الصحة النفسية

عملية استئصال اللوزتين

عملية استئصال اللوزتين

 

استئصال اللّوزتين

تهدف عمليّة استئصال اللّوزتين، أوTonsillectomy في الإنجليزيّة، إلى إزالة اللّوزتين، اللتان هما عبارة عن كتلتين من الأنسجة تقعان على كِلا جهتي مؤخرة الحلق وتتبعان إلى الجهاز المناعي، لكن إزالتهما لن تؤدّي إلى إضعاف الجهاز المناعيّ أو زيادة فرص التعرّض للعدوى حسب الخبراء، وكانت عمليّة استئصال اللّوزتين منذ زمن ليس بالبعيد من أكثر الإجراءات الجراحيّة شيوعًا لمعالجة التهاب وتضخم اللّوزتين، لكنها الآن أصبحت خيارًا ليس ذو أولويّة، باستثناء ما يخص بعض الحالات التي تُعاني من اضطرابات تنفسيّة أثناء النوم، بالإضافة إلى بعض الحالات المزمنة من التهاب اللّوزتين أو تلك التي لا تستجيب إلى العلاجات الأخرى، ويرى الخبراء بأنّ هذا الانخفاض في الاعتماد على هذه العمليّة حدث بسبب المضاعفات الكثيرة التي تنجم عنها؛ إذ تشير التقارير إلى أنّ طفلًا واحدًا من بين خمسة أطفال تظهر عليه مضاعفات عمليّة استئصال اللّوزتين، التي من بينها صعوبات بالتنفس والنزيف، ومن الضروري الإشارة هنا إلى أنّه بالغالب ما يستأصل الطبيب اللّوزتين والغدد الغدانيّة معًا، وتُعرف هذه باسم “Adenoidectomy”، وهي عمليّة شائعة أكثر عند الأطفال.

تاريخ إجراء عمليّة استئصال اللّوزتين

تؤكّد المصار العلميّة على أنّ أوّل وصف لعمليّة ازالة اللوز يرجع إلى عام 1000 قبل الميلاد في الهند، ويشير الخبراء إلى حدوث رواج لهذه العمليّة مع حلول القرن التاسع عشر، عندما نجح الأطباء باستئصال أحد أجزاء اللوزة، لكن الجزء الآخر منها يبقى موجودًا ويبقى عرضة للتضخّم بعد ذلك لتتكرّر نفس المشكلة، ومع حلول القرن العشرين، فإنّ انتشارًا لأمراض اللّوزتين قد حدث وأصبح من الضروري إجراء استئصال كامل للوزتين وليس استئصال جزئي فقط، ووفقًا للخبراء، فإنّ 1.4 مليون عمليّة استئصال للوزتين أُجريت في عام 1959 في الولايات المتحدة الأمريكيّة، لكن هذا العدد انخفض إلى 260.000 عمليّة في عام 1987، واحتلّت هذه العمليّة المرتبة 24 كمسبب رئيسيّ لدخول المستشفى في العام نفسه.

أسباب إجراء عمليّة استئصال اللّوزتين

يلجأ الأطباء إلى إجراء عمليّة استئصال اللّوزتين لسببين رئيسيين، هما:

  • انسداد مجرى التنفّس: يُمكن للوزتين والغدد الغدانيّة أن تتضخّم بما فيه الكفاية إلى درجة سدّها لمجرى الهواء وجعل التنفس أمرًا صعبًا، خاصّة عند الاستلقاء وأثناء النوم، وهذا يؤدي أيضًا إلى حصول ما يُعرف بانقطاع النفس الانسداديّ النوميّ، الذي يُعد حالة مرضيّة خطيرة تؤدّي إلى الإصابة بمشاكل صحيّة وسلوكيّة عديدة عند الأطفال تحديدًا.
  • الالتهاب المتكرر للوزتين: يلجأ الأطباء إلى استئصال اللّوزتين عند الأطفال الذين يُعانون من التهاب متكرر أو مزمن في اللّوزتين والحلق، بمعدل أكثر من سبع مرات في السنة الواحدة، أو بمعدل خمسة مرات في السنة على مدى سنتين، أو بمعدل ثلاث مرات في السنة على مدى ثلاث سنوات، لكن الالتهاب وحده لن يكون كافيًا لتعليل إجراء العمليّة، وإنّما يلزم وجود حمى، وانتفاخ بالعقد اللمفيّة، ونزول للقيح.

