اسلاميات

كيفية الغسل من الجنابة بالدش

الغسل من الجنابة

إن الطهارة أحدى أهم الأمور المدعو لها في الإسلام، فقد أمرنا الله عز وجل بدوام التطهر والاغتسال حتى تكون عبادتنا صحيحة ومقبولة، فالإنسان ملزم بالتطهر حتى يقف بين يدي الله تعالى خاليًا من الدنس والنجاسات الدنيوية، فأوجب علينا الوضوء والغسل كلما دعت الحاجة إليهما، وهذا الأمر ينعكس إيجابيًا على نفسية المسلم، إذ يتحول إلى إنسان نظيف طاهر جسديًا ونفسيًا نتيجة مداومته على الاغتسال، وخاصة بعد الجنابة، التي تعد حدثًا أكبر لا يطهرها الوضوء العادي وإنما الغسل فحسب. وتحدث الجنابة نتيجة ممارسة الجماع بين الرجل والمرأة في العلاقة الزوجية المحللة، ونتيجة الاحتلام أو أي عارض أدى لنزول المنيّ، فهذا النزول يؤدي إلى إلحاق النجس بكافة الجسم، فلا يستطيع الوضوء أن يعم كافة الجسم إذ إنه مقصور على الأطراف الظاهرة فقط، إضافة إلى حدوث الجنابة عند المرأة نزول مائها بالجماع أو غيره.

كيفية الغسل من الجنابة

في كل عبادة أو فرض رباني كان التنظيم صفة أساسية من صفاته، فالغسل له أركان وخطوات خاصة يُقبل من خلالها ويفسد إن لم تكن صحيحة، لكن يجب قبل الغسل أن تحضر النية وأن يتوجه المسلم بقلبه إلى الله لكي يؤدي هذا العمل، والالتزام بحرفية الخطوات ما دامت من صلب الاغتسال، ولكن لا يعني أن يلتزم المسلم بالادوات المستخدمة في عهد النبي لقبول طهارته:

  • إزالة الأذى من المني ونحوه.
  • غسل اليدين بالماء جيدًا وفركهما بحيث لا يبقى عليهما شيء من النجاسة.
  • غسل الفرج جيدًا بالماء والتأكد من عدم بقاء نجاسة، ولا يعود للمسه ثانية.
  • الوضوء بكافة خطواته، بدءًا من غسل الكفين والمضمضة والاستنشاق، وغسل الوجه، والمرفقين، والشعر، والأذنين، والقدمين والتخليل بين الأصابع.
  • تخليل الشعر بالماء ثلاث مرات بحيث يصبح مبللًا تمامًا.
  • التيامن، أي أن يبدأ المسلم بغسل شقه الأيمن فيفركه ويمرر الماء على كافة أعضاء جسده من جهة اليمين من أعلى لأدنى.
  • غسل الشق الأيسر من الجسم، وتمرير الماء على كافة أعضائه.
  • غسل القدمين جيدًا ثلاث مرات بالماء.

أمور يجب الالتزام بها أثناء الغسل

يجب على المسلم أن يكون منتبهًا أثناء اغتساله تحت الدش أن يعلم أن الغسل لا يكون بالاستحمام العادي، إذ يجب أن تتوفر فيه النية والالتزام بخطوات الغسل، حتى يُحتسب الغسل كاملًا، ولتكون ممارسة العبادة صحيحة، فإسقاط ركن أو انعدام النية للغسل يؤدي إلى فشل الغسل، وبقاء الجسد نجسًا، فسكب الماء على الجسد تحت الدش دون أركان ونية الغسل لا يُحتسب، وأيضًا يجب على المسلم أن يتجنب الأسراف في الماء فلا يتجاوز إعادة تكرار كل ركن مقدار ثلاث مرات. إن الإنسان معرض للوقوع في الجنابة ولكنه أيضًا مجبر على الغسل لتصح عبادته، وليكون نظيفًا في بيئته ومجتمعه، ولكي تصح طهارته يجب أن يكون عالمًا بأمورها وكيفية تحققها، فليس في هذه الأمور عذر، فالوضوء في هذه الحالة لا يكفي، فنجس عن نجس يختلف، فالنجاسة تنقسم لصغرى وكبرى، فالصغرى هي التي يمكن التطهر منها بالوضوء فقط، مثل البول أو الغائط أو انسكاب ماء نجس على الجسد أو الثياب. وأما النجاسة الكبرى هي التي تتحقق بحدوث الجنابة أو نزول الحيض.[٣] فلذلك يعد تعلم طريقة الغسل واجبًا وفرض عين لأنها جزء من الطهارة وشرط أساسي لتصح العبادة. إضافة إلى ذلك إن هذا الاهتمام بالطهارة يخلق مجتمعًا نظيفًا قائمًا على الطهارة، فإن التزم جميع الأفراد بطهارتهم سيرتد ذلك على واقعهم، فطهارة الجسم تنعكس على نفس الإنسان فيكون في حالة ارتياح، وأيضا سيحقق ذلك بيئة نظيفة، فطبيعة الإنسان الذي يعتاد على تطهير نفسه، سيسعى لتطهير موقعه ومحله، فلذلك تشكل الطهارة أمرًا مهمًا للعبادة ولحياة الإنسان العادية.

السابق
علامات العين القوية
التالي
اسماء زوجات سيدنا يعقوب

اترك تعليقاً