اسلاميات

فوائد تكرار أسماء الله الحسنى

الإيمان بأسماء الله الحسنى

الأصل في العقيدة هو الإيمان بالله وكل ما هو من الله تعالى، بما في ذلك صفاته عزّ وجل وأسماؤه الحسنى، إذ إن كل أسمائه وصفاته مميزة، قال تعالى: {فاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير}، وقال عزّ وجل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، والإيمان بها يؤثر على درجة إيمان الفرد بالله تعالى، فالأشخاص الذين يفهمون ويعرفون معاني أسماء الله تعالى تكون قلوبهم مليئة بحب الله والرهبة منه، بالإضافة إلى الخضوع له ولأوامره.

فوائد تكرار أسماء الله الحسنى

يعد الدعاء بالأسماء الحسنى من أعظم أسباب الاستجابة، إذ قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه سؤال اللَّه بأسمائه الحُسنى والتوسّل إليه بكثرة ترديدها وذكرها، إذ كان يدعو ويقول: [اللهم إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألُك اللهم بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو أنزلته في كتابِك، أو علمته أحدًا من خلقِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندك أن تجعل القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همّي وغمي]، وفي حديث عن بريدة بن الحصيب الأسلمي: [أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَمِع رجُلًا يقولُ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُك أنِّي أَشهَدُ أنَّك أنت اللهُ، لا إلهَ إلَّا أنت، الأحدُ الصمدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يولَدْ، ولم يكُنْ له كُفوًا أحدٌ، فقال: لقد سألتَ اللهَ بالاسمِ الذي إذا سُئل به أَعطى، وإذا دُعي به أجاب]، قال فيه: لقد سألَ اللهَ باسمِه الأعظَمِ].وفيما يأتي معاني أسماء الله الحسنى التي تعود على المسلم بعد معرفة معانيها بفوائد عديدة تتصل بمدى الطمأنينة الروحية التي تمنحها معاني الأسماء، بالإضافة إلى فائدتها في معرفة الله سبحانه وتعالى:

  • البصير: أي إن الله تعالى بصير بكل شيء، يرى كل ما هو مخفي وظاهر، بالإضافة إلى معرفة ما كان وما سيكون.
  • الرحمن: أن الله تعالى يمنح رحمته لجميع المخلوقات في هذه الأرض.
  • القدوس: أن الله بعيد كل البعد عن أي قصور أو خطأ أو عيب، وهو مترفع متعالٍ عما لا يليق به.
  • الغفور: أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنب ويقبل التوبة ويستر العبد المخطئ.
  • الحفيظ: الله الحفيظ الذي يحفظ السماء والأرض وكل العوالم، كما يحفظ عباده من المشقة وأي شر.
  • الكريم: هو الله الأكثر سخاءً وكرمًا على عباده، وهو الكريم في مغفرة الذنوب.
  • القوي: هو الله القوي، إذ إن قوته غير محدودة.
  • المجيب: يستجيب الله تعالى لعباده الذين يسألونه، كما يعطي الله جل جلاله للعبد أكثر مما يتوقع.
  • الودود: هو الله الودود، الذي يمنع الحب والمودة لجميع عباده، فهو من يستحق الحب الكبير.
  • المحيي: هو الوحيد القادر على إحياء الموتى، فبيده كل شيء.
  • الأول: هو الله الأول، ووجوده قبل كل الخلق.
  • التواب: هو الله الذي يمنح التوبة لمن يشاء من المخلوقات، كما أنه جل جلاله يقبل التوبة من عباده.
  • الغني: هو الله الغني عن كل المخلوقات وعن كل المساعدات، بل العباد هم من يحتاجونه.
  • الهادي: الله جل جلاله مصدر التوجيه، فهو الذي أرسل الأنبياء والرسل للناس ليهديهم ويرشدهم، كما أنه هو الذي يوجه القلوب والحواس، ويوجه العباد إلى الطريق المستقيم.
  • الوارث: فهو الوريث الأعلى، هو الله الذي سترجع إليه جميع المخلوقات في الأرض.
  • الصبور: الله الذي يصبر على أخطاء عباده ولا يعاقبهم بسرعة.
  • الرؤوف: هو الله الذي يمنح الود والعطف والشفقة لعباده، وهو الذي ينزل رحمته على جميع خلقه.
  • المنتقم: هو الله الذي ينتصر دائمًا على أعدائه، ويعاقبهم على خطاياهم.
  • الآخر: هو الله الذي يبقى بعد أن يهلك الخلق جميعهم.

أهمية أسماء الله الحسنى

تؤثر هذه الأسماء على حياة الفرد وسلوكياته الشخصيّة وعلى المجتمع المسلم، ويعد الإيمان بأسماء الله الحسنى من أعظم أسباب دخول الجنة، فمن عرفها حقّ المعرفة ودرسها وحفظها وآمن بها ودعا بها نال رضا الله عز وجل وفاز بالجنّة، فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: [للهِ تسعةٌ وتسعون اسمًا، مائةً إلَّا واحدًا، لا يحفَظُها أحدٌ إلَّا دخل الجنَّةَ، وهو وِترٌ يحبُّ الوِتر]، وفي رواية أُخرى: “من أحصاها دخل الجنة”، كما أنّ دراسة أسماء الله الحسنى ومعانيها تُعرِّف العبد باللَّه عزَّ وجلَّ وتقرّبه منه، فعن أبيّ بن كعب رضي اللَّه عنه أن المشركين قالوا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد، انسب لنا ربك، أي بمعنى عرّفنا عليه، فأنزل الله تعالى قوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد}.

كما أنّ الله تعالى يحب من يحب أسماءه الحسنى والآيات التي وردت فيها، فعن عائشة رضي اللَّه عنها: [أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سَريَّة، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـقول ‘”قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ”‘، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه فقال لهم: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحبُّ أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه].

حفظ أسماء الله الحسنى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصاها دَخَلَ الجَنَّةَ]، فعلى المسلم أن يعمل بمقتضى أسماء الله الحسنى عند قراءتها وحفظها، فمثلًا عندما يقرأ الرحمَن الرحيم عليه أن يتذكر أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا ولا يجب أن ييأس من رحمته، وعندما يقرأ الرزاق، عليه أن يؤمن بأن الله يرزق من يشاء من عباده ولا يوجد أحد غيره قادر على ذلك، وهكذا عند قراءة وحفظ جميع أسماء الله الحسنى، إذ عليه أن يتفكّر ويعمل بها، بالإضافة إلى الإيمان بقدرة الله سبحانه وتعالى العظيمة على كل شيء.

السابق
كيفية الاستفادة من أخطاء الآخرين
التالي
تعامل الرسول مع غير المسلمين

اترك تعليقاً