اسلاميات

طريقة سجدة الشكر

سجدة الشكر

اختلف الفقهاء في مشروعية سجود الشكر لله تعالى على أمرٍ ما أو على نعمة نزل أو مكروه رُفع عنهم، فعلى مذهبي الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل يعتبر السجود لشكر الله أمرًا مشروعًا في الإسلام، فعلى قولهم: يعتبر السجود لشكر الله تعالى أمرًا مشروعًا عند حدوث نعمةٍ من مالٍ أو ولدٍ أو نجاحٍ أو قضاء حاجة كان الشخص ينتظرها، أو عند انتصار المسلمين على الأعداء، أو عودة غائب أو نجاة من غرق أو حريق وغيرها من الأمور التي يُستحسن شكر الله عليها، ولا يوجد للسجود دعاء محدد، فيمكن للشخص دعاء الله عز وجل بالطريقة التي يرغب بها مع وجوب التهذيب في مخاطبة الله عز وجل.

طريقة سجدة الشكر

يعد سجود الشكر كسجود الصلاة العادية، لكن سجدة واحدة، ويقول فيها الساجد أثناء سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، ثم يحمد الله على نعمته ويثني عليه، ويدعوه عز وجل ويشكره، ويكون هذا السجود لأسباب عديدة جيدة حصلت للشخص، أو لشفاء من مرض، أو رزقه بولد، أو تحقيق شيء يتمناه، ويُشرع سجود الشكر حتى لو كان دون طهارة، ودون استقبال القبلة، ويصح للساجد دعاء الله وشكره كيف ما أراد، ولكن يفضل أن تكون السجدة على طهارة، واستقبالًا للقبلة، وأن يكون الشخص ساترًا لعوراته.

فضائل سجدة الشكر

يوجد لسجدة الشكر فضائل عدّة، منها:

  • شكر الله تعالى سبب في زيادة الرزق والبركة، وذلك في قول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.
  • إنّ في دوام الشكر تعلق العبد بربه واتصاله به، فيكون العبد محلًا لفضل الله تعالى وهدايته.
  • في سجود الشكر اعتراف من العبد بربوبية الله سبحانه وتعالى، وأنه الإله الحق الذي بيده الأمر كله.
  • بسجود الشكر لله تعالى يكون العبد محلًا لحفظ الله تعالى وعنايته له من شرور الدنيا والحسد والكيد وظلم الآخرين، أو محل حفظ من شر نفسه بأن يستعمل النعم التي أنعم الله عليه بالمعاصي.

ضوابط ومشروعية سجدة الشكر

سجود الشكر يجب أن لا يكون إلّا لله وحده، وسببه هو الحصول على نعمة، أو دفع نقمة، ومن نعم الله جل جلاله على عباده هو زوال الحزن، أو الضيق، أو الهم، أو الأذى، أو الغم ، فعند ذهاب هذه الأمور يلجأ العبد إلى الله فيشكره على انشراح صدره وذهاب غمّه، وتجدر الإشارة أن مجموعة من العلماء ومنهم ابن حجر الهيتمي بأن التعبد لله بسجدة منفردة حرام، لأن عبادة الله عز وجل لم تُشرع بهذه الصورة، لأن عبادة الله تعالى لها شروطها وأركانها التي لا تكمل إلا بها، وسجدة الشكر هي ليست من العبادات الأساسية المشروعة.

شروط سجدة الشكر

اتفق العلماء بأنه لا يشترط بسجود الشكر الطهارة، بل هو مثله مثل سجود التلاوة، فكلاهما لا تشترط فيهما الطهارة، بل لا مانع من السجود إن كان على غير طهارة، فإذا تلى الشخص القرآن وهو ليس على طهارة ومر بآيات السجدة فإنه يشرع له السجود وهو غير طهور، وكذلك الأمر لسجدة الشكر، لأنه هذه السجدة لا تعد من جنس الصلاة، بل هي ذل واستكانة لله عز وجل، وعبادة له سبحانه من جنس الذِكر ومن جنس التهليل والتسبيح، ومن جنس قراءة القرآن، فليس له شطر الطهارة، كما أن قارء القرآن من دون مصحف لا يشترط له الطهارة، فهكذا الذاكر والمُسبّح المُهلل والمستغفر.

السابق
كيفية البدء في مهنة التدريس
التالي
من هم حواري الرسول

اترك تعليقاً