اسلاميات

من هم حواري الرسول

من هو حواري الرسول

قد سمعت من قبل عن مصطلح “حواري رسول” الله صلى الله عليه وسلّم لكنك لم تعلم ما المقصود منه، ويُعرف اسم الحواري بأنه النّاصر، أو الخالص من كل شيء، وهو الاسم الذي أُطلق على الزبير ابن العوام عندما قدّم شجاعته المُفرطة في الغزوات، وتعد غزوة أحد أشهر المعارك والغزوات في حياة المسلمين، ومن الأحداث الكبيرة التي عاشها الصحابة، فكانت بداية هذه الغزوة اللقاء بين الصحابي الجليل الزبير بن العوام وبين فارس المشركين طلحة بن أبي طلحة العبدري عندما وتقارب الجمعان وبدأ القتال، كان حامل لواء المشركين طلحة بن أبي طلحة العبدري وكان أشجع فرسان قريش، وكان يسميه المسلمون كبش الكتيبة، عندما دعى طلحة للمبارزة أحجم الجميع عنه لفرط شجاعته، فتقدم إليه الزبر ولم يمهله وهمّ بمواجهته بكل شجاعة، فعندما رأى المسلمون المبارزة بينه وبين طلحة كبّر المسلمون، وأثنى الرسول عليه السلام على زبير فقال في حقه “إن لكل نبي حواريًا، وحواريي الزبير”.

نبذة عن زبير ابن العوام

هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، عُرف بانه حواري الرسول عليه السلام وأنه ابن عمته، أمه صفية بنت عبد المطلب، وهم أحد العشرة المبشرين بالجنة أسلم وهو حدث وله ست عشرة سنة، إذ تعرض بعد إسلامه للتعذيب وكان يُقال له وهو يُعذّب ارجع إلى الكفر، فيقول الزبير: لا أكفر أبدا، ولم يتخلف عن غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلّم، اتصف بالشجاعة الخارقة والإخلاص الكامل للدين الإسلامي ولإعلاء كلمة الحق، كان بطلًا مغوارًا وله حضور قوي في المعارك.

بذل الزبير رضي الله عنه الكثير في سبيل الله وجعل ماله ونفسه وقفًا لله عزّ وجل، فأكرمه الله، فهو أول من سلّ سيفه في سبيل الله، ولمّا اشتد إيذاء قريش لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولأصحابه وأشار عليهم بالهجرة إلى الحبشة ليكونوا في جوار النجاشي فكانوا عنده بخير، ولما علم المسلمون بأن النجاشي يُنازع في ملكه من قبل رجل آخر، تبرع الزبير للذهب إلى الحبشة للاطمئنان على النجاشي، فعاد وهو يحمل لهم خبر وهو يقول: “ألا أبِشُروا، فقد ظفر النجاشي، وأهلك الله عدوه ومكن له في بلاده”.

فضائل الزبير ابن العوام

تتعدد فضائل الزبير بن العوام، منها:

  • من الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح.
  • من المسلمين الذين أثبت شجاعته في جميع الغزوات وكان مقدامًا دائمًا.
  • حسن توكلّه على ربّه وشدة يقينه.
  • نزول الملائكة على سيمائه (هيئته) يوم بدر.
  • أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
  • توفي رسول صلّى الله عليه وسلّم وهو راضٍ عنه.

قد يُهِمُّكَ

قُتل الزبير بن العوام على يد ابن جرموز غدرًا 656 ميلادي أو 36 هجري، حين كمن له بوادي الصباع من نواحي الكوفة، وأعانه على ذلك فضالة بن حابس، ثم قام بسلب سيف الزبير وقلب رأسه ومضى به إلى الإمام عليّ، وقف بالباب يستأذن الدخول فصاح الإمام “بشر قاتل ابن صفية النار”، حين أدخل سيف الزبير عليه، قبّله وبكى قائلًا: “سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله”، ولمّا ولي مصعب بن الزبير العراق اختفى ابن جرموز ولم يعرف عنه شيء بعد ذلك، رثى الكثير من الشعراء زبير ومنهم زوجته عاتكة بنت زيد، وقال فيه حسان بن ثابت:

أقام على عَهْد النبيَّ وهَدْيه

حَواريُّه، والقول بالفعل يُعْدَلُ

أقام على مِنْهاجه وطريقه

يوالي وليَّ الحق، والحقُّ أعدل

له من رسول الله قُرْبى قريبة

ومن نُصْرة الإسلام مَجْدٌ مُؤَثَّل

فكم كُرْبةٍ ذَبَّ الزبير بسيفه

عن المصطفى، والله يُعطي فيُجزل.

السابق
طريقة سجدة الشكر
التالي
من اسهامات علم الفراسة في الفن الأوروبي

اترك تعليقاً