اسلاميات

كم عدد الخلفاء الراشدين ومن هم

الخلافة الراشدة

الخلافة الراشدة أو دولة الخلفاء الراشدين هي أول خلافة إسلامية، وقد قامت بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين 12 ربيع الأول عام 11 هجريًا، والخلافة الراشدة لم يكن نظام الحكم فيها وراثيًا بل كان قائمًا على الشورى، وتناوب على خلافة المسلمين أربعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم وجميعهم من المبشرين بالجنة، وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وبلغت الخلافة الراشدة أوج اتساعها في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه وذلك يعود للتّوسّع بالفُتوحات، وقد بدأت المشاكل في دولة الخلافة الراشدة خلال عهد عثمان بن عفان وذلك عندما انقسم المسلمون لأول مرة وأدى ذلك إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان ثم تفاقمت المشاكل لاحقًا في عهد علي بن أبي طالب.

كم عدد الخلفاء الراشدين ومن هم؟

الخلفاء الراشدون هم أربعة من كبار الصحابة وهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم كلهم من المبشرين بالجنة وقد أمر النبي بالاقتداء بسنتهم، ومن الصعب حصر سيرتهم وأفضالهم على الأمة الإسلامية في القليل من السطور، وفي هذه الفقرة سنذكر سيرة مختصرة عنهم :

  • أبو بكر الصديق: هو عبدالله بن أبي قحافة التميمي القرشي وكنيته أبو بكر ولد في عام 51 قبل الهجرة، وهو أول من آمن برسول الله من الرجال وأول الخلفاء الراشدين، سمي أبو بكر بالصديق لأنه صدق النبي في خبر الإسراء والمعراج وقيل لأنه صدق النبي في كل خبر يأتيه من السماء، وكان يطلق عليه العتيق لأن الله أعتقه من النار، وكان أبو بكر سيدًا من سادات قريش وكان من أصحاب المواقف الكبيرة في عهد النبوة، بويع بالخلافة يوم وفاة النبي سنة 11 للهجرة، وفي عهده حارب المرتدين وأقام دعائم الإسلام، وافتتحت في عهده بلاد الشام والعراق، واستمرت خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف، توفي وهو ابن 63 عامًا.
  • عمر بن الخطاب: هو عمر بن الخطاب العدوي القرشي، كنيته أبو حفص، لقبه النبي عليه السلام بالفاروق، عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين وأول من لقب بأمير المؤمنين، كان من أبطال قريش في الجاهلية وأسلم قبل الهجرة بخمس سنوات وشهد الوقائع مع النبي عليه السلام، بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر الصديق وبعهد منه بعد أن استشار الناس فيه، وهو أول من بدأ التأريخ بسنة الهجرة النبوية وأول من دون الدواوين في الإسلام، وفي عهده فتحت الشام والعراق والقدس والمدائن ومصر والجزيرة وخراسان وكرمان وسجستان وقبرص، واستمرت خلافته 10 سنين و6 أشهر، توفي في يوم الإربعاء 25 من ذي الحجة وهو يؤم الناس في صلاة الفجر وكان عمره 63 عامًا.
  • عثمان بن عفان: هو عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي القرشي كنيته أبو عبدالله ثالث الخلفاء الراشدين، وقد أخذ البيعة بعد أن تشاور كبار الصحابة في الأمر، ولد في مكة وأسلم بعد البعثة بقليل وكان غنيًا شريفًا في الجاهلية، جهز جيش العسرة، وحدثت الكثير من الفتوحات الإسلامية في عهده ومنها أرمينية أذربيجان وإفريقيا وجزيرة قبرص وفي عهده أرسل حملة بحرية لغزو الأندلس، وفي عهده جمع المصحف، وقتل عثمان بن عفان في شهر ذي الحجة في يوم الجمعة بعد حصار دام شهرين وكان عمره 82 عامًا وبمقتله انعطفت مسيرة التاريخ الإسلام وبدأت الفتن.
  • علي بن أبي طالب: هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي وكنيته أبو الحسن، أمه فاطمة بنت أسد وهو رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة ومن أشجع الأبطال ومن أكابر الخطباء والفصحاء والعلماء بالقضاء، بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان سنة 35هـ، وفي عهده حدثت الكثير من الفتن والمعارك مع المسلمين ومع الخوارج، وتوفي علي بن أبي طالب في يوم 17 من رمضان عام 40هـ على يد عبد الرحمن بن ملجم.

