الصحة النفسية

فيروس سى

فيروس سى

 

التهاب الكبد الوبائي سي

يتسبب التهاب الكبد الوبائي سي أو فيروس سي في حدوث التهاب أو تورم في أنسجة الكبد، ويشتهر هذا الالتهاب بكونه أبرز أنواع الالتهابات الفيروسية المزمنة التي تنتشر عبر الدم في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ تشير التقديرات إلى إصابة نحو 2.7-3.9 مليون شخص بهذا الفيروس، ويوجد الكثير من المصابين بهذا الفيروس الذين لا يعلمون أصلًا بحقيقة إصابتهم بهذا المرض، وقد صنف العلماء التهاب الكبد الفيروسي سي إلى التهاب حاد وآخر مزمن، ويتميز الالتهاب الحاد بكونه قصير المدة، ويُمكن للجسم التغلب على المرض في مدة أقصاها 6 أشهر، بينما يتميز الالتهاب المزمن بكونه التهابًا مستمرًا ويصعب التخلص منه.

أسباب التهاب الكبد الوبائي سي

ينتقل فيروس سي عبر الدم الملوث، وتوجد أشكال أو أنواع متنوعة من هذا الفيروس يصل عددها إلى حوالي 67 نوعًا، ومن بين العوامل التي تُساهم في زيادة خطر الإصابة بهذا الفيروس ما يلي:

  • العمل في المهن الطبية التي تزيد من فرص التعرض للدم الملوث، خاصة عبر حوادث الوخز بالإبر الملوثة.
  • تناول العقاقير المخدرة عبر الحقن.
  • الإصابة أصلًا بفيروس عوز المناعة البشري أو الإيدز.
  • الحصول على وشم أو رسومات جلدية باستخدام الأدوات الملوثة.
  • الإصابة بمرض الهموفيليا.
  • الخضوع لعملية نقل الدم أو زراعة الأعضاء قبل عام 1992.
  • الخضوع لعمليات غسيل الكلى لفترات طويلة.
  • استعمال بعض الأغراض الشخصية التي وصل إليها دم ملوث بالفيروس؛ كشفرة الحلاقة أو فراشي الأسنان مثلًا.
  • الانخراط في ممارسات جنسية خطرة.
  • قضاء فترة المحكومية في السجن.
  • كون الفرد مولودًا لأم مصابة أصلًا بفيروس سي.
  • الولادة أو العيش في أحد البلدان التي ينتشر فيها مرض فيروس سي؛ كبعض دول أوروبا الشرقية، وأسيا، ودول الصحراء الأفريقية، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أعراض التهاب الكبد الوبائي سي

تشير مراكز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية إلى انعدام ظهور أيّ عراض دالة على الإصابة بفيروس سي عند 70-80% من المصابين بالمرض، لكن أحيانًا يُعاني بعض المصابين بالمرض من أعراض خفيفة أو حتى شديدة، مثل:

  • الحمى.
  • تغير لون البول إلى اللون الغامق.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالألم في البطن.
  • الشعور بآلام في المفاصل.
  • اليرقان.

وعلى العموم فإن التهاب الكبد الوبائي سي المزمن قد يبقى كامنًا أو صامتًا لعدة سنوات قبل يُظهر أعراضًا لدى المريض، وقد لا تظهر أي أعراض على المريض إلا بعد تسبب الفيروس بإحداث ضررٍ كبيرٍ في أنسجة الكبد، ومن بين الأعراض الأخرى التي تشير إلى وجود فيروس سي في الجسم: الشعور بالإعياء، وسهولة النزيف، والحكة الجلدية، وتجمع السوائل في البطن، وفقدان الوزن، وتورم الساقين، والارتباك والدوخة، بالإضافة إلى ظهور شبكة من الأوعية الدموية الشبيهة بشبكة العناكب فوق الجلد. أما بالنسبة إلى أعراض فيروس سي عند الرجال، فإن الخبراء يؤكدون على أن المرض أكثر شدة عند الرجال مقارنة بالنساء، ومن المحتمل أن يبقى الفيروس في أجسام الرجال لفترة أطول، كما تزداد فرص ظهور أعراض المرض عند الرجال بنسب تفوق النساء.

