الصحة النفسية

علاج السعال بالعسل

علاج السعال بالعسل

السعال والعسل

إن السعال رد فعل يفعله الجسم للتخلص من المواد المهيجة للممرات الهوائية التي تنقل الهواء من الانف أو الفم إلى الرئتين لإتمام عملية التنفس؛ إذ تبدأ سلسلة أحداث من قبل خلايا الممرات الهوائية عند التعرض لمهيج ما، وتكون النتيجة خروج الهواء من الرئتين تحت ضغط عالٍ، وقد يكون هذا السعال إراديًا أو لا إراديا، ويساعد السعال الجسم على الشفاء وحماية نفسه من الملوثات، وقد يكون السعال أيضًا حادًا أو مزمنًا، ويبدأ السعال الحاد فجأةً وينتهي بعد أسبوعين إلى ثلاثة من الإصابة، وهو عرض شائع عند الإصابة بالإنفلونزا أو نزلة البرد، أما السعال المزمن فيستمر لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع، ويعود لأسباب تحسسية، أو الربو، أو التدخين، أو لأمراض رئوية، كما يمكن للسعال أن يكون بسبب مشاكل في المعدة مثل الارتجاع المريئي، ومن الجدير بالذكر أن السعال ليس أمرًا سيئًا، إذ يساعد على التخلص من المخاط المحمل بالميكروبات والمهيجات الموجود في الممرات الهوائية، ولذلك إذا كان السعال لا يشكل ضررًا على المصاب فلا داعي لعلاجه.

ويعرف العسل بأنه سائل حلو لزج يتميز باللون الذهبي الداكن، ويصنع العسل في خلايا النحل بعد استخراجه من رحيق الأزهار، ويعرف أيضًا بقيمته الغذائية وبحلاوته الطبيعية، ويعد مصدرًا غنيًا للطاقة، واستخدم من قديم الزمان في الطب الشعبي للعلاج وتسريع الشفاء كما يستخدم في تحضير الكثير من مستحضرات العناية بالبشرة وفي هذا المقال سنركز على فعالية العسل في شفاء السعال والطريقة المناسبة لتحضيره لهذا الغرض.

علاج السعال بالعسل

إن العسل لا يعالج السعال بل يخفف من حدته فقط؛ إذ يؤدي دور مادة ملطفة أو مسكنة تغطي الحلق، وتخفف من تهيج الأغشية المخاطية، كما يحتوي العسل على مواد مضادة للأكسدة وللميكروبات، والتي تلعب دورًا مهمًا في تحسين عملية الشفاء،وتؤكد العديد من الدراسات قدرة العسل على التخفيف من حدة السعال، كما يعد السعال علاجًا فعالًا لالتهاب الحلق المؤدي للسعال، وأكدت دراسة بأن العسل يملك فاعلية أكبر من الأدوية غير الموصوفة في علاج ومكافحة السعال،ويفضل استخدام العسل الداكن لاحتوائه على كميات أكبر من المواد المضادة للأكسدة من الموجودة في الأنواع الفاتحة، ولا يجب تقديم العسل علاجًا للأطفال الذين لم تبلغ أعمارهم 12 شهرًا، وذلك لأنه قد يؤدي إلى التسمم السجقي، وهي حالة تسمم تصيب الأطفال الرضع، ويمكن تناول العسل مع الشاي أو عصير الليمون لعلاج السعال، كما يؤدي تناوله وحده إلى نفس النتائج، ويمكن تحضير الليمون مع العسل كما يلي:

  • عصر نصف ليمونة، وإضافتها إلى كوب من الماء الساخن.
  • إضافة ملعقة أو ملعقتين من العسل إلى كوب الماء.
  • شرب العصير وهو ساخن مع توخي الحذر بعدم تقديم المشروبات الساخنة للأطفال.

الدراسات والأبحاث المتعلقة بالعسل والسعال

أجريت دراسة في عام 2010 على قدرة العسل وأدوية السعال ومضادات الهيستامين في التخفيف من حدة السعال الليلي بسبب التعرض لعدوى في الجهاز التنفسي العلوي، وقد شملت الدراسة 139 طفلًا وأثبتت هذه الدراسة أن قدرة العسل أقوى من الأدوية الأخرى في التخفيف من حدة السعال، وأجريت دراسة أخرى في عام 2012 على ثلاثة أنواع مختلفة من العسل للبحث في قدرتها على التخلص من السعال الناتج عن عدوى الجهاز التنفسي العلوي، وأظهرت الأبحاث أن العسل بأنواعه الثلاثة كان أفضل من العلاجات العادية في التخفيف من حدة وتكرار السعال، وأكدت تقارير الآباء والأطفال أن العسل يساعد على نوم الأطفال الذي يعانون من السعال في الليل بفاعلية أكبر من الأدوية العادية.