هل يعد عمر بن عبد العزيز من الخلفاء الراشدين؟

مما لا شك به أن عمر بن عبد العزيز كان من أصحاب الفضل والدين والعلم والخير مما جعل بعض العلماء يطلقون عليه تسمية الخليفة الخامس، إلا أنه ليس من الخلفاء الراشدين المذكورين في الحديث المشار إليه فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ الخلافةُ في أمَّتي ثلاثونَ سَنةً ، ثمَّ مُلكٌ بعدَ ذلِكَ]، فمن الحديث حدد النبي صلى الله عليه وسلم أن الخلافة تكون من بعده 30 سنة فقط وهي المدة التي تضمنت خلافة أبي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين ولم تتضمن الـ 30 سنة التي في الحديث فترة حكم عمر بن عبد العزيز، قال البغوي في شرح السنة : “وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فهؤلاء أفضل الناس بعد النبيين والمرسلين صلى الله عليهم،” وقال ابن دقيق العيد في شرح الأربعين : “وسنة الخلفاء الراشدين المهديين يعني الذين شملهم الهدى وهم الأربعة بالإجماع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين”، وقد جاء في شرح مقدمة سنن ابن ماجة : “وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي”، وهل يكون في حكمهم من مشى على طريقتهم وجادتهم، ولم يحد عن الصواب كعمر بن عبد العزيز؟ فيقول جمع من أهل العلم: هو خامس الخلفاء الراشدين.

أهم أحداث الخلافة الراشدة

بدأت الخلافة الراشدة بعد موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي أحدثت صدمة عظيمة لكثير من المسلمين، وقد شهدت الخلافة الراشدة الكثير من الأحداث المهمة، ومنها:

  • مبايعة أبي بكر للخلافة : بايع المسلمون أبا بكر الصديق خليفة للمسلمين في المسجد وذلك بعد أن بايعه قادة المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة.
  • الردة : ارتد الكثير من المسلمين في الجزيرة العربية عن الإسلام بعد موت النبي عليه السلام ومن المسلمين من أنكر الزكاة بعد موت النبي ومنهم من لم يكتفي فقط بالارتداد عن الدين الإسلامي بل قاتل المسلمين ونكل بهم.
  • حروب الردة : جهز أبو بكر مجموعة من الجيوش الإسلامية لمحاربة المرتدين وكان عدد الجيوش أحد عشر جيشًا ولم يتعدى قوامها ألفين أو ثلاثة أو خمسة ألاف، وقد انتصرت هذه الجيوش على المرتدين.
  • جمع القرآن : أمر أبو بكر زيد بن ثابت بجمع القرآن وذلك بعد أن قتل الكثير من حفاظ القرآن في معارك الردة، وكان عمر بن الخطاب هو من أشار على أبي بكر بجمع القرأن.
  • الخروج للفرس والروم : وجه أبو بكر الصديق جيوش المسلمين إلى دولة الفرس والروم وذلك لدعوة أهلها للإسلام وقد أمّن أبو بكر حدود دولة الإسلام مع الفرس.
  • مبايعة عمر بن الخطاب: بويع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد موت أبي بكر الصديق.
  • التوسع : توسعت الأراضي الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة فقد فتحت الكثير من الدول ومنها الشام ومصر وفلسطين.
  • استشهاد عمر بن الخطاب وخلافة عثمان : في يوم 4 من ذي الحجة عام 23هـ استشهد عمر الفاروق على يد أبي لؤلؤة المجوسي وقد بايع المسلمون بعدها عثمان بن عفان في شهر ذي الحجة عام 23 هـ.
  • الفتوحات في خلافة عثمان : شهد عهد عثمان بن عفان الكثير من الفتوحات، كما بنى عثمان أول أسطول بحري إسلامي.
  • مصحف عثمان : جمع عثمان بن عفان المسلمين على مصحف واحد.
  • اشتعال الفتنة : بدأت في عهد عثمان فتنة انتهت بحصاره وقتله رضي الله عنه في عام 35 هـ.
  • مبايعة علي بن أبي طالب : بايع المسلمون علي بن أبي طالب بعد استشهاد عثمان بن عفان وكان ذلك خلال الفتنة.
  • معركتا الجمل وصفين : حدثت معركتا الجمل وصفين بين المسلمين وكان سببها خلاف بين المسلمين حول القصاص من قتلة عثمان بن عفان.
  • ظهور الخوارج : ظهر الخوارج وهي فرقة خرجت على سيدنا علي بن أبي طالب وقاتلهم سيدنا علي بعد أن زاد بطشهم وقتلهم للمسلمين.
  • استشهاد علي ومبايعة الحسن بن علي : بعد أن استشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بايع المسلمون ابنه الحسن بالخلافة إلا أنه تنازل عنها لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وبهذا تكون قد انتهت الخلافة الراشدة.

