اسلاميات

علامات العين القوية

العين والحسد

ذُكرت العين في القرآن الكريم بلفظ “الحسد” فقال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]، إذ إنّ العين نوع من أنواع الحسد، ويمكن تعريف العين بأنها النظر إلى النعمة بنظرة إعجاب شديد، ونظر قادح فتاك، إذ يكون تأثيرها نابعًا من النفس، فإذا كانت نظرة العين قوية جدًّا وسيئة فقد أتلفت ما رأته ووقعت عليه حتّى وإن كان من مال الشخص الناظر أو من ولده، فيُسمى الشخص الذي يصيب بالعين “المعيان”، أو العائن للمبالغة بقوّة العين، كما يُسمى الشخص المصاب بالعين “المَعين”، إذ روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “العينُ حقٌّ ولو كان شيءٌ سابقَ القدَرِ لسبَقَتْه العينُ وإذا استُغْسِلْتم فاغسِلوا” [المحدث: الأرناؤوط| خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح على شرط الصحيح] وبالمقابل فإن الحسد خلق ذميم، فهو مرض من أمراض النفس، وأصله تمني زوال النعمة عن المحسود، وإلحاق الضرر به ، ووصف الله بهذا الخلق الذميم اليهود في قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ}.

علامات العين القوية

للإصابة بالعين علامات وأعراض كثيرة، منها أعراض جسمية عضوية، وتوجد بعض الأعراض النفسيّة، والأعراض الماديّة أيضًا، وهي كما يأتي :

الأعراض العضويّة

  • تسارع في نبضات القلب.
  • شحوب الوجه.
  • الإصابة بآلام المفاصل وأوجاعها.
  • اهتزاز الجسم وارتجافه.
  • فقدان الشهية، مع العلم بأنه لا يوجد أي سبب طبي يبرر الإصابة بفقدان الشهية.
  • ظهور البثور والحبوب على الوجه وكافة أجزاء الجسم، بالإضافة إلى المعاناة من الهرش والحكة في أنحاء مختلفة من الجسم.
  • الصداع المستمر والشعور بثقل الكتفين والرأس.
  • الصداع المستمر على جانب واحد من الرأس فقط.
  • فقدان الوزن بشكل كبير مع عدم وجود أسباب مبررة لذلك.
  • الاصابة بحالة عدم الاستقرار في البطن، بالإضافة إلى الإسهال.
  • التعرّق الشديد، وانخفاض الحرارة وارتفاعها من غير مبرر طبيّ أو عارض صحيّ.
  • القيء المستمر، خاصة خلال فترة قراءة الرقية الشرعية على المصاب.
  • ظهور علامات تشبه شكل العين على أماكن متفرقة من الجسم.
  • كثرة العطاس من غير الإصابة بالرشح أو البرد.
  • الدوخة المستمرة، بالإضافة إلى الكسل والخمول.
  • العصبية والغضب المستمران، وهما من أكبر علامات الإصابة بالعين.

الأعراض النفسيّة

قد تظهر في بعض الأحيان بعض الأعراض النفسية على الشخص الذي أصابته العين، ومن تلك الأعراض ما يأتي :

  • الأرق وصعوبة النوم، بالإضافة إلى المعاناة من القلق المستمر.
  • رؤية القتلى والسحالي والقطط في المنام.
  • كثرة التثاؤب، حتى في أوقات النهار من غير الشعور بالنعاس.
  • الحزن من غير سبب، وكذلك الشعور بالهم والاكتئاب، وضيق الصدر.
  • قلة التركيز وتشتت الذاكرة وضعفها واللامبالاة لدى المصاب.
  • الرغبة في الخروج من المنزل وكره البقاء فيه.
  • البكاء المفاجئ من غير سبب.
  • ترك ما كان يحبه قبل الإصابة بالعين، والبعد عنه.
  • كثرة الوسوسة، والتفكير، والوهم، والخمول، والخوف. الشعور باليأس والتفكير بالموت.

الأعراض الماديّة

تتلف العين النعمة الظاهرة بعد رؤيتها من الشخص العائن أو المعيان؛ مثل:

  • تلف الزرع في حال نظرت إليه نظرة إعجاب بالغ، أو خسارة المال إن كان ظاهرًا مثل رؤية الأنعام أمام عينيه، كالأملاك والأغنام والمواشي عامةً، وكل ما هو ظاهر من النعم، بالإضافة إلى ظهور الدمامل والبقع على أجزاء مختلفة من جسم المصاب، وبكاء الأطفال المستمر دون سبب، كما قد يعاني من المصاب من تساقط الشعر.

