.

أطعمة تقوي المناعة

توجد مجموعة من الأطعمة التي تُساهم في تقوية وتعزيز جهاز المناعة، ومنها:

  • الفطر: تعد بعض أنواع من الفطرُ أو المشرومُ من الأطعمة المُضادّة للفيروسات، والبكتيريا، والأورام.
  • اللوز: يحتوي اللوز على فيتامين “هـ” الذي يعد مفتاحًا لصحة الجهاز المناعي.
  • التوت: يعد التوت غنيًا بفيتامين ج والبيوفلافونويدات ومضادات الأكسدة التي تمنع تلف الخلايا، وهذا بدوره يُقوي جهاز المناعة، ويعد التوت الغامق مثل التوت البري من أكثر أنواع التوت غنى بالبيوفلافونويدات.
  • الحمضيات: تشتملُ الحمضيات على فيتامين “ج”، وهذا الفيتامين يُساعدُ في تعزيز جهاز المناعة، ويعتقد أنه يزيد من إنتاج خلايا الدّم البيضاء التي تعد ضرورية لمحاربة العدوى.
  • المحار: يعد المحار غنيًا بالزنك الذي يزيد من إنتاج خلايا الدم البيضاء والخلايا التائية التي تحارب العدوى.
السابق
مكونات الجهاز المناعي ووظيفة كل منها
التالي
أسباب التدخين وأضراره وعلاجه

اترك تعليقاً