الصحة النفسية

مضاعفات نقص الحديد

مضاعفات نقص الحديد

الحديد

يُعرّف عنصر الحديد بأنّه أحد العناصر الغذائيّة المفيدة والهامة، إذ يدخل في إنتاج الهيموغلوبين المسؤول عن حمل الأكسجين في الدم، ويشار إلى أنّ امتصاص هذا العنصر يكون في الأمعاء ومن ثمّ ينتقل إلى الدم ليرتبط مع بروتين الترانسفيرين الذي ينقل الحديد إلى الكبد، إذ يخزن الحديد في الكبد ويطلق عند الحاجة لإنتاج خلايا الدم الحمراء الجديدة في نخاع العظام، ولكن في بعض الأحيان يبدأ مخزون الحديد بالنفاذ من الجسم نتيجة مجموعة من العوامل مسببًا الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وفي هذا المقال عرض لأهم الآثار المترتبة على فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وكيفية علاجه.

مضاعفات نقص الحديد

تعدّ معظم حالات فقر الدم الناتج عن نقص الحديد بسيطة ولا تسبب مضاعفات ويمكن علاجها بسهولة، لكن في حال لم يعالج نقص الحديد، فإنّ العديد من الآثار الصحية ستظهر على الجسم، وتشمل الآتي:

  • تسارع أو عدم انتظام ضربات القلب: عند الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، يلجأ القلب لضخ كميات أكبر من الدم لتزويد الجسم بالأكسجين، وذلك يسبب عدم انتظام ضربات القلب ضمن المعدل الطبيعيّ، وقد يصل الأمر في الحالات الشديدة إلى فشل القلب، أو تضخم القلب.
  • مضاعفات الحمل: عند معاناة الحامل من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، فمن المُحتمل أن تلد الجنين ولادةً مبكرة أو بوزن قليل عن المعدل الطبيعي، لذا يوصي الأطباء معظم الحوامل عادةً بتناول مُكمّلات الحديد خلال فترة الحمل لمنع حدوث هذه المُضاعفات المُحتملة.
  • تأخر النموّ لدى الأطفال والرضع: يتعرّض الأطفال المصابون بنقص الحديد الشديد إلى بُطء في عملية النمو والتطوّر، بالإضافة لكونهم أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى.

أسباب نقص الحديد

يحدث فقر الدم الناتج عن نقص الحديد عندما لا يملك الجسم كمية كافية من الحديد لإنتاج الهيموغلوبين، إذ يعدّ الأخير جزءًا من خلايا الدم الحمراء التي تُكسب الدم اللون الأحمر وتجعلها تحمل الأكسجين عبر الجسم، فعندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الحديد، أو عندما يفقد الجسم كمية كبيرة من الحديد، فإنّ الجسم لن يتمكن من تصنيع الهيموغلوبين الكافي، ممًا ينتج عنه فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، ويمكن بيان أهم أسباب نقص الحديد بتوضيح النقاط التالية:

  • فقدان الدم: تعدّ النّساء أكثر عرضةً لفقدان الدم بسبب فترة الحيض، خاصةً اللواتي يكون حيضهنّ غزير، بالإضافة إلى الأشخاص المصابين بحالات صحية مُعينة تتسبب بفقدان الدم البطيء المزمن داخل الجسم؛ على سبيل المثال؛ المصابون بالقرحة الهضمية، أو الفتق الحجابي، أو سرطان القولون والمستقيم، وقد ينتج نزيف الجهاز الهضمي بسبب الاستخدام المنتظم لبعض مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، خاصة الأسبرين.
  • نقص الحديد في النّظام الغذائي: يحصل الجسم على الحديد من الطعام الذي يتناوله الشخص، لذا فإنّ عدم تناول الأغذية الغنية بالحديد يُعرّض الشخص لفقر الحديد، ومن أهم الأطعمة الغنية بالحديد؛ اللحوم والبيض والخضراوات الورقية الخضراء.
  • عدم القدرة على امتصاص الحديد: قد تؤثر بعض اضطرابات الجهاز الهضمي على امتصاص الحديد من الطعام المُتناول مسببة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، كما قد تؤثر بعض الإجراءات الجراحية التي تُزيل جزءًا من الأمعاء الدقيقة فيقدرتها على امتصاص الحديد والمُغذيات الأخرى.
  • فترة الحمل: يحدث فقر الدم الناتج عن نقص الحديد عند الكثير من النساء الحوامل؛ وذلك بسبب زيادة حجم الدم أثناء فترة الحمل، بالإضافةً إلى أهمية إمداد الجنين بالحديد اللازم لعملية نمو الجنين في رحم الأم.