علاج السعال

يشفى السعال عادة لوحده ومن دون علاج، ولكن يمكن التخفيف من حدته باتباع ما يلي من خطوات:

  • شرب الكثير من السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف، ووضع المزيد من الوسائد تحت الرأس خلال النوم ليلًا.
  • المحافظة على درجة مريحة لحرارة الغرفة.
  • الراحة وتجنب الأنشطة الجسمانية التي تتطلب الكثير من الجهد لتسريع عملية الشفاء.
  • الابتعاد عن التدخين والتدخين السلبي، إذ يزيد التدخين من حدة السعال.
  • استخدام المضادات الحيوية، ولكنها غير فعالة في حالة السعال الفيروسي.
  • استنشاق البخار؛ سواء كان من الاستحمام بالماء الساخن أو من خلال تسخين وعاء من الماء ووضع الوجه أمام البخار، وهي طريقة فعالة في التخلص من السعال الذي يفرز الكثير من المخاط والبلغم.
  • الغرغرة بالماء والملح؛ وهي طريقة بسيطة جدًا للتخفيف من حدة السعال والتهاب الحلق، إذ يقلل الماء المالح من البلغم الموجود في مؤخرة الحلق.
  • تناول الزعتر؛ إذ يستخدم الزعتر كعلاج للسعال، والتهاب الحلق، ومشاكل المعدة، والأمعاء، والتهاب الشعب الهوائية.

فوائد أخرى للعسل

يحتوي العسل على الكثير من الفوائد الصحية، ويفضل استخدامه بديلًا للسكر المكرر الذي لا يحتوي على أي سعرات حرارية، وفيما يلي بعض هذه الفوائد:

  • يحتوي على عدة عناصر غذائية: تحتوي ملعقة واحدة أو ما يقارب 21 غرامًا من العسل على كل من 64 سعرة حرارية، و17 غرامًا من سكر الفركتوز، والجلوكوز، والمالتوز، والسكروز، ويحتوي العسل على كمية قليلة جدًا من المعادن والفيتامينات، ولا يحتوي العسل على أي من الدهون، والبروتينات، والألياف.
  • مليء بالمواد المضادة للأكسدة: يحتوي العسل على مركبات تجعله مضادًا قويًا للأكسدة، وتقلل هذه المواد من خطر الإصابة بكل من الذبحات الصدرية، والسكتات الدماغية، وبعض أنواع السرطان، كما أن العسل يحسن من صحة العين.
  • أقل خطرًا من السكر على مرضى السكري: أجريت دراسات حول العسل والسكري، وقد أثبتت بعض الأدلة أن العسل يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب الناتجة عن داء السكري، وذلك من خلال تقليل مستوى الكولسترول السيء والدهون الثلاثية. ومن جهة أخرى تثبت الدراسات أن العسل يرفع من مستوى السكر في الدم، ولكن بنسبة أقل من السكر العادي، ولذلك يجب على مرضى السكري تناول العسل ولكن بحذر وأخذ استشارة الطبيب في هذا الأمر، أو تجنبه حسب الحاجة.
  • التقليل من ضغط الدم: يقلل العسل من ضغط الدم، وبالتالي من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتعزى هذه الفائدة للمواد المضادة للأكسدة الموجودة في العسل، وأثبتت الدراسات صحة هذا الأمر.
  • علاج الحروق والجروح: استخدم المصريون القدامى العسل علاجًا موضعيًا على الجروح والحروق، وما زال العسل يستخدم لنفس الغرض ليومنا هذا، وأثبتت 26 دراسة بأن العسل له فاعلية كبيرة في علاج الجروح الجزئية الناتجة عن العمليات الجراحية والمعرضة للالتهاب والعدوى، كما يعالج العسل تقرحات القدم الناتجة عن داء السكري التي قد تؤدي إلى بتر القدم في بعض الأحيان، وقد أثبتت التقارير نجاح العسل في علاج 97% من حالات تقرحات القدم، ويعتقد الباحثون بأن العسل قادر على علاج الجروح بسبب خصائصه المضادة للالتهابات وللبكتيريا، كما أن العسل يغذي الأنسجة المحيطة بالجروح، ويعالج العسل الحالات الصحية للجلد، مثل الصدفية وحروق الجلد
  • علاج مشاكل المعدة والامعاء: يقلل العسل من مدة الإصابة بالإسهال، وذلك من خلال زيادة البوتاسيوم والمحتوى المائي في الجسم، كما يمنع الارتداد الحمضي للمعدة باتجاه المريء، ويقلل من حرقة المعدة والتهاباها.
السابق
ما هي دوافع اختيار التخصص الجامعي
التالي
العلاج الاشعاعي للاورام الحميدة

اترك تعليقاً