الصحة النفسية

علاج زيادة الهيموجلوبين في الدم

علاج زيادة الهيموجلوبين في الدم

الهيموجلوبين

تعد عملية التنفس واحدة من العمليات الحيوية الفريدة من نوعها في جسم الإنسان؛ إذ على الرغم من كونها إحدى العمليات اللاإرادية الحدوث (تلقائية)، إلا أننا لا نزال قادرين على الإحساس بحدوثها، ومراقبتها؛ بيد أنّ ما  نشعر به لا يعدو كونه الناتج النهائي لتلك العملية، إذ إنّ عملية تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون تلك التي نشعر بها؛ هي نتاج لتضافر عمل عدة أعضاء رئيسية كبرى داخل جسم الكائن البشريّ؛ وتتضمن القلب، والرئتين، والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الفم والأنف، وباقي أعضاء الجهاز التنفسي، ويؤدي الدم بخلاياه الحمراء دورًا محوريًّا في هذه العملية؛ عن طريق ما يسمى بالهيموجلوبين.

يعد الهيموجلوبين أحد مكونات خلايا الدم الحمراء، إذ يمكن تعريفه بأنّه جُزيء بروتيني غَنيّ بعنصر الحديد، ويتواجد في كريات الدم الحمراء، وهو المسؤول عن حمل الأُكسجين في الدم من الرئتين إلى جميع أنسجة وخلايا الجسم، بالإضافة إلى أنه المسؤول عن نقل ثاني أكسيد الكربون من تلك الأنسجة والخلايا عودةً إلى الرئتين، وتجدر الإشارة إلى أن الهيموجلوبين يتكون من أربع جزيئات من البروتين تعرف باسم سلاسل الغلوبيولين، إذ إنها تقسم إلى نوعين؛ سلسلتين من النوع ألفا، وسلسلتين من النوع بيتا، إذ يدخل الحديد بشكلٍ أساسي في تشكيل هذه الجزيئات، ومنح كريات الدم الحمراء القدرة على الارتباط بجزيئات ثاني أكسيد الكربون، والأكسجين، بالإضافة إلى أنّ الحديد المتواجد في الهيموجلوبين يعد المسؤول عن منح اللون الأحمر لكريات الدم الحمراء، ومن الجدير بالذكر أنّ الهيموجلوبين يلعب دورًا أساسيًا في المحافظة على شكل كريات الدم الحمراء الطبيعي والصحي، وبالتالي فإنّ حدوث اضطرابات هيموجلوبين الدم يمكن أن تؤدي إلى حدوث تشوّه في هذه الخلايا، مما يؤدي بدوره إلى اختلال وظائفها وحركتها داخل الأوعية الدموية، ويتواجد الهيموجلوبين في الجسم بنسب مُحدَّدة، إلا أنَّه في بعض الأحيان قد يرتفع في الدم نتيجة تأثيرات بعض عوامل مُعيَّنة، وذلك عندما تتجاوز نسبته عند النساء 15.5 غرام لكل ديسيلتر، وعند الرجال 17.5 غرام لكل ديسيلتر.

علاج زيادة الهيموجلوبين في الدم

توجد العديد من الخيارات العلاجية المتبعة لعلاج ارتفاع الهيموجلوبين وزيادة عدد كريات الدم الحمراء في الدم، إذ إن هدف العلاج بشكل أساسي منع الأعراض والمضاعفات، وكذلك علاج السبب المؤدي إلى الحالة، ويشمل العلاج ما يأتي:

  • الفَصْد: تعد هذه الطريقة من أسرع الطرق وابسطها لتقليل عدد خلايا الدم الحمراء، إذ ينطوي هذا الإجراء على سحب ما يقارب نصف لتر من الدم في المرة الواحدة كما يحدث عند التبرع بالدم، وتجدر الإشارة إلى اختلاف الحاجة إلى هذا الإجراء من الشخص إلى الآخر، ويمكن أن يحتاج الشخص للعلاج كل أسبوع، إذ تعتمد المدة على صحة الشخص وحالته.
  • صرف أدوية لتقليل إنتاج خلايا الدم الحمراء: توجد بعض الحالات التي يلجأ فيها الطبيب إلى إعطاء المريض بعض الأدوية التي تقلل من إنتاج خلايا الدم الحمراء، ومن الجدير بالذكر أنه قبل استعمال الأدوية يجب الحكم على مدى استجابة الشخص المريض لسحب الدم، ومن أبرز هذه الأدوية: إنترفيرون، وقد يتسبب هذا الدواء بعض الآثار الجانبية غير المرغوبة؛ كالمعاناة من تساقط الشعر، وأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
  • صرف بعض الأدوية التي تمنع حدوث تجلط الدم: إذ إنه في حال كان الشخص يعاني من ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم فإن الطبيب يلجأ إلى وصف دواء الأسبرين بجرعة يومية منخفضة، وذلك لمنع حدوث تجلط الدم، وما يتبعه من مضاعفات خطيرة أخرى.
  • أدوية لعلاج المضاعفات الأخرى: يمكن أن يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج لمعالجة المضاعفات التي تحدث بسبب ارتفاع الهيموجلوبين في الدم؛ كعلاج لتقليل من الحكة، أو إدارة الانسداد الرئوي المزمن.
  • تغيير أنماط الحياة: في حال إجراء تعديلات على نمط الحياة ليصبح نمطًا صحيًّا فإن ذلك يفيد في التقليل من خطر الإصابة بجلطات دموية للأشخاص المصابين بجميع أنواع ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم؛ كالإقلاع عن التدخين أو محاولة فقدان الوزن.

