اسلاميات

كم عدد اركان الاحسان

الإحسان

يسعى المسلم لعبادة الله عز وجل بكلِّ ما أوتي من عزمٍ وثبات، ولا شك أنَّ إيمان المسلم يزيدُ في بعض الأحيان وينقص في بعضها الآخر، وتختلف درجة الثّبات على ذلك والتّمكن من دفع الشّيطان من شخص إلى آخر، ولهذا فقد جعل الله مراتب مختلفة للدين الإسلامي هي الإسلام والإيمان والإحسان.

يعني الإحسان السّعي لإتقان العمل الذي يقوم بها الإنسان وبذل الجهد لجعله في أفضل صورة، والإحسان في الدّين الإسلامي هو المرتبة الثالثة التي تلي الإسلام والإيمان، وهي من أفضل المراتب وأعلاها؛ لأنّها تعني عبادة المسلم لله عز وجل وكأنّه يراه وإن لم يراه فكأنَّ الله يراه، وهذا ما عرفه الرّسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث السنة النبوية الشريفة، وقد ورد لفظ الإحسان في القرآن الكريم في عدد من المواضع كما في قوله تعالى: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون”، كما وعد الله بأنّه سيجازي المحسنين في الدّنيا خير الجزاء يوم القيامة بالإحسان إليهم، وإحسان الله لعباده مختلف تمامًا عن إحسانهم البسيط له بالعبادة والطاعة.

عدد أركان الإحسان

للإحسان ركنٌ واحد أساسيٌّ وحسب وهو عبادة العبد لله عز وجل كأنّه يراه، فمن تمكّن من ذلك فقد استحق أن يوصف بالإحسان، وهذا ما يختلف فيه الإحسان عن الإسلام والإيمان فلكل منهما أركان عدّة أكثر عددًا، وقد عظّمَ الإسلام من منزلة الإحسان ودعا المسلمين إلى الارتقاء بالعمل الصّالح والطّاعات للوصول إليه ونيل فضل الله ورضاه، ويكفي المحسنين أن الله ذكر في القرآن الكريم أنّه يحبهم، ومن أحبه الله فماذا يحتاج أكثر إذ يبارك الله له في عمله ورزقه وعمره ودينه ويرزقه الجنة يوم الموقف العظيم والمثول بين يديه.

صور الإحسان

للإحسان صورٌ عديدة لا تُحصى ولا تُعد، وقد كان الرّسول صلى الله عليه وسلم خيرُ قدوة في ذلك للمسلمين إذ حثّهم على الإحسان للإنسان والحيوان والنبات، ومن صوره النبيلة:

  • طاعة الوالدين وبرهم وخاصة في الكبر عندما يبلغان من العمر مبلغًا يحتاجان فيه للرّعاية الصّحية والبدنيّة والنّفسية، والدعاء لهما بالخير والاستغفار، والاستمرار بطرق أبواب البر لهما حتى بعد الموت من وصل أصدقائهما وتلاوة القرآن عنهما وغيرها.
  • صلة الرّحم والحرص على زيارة الأقارب ومشاركتهم أفراحهم وأعراسهم، ومساندتهم في أوقات الفرح والمصائب، والتّقرب إليهم بالخير والابتعاد عن كل ما يسيء لهم ويؤذيهم.
  • الرحمة بالحيوانات وعدم أذيتها واستغلال القوة لقتلها وتعذيبها والنيل منها، والحرص على تطبيب المريض منها وإطعام الجائع، وكذلك الرحمة بالنباتات فلا يجب ضرب أغصانها أو قطعها دون الحاجة بل على العكس ينبغي زراعتها وتعهدها بالسّقاية والرّعاية.
  • الحفاظ على اليتامى ورعايتهم ومنحهم النفقة التي يحتاجون لها من مأكلٍ ومشربٍ ومأوى، وتربيتهم وتعليمهم أحسن ما يمكن، وحفظ أموالهم وحقوقهم وردها إليهم لحين يكبرون، والسّعي لكفالتهم عند المقدرة.
  • التعامل الحسن مع الموظفين والعمال وإيتائهم أجورهم وحقوقهم، وعدم إلحاق الضّرر بهم واستغلالهم بأبشع الطّرق والوسائل.
  • إطعام المحتاجين والفقراء وتخصيص قدر من المال أو المواد العينيّة الفائضة عن الحاجة لهم، والحرص على الخفية في ذلك طلبًا لمرضاة الله والإخلاص في السعي.
  • إكرام الجار والإحسان إليه وعدم أذيته حتى لو كان من ديانة أخرى، وتحمل سيئاته والبر إليه وتحيته والبشاشة في وجهه عند اللقاء، ومبادلته التّحية والتبريك والتهنئة في الأعياد والمناسبات.

مراتب الإحسان

للإحسان مراتب ودرجات تختلف من شخص لآخر بحسب عمله ومنزلته، وعددها ثلاثة وهي:

  • المراقبة والمشاهدة والخوف من الله عز وجل وتعني عبادة الله على وجه الحضور، ومكانها القلب وشاهدها الإخلاص في النية، ومن أبرز مثوبتها هي النظر إلى وجه الله يوم القيامة.
  • الحياء من الله سبحانه وتعالى وهي نابعة من معرفة العبد أنَّ الله مطلعٌ على جميع أمره، فيستحي أن يجده الله حين نهى، ويفتقده الله حيث أمر، وتولد هذه المرتبة الخشوع في الصّلاة وحسن الخاتمة.
  • الأنس بالله عز وجل وهي تعني الشّعور بالاطمئنان والفرح والغبطة بعبادة الله عز وجل، فيتعلق قلب العبد بربه وبعبادته ويجد وحشة في فعل المعاصي ولا تطيب نفسه إلا بتطبيق أوامر الله وطاعته.

فضل الإحسان

  • يمنح الله المحسنين من عباده ما لا يمنحه لغيرهم من المثوبة ففعلهم مبرور وإحسانهم محفوظ وعملهم مشكور.
  • وعد الله المحسنين بأنَّ لهم حسن الثّواب يوم القيامة، وهو نقطة من إحسانهم لهم.
  • يهدي الله سبيل المحسنين من عباده إلى الخير والطّريق الصحيح.
  • يحب الله المحسنين ويحبّب بهم خلقه من العالمين ويضع بهم القبول.
السابق
دروس وعبر من خطبة حجة الوداع
التالي
مفهوم الزواج في الإسلام

اترك تعليقاً