يجدر بالذكر وجود بعض الفئات التي تعدّ أكثر عرضةً للإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد؛ مثل النّساء والرضع والأطفال خاصةً الذين عانوا من انخفاض الوزن عند الولادة أو الذين لا يحصلون على تغذية كافية من الحديد، أو الأشخاص النباتيون الذين لا يتناولون اللحوم ولا يُعوّضون ذلك بتناول أطعمة نباتية غنية بالحديد، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يتبرعون بالدم باستمرار؛ نظرًا لأن التبرع بالدم بكثرة قد يستنزف مخزون الحديد.

أعراض نقص الحديد

قد تظهر بعض الأعراض على الأشخاص المصابين بنقص الحديد، وتشمل الآتي:

  • التعب والإرهاق العام: يتعرّض الجسم عند نقص عنصر الحديد للتعب والإعياء عند بذل أقل مجهود؛ وذلك بسبب عدم حصول أنسجة الجسم وعضلاته على كميّات كافية من الدم المحمّل بالأكسجين، وهذا ما يجعل القلب يعمل بمجهود أكبر لإيصال الأكسجين إلى كافة الأعضاء، مما يسبب التعب والإرهاق الشديدين.
  • الشعور بالدوار والصداع: ويكون ذلك نتيجة لعدم وصول كميّات كافية من الأكسجين إلى الدماغ، وهذا ما يؤدي إلى انتفاخ الأوعيّة الدمويّة الموجودة في الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بالصداع.
  • شحوب لون الجلد: يعد الدم هو المسؤول عن منح البشرة لونها الوردي من خلال خلايا الدم الحمراء ذات اللون الأحمر، ولذلك يتغيّر لون البشرة عند الإصابة بنقص الحديد ليصبح شاحبًا، ويظهر ذلك جليًّا عند النظر إلى المنطقة الداخليّة للجفن السفلي، وقد يظهر ذلك في اللثة أو الأظافر.
  • ضعف الأظافر وتغيّر شكلها: تكون الأظافر لدى الأشخاص المصابين بنقص الحديد ضعيفة وسهلة التشقق والكسر، وفي حالات النقص الشديد يتغيّر شكلها لتصبح على شكل ملعقة بحيث تبرز أطراف الظفر للأعلى.
  • تململ الساقين: تعرف هذه الحالة بالرغبة الملحة للشخص المصاب بتحريك ساقيه باستمرار في وضع الراحة، والشعور بالحاجة إلى حكهما في بعض الأحيان، ويزداد الأمر سوءًا في الليل، مما يمنع الشخص من الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم.
  • جفاف وتلف الشعر والبشرة: قد يكون جفاف وتلف الشعر والبشرة علامة على الإصابة بنقص الحديد؛ وذلك بسبب نقص إمدادهم بالأكسجين، كما قد يتسبب نقص الحديد الشديد بتساقط الشعر.
  • ضيق التنّفس: قد يكون ضيق التنفس أحد أعراض نقص الحديد؛ وذلك لأنّ نقص الحديد يعيق الجسم من إيصال الأكسجين إلى العضلات والأنسجة بكفاءة عالية، وقد يزداد ضيق النفس عند القيام بالأنشطة البدنية.

علاج نقص الحديد

يمكن علاج نقص الحديد عن طريق تناول مكملات الحديد، ويعالج معظم المصابين بنقص الحديد بجرعة 150-200 ملجرام يوميًا، لكن قد يوصي الطبيب بجرعة أعلى تبعًا لمستوى النقص، وينصح بتناول فيتامين ج أثناء فترة العلاج، إذ يزيد من قدرة الجسم على امتصاص الحديد، وقد تستمر فترة العلاج لعدّة أشهر أو أكثر؛ لضمان رجوع مستويات الحديد إلى الوضع الطبيعي، وفي حال وجود مشكلة في امتصاص الحديد فمويًا، فإنّه يعطى وريديًا، وينبغي العلم بأنّه قد تظهر بعض الآثار الجانبية عند استخدام مكملات الحديد؛ مثل الإمساك أو الغثيان أو التقيؤ، أو الإسهال، أو حرقة المعدة، أو ظهور البراز بلون غامق، وينصح بتناول الأغذية الغنية بالحديد والتي تشمل لحم البقر، والكبد، والدجاج، والمحار، والخضراوات الورقية الداكنة؛ مثل البروكلي والكرنب الأجعد، وحبوب الإفطار المُدعمّة بالحديد، والفواكه المُجفّفة.

السابق
اضرار تصحيح النظر بالليزر
التالي
فوائد المحافظة على صلاة الجماعة

اترك تعليقاً