كيفية إجراء عمليّة استئصال اللّوزتين

يوجد هنالك العديد من الطرق الجراحيّة الخاصّة بإزالة أو استئصال اللّوزتين، وتقوم أشهر هذه الطرق على إزالة اللّوزتين باستخدام المبضع أو المشرط، أما الطرق الأخرى فيُمكن أن تتضمن حرق الأنسجة باستخدام عمليّة تُدعى بعمليّة الكي، أو استعمال تقنيات أخرى تقوم على استعمال اهتزازاتٍ فوق صوتيّة، ومهما كانت الطريقة التي يلجأ إليها الطبيب، فإن عمليّة استئصال اللّوزتين لا تاخذ بالمجمل أكثر من حوالي نصف ساعة فقط، وبالعادة ما يكون المريض تحت التخدير العام أثناء العمليّة، وما أن يفيق حتى يجد نفسه في غرفة الاستشفاء ليقوم الكادر الطبي بمراقبة ضغط الدم لديه وعلاماته الحيويّة الأخرى، وغالبًا ما يكون بإمكان أغلب الأفراد الذي خضعوا للعمليّة الرجوع إلى منازلهم في اليوم نفسه الذي جرت فيه العمليّة، ومن الجدير بالذكر أن الجرح الناجم عن هذه العمليّة يُمكنه الالتئام طبيعيًا دون الحاجة إلى وضع غرز فوقه، لكن فترة التعافي من العمليّة تأخذ بين أسبوع إلى أسبوعين، ويوصي الخبراء بالحفاظ على الأطفال الذين خضعوا إلى هذه العمليّة بعيدًا عن الناس الأخرون المصابون بالعدوى، لتجنيبهم خطر الإصابة بالعدوى أثناء الأسبوع الأول بالذات.

مضاعفات عمليّة استئصال اللّوزتين

تؤدّي عمليّة استئصال اللّوزتين إلى حدوث مضاعفات ومخاطر محتملة، مثلها مثل باقي العمليات الجراحيّة، ومن بين هذه المضاعفات ما يلي:

  • أعراض جانبية سببها التخدير: تنطوي الأدوية المستعملة لتخدير المريض ودفعه للنوم أثناء العمليّة على مضاعفات خفيفة على المدى القريب، مثل الصداع، والغثيان، والتقيؤ، كما ينطوي التخدير العام على مضاعفات بعيدة المدى، لكنها نادرة، من بينها الوفاة.
  • العدوى أو الالتهاب: يُمكن لإجراء العمليّة أن يؤدي إلى الإصابة بعدوى تتطلّب علاجات إضافيّة، لكن ذلك أمرٌ نادر الحدوث على وجه العموم.
  • انتفاخ اللسان: يؤدي انتفاخ اللسان والسقف الرخو للفم، أي شراع الحنك، إلى التسبب بمشاكل تنفسيّة، خاصة خلال الساعات الأولى من بعد العمليّة.
  • النزيف أثناء العمليّة: على الرغم من ندرته، إلّا أنّ النزيف الشديد أثناء العمليّة يُمكنه أن يحدث عند بعض الحالات، وهو يتطلب علاج إضافي وفترة أطول للبقاء في المستشفى.
  • النزيف أثناء فترة التعافي: يُمكن للنزيف أن يظهر أيضًا خلال فترة الشفاء أو التعافي، خاصة في حال فك غرز الجرح مبكرًا.
السابق
طريقة استعمال حبوب الكولاجين
التالي
من علامات الساعة الصغرى”ارتفاع الأسافل”

اترك تعليقاً