اسلاميات

فوائد المحافظة على صلاة الجماعة

صلاةُ الجماعة

الصلاة لغةً هي الدّعاء، وصلاة الله هي حُسنُ الثّناء، أمّا صلاة المخلوقين من إنس وجان وملائكة فتكون بالقيام والقعود، والدّعاء والاستغفار، والسّجود والرّكوع والتّسبيح، أمّا الطّير فصلاتهم التّسبيح، قال تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، والصلاةُ اصطلاحًا هي عبادة الله تعالى بالأقوال والأفعال المعلومة والمخصوصة، إذ تبدأُ الصّلاة بالتّكبير وتنتهي بالتّسليم، وسُمّيت صلاة لأنّها تشتمل على الدّعاء، وتعد الصلاة ثاني أركان الإسلام وأهمها بعد الشهادتين، ويدل على أهميتها أن الله تعالى فرضها على رسول الله ليلة المعراج بلا واسطة، ومما يدل على أهميتها أنها تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، وأنها واجبة على كلّ مكلف ما دام عاقلًا.

فوائد المحافظة على صلاة الجماعة

إنّ للمُحافظة على صلاة الجماعة آثارٌ وفوائدُ عديدة تعودُ على الفرد والمجتمع، وأبرزها ما يلي:

  • الحصول على محبّة الله ورضوانه: عندما يُحافظُ الفرد المُسلم على صلاة الجماعة، فإنّه ينال محبة الله ورضوانه، وجنّةٍ عرضها السّماوات والأرض.
  • تعارف المسلمين وانتشار المحبّة فيما بينهم: إنَّ المداومةَ على صلاة الجماعة تُحقّق التّكافل والتّعارف بين المسلمين، فيطَّلعون على أحوال بعضهم البعض وقضايا الأمة، فيناقشونها ويُبدون آراءهم في مشاكلهم وهمومهم، ويتزاورون فيما بينهم.
  • السّكينة والطمأنينة: يشعرُ المصلون بالطّمأنينة والسّكينة في الصّلاة، وأثناء سماع دروس العلم والوعظ، فيستفيدون من العلوم الشرعيّة المتنوعة.
  • توفيق الله: ينال المسلمون الذين يصلّون جماعة التّوفيق والفلاح من الله عز وجل.
  • المسجد هو نواة المجتمع المسلم: فمنه تنبثق قوّة المجتمع المسلم ونهضته وازدهاره، وهو رمز الإسلام والمسلمين في شتّى البلدان الإسلاميّة.
  • النظام والانضباط لدى المسلمين؛ فالمسلمون يحافظون على صلاة الجماعة، ويستعدون لها قبل دخول وقتها، ويحافظون على مواعيدها بانتظام.
  • تربية النشء المسلم: فقد اعتاد المسلمون على عقد حلقات العلم، إذ يذهب الأولاد والبنات إلى المساجد لتعلّم القرآن والأحاديث النبويّة الشّريفة والتّجويد والتفّسير.

حكم صلاة الجماعة

اختلف العلماء في مسألة صلاة الجماعة، فمنهم من قال أنّها فرض كفاية؛ فإن قام بها بعضهم أصبح آداؤها على الباقين سنّة، وآخرون قالوا أنّها سنّة، ولكن أجمع الكثيرون على أنّها واجبة، أي أنّه لزامًا على المسلمين السّعي إليها وأدائها في المساجد مع جماعة المسلمين، وقد جاء رجلٌ إلى النّبي صلى الله عليه وسلم فسأله إن كان له رخصةٌ للصّلاة في المسجد ولا صاحب يقوده إليها، فسأله عليه الصلاة والسلام إن كان يسمع النداء فعليه أن يجيب.

شروط صحّة صلاة الجماعة

يشترط لصحّة صلاة الجماعة عدّة أُمور، وهي:

  • يشترط لصلاة الجماعة أن يحضرها اثنان فأكثر، باتفاق أهل العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث: إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما ثم ليؤمكما أكبركما.
  • أن يكون الإمام ذكرًا إذا كان المقتدي به ذكرًا، فلا تصحُّ إمامة النّساء للرّجال والصّبيان، لا في الفرض ولا في النافلة، أما إذا كان المأموم امرأة أو نساء ليس فيهن رجل ولا صبي مميز فلا يشترط أن يكون الإمام ذكرًا، فتصح إمامة المرأة للنساء على الراجح من أقوال أهل العلم.
  • أن يكون الإمام متقنًا لما لا تصحُّ الصّلاة إلا به، وأن يكون عارفًا بالأركان قائمًا بها، فمثلا لا تصحُّ إمامة من لا يحسن الفاتحة، كأن يبدل فيها حرفًا بغيره، فإذا لم يقرأ الإمام سورة الفاتحة بطريقة صحيحة، فلا تصح صلاته ولا صلاة من تبعه.
  • النيّة؛ أيّ أن ينوي المأموم الاقتداء بالإمام، وتكون النيّة مع تكبيرة الإحرام أو متقدّمة عليها.
السابق
مضاعفات نقص الحديد
التالي
مرض السل

اترك تعليقاً