علاج التهاب الكبد الوبائي سي

بوسع الأطباء علاج فيروس سي عبر وصف الأدوية، لكن قد لا تكون هنالك حاجة أصلًا لعلاج فيروس سي الحاد منذ بداية ظهوره، وإنما يُمكن الانتظار لبضعة أشهر لإعطاء الجسم فرصة للتغلب على هذا الفيروس لوحده، لكن في حال استمر وجود الفيروس لبضعة أشهر وتأكد الطبيب أن المريض فعلًا مصاب بالتهاب فيروس سي المزمن، فإن العلاج سيكون ضروريًا بالطبع، وقد يتضمن العلاج إعطاء المريض أدوية للقضاء على الفيروس ثم إجراء فحوصات دورية للتحقق من سلامة الكبد، ومن الجدير بالذكر هنا أن الطبيب سيحاول جمع معلومات حول نوعية فيروس سي الذي أصاب المريض لوصف الدواء الأنسب للقضاء عليه؛ فتوجد أنواع كثيرة من فيروس سي كما ورد مسبقًا، ولحسن الحظ فإن الأدوية الموصوفة لعلاج التهاب الكبد الفيروسي سي فعالة بنسبة تصل إلى 90% تقريبًا، لكن يجب على المريض الالتزام بأخذ هذه الأدوية ل8-12 أسبوعًا، كما يجب توعية المريض حول الأعراض الجانبية البسيطة التي قد تنجم عن هذه الأدوية؛ كمشاكل النوم وبعض الأعراض الخطرة أحيانًا؛ كالاكتئاب، وسقوط الشعر، وتهيج الجلد، وضعف الشهية، وعلى العموم، قد ينصح الطبيب بضرورة التزام المريض ببعض الأمور الحياتية الصحية للحفاظ على صحة الكبد ومنع انتقال فيروس سي إلى أفراد آخرين، مثل:

  • الحرص على تناول الأطعمة الصحية والمتوازنة.
  • ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
  • التوقف عن شرب الكحوليات.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • عدم مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين؛ خاصة شفرات الحلاقة وفراشي الأسنان.
  • عدم مشاركة الإبر أو الحقن الطبية مع الآخرين.

الوقاية من التهاب الكبد الوبائي سي

لم يتوصل الباحثون إلى إنتاج مطعوم للوقاية من التهاب الكبد الوبائي سي إلى هذه اللحظة، لكن توجد بعض الأمور التي يُمكن القيام بها لتجنب الإصابة بهذا النوع من الفيروسات، مثل:

  • الامتناع عن مشاركة الإبر أو الحقن الطبية أو أي من الأشياء التي يُمكن أن تكون ملوثة بدم الآخرين، بما في ذلك مناشف الاستحمام وأدوات طلاء الأظافر أو المناكير؛ إذ يُمكن للفيروس أن يبقى نشطًا لفترة طويلة حتى داخل لطخات الدم الجافة أو القديمة.
  • تحري نظافة المراكز التي تختص بوضع الوشوم على الجسم ومطالبة الأفراد العاملين في هذه المراكز باستخدام الأدوات المعقمة أو الجديدة عند الرسم على الجسد.
  • الالتزام بالممارسات الجنسية الصحية وتحري نظافة أو خلو شريك العلاقة الجنسية من الأمراض الجنسية، فضلًا عن استخدام الواقي الذكري دائمًا.

مضاعفات التهاب الكبد الوبائي سي

يؤدي التهاب الكبد الفيروسي سي المزمن إلى زيادة فرص الإصابة ببعض المضاعفات السيئة، مثل:

  • الإصابة بتشمع الكبد.
  • الإصابة بسرطان الكبد.
  • الإصابة بفشل الكبد.

انتشار التهاب الكبد الوبائي سي

تتحدث منظمة الصحة العالمية عن إصابة نحو 71 مليون إنسان حول العالم بمرض التهاب الكبد الوبائي سي، كما تتحدث المنظمة عن مسؤولية هذا المرض عن وفاة 399 ألف إنسان في عام 2016، أما نسب انتشار التهاب الكبد الوبائي سي الحاد فإنها تبلغ حوالي 15-45%، بينما تصل نسب انتشار التهاب الكبد الوبائي سي المزمن إلى حوالي 55-85%، وتؤكد المنظمة على انتشار أوسع للمرض في المناطق الشرقية من حوض البحر الأبيض المتوسط وفي الأقاليم الأوروبية، ومن المثير للاهتمام أن منظمة الصحة العالمية تُعِد التهاب الكبد الوبائي سي أحد أسباب الإصابة الرئيسية بسرطان الكبد.

السابق
ما أسباب حرقة المعدة
التالي
أفضل علاج للثعلبة الأنثى

اترك تعليقاً