الصحة النفسية

علاج انخفاض درجة حرارة الجسم

علاج انخفاض درجة حرارة الجسم

 

انخفاض درجة حرارة الجسم

انخفاض حرارة الجسم Hypothermia حالة مرضية تنخفض فيها درجة حرارته بشدة إلى ما دون المستوى الطبيعي، ويحدث هذا نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج حرارة كافية تعادل تلك التي خسرها، ويتحكم الوطاء (تحت المهاد) في درجة حرارة الجسم وتنظيمها، فكما هو معلوم، ينتج الجسم الحرارة أثناء عملية الاستقلاب في الخلايا، بيد أنه يفقدها عبر سطح الجلد نتيجة عمليات الحمل والتوصيل والتبخر.

وإذا أصبحت البيئة المحيطة بالإنسان أكثر برودة، فإن جسمه يرتعش، وهذا النشاط الزائد يولد كمية إضافية من الحرارة، ومع ذلك إذا كانت سرعة خسارة الحرارة أكثر من سرعة توليدها، فهذا يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية، وبمجرد حصول ذلك، يحول الجسم الدم بعيدًا عن الجلد لتقليل خسارة الحرارة، وينقله عوضًا عن ذلك إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين والكلى، ولما كان القلب والدماغ أكثر حساسية إزاء انخفاض حرارة الجسم، فإن النشاط الكهربائي فيهما يتباطأ، وهكذا إذا استمرت الحرارة بالانخفاض، أدى ذلك إلى تدهور وظيفة الأعضاء الداخلية، مما يقود في نهاية المطاف إلى الموت. 

علاج انخفاض درجة حرارة الجسم

تهدف الوسائل العلاجية في المقام الأول إلى زيادة درجة حرارة الجسم بحيث تبلغ الحد الطبيعي، ومع أن هذه الحالة المرضية تتطلب تلقي إسعافات أولية بسرعة كبيرة، فإنه يمكن للأفراد تنفيذ بعض الخطوات البسيطة لإسعاف المريض، وهذا يتضمن التعامل معه بعناية فائقة، فالحركات المفرطة أو القوية قد تصيبه بالنوبة القلبية، وإذا كانت ملابسه مبللة، عندئذ يكون من الضروري انتزاعها فورًا وتغطية جسمه ببطانيات دافئة، بما في ذلك منطقة الوجه، فإن لم تكن البطانيات متوفرة، حينها يمكن للشخص أن يستخدم حرارة جسمه في تدفئة المريض.

ويجب للشخص أيضًا أن يعطي المريض مشروبات ساخنة أو حساء لزيادة درجة حرارته، وبعدها يضع على جسمه كمادات دافئة، مثل زجاجة ماء ساخنة أو منشفة مطوية، مع الحرص طبعًا على وضعها على مناطق الصدر أو الرقبة أو الفخذ، والامتناع كليًا عن وضعها على الذارعين والساقين، فهذا الأمر يؤدي إلى انتقال الدم البارد نحو القلب والرئتين والدماغ، مما قد يتسبب في وفاة المريض، وفي أثناء تنفيذ تلك الخطوة، يجب مراقبة تنفس المريض تحسبًا لفقدانه الوعي، فإن حصل ذلك يتحتم على الشخص حينها إجراء عملية الإنعاش القلبي الرئوي.

من جهة أخرى، يقوم العلاج الطبي لحالات انخفاض حرارة الجسم على حقن أوردة المريض بسوائل دافئة تكون بمعظمها مالحة قليلًا، وبعدها يلجأ الطبيب إلى إعادة تدفئة المريض عبر سحب دمه وتدفئته وإعادته مرة أخرى إلى الجسم، وقد يستخدم الطبيب أيضًا وسائل علاجية أخرى؛ فقد يعمد إلى إعادة تدفئة مجرى الهواء عبر استعمال أقنعة طبية وأنابيب أنفية، أو ينصرف إلى تدفئة المعدة عبر ما يعرف بالمضخة المعوية، إذ يضخ محلولًا دافئًا من الماء المالح إلى المعدة. 

أسباب انخفاض حرارة الجسم

يمثل الطقس البارد السبب الرئيس لانخفاض درجة حرارة الإنسان؛ فعندما يتعرض الجسم إلى درجات حرارة شديدة البرودة، فإنه يفقد حرارته بسرعة أكبر من عملية إنتاجها، وذات الأمر يسري طبعًا على السباحة في مياه متجلدة أو شديدة البرودة، وقد يعاني الإنسان من هذه الحالة عندما يتعرض أيضًا إلى درجات حرارة أكثر برودة من المعتاد؛ فمثلًا إذا دخل غرفة مكيفة شديدة البرودة، فإن جسمه قد يفقد جزءًا كبيرًا من حرارته خلال فترة قصيرة.

أعراض انخفاض حرارة الجسم

تختلف أعراض انخفاض حرارة الجسم بين الأشخاص تبعًا لمدى شدتها؛ فعلى سبيل المثال، تشمل أعراض الانخفاض الخفيف في حرارة الجسم (بين 35 و32 درجة مئوية) الارتجاف والتعب والجوع وزيادة معدل التنفس والغثيان وصعوبة النطق، أما الانخفاض المتوسط (بين 32 و28 درجة مئوية)، فتشمل أعراضه ازدياد شدة الأعراض السابقة وعدم القدرة على تأدية المهام البسيطة أحيانًا، في حين تتضمن أعراض الانخفاض الشديد (أقل من 28 درجة مئوية) كلًا من الارتباك وتراجع حالة الوعي وضعف النبض والتنفس البطيء والغيبوبة. 

السابق
طريقة استخدام زبدة الكاكاو الخام
التالي
رجيم التخلص من السموم

اترك تعليقاً