أسباب زيادة الهيموجلوبين في الدم

كما ذكرنًا سابقًا قد تكون زيادة الهيموجلوبين ناتجة بدرجة كبيرة عن زيادة في نسبة كريات الدم الحمراء نفسها، أمّا الأسباب المباشرة وراء زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم؛ فتختلف باختلاف طبيعة المسبب؛ خارجيًا كان أو داخليًّا، دائمًا أو عارضًا، وكذلك من حيث شيوع الإصابة بها، ولعل من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بهذه الحالة ما يأتي:

  • التدخين: يعد من الأسباب الخارجية، ومن أكثر الأسباب شيوعًا.
  • العيش في المرتفعات العالية: سكان المناطق الشاهقة عن سطح البحر، تُنتج أجسامهم كميات أكبر من خلايا الدم الحمراء؛ لتعويض النقص في نسب الأكسجين في تلك البيئة، ويُعد ذلك من الأسباب الخارجية، والأكثر شيوعًا.
  • ضعف أداء القلب أو الرئتين: من المعلوم أنّ أي خلل في أداء هذين العضوين نتيجة للإصابة بأحد الأمراض الشائعة والمتعلقة بهما، سينعكس سلبًا على كفاءة تزويد الجسم بالأكسجين، فتكون ردة الفعل من الجسم كالعادة بإنتاج المزيد من كريات الدم الحمراء.
  • حدوث خلل في أداء نخاع العظم: باعتباره الجزء المسؤول عن إنتاج خلايا الدم الحمراء.
  • اللجوء إلى تناول بعض أنواع من الأدوية، أو الهرمونات التي تُحفِّز إنتاج خلايا الدم الحمراء، كحقن الإريثروبويتين، إذ تُعطى لتعزيز الأداء الرياضيّ.
  • التعرض للإصابة ببعض الاضطرابات التي قد تسبب زيادة في كمّية الهيموجلوبين في الدم، ومنها:
    • الإصابة بكثرة الحمر الحقيقيّة.
    • النفاخ الرئوي.
    • الجفاف.
    • سرطان الكبد.
    • سرطان الكلى.

أعراض ارتفاع الهيموجلوبين في الدم

يمكن ألا يتسبب ارتفاع الهيموجلوبين في الدم ظهور أي أعراض في بعض الحالات، إلا أنه توجد بعض الأعراض التي تظهر على بعض الأشخاص المصابين بارتفاع عدد كريات الدم الحمراء، ولعل أبرزها ما يأتي:

  • الصداع.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • احمرار البشرة، وتحديدًا في القدمين والوجه واليدين.
  • الشعور بالتعب والضعف.
  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • الدوخة.
  • الشعور بعدم الراحة في البطن.
  • الارتباك.
  • التعرض لمشاكل النزيف؛ مثل: الكدمات أو نزيف الأنف.
  • احتمالية الإصابة بالنقرس، والذي يتمثل بالشعور بآلام في المفاصل، وتورمها وتيبسها.
  • المعاناة من حكة الجلد، وتحديدًا بعد الاستحمام.

اختبارات الهيموجلوبين في الدم

يُجرى اختبار الهيموجلوبين، وذلك بهدف تحديد الكمية التي تحتوي عليها كريات الدم الحمراء، وذلك من خلال أخذ عينة دم من الوريد بواسطة إدخال إبرة في الذراع أو وخز الإصبع، وتُخزّن العينة في أنبوب لتحليلها، ومن الجدير بالذكر إلى أنه يمكن أن يوصى بإجراء اختبار هيموجلوبين الدم مع فحص الدم العام، الذي يبين من خلاله المكونات المهمة في الدم، كالصفائح الدموية أو خلايا الدم البيضاء، إذ تدل المستويات غير الطبيعية لها على وجود اضطرابات أو حالات كامنة أو في الدم، وعادةً يُطلب إجراء اختبار الهيموجلوبين العديد من الأسباب، لعل من أهمها ما يأتي:

  • وجود عدوى.
  • الحمل.
  • حدوث اضطرابات في الدم عند أحد أفراد الأسرة.
  • نقص الحديد في النظام الغذائي المتبع.
  • التعرض لفقدان الكثير من الدم، وذلك نتيجة التعرض للإصابة مؤلمة أو لحادث.
السابق
علاج التهاب مفصل الحوض
التالي
مرض الصرع

اترك تعليقاً