دولة الإسلام

دولة الإسلام هو اسم يطلق على الدول المتعاقبة التي حكمت تحت مظلة الإسلام، وقد بدأت دول الإسلام منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد انطلقت من المدينة المنورة، وبعد موت النبي جاءت الخلافة الراشدة ثم الدولة الأموية ثم الدولة العباسية ثم الدولة العثمانية وكانت تتضمن هذه الدول إمارات وسلطنات ودولًا مثل: السلاجقة والبويهيين والمرابطين والموحدين وغيرها الكثير، وقد اختلفت هذه الدول في مساحتها الجغرافية والمستوى السياسي والاقتصادي والتوجه الديني والجانب الفكري العام، وسنذكر في هذه الفقرة الدول الإسلامية الكبرى التي حكمت المسلمين:

  • الخلافة الراشدة : (11-41)هـ وهي أول دول الخلافة الإسلامية وقامت بعد موت النبي في السنة الـ 11 للهجرة وكانت المدينة المنورة هي عاصمتها وبقيت كذلك حتى عام 656م، ثم انتقلت الى الكوفة حتى عام 661م، وكان الحكم فيها بالشورى وتعاقب على حكمها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب ثم الحسن بن علي.
  • الدولة الأموية : (41-132) هـ هي الخلافة الأموية أو دولة بني أمية وتعد ثاني خلافة إسلامية ووصلت حدودها الى أكبر توسع شهدته الدولة الإسلامية وكان ذلك في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك وقد امتدت حدودها من أطراف الصين في الشرق حتى فرنسا غربًا، وتمكنت من فتح إفريقيا والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر وكانت عاصمة الدولة في مدينة دمشق.
  • الدولة العباسية : (132-656)هـ الدولة العباسية هي دولة الخلافة الثالثة وقد تأسست بعد الدولة الأموية بعد أن أزاحوهم عن الحكم واستفردوا بالخلافة، كان نظام الحكم في الدولة العباسية خلافة وراثية، كانت بغداد عاصمة الخلافة.
  • الدولة العثمانية : (698-1342)هـ الدولة العثمانية هي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول واستمرت قرابة الـ 600 عام، نشأت الدولة كإمارة تركمانية في خدمة السلاجقة الروم وكانت ترد الغارات البيزنطية عن ديار الإسلام وبعد سقوط سلطنة السلاجقة استقلت الإمارة وسيطرت على جميع الإمارات الأخرى، وانتقلت العاصمة في الدولة العثمانية بين عدة مدن منها سكود وبورصة وأدرنة وآخرها القسطنطينية (إسطنبول)، كان نظام الحكم في الدولة العثمانية وراثيًا.

مَعْلومَة

يعتقد أهل السنة أن خلافة الحسن بن علي رضي الله عنه كانت خلافة راشدة وأنها جزء مكمل لخلافة النبوة التي أخبر النبي بها والتي مدتها 30 عامًا، إذ بويع الحسن أميرًا للمؤمنين من عامة المسلمين وذلك بعد قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واعتبر العلماء أن خلافته كانت خلافة راشدة لأن مدته في الحكم كانت متممة لـ 30 عامًا التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه قال النبي عليه السلام : [ الخلافةُ في أمَّتي ثلاثونَ سَنةً ، ثمَّ مُلكٌ بعدَ ذلِكَ] وعلق ابن كثير على هذا الحديث بقول إنما كملت الـ 30 بخلافة الحسن بن علي فإنه تنازل عن الخلافة لمعاوية ليصبح أول خليفة أموي في شهر ربيع الأول في سنة إحدى وأربعين وذلك كمال 30 سنة من موت النبي عليه السلام، وقد قرر جمع من أهل العلم عند شرحهم لحديث النبي الذي ذكرناه سالفًا أن الأشهر التي تولى فيها الحسن بن علي رضي الله عنه بعد موت أبيه إنما هي داخلة في خلافة النبوة ومكملة لها وممن قال أيضًا بخلافة الحسن الراشدة من العلماء القاضي عياض وابن أبي العز الحنفي، وبهذا فإن تلك الستة أشهر التي تولى فيها الحسن الخلافة هي المكملة لـ 30 عامًا.

السابق
اكثر لغات العالم انتشارا
التالي
من صفات الملائكة

اترك تعليقاً