أنواع العين

قد ثبت أن للعيون أنواع معينة، وهي :

  • العين: قد تحدث العين من شخص يحبك أو أنه ليس بداخله أي نوايا سيئة اتجاهك.
  • الحسد: يحدث الحسد من الشخص الذي يكرهك أو يكره أن تملك شيئا معينًا، ويحسدك وهو يتمنى زواله عنك.
  • النظرة: وهي العين الجنيّة والعين الشريرة التي تأتي من الجن.
  • النفس: وهي العين المعجبة، وقد يصيب صاحب العين المعجبة نفسه أيضًا.

الفرق بين الحسد والعين

قد يختلط على الكثير التفريق بين الحسد والعين، وما هي الأمور التي يشتركان بها، والأمور التي يختلفان فيها، وهي كالآتي “العين والحسد والفرق بينهما وحكمهما ، وهل يضمن من يتعمد الإصابة بعينه”، islamqa، 28-9-2019، اطّلع عليه بتاريخ 1-10-2019. بتصرّف.:

  • يشترك كل من العين والحسد بالأثر الذي يتركانه على النعم، ولكنهما يختلفان في المنطلق والوسيلة لكل منهما.
  • يقع الحسد في حضور المحسود أو غيابه، أمّا العين فلا تُصيب إلا إذا حضر الشخص وتمت رؤيته.
  • الحسد نابع من حقد في القلب، إذ يشعر الحاسد باستكثار النعمة على الشخص، كما أنه يتمنى أن تزول، أمّا العين فهي تصيب النعمة من غير قصد تمنّي زوالها ودون أحقاد، فقد يعين العائن شخص يحبه وقريب منه من أهل بيته وماله مثلًا فيصيبه.
  • يُعد الحسد أوسع وأشمل من العين، فقد يحسد الحاسد في أمر لم يحدث بعد؛ ولكنه متوقع الحدوث، فإن من استعاذ من شرّ الحسد فقد شمل في استعاذته من العين وأذاها أيضًا.
  • الحاسد لا يحسد أهله وماله وخاصته، أما العين فقد تصيب الأهل والولد والمال.
  • يٌعد تأثير الحسد أقل هلاكًا وضررًا عن تأثير العين على النعم؛ فالعين أشدّ فتكًا وقوّة وأكثر ضررًا بالنعم الظاهرة للغير.

الوقاية من العين

العين حق والوقاية من العين أمر يجب على مَن ظهرت عليه نعمة الله وفضله، حتى يُحصن نفسه وماله وأهله من ضررها وشرّها، وتوجد خطوات وأذكار للوقاية من العين والحسد، وهي كما يأتي:

  • على المسلم عند الذهاب للنوم أن ينفث في يديه، ومن ثم يقرأ فيهما سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس، بعد ذلك يمسح بيديه رأسه ووجه وجسمه، لكن يجب أن يستمر على ذلك.
  • قراءة القرآن على الماء ومن ثم شربه، والاغتسال ببعضه.
  • قراءة القرآن على زيت الزيتون ومن ثم التدلّك به.
  • وضع اليد على موضع الألم في الجسم وتكرار بِسْمِ اللَّهِ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ مِنْ وَجَعِي هَذَا، أو قول أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا.
  • قراءة بعض الأدعية خلال الرقية، مثل، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِي نَفْسِي مِنْ كُلِّ شَىْءٍ يُؤْذِيِنِي وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِينِي، وأَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَنِي، اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شَافِيَ إِلاَّ أَنْتَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا.
  • يمكنك النفث قبل البدء بالرقية الشرعية أو خلالها أو بعد الانتهاء.
  • الدوام على ذكر الله في كل الأوقات في المساء والصباح، والالتزام بالأذكار يوميًّا.
  • اللجوء إلى الله سبحانه والدعاء إليه بأسمائه وصفاته، كي يحفظه الله ويحفظ أولاده وزوجه، ورزقه من شر العين والحسد.
  • قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الفجر ثلاث مرات.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومن شر الحسد والعين بعد كل صلاة ثلاث مرات.
  • طلب البركة من الله في الرزق والولد والمال وغيرها.
  • الدوام على التوبة وكثرة الاستغفار، والالتزام بتأدية الفرائض.
  • التوكل دائمًا، أولًا وآخرًا على الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.
السابق
شروط الدخول في الاسلام
التالي
كيفية الغسل من الجنابة بالدش

اترك